أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بروحو - نباش منتصف الليل














المزيد.....

نباش منتصف الليل


محمد بروحو

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


/ قصة قصيرة
في أحد مساءات الصيف الدافئة... بين ممرات الأزقة والدروب، وعلى طول الشوارع نزل الجميع يرددون أغنية... حين ينزل الليل بمعطف الظلام وترمرم النجوم وجه السماء.. في ذاك الحين يكون النباش يرمرم بقايا الأكياس المتساقطة على جنبات الطرقات.. مساء.. وجوه.. أغنية.. اعتاد أن يقتات من بقايا الأطعمة المتراكمة على عتبات المنازل الفاخرة.. توضع في أكياس.. ينبش فيها بكماشة من حديد.. بحمار وعربة، ينتقل من كيس لآخر ومن قمامة لقمامة..
على طول الشارع تتراءى له أضواء خافتة، تنبعث عبر نوافذ.. يتساءل أو ربما يسائل نفسه عن سر هذه الأضواء.. يصاحب صوت حوافر حماره أغنية يرددها.. يكاد إيقاعها يناسب حركة مشي الحمار.. يعلق نظره نحو زجاج النوافذ.. يتغير لون الضوء ويقف الحمار.. حصل عطب لعجلة العربة.. النباش بجانب عربته تحت النوافذ.. يسمع أصواتا، وكلمات خافتة وموسيقى هادئة.. يربط الحمار وهو يحرك أذنيه.. يخرج الأدوات، ويبدأ في إصلاح العطب.. دقات المطرقة، تختلط بنباح كلب يطل برأسه من فوق السطوح.. يرتجف.. يمسح بعينيه المكان على صورة شبح يتراءى له بعيدا، يقف ثم يهوي.. يكتمل المشهد حين وجد نفسه وحماره وعربته في عالم ليس من عالمه.. بين طيات زمن ليس من زمانه.. أدرك أن هناك مساء ووجوه وأغنية.. خمن حين ذاك أنه ليس المعني بهذه المشاهد، إنه من عالم آخر.. من نوع صدأت عجلات أيامه.. ولربما كانت كذلك منذ بدايتها.. جلس على عتبة .. أغمض عينيه.. دخل فيلا الأنوار المتلألئة، أجساد وقنينات وأضواء وأغنيات.. تزاحم بين الأجساد الساقطة على الأرض، يشتم رائحة لم يألفها، جلس على طاولة يذوق طعم أكل لم يميز مذاقه ولا رائحته..
تحسس جسده حرارة غير عادية تسري في جسمه.. أجساد شبه عارية مشاهد لم يألفها.. تفحص المكان.. اقترب شيئا فشيئا من اللامكان.. نساء ورجال.. فساتين وقبعات.. بدلات أوربية وربطات عنق ملونة.. تتزاحم الأجساد والأشياء على الكراسي الفاخرة.. يمرر يده فوق الأجساد الممددة.. كرر ذلك مرات عديدة.. أحس بلذة.. أخذ منديلا وشم رائحته.. فاق من غيبوبته، فتح عينيه على نباح كلب تربص به، استوى مذعورا وجد نفسه بين بقايا الأطعمة الفاسدة، يشم رائحة النتانة ويقبض على كيس به بقايا عظام أسماك كبيرة.. مد يده يترك قطط الليل تشم رائحة السمك العالقة به.. علق بصره نحو النوافذ المغلقة.. واصل طريقه للبحث عن بقايا الأشياء المتراكمة على جنبات الطرقات.. سمع دقات الساعة المعلقة على حائط الكنيسة، عدها، إنها الثانية عشرة ليلا...




#محمد_بروحو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهات في الزمن الضائع
- فضول / قصة قصيرة
- حضور بلا دعوة / قصة قصيرة
- الرجل الذي تعرى
- عروس البحر / قصة قصيرة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بروحو - نباش منتصف الليل