أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 12















المزيد.....

من ذاكرة الأسر 12


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 11:23
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الأسيران احمد عميره والعفو شقير
شموع على طريق الحرية

........كان شعلة عطاء ونشاط قبل اعتقاله، وكان لا يترك مناشطة جماهيرية إلا ويشارك بها، أو كان داعية لها، وعندما اندلعت الانتفاضة المجيدة الأولى، لم يتوانى عن المشاركة بها بفاعلية، وفي خضم العمل والنشاط ، كان احمد يرى ان بشائر النصر قد لاحت، وان هذه الانتفاضة يعول عليها كثيراً في إمكانية تحقيق الحرية والاستقلال، هذا الشعار الناظم لهذه الإنتفاضة المجيدة، شعار لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، ودخل احمد كغيره من أبناء الشعب الفلسطيني المعتقل،والانتفاضة في عنفوانها وأوجها،والسجن زاد احمد إصراراً وقناعة بأن فجر الحرية آت لا محالة، وتتوالي سنوات السجن عاماً بعد عام ، ويرى احمد وعدد آخر من رفاقه ، ان القوى اليسارية هي تنظيمات "ستالينية" وتفتقر إلى الديمقراطية في حياتها الداخلية، وبغض النظر عن عدم صحة وزيف الإدعاءات والمبررات التي صاغها وطرحها، بل وخدع بها الكثيرين، ياسر عبدربه والذي كان يتبوأ منصب نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، لتبرير إنشقاقه عن الجبهة الديمقراطية، والذي أثبت الواقع أن تلك المبررات لم تكن إلا حجج وذرائع واهية، لتبرير سلوكه السياسي الإنهزامي لاحقاً والحفاظ على منجزات ومكتسبات شخصية،وتنفيذاً لرغبات وأجندات غير فلسطينية، وان هذا الانشقاق لم يضف أي شيء نوعي للساحة الفلسطينية، لا على صعيد البرامج الاجتماعية الديمقراطية ولا على صعيد البرنامج الوطني التحرري،بل على العكس من ذلك ساهم في إضعاف اليسار وتفتيه،والمهم أن احمد وعدد من رفاقه لاختاروا ان يكونوا أعضاء في هذا المولود الجديد،الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني"فدا"، ولتأتي التطورات اللاحقة لتكشف لهم، انه شتان بين ما آمنوا به وبين ما يطرح ويترجم هذا المولود الجديد على الأرض، وأن الشعارات والبرامج المطروحة ، لم تكن أكثر من فرقعات "وهوبرات" إعلامية ، وأضيف لخيبة الأمل هذه خيبة أخرى، ألا وهي ما جلبه أوسلو على الحركة الأسيرة، من حالة واسعة من الإحباط واليأس وفقدان الثقة، حيث أن القيادة التي كان يراهنون عليها، تركتهم فريسة وتحت رحمة الشروط والاملاءات الإسرائيلية للإفراج عنهم، بل والأخطر من ذلك وزيادة وإمعاناً في إذلال المناضلين الأسرى، وكسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم، فإن من يفرج عنه من الأسرى، يلزم بالتوقيع على وثيقة يلتزم فيها بما يسمى عملية السلام، وأن لا يعود لممارسة "الإرهاب"، أي التخلي عن المقاومة والنضال، بل ووصف ذلك بالإرهاب، والخيبات المتتالية والمتوالية تركت آثارها ليس عند أحمد فقط ،بل عند الكثيرين من الأسرى، وأحمد أصبح غير مكترث بالعمل السياسي والتنظيمي، وتراه يقضي معظم وقته في كتابة الرسائل للأهل والأصدقاء، حتى أنني اعتقد ان أحمد، لربما الأكثر في إرسال الرسائل واستقبالها، والشيء المهم جداً ان احمد يحتفظ بكل الرسائل التي ترد إليه، وكذلك الرسائل التي يرسلها، وهذه بحد ذاتها ثروة ، يمكن لنا أن نستثمرها بعمل دراسات أو كتيبات أو كراسات حول رسائل الأسرى وعلاقاتهم الأسرية والإجتماعية، واحمد يقول أنه يحرص على التواصل مع الأهل والأصدقاء من أجل أن يشعر انه يعيش خارج المعتقل، وهو تربطه علاقات مميزه مع الأسرى من رفاق الجولان، وشدة وقوة هذه العلاقة دفعته، إلى أن يقدم طلباً للإنتقال من سجن عسقلان إلى سجن شطة ،حيث يتواجد ويعتقل الرفاق الجولانيين، وأحمد ليس بالإنسان المغلق ،او الذي يتحرج من حضور مسلسلات أو برامج اجتماعية، يعتبرها المعتقلين تافه أو سطحية ويحضرها العديد منهم سرأ، مثل برنامج ستار أكاديمي، والذي كان أحمد يحرص على حضوره والتفاعل معه ، وأذكر جيداً أنه كان من المتحمسين إلى درجة كبيرة لفتاة لبنانيه إسمها مايا، للفوز بلقب ستار، وكلما شاهد البرنامج ، فإنه يقول لي يا ابو شادي عشرين سنة لا تكفي" الله يحرم إللي حرمنا من الصبايا والحياة"،وأحمد من المواظبين على الرياضة ولا يأبه في علاقاته الإعتقالية والحزبية للفئوية، حيث يحتفظ بأوسع العلاقات مع مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني الاعتقالي.
أما العفو شقير، فهو يقول كنا شعلة نضال، وكنا مستعدين ان ندفع أرواحنا في سبيل الحرية والاستقلال، وكنا ندفع ونعطي للثورة، وكان هناك طعم للكفاح والنضال، حيث لم يكن النضال مأجوراً، وعندما دخل المال على النضال، خرب النضال والمناضلين، فعندما حاولت روابط القرى المرتبطة بالاحتلال عام 1979، أن تقوم بتنفيذ أعمال خدماتية في البلدة ،والمقصود بالبلدة، بلدة الزاوية مسقط رأس العفو،وهي إحدى قرى محافظات سلفيت في الشمال الفلسطيني، وتشمل هذه الأعمال شق طرق وتزويد البلدة بشبكة مياه، وقد جرى التصدي لروابط القرى المأجورة والعميلة، من قبل الحركة الوطنية في البلدة ومن الأهالي،والعفو يقول دخلنا السجن ،ونحن مشبعين بالتفاؤل ومتسلحين بالإرادة ومؤمنين بان الثورة لن تترك أو تعدم أي وسيلة، من أجل تحريرنا من المعتقلات ، ولن نمكث في المعتقل اكثر من خمس سنوات، ولنكتشف لاحقاً أننا كنا نحلم فالمشوار طويل طويل، والخمسة أضحت خمسات، فها قد مضى على وجودنا في المعتقل ربع قرن، وها هي قضيتنا رهن للإملاءات والإشتراطات الإسرائيلية، والعفو من خلال تفاعلاتي معه، صب جام غضبه على القيادات المنتفعة والمتسلقة في فتح، والتي كانت سبباً في هزيمتها وخسارتها الثقيلة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة،ويضيف العفو ان القيادات الإعتقالية، لم تعمل بما فيه الكفاية من أجل أن يكون الأسرى جزء من القرار السياسي الفلسطيني،والقيادة لا تهتم بملاحقة ومتابعة قضايا الأسرى واحتياجاتهم، وترى حجيج المحامين للمعتقلات، فقط عندما تتواجد فيه قيادات معتقلة ، وكأن البقية من الأسرى المناضلين، مجرد كم لا قيمة له،رغم ان الكثيرين منهم ضحوا وناضلوا وقدموا أكثر من الكثير من هذه القيادات، والعفو على الصعيد الاجتماعي ، يفخر انه ترك خلفه زوجة مناضلة ، استطاعت بكدها وتعبها أن تقيم مشغلاً للخياطة، وهذا المشغل من خلاله علمت وتعلم أبناءها في الجامعة ، وكذلك يطعم عدد من عائلات البلدة، من خلال توفير فرص عمل لعدد من بنات ونساء القرية، والعفو في إطار افتخاره واعتزازه بزوجته وأبناءه، فهو يحمل صوراً للبيت الذي بنته زوجته، ويقوم بعرض هذه الصور علينا، نحن أصدقاءه المقربين من المعتقلين، هذا البيت الذي يحلم العفو، أن يتحرر من الأسر، ويشاهده على أرض الواقع، وليس من خلال الصور، والعفو كان يبدي تذمراً وامتعاضاً، هو والعديد من الأسرى من تلفزيون فلسطين، والذي يرى أن عليه واجب،وهو أن يزور أهاليهم ويلتقي معهم ،لكي يشاهدوهم وخصوصاً الأسرى الممنوعين من الزيارة، وحتى هذا الجانب، فإن المسألة تجري في الإطار الانتقائي،والعفو الذي يحن للأسرة والأولاد كثيراً، فهو كان يحدثنا مطولاً عن أبناءه، الذي في جامعة النجاح والآخر الذي يعمل في إسرائيل،والذي أصبح يدير المشغل لاحقاً مع والدته، وليعذرني العفو ، فأنا لا أتذكر الأسماء جيداً، والعفو يعتب كثيراً، على رفاق "البرش"والذين يتحرروا من الأسر ولا يزورون عائلات رفاقهم وإخوانهم المعتقلين.
عميره والعفو كانوا مناضلين أشداء ويتوقدون حماساً ونشاطاً وعطاءاً في مقتبل عمرهم وفي السنوات العشر الأولى من اعتقالهم ،ولم تضعف هممهم وعزائمهم، ولم يندموا على ما قدموه من نضال وتضحيات، ولكنهم أصبحوا الآن يتحدثون بالكثير من الحزن والآسى والسخط، عما آل إليه الوضع الداخلي الفلسطيني، وهل من أجل المصالح الفئوية والمراكز والإمتيازات لعلان أو فلان ضحوا وناضلوا؟ ولماذا تستغل قضيتهم فقط في القضايا الشعاراتية والخطب والمهرجانات"والهوبرات" الإعلامية والدعايات الانتخابية ،دون أن يترافق ذلك مع ترجمات حقيقية على الأرض؟.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الأسر 11
- من ذاكرة الأسر10
- من ذاكرة الأسر 9
- من ذاكرة السر 8
- القدس والمؤتمر الشعبي
- بشراكم أيها الشهداء ..... بشراكم أيها الأسرى / الخيانة نضالا ...
- من ذاكرة الأسر 7
- من ذاكرة الأسر 6
- جسد هيفاء بمليار والقدس بدولار!!!
- سامر ، ياسين ، وجهاد ، أعتذر لكم ،فأنا أخجل منكم !!!!!
- من ذاكرة الأسر 5
- من ذاكرة الأسر 4
- من ذاكرة الأسر 3
- القدس والإستيطان
- من ذاكرة الأسر 2
- lمن ذاكرة الأسر
- الأسرى الفلسطينيون بين أوسلو وأنابوليس
- هل - خرى - المستوطنيين نعمة لأهل المكبر ؟؟؟
- القدس والمبادرات الشعبية
- لبنان والإستحقاق الرئاسي


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - راسم عبيدات - من ذاكرة الأسر 12