أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم مطر - احبب نفسك والناس ايها الانسان..















المزيد.....

احبب نفسك والناس ايها الانسان..


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 06:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المحبة هي طاقة الحياة. المحبة هي الأساس الأول الذي يقوم عليه وجود الافراد والمجتمعات. محبة الذات والحياة هي الطاقة الجبارة التي تدفع الفرد الإنساني إلى البقاء وتحدي كل الصعوبات منذ لحظة الميلاد وحتى الممات. بدون محبة الذات والحياة يستحيل على الإنسان، حتى الرضيع، أن يبقى لحظة واحدة في العمر. الموت، مهما كانت أسبابه الظاهرية، في جوهره تعبير عن تعب الإنسان من الحياة ونضوب طاقة محبته لذاته وللحياة ورغبته الباطنية في الاستقالة منها.

المرض والحروب دليل على نقص المحبة
ان قانون المحبة مثل قانون الفيزياء:( لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه). أية نية وأية فكرة وأية كلمة وأية عاطفة، هي فعل، هي طاقة. فأن كانت تتضمن محبة وخير فأن رد فعلها على الذات، محبة وخير. وان كانت تتضمن ضغينة وشر فأنها رد فعلها على الذات، ضغينة وشر.
المحبة طاقة جبارة تنبع من القلب وتشع في انحاء البدن وحوله، لتمنحه الحياة وتحميه من كل شر وتقوده نحو الخير. ان مشاكل الانسان، فردا وجماعات تزداد مع نقص المشاعر الايجابية من محبة وكرم وتضامن وفرح وتسامح، وزيادة المشاعر السلبية من ضغينة وغيرة ونميمة وغضب وتآمر. ان الامراض والمشاكل والحروب والاستعمار، لا تحل بين الناس ولا تصيب أية جماعة أو مؤسسة أو أمة، إلا بعد أن تضعف المحبة والتضامن بين أهلها، وتسود الغيرة والبغضاء، فتتراجع طاقة المحبة والخير لتحل محلها طاقة الحسد والحقد والشر، فتكثر الفواجع وتحل النوائب ويتكالب الأعداء مثل ذباب على طفل مهمل.
المحبة تبعث في الفرد والجماعة روح التضامن والقوة والقدرة على مواجهة الصعاب، وتبعد عن الوطن أية إمكانية لأن يقع بأيدي الرعاع والمغامرين والقوى الخارجية. أن تريد أن تبعد الشر عن أي إنسان عزيز عليك، فابعث له طاقة المحبة الصادقة من أعماق قلبك، لأن المحبة وحدها كفيلة بإبعاد الشر مهما كان مصدره.

المحبة تعني السلام وليس للخنوع
كثيرا ما اسيء فهم مقولات السيد المسيح الشهيرة عن( احبب عدوك.. وادر له خدك الأيسر)، على انها تعني الخنوع للظلم! لا ابدا. لانك بالمحبة والتسامح تحمي نفسك من حقد الآخر وأذاه، وتجعل طاقة شره تعود عليه، فأن لم ينتبه ويعتذر، فانه لا محال سوف يحترق بنيران شره فتأتيه الامراض والمشاكل من كل ناحية.
إن "سلاح" المحبة والتضامن لمن يستخدمه بصدق وإيمان بالذات وبالله، لهو أقوى تأثيرا من سلاح الحقد والضغينة والتضحية بالنفس. إن المحبة ليست مشاعرا فقط، بل هي فعل أيضا. المحبة الصادقة تحدث ثورة عظمى في سلوك الأفراد والمجتمعات. إنها تحمي حاملها من كل نوايا الشر ومشاعر الحسد وغدر الزمان. المحبة تعني السلم والحوار والتسامح ورفض العنف، ولا تعني الخنوع والتملق والسكوت عن الظلم. المحبة الصادقة، تمنحك الشجاعة لتقول الحقيقة وتواجه الجبروت، لأنها تمنحك الثقة بنفسك وبالحياة وبالله.

المحبة اعظم من العقل
خاطئة تلك الفكرة الحداثية السائدة التي تؤكد فقط على (العقل والمصالح) في تحريك البشر والطبقات والدول. في الحقيقة، حتى المصالح، في أعماقها، تخفي مشاعر، ايجابية وسلبية. المحبة هي أساس المجتمع، وبدون المحبة ليست هنالك أمومة وأبوة ولا عائلة ولا أخوة ولا صداقة ولا جماعات وطوائف وأحزاب وحياة اجتماعية.
إن فكرة (البقاء للأقوى) الغربية، غير صحيحة وتبتغي تحويل الإنسان إلى كائن آلي لا تحركه غير الحسابات والمصالح الجامدة. قانون الحياة هو: (البقاء للأكثر محبة لذاته وللحياة)..

محبة الذات ليست انانية
خاطئة أيضا تلك الفكرة الشعبية السائدة، بأن (محبة الذات) تعني (الأنانية وكره الآخرين). بل الحقيقة هي العكس تماماً: إن (الأناني) هو من يكره نفسه. أن الذي يحب نفسه، من مصلحته أن يجعل الآخرين يحبونه. لكن الأناني في كل مكان وزمان، غير محبوب من قبل الآخرين. وأقصى ما يمكنه أن يفعله، أن يكسب رضا الناس بالمال أو بالقوة، لكنه أبدا لن يكسب قلوبهم. إن (الأناني) يعاني من (كره الذات)، وكل سلوكه الظاهري من عناية بالذات وحرمان الآخرين، ما هو إلا سلوك مصطنع لخداع نفسه التي يخشاها ويمقتها، مثل الذي يخادع عدواً رابضاً في داخله. إن المحب الحقيقي لذاته لا بد أن يحب الآخرين. من دون محبة الذات لا يمكن للإنسان أن يحب الحياة. ومن يحب الحياة لا بد أن يحب البشر والبيئة التي تتكون منها.

المحبة ليست تملكا بل أخذا وعطاء
خاطئة تلك الفكرة القائلة بأن محبة الآخر تعني الاستحواذ عليه. إن المحبة تختلف عن التملك، لأنها منفتحة على كل البشر. الذي يغار عليك ويبتغي إبقاءك حكراً له، لا يمكنه أن يحبك، بل يبتغي امتلاكك. إن من لديه محبة لإنسان أو لقضية، يحرص على أن يشاركه جميع الناس محبته. إن من يريدك له وحده، لا يمكنه أن يحبك، بل هو في أعماقه يبتغي أذاك وحرمانك من محبة الناس. الإنسان التملكي لا يمكنه أن يحب الآخرين، لأنه أساسا لا يحب ذاته وفاقد الثقة بها ويخشى أن تهرب منه نحو الآخرين.

المحبة لا تدعو للتضحية بالنفس بل الى تقديسها
خاطئة تلك الفكرة القائلة بأن (الشهداء) يضحون بحياتهم لانهم (يحبون) قضيتهم وشعبهم. ان التضحية بالنفس استهانة بها، ومن يستهين بنفسه كيف يمكنه ان يحب نفوس الآخرين؟! ان جوهر المحبة هو تقديس النفس الانسانية، ومن لا يقدس نفسه لا يمتلك اية محبة. أن الذين يضحون بأنفسهم لا يهتمون بمصير اهلهم واحبتهم وشعبهم، ولا يهتمون بالعقاب والانتقام والاذى الذي يسببونه لهم.
ان التضحية والاستشهاد تعبير عن بغض الذات والحياة..

لنقدس المحبة
آن الاوان لنزرع في ناسنا (محبة الذات) و(تقديس النفس)، ونخلصهم من ثقافة (التضحية بالنفس) التي شحنتها فيه كل المعتقدات والأحزاب: ((التضحية من أجل الآخرين.. التضحية من أجل الدين.. التضحية من أجل الحبيب.. التضحية من أجل الحزب.. التضحية من أجل الوطن..الخ..)).. الكل يطالبهم بالتضحية، حتى غدت (التضحية) هي العقيدة الكبرى التي يتعلمها المواطن في البيت وفي الشارع وفي المدرسة وفي الحزب وفي وسائل الإعلام.. ليست صدفة أبدا، هذه الكوارث المتلاحقة الذي نعيشها منذ أجيال وأجيال، لأن (ثقافة التضحية) ونداءات (بالروح بالدم نفديك يا ...!؟) هي احتقار للذات. وهذه النفسية المحتقرة للذات لا بد أن تهلك الذات من خلال خلق الكواراث التي تتطلب التضحيات!
إن المحبة تبدأ بـ(محبة الذات)ثم(محبة الناس والحياة) لتبلغ ذروتها بـ (محبة الله).. إن من لا يحب نفسه والناس لا يمكنه أن يحب الله. فمن لا يحب المخلوق، كيف يمكنه أن يحب خالقه؟! إن محبة الخالق تبدأ بمحبة المخلوق، و(ذاتنا) هي أول وأقرب مخلوقات الله إلينا. إن محبة الله تعني محبة كل خليقته، الإنسان والأكوان. أي محبة الإنسانية بكل شعوبها وأديانها وطوائفها، ومحبة الطبيعة بنباتاتها وحيواناتها وسمائها وأرضها..
ليتعلم انساننا أن يقولها بكل ثقة وإيمان: ((أنا أحب نفسي.. لهذا أنا أحب الحياة، ولهذا أنا أحب الناس والوطن والإنسانية جمعاء والطبيعة الشاسعة، ولهذا أنا أحب الله ضميرنا وحبيبنا الأعظم))..
www.salim-matar.com



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسي الجنسية يشرف على لجنة طرد عرب كركوك!!
- تنديد عالمي بالمشروع الاستعماري العراقي لتقسيم امريكا!
- أوه... يابلادي، رحماك كفيني عشقك.. ياقديسة ياغاوية..
- حوار مع سليم مطر، حول الامة العراقية وهويتها التاريخية
- هاكم يا أصدقائي، انا العراقي الحائر،اسمعوا صلاة اعترافي في ح ...
- حضرة السرطان عندما زار صديقي الكاتب العراقي
- الحزب الشيوعي العراقي وازمته التاريخية المستعصية!
- مسؤولية المثقف عن العنف السائد في العراق وفي العالم العربي
- فصل من سيرة عراقية: حكايتي مع الله .. صديقي الطيب الجليل
- احياء الهوية الوطنية.. الخلاص الوحيد اما العراقيين
- مام جلال والنخب الكردية العراقية، والفرصة التاريخية التي لن ...
- السلطة الكردية وحملاتها ضد الكتاب العراقيين ومنهم الاكراد ال ...
- مقطع من سيرة عراقية: هنا ترقد الشاكرية.. بلادنا العابرة
- اليسار العراقي والموقف من نظام البرزاني والنظام التركي
- عقلية التدمير الذاتي العراقية والحنكة الامريكية الاسرائيلية
- سيرة عراقية/ سينمات بغداد.. جناني المفقودة
- بعد غيبة طويلة، حوار موسع مع سليم مطر حول الهوية الوطنية
- سلالة الحقد.. سلالة الحب..
- حلفاء امريكا في العراق يحرضون اطفال المدارس على قتل المسيحيي ...
- اعلان انبثاق تيار الضمير العراقي


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم مطر - احبب نفسك والناس ايها الانسان..