إسبانيا : جدال بين الحزب الاشتراكي الحاكم و الكنيسة الكاثوليكية حول الاختيارات العلمانية للحكومة.

محمد سعلي

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مئات الآلاف من الأشخاص الذين استجابوا يوم 30 من شهر دجنبر الماضي لنداء رئيس أساقفة مدريد، حضروا إلى ساحة كولون في العاصمة الاسبانية، و تابعوا مداخلات ممثلي الأسقفية الذين دافعوا عن العائلة المسيحية، متهمين الحكومة الاشتراكية، التي يترأسها زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني ذو الاختيارات العلمانية، خوسي رودريكيث ثاباتيرو، بالعمل من أجل تقويض أسس العائلة الاسبانية، عبر عدد من القوانين، مذكرين في هذا الإطار بالقانون المنظم للزواج المثلي، و نظام التربية و التعليم، و قانون الإجهاض، حيث وصفوا هذه القوانين "بالظالمة"، و اعتبرها كاردينال مدريد، أنطونيو ماريا روكو باريلا، بأنها رجعية "وتعود بحقوق الإنسان نحو الوراء".

كل هذه التطورات، تعمم مناخا غير صحي، حسب ما جاء يوما بعد ذلك، في افتتاحية جريدة "إلباييس" الاسبانية، المقربة من الحزب الاشتراكي الحاكم، حيث اعتبرت هذه الجريدة ذائعة الصيت، أن هذه التصريحات تستبعد التفكير و النقد الذاتي، و أكدت أنه رغم الاتهامات القاسية التي أطلقها "الواعظون الدينيون"، فإن القوانين التي تهم الطلاق و الزواج المثلي و الإجهاض هي استجابة ضرورية فرضتها الحاجة إلى ضبط أوضاع نتجت في مجتمع ديموقراطي و منفتح.

تحت عنوان لا يدع مجالا للشك : "أساقفة في الحملة الانتخابية"، وصفت هذه الافتتاحية، اللقاء الديني، الذي يأتي على بعد حوالي شهرين من الانتخابات العامة ليوم 9 مارس المقبل، بأنه مصبوغ بطابع سياسي، و ذلك عندما يتم انتقاد الحكومة بنفس اللهجة التي يستعملها الحزب الشعبي المعارض الذي يتزعمه ماريانو راخوي، بل أكثر من ذلك، عندما اعتبر كاردينال مدينة فالينسيا أوكوستين كارثيا-كاسكو، أن العلمانية تقود إلى انحلال الديمقراطية.

افتتاحية نفس الصحيفة ليوم 3 يناير 2008، و التي دعت الحكومة إلى تشديد الفصل بين الكنيسة و الدولة، اتهمت صراحة الكنيسة الكاثوليكية بمباشرة حملة انتخابية بالتفويض لصالح الحزب الشعبي ذو التوجهات اليمينية، و طالبات بدل ذلك بتعميق الديمقراطية الاسبانية، و إزالة المظاهر و البقايا الدينية من البروتوكولات الرسمية، و الحد من دور الديانة الكاثوليكية في التعليم، هذا الإجراءات التي من شأنها أن تحقق تعايشا أفضل في مجتمع يصير شيء فشيئا متعدد الديانات.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل