أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 16















المزيد.....

من ذاكرة الأسر 16


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 10:12
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الأسيران محمد الفار وشفيق بريم
شموع على طريق الحرية

...... "أبو الوعد" المناضل محمد الفار، ملامحه تعكس ذلك الإنسان الهادي وصاحب الأعصاب الفولاذية والذي لا يستفز بسرعة، درس اللغة العربية في الجزائر وتخرج من جامعاتها، ومارس هناك نشاطه السياسي في اطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن ثم عاد إلى قطاع غزة ، ليواصل نشاطه في إطار مسؤولياته الحزبية والكفاحية ، و"ابو الوعد" من الرفاق الصبورين جداً، والذين لا يميلون إلى" الفشخرة" والمباهة ، والتكلم المستمر عن الذات، فهو لم يقل في يوم من الأيام ، انا المسؤول أو المرجع التنظيمي، أو المسؤول عن علان أو فلان من الرفاق، والرفيق "أبو الوعد" الذي التقيته وسكنت معه في نفس الغرفة في سجن عسقلان، عام 2005، كان ممنوع من زيارة الأهل ، تحت حجج وذرائع الأسباب الأمنية، وتراه دائم القلق على والدته، والتي كان يطمئن عليها من خلال الرسائل ، إلى أن جاءته الموافقة بالزيارة مرة كل ثلاثة شهور، وكم كان فرح وسعيد بهذه الزيارة،"وأبو الوعد" توفرت له الفرصة للتعرف على الأسرة والعائلة من خلال شاشة تلفزيون فلسطين ، في رمضان 2006 ، فهناك الكثير من أبناء أخوته وأخواته ، كبروا أو ولدوا وهو في المعتقل وهو لا يعرفهم، والقلق الذي كان يبديه المناضل " أبو الوعد" على الوالدة والخوف أن تغادر هذه الدنيا إلى دار الآخرة دون أن يتمكن من مشاهدتها ووداعها، حصل حيث انتقلت إلى جوار ربها في شهر تشرين أول من هذا العام ، وطبعاً دون أن يتمكن "أبو الوعد" من مشاهدتها أو وداعها، " والصديق والرفيق "أبو الوعد" كان الأهل قد اشتروا له نصف دونم من الأرض في منطقة شمال غزة، وكم كان سعيداً بذلك ، وكان يحضر الصور لهذه الأرض ، وكان يقول لي والله يا"أبو شادي" صرت ملاك ، ومش عارف شو أزرع هالأرض خضره أو أشجار مثمرة، وعندما كان يسمع في الأخبار ،ان الاحتلال سيقوم باجتياح القطاع ، وعمل منطقة أمنية بحجة منع إطلاق صواريخ المقاومة ، كان "أبو الوعد" يقول ضاع شقى العمر، وكنا أنا و"الوعد" نخوض نقاشاً مطولاً حول أزمة اليسار وتراجع دور الجبهة تحديداً في منطقة القطاع، وما هي السبل للخروج من هذه الأزمة ، وحالة الأسلمه التي يتعرض لها المجتمع الفلسطيني، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية، وتراجع دور فتح والقوى الديمقراطية في الساحة الفلسطينية ، "وأبو الوعد" حسب تصنيفاتي وتقيماتي ينتمي إلى المدرسة الواقعية ، رغم أن البعض يصر على تسمية ذلك بالهبوط السياسي، وهو من المناضلين المثقفين والذي لديهم اطلاعه واسعة وخبرة في المجال الحزبي والتنظيمي، "وأبو الوعد" يخطط إن منّ الله عليه بإفراج من خلال إحدى صفقات التبادل مع حزب الله ، او حركة حماس، أن يعيش في إحدى الدول الاسكندنافيه ، حيث يرى أن هناك الكثير من القيود الاجتماعية في القطاع على الحرية الشخصية ، وكان يخوض نقاشات مطولة مع الأسير حسام شاهين ، والذي زار تلك الدول أكثر من مرة، حيث شرح له بشكل مفصل عن الحياة وظروف المعيشة في تلك الدول، وامكانية أن يمارس قناعاته وأفكاره دون تدخل من أحد ، وتحديداً في مجال الحريات الشخصية" وأبو الوعد" لا يشطح كثيراً وهو يدرك جيداً ، أن قضية الأسرى هي ورقة ابتزاز وضغط سياسي ، وإسرائيل لا ولن تطلق سراح أسرى لديهم وعليهم قضايا جدية ،أو ما تسميهم وتصنفهم إسرائيل الملطخة أيديهم بالدماء، وفق منطق ما يسمى بحسن النوايا، وهذا الملف يحل فقط من خلال صفقات التبادل، وهذا أمر محسوم وعلى السلطة والأحزاب أن تبحث عن السبل والطرق العملية ،التي تمكنها من تحرير أسراها بعزة وكرامة ، ودون أية اشتراطات أو تنازلات ، من طراز وصف نضالاتها"بالإرهاب" أو إدانة واستنكار تاريخها وثورتها.
أما الأسير المناضل شفيق بريم من منطقة بني سهيلا في القطاع ، والذي إلتقيته وسكنت معه في سجن عسقلان عام 2005 ، وفي قسم 8 غرفة 26 ، فقد تربى وعاش في لبنان ، وعرف النضال والثورة هناك ، وزوجته" أم محمد" تعرف عليها هناك، و"أبو محمد أثناء اجتياح عام 1982 ، كان من المدافعين عن المقاومة ، والذين تصدوا لقوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء غزوها للأراضي اللبنانية ، من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وطردها من الأراضي اللبنانية ، وقد تم أسره مع عدد كبير من المناضلين، ومكث في معتقل أنصار الصهيوني في لبنان، أكثر من عام ونصف، "وأبو محمد" حزبي وحاد المزاج وفي أحيان كثيرة يتعامل مع الرفاق ، وتحديداً الصغار منهم بدرجة عالية من الصرامة والحزم، وهو حاد في المسائل التنظيمية والمالية، وقد اكتسب خلال وجوده في الخارج خبرة تنظيمية في مجال عقد المؤتمرات الحزبية ، وكان يقول للرفاق صالح زهران ومحمد والسناوي، حول القضايا المتعلقة بالجلسات الثقافية والمالية، إما التزام ،أو"الشنكر بنكر"، أي استخدام عصا" القشاطة" في العقاب، وهذا طبعاً على سبيل الدعابة ،أكثر منه للتطبيق،و"أبو محمد" أكثر ما يكره أن يقوم الرفاق الذين ليس لهم أرصدة مالية بالاستدانة من الصندوق من أجل التدخين ،أو يترحلوا من السجن دون دفع المستحقات المالية عليهم لصندوق المنظمة"، وعليك أن لا تناقش أو تمزح مع "أبو محمد" في أيام الزيارة، وتحديداً عندما يكون هناك منع أو إغلاق متزامن مع زيارة الأهل ،فأنت تشعر كم هو غاضب وساخط ومتضايق،وكأن به مس من الجان أو الشياطين، وكان الرفيق"أبو العميد" من قرية أودله في نابلس، يثير غضب ونقمة"أبو محمد" ،عندما يقول له تعيش المقاومة ومزيداً من إطلاق الصواريخ،ويرد عليه "أبو محمد" قصدك المواسير، وعندما يهدأ قليلاً ، يقول كله في سبيل المقاومة يهون، وأما عندما لا يكون هناك منع ،فأنت تراه يصحو باكراً ويستعد من أجل الزيارة، ويكون"على سنجة عشرة"، من أجل لقاء "أم محمد" والأولاد ، وفي إحدى الليالي والتي صادفت ليلة العيد أصيب "أبو محمد" بنزيف ناتج عن انفجار إحدى الشرايين، وتزامن ذلك مع وجود الدكتور ؟أحمد المسلماني في الغرفة والذي قدم له الإسعافات اللازمة، وبعد صياح مع إدارة المعتقل استمر لساعات، تم نقل "أبو محمد" لعيادة المعتقل ،ومن ثم إلى مستشفى سجن الرملة ، حيث مكث أكثر من شهرين هناك ، وفي كل مرة كنا نراجع بها إدارة المعتقل، كان يأتينا الجواب،أن هناك اشتباه بأنه مصاب بالسل، وهو ما يضحك الدكتور المسلماني والموجدين في الغرفة، وهذا دلالة على مدى استهتار إدارة السجون بصحة الأسرى الفلسطينيين، وبعد أكثر من شهرين في مستشفى الرملة ، توصل الأطباء إلى أن المسألة ليس لها علاقة بالسل من قريب أو بعيد، بل ان النزيف ناتج عن انفجار لإحدى الشرايين، وليعود إلينا "أبو محمد" سالماً غانم ، رغم أننا افتقدناه، وكنا نقول على سبيل المزاح" الشنكر بنكر" ودعناه ولن نراه مرة ثانية، و"أبو محمد" وزوجته والذين تعودوا على جو لبنان وهواها ، لم يتأقلموا مع أجواء بني سهيلا، ولذلك أبو محمد يقول،انه بعد التحرر فإنه يخطط للعودة والعيش في لبنان، لبنان الحب والذكريات.
و"أبو الوعد و"أبو محمد" نماذج لعمق مأساة الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، والذين لن ولم تحل قضاياهم ، من خلال بوادر حسن النية لا في أوسلو ولا في أنابوليس، والمسألة بحاجة إلى موقف فلسطيني صلب وتوجه جاد نحو خيارات تمكن هؤلاء الأسرى من نيل حريتهم ، قبل أن يتحولوا إلى شهداء.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنابوليس وترجماته العملية إسرائيلياً ...
- منع الأنشطة الفلسطينية في القدس / رسالة-سلام- إسرائيلية أحرى ...
- من ذاكرة الأسر 15
- قراءة نقدية في الذكرى الأربعين/ لإنطلاقة الجبهة الشعبية
- الأسرى الفلسطينيون وسياسة الباب الدوار
- من ذاكرة الأسر 14
- من ذاكرة الأسر 13
- من ذاكرة التحقيق ، حكايتي مع الكندره
- خطة- مارشال- الإسرائيلية لتطوير القدس/ أم لتعزيز السيطرة الإ ...
- من ذاكرة الأسر 12
- من ذاكرة الأسر 11
- من ذاكرة الأسر10
- من ذاكرة الأسر 9
- من ذاكرة السر 8
- القدس والمؤتمر الشعبي
- بشراكم أيها الشهداء ..... بشراكم أيها الأسرى / الخيانة نضالا ...
- من ذاكرة الأسر 7
- من ذاكرة الأسر 6
- جسد هيفاء بمليار والقدس بدولار!!!
- سامر ، ياسين ، وجهاد ، أعتذر لكم ،فأنا أخجل منكم !!!!!


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 16