أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - الفرقة السمفونية العراقية تعزف -چا ما لي والي- الجزء الأول














المزيد.....

الفرقة السمفونية العراقية تعزف -چا ما لي والي- الجزء الأول


عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)


الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 02:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تأسست الفرقة السمفونية العراقية سنة 1959 بعد ثورة 14 تموز بعام، عزفت للأحرار، للحرية والحياة، للنهرين الخالدين دجلة والفرات، أمتزجت الحان الرومانس لبتهوفن وجايكو فسكي مع تغريد البلابل وهديل الحمام وزقزقت العصافير، استمر هذا التناغم الجميل لمدة ثلاثة أعوام ونصف.
بعد توقف طبل المسحراتي في بغداد صبحية 14 رمضان 1963، دبت حركة غير عادية للمركبات والأشخاص، وفي ساعة الصفر، العاشرة صباحاً عزفت الفرقة السمفونية نوتة اللاجرو المتسارع لموتسارت على خلفية اصوات رهيبة، اصوات قصف الطائرات والدبابات وأزيز الرصاص وهتافات المتظاهرين بسقوط المتأمرين وحياة الجمهورية وزعمائها الميامين، انتصر خفافيش الظلام، فأمتلأت السجون والمعتقلات بالنساء والرجال ولم يسمع من عزف سوى صراخ المعذبين في قصر النهاية وخلف السدة وسجن بغداد المركزي وسجن رقم واحد في معسكر الرشيد وآهات آباء وامهات المعتقلين وفحيح الأفاعي ونعيق الغربان وعواء ذئاب الأمة الخالدة.
سقطت حكومة الصبيان وأختفى أزيز رصاص الحرس القومي وجاء رئيس جديد بأمر القبيلة، يطرب لأهازيج الصوفية وصهيل الخيل ورغاء الأبل وثغاء الماعز والخراف، لاتثير مشاعره السمفونيات، ومن ثم تولى الحكم شقيقه بعد مقتله والأخ على خطى أخيه وأكثر، يطرب لسماع عبد الباسط عبد الصمد والشعشاعي ولايعرف من هو باخ وموتسارت وبتهوفن.
وفي يوم من أيام شهر تموز 1968، استبدل بث الأذاعتين المسموعة والمرئية بمارشات عسكرية وسمع منهما مفردات وشعارات جديدة منطلقة من حناجر مألوفة، شعارات تعزيز الروابط بدول المعسكر الأشتراكي آنذاك وأعطاء الحقوق القومية للكورد وتأميم النفط وأجازة الأحزاب وتشكيل الجبهة الوطنية القومية التقدمية بزعامة حزب الكواسر، صدق البعث المغفلون وحلم الحالمون ببناء الأشتراكية واستبشر العازفون بأنفتاح السلطة على الفن ورجاله، فأنطلقت الفرقة السمفونية تعزف داخل الوطن وفي الدول الغربية والشرقية.
صمتت الفرقة السمفونية وارتفعت اصوات المداحين والمباركين بصعود نجم القبيلة، عبدالله المؤمن، حامي البوابة الشرقية، رافعاً لواء القضاء على الشيوعية وتحجيم الثورة الخمينية، أعلن الحرب بعد قرع طبولها في ايلول 1980 بمباركة الأخوة الأبالسة والشيطان الأكبر، استمر نزيف الدم والأقتصاد لمدة ثمانية اعوام لم يسمع خلالها سوى اصوات الصواريخ والطائرات وصراخ العمال والباعة المصريين والسودانيين في شوارع بغداد والمدن العراقية.
وبعد مرور عامين على توقف الحرب على الحدود الشرقية وجه قواته صوب أبناء العم على الحدود الجنوبية، عاث الجنود فساداً، استباحوا ونهبوا مع الرفاق المركبات والأجهزة والمعدات من المدارس والجامعات والمستشفيات، وأقترفوا فضائع لم يقترفها المغول في العراق.
لم يذ عن الطاغية لنصائح وتحذيرات ومناشدات الأقرباء والأصدقاء بالأنسحاب، فهبت عاصفة الصحراء في 16 كانون الثاني 1991 ترمي قنابلها الذكية والعنقودية وصواريخ كروز على الجسور والطرق والمصانع ومحطات توليد الكهرباء وتكرير المياه ومراكز الأتصالات والمنشئات النفطية، هذا الذي حدث ولم يسمع عزف للفرقة السمفونية، تحررت الكويت في 26 شباط واندحر الجيش منكسرأ مهاننا وآلياته مهشمة على طريق الموت.
ثأر الجنود لكرامتهم بتوجيه رصاص البنادق وقنابل الدبابات الى تمثال الصنم في البصرة، ومن هناك انطلقت الحشود في الجنوب والوسط و كوردستان تحرر القرى والمدن من أزلام صدام وبعثه، كاد النظام أن يهوى لولا الهاجس الطائفي من سيطرة الشيعة على مقاليد الأمور.
سمحت امريكا للمجرم بتحريك قطعاته وسمتياته للقضاء على المنتفضين، أزيلت حسينيات ومساجد بالجرافات ولم تسلم أضرحة اهل البيت من قنابل المدافع والرصاص، ودفن الأطفال والنساء والشباب والكهول في قبور جماعية.
فرض الحصار الأقتصادي و فرضت مناطق محرمة على طيران الطاغية، بح صوت الفرقة السمفونية ونالها شظف الحصار، فأنخفضت القيمة الشرائية لرواتب العازفين، فأصبحت لاتساعد الحصة التموينية في سد الرمق، فأنهارت قوى عازفي العود وبقية الآلات الوترية وضعف النقر على الطبلة والآلات الأيقاعية وقل نفخ الناي وآلات النفخ الموسيقية.

ملاحظة: "چا ما لي والي" معنى ذلك ليس للفرقة السمفونية من يدافع عنها أو يحميها.






#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)       Asmat_Shalan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من سقوط جمهورية مهاباد
- متعاقد من بلاك ووتر يقتل احد حماية نائب رئيس الجمهورية
- تهافت بعض رجال الدين على المناصب الحكومية من ممارساتهم الخاط ...
- بحوث الخلايا الجذعية ونظرة الأديان لبعضها
- خطة أدارة بوش المستقبلية للعراق
- تهريب البضائع عبر الحدود العراقية الأيرانية
- فسيسفاء الثقافة ومهمات مجلسها العراقي
- تناقض بين مشروع د.علاوي وأقامة جبهة وطنية عريضة
- ثقافة متخلفة أفرزت جند السماء وأتباع أحمد بن الحسن
- هل تنال المرأة حقوقها بتفسيرها للقرآن؟
- تاريخ عقوبة الأعدام باختصار
- أسباب وتداعيات الصراع بين بعض المراجع الشيعية
- أنتفاضة المحرومين في كوردستان العراق
- حزب الله...وبعض الكتاب العلمانيين
- أسلحة حزب الله المتطورة تفاجأ الأسرائيليين
- صمود المقاومة اللبنانية يلحق الهزيمة بمخططات أمريكا وأسرائيل
- خطة حماية بغداد - الثغرات والدعم الشعبي المفقود
- توسيع عدد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق يثير التسا ...
- تجنيد المغفلين في أوربا وكندا وأنتحارهم في العراق
- حب صدام للشعب العراقي والأمة العربية !!!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - الفرقة السمفونية العراقية تعزف -چا ما لي والي- الجزء الأول