أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامر سليمان - هل يعمل -اليسار الثوري- فعلاً ضد الدولة؟














المزيد.....

هل يعمل -اليسار الثوري- فعلاً ضد الدولة؟


سامر سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 12:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


البديل الاشتراكي الحقيقي لن يتبلور إلا من خلال الدفاع عن فكرة الدولة في مصر وعن بعض قطاعاتها في مواجهة يمين يناصب الدولة ذاتها العداء ويريد تقطيعها قطعة قطعة وتمليكها لأفراد. من الطبيعي أن يهجو اليمين فكرة الدولة في حد ذاتها، ولكن أليس من الغريب أن يقع اليسار في ذلك الفخ؟

البديل الاشتراكي الثوري وفقاً الزميل العزيز تامر وجيه في مقالته المنشورة يوم الاحد الماضي هو الثورة على الرأسمالية وانتزاع وسائل الإنتاج منها وهو في نفس الوقت "تحطيم جهاز الدولة الرأسمالي وإحلاله بديمقراطية عمالية" كما يقول مركز الدرسات الاشتراكية - في تعريفه بنفسه على موقع الانترنت.
لا خلاف على أن الاشتراكية كهدف نهائي هي سيطرة المنتجين على أدوات انتاجهم وعلى ناتج عملهم. ولكن السؤال هو كيف يمكن إقناع المنتجين بإمكانية ظهور نمط إنتاجي جديد يقوم على الملكية الجماعية أي بالاشتراكية؟ الإجابة في رأيي هو التبشير بثقافة الحلول الجماعية كبديل عن الحلول الفردية، وتسليط الضوء على كل التجارب الناجحة في العمل الجماعي والنضال الجماعي في مصر وغيرها. هجاء الرأسمالية المصرية يجب أن يكون مرتبطاً بالبحث عن بديل جماعي داخل المجتمع وتسليط الضوء عليه، والدخول في حوار معه، ودعمه بكل الوسائل الممكنة. الاكتفاء بهجاء الرأسمالية في رأيي يضع اليسار في صورة تيار غير مسئول يكلف المجتمع ما لا طاقة له به، صورة تيار يطالب بالاستغناء عن الرأسمالية لصالح طبقة لم تثبت حتى الآن انها قادرة على إدارة أدوات الإنتاج. الرأسمالية تسيطر على أدوات الإنتاج وتديرها بشكل فردي، وإدراتها للعملية الإنتاجية تتميز بهدر كبير واستغلال فادح. الضرب في الرأسمالية يكون بإبراز لا عقلانيتها في مواجهة عقلانية الجماعة، وأهم أدوات العقلانية الجماعية هي الدولة.
الكلام عن الدولة هو الموضوع الأساسي الذي أجد فيه نفسي في خلاف عميق مع الزملاء الاشتراكيين الثوريين، هناك فجوة فادحة بين كلامهم عن الدولة المصرية وبين ممارساتهم معها. هم يدعون إلى تحطيم "الدولة الرأسمالية" وإلى الوقوف "مع الاسلاميين أحياناً وضد الدولة دائماً"، كما يقولون. ولكن ممارساتهم تقول أنهم ليسوا ضد الدولة على طول الخط. فهم وقفوا مع جناح من الدولة – القضاة – ضد أجنحة أخرى أمنية وبيروقراطية. وهم دخلوا في الصراع حول الخصخصة ليس فقط من منطلق الدفاع عن حقوق عمال القطاع العام، ولكن أيضاً للدفاع عن ملكية الدولة المصرية لوسائل الإنتاج، وهو الأمر الذي يتجلي في موقفهم الرافض للخصخصة من حيث المبدأ. وهم تضامنوا في الأيام الأخيرة مع موظفي الضرائب العقارية (عاملين بالدولة) في مطالبهم وعلى رأسها إنهاء تبعيتهم للمحليات والعودة للمركز أي وزارة المالية.
من السيء أن يقول تيار سياسي شيئاً ويفعل شيئاً أخر. لذلك فسهام النقد توجه للاخوان المسلمين ، باعتبار أن ممارساتهم فيها من الانتهازية ومهادنة السلطة بشكل لا يتسق مع خطابهم الاخلاقي. ولكن من الأسوأ أن يظلم تيار نفسه وأن يتخذ مواقف سياسية جيدة في الوقت الذي يقول عن نفسه أشياءً سلبية. كيف يقول اليسار بتحطيم الدولة وهو الذي يحرص في كل تحرك جماهيري على ألا تنجرف التحركات بفعل - العناصر الأمنية المندسة أو العناصر قليلة الوعي - إلى العنف وإلى تحطيم الملكيات العامة؟ كيف يقول اليسار بتحطيم الدولة وهو الذي يُقيم نضج التحركات الجماهيرية جزئياً بحفاظها على الممتلكات العامة بل والخاصة. لم يضبط يساري واحد شارك أو حرض على تحطيم ألة في مصنع (عام أو خاص) أو حرق اتوبيس عام أو تحطيم سيارة خاصة. اليسار المصري تيار مسئول في تحركاته، فلماذا لا يصبح مسئولاً أيضاً في كلماته.
اليسار المصري والعربي يتحدث كثيراً عن الثورة، ولكنه يتحدث قليلاً عن الدولة. اليسار الروسي أنتج كتاباً هاماً اسمه "الدولة والثورة" لمؤلفه فلاديمير لينين، قائد ثورة البلاشفة، الذي قدم فيه رؤية لتحطيم الدولة الروسية وبناء دولة جديدة. هذه الرؤية تفاعلت مع الواقع بعد الثورة وأنتجت الدولة السوفييتية، بما لها وما عليها. مر على هذا الكتاب حوالي قرن من الزمان، قدم فيه العديد من الماركسيين تطويرات هامة في النظرية الماركسية للدولة مثل نيكوس بولانتزاس الذي رفض فكرة لينين عن أن الدولة هي مجرد أداة في يد الرأسماليين، وقال أن الدولة والرأسمالية ليساً شيئاً واحداً. بالمناسبة الزميل تامر الميهي كتب رسالة ماجستير نظرية هامة بالجامعة الأمريكية في التسعينيات عن فكرة الاستقلالية النسبية للدولة ولكنه للاسف لم يترجمها إلى العربية.
الكثير من التحركات الجماهيرية التي تحدث في مصر الأن والتي يتضامن معها اليسار هي تحركات لقضاة وعمال وموظفين وصحفيين وأطباء ومدرسين. معظم هؤلاء هم من العاملين بالدولة. إذن كلام لينين عن تحطيم الدولة التي تعمل في خدمة الرأسمالية لن يجدي ولن ينفع في تطوير رؤية للتفاعل مع نضالات هؤلاء. العداء الشديد والهستيري للدولة هو موقف اليمين المتطرف وليس اليسار الجذري. أنظروا إلى كتابات النيو لبرالية وهجائها الدائم لفكرة الدولة. هل يتفق معي الزميل العزيز تامر وجيه على أهمية أن يصحح اليسار كلامه عن الدولة لكي يرتقي إلى مستوى ممارساته معها؟



#سامر_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتحدث الفاشية حديث الطبقات
- البديل الاشتراكي هو ثمرة العمل الجماعي لليسار
- البديل الاشتراكي 2، بديل عن الفردية المتوحشة والعائلية المتخ ...
- الرأسمالية أنواع
- شروط تجاوز الرأسمالية
- العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم
- من دولة الاشتراكية الديمقراطية إلى دولة المواطنة
- لا هلال ولا صليب في السياسة
- ليس بالجيش وحده تقوم الدولة في لبنان
- فحولة الدولة وانوثة المجتمع
- نظام 23 يوليو.. حي يرزق
- خاتمة كتاب المشاركة السياسية في الانتخابات النيابية - مصر 20 ...
- مقدمة كتاب -المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية-.. مص ...
- الأيام دول.. 2- في البحث عن الفواصل بين الدولة والحكام
- الأيام دول-.. من الأسوأ؟ الدولة أم المجتمع؟-
- من الجاني في جرائم التحرش الجنسي بوسط البلد؟
- التيار الإسلامي ومشكلة التراكم الرأسمالي
- اليسار ومشكلة التنظيم، وداعاً للينينية.. هل من جديد؟
- الرأسمالية المصرية.. هل هي طبقة منتجة للديمقراطية
- من -الدين لله والوطن للجميع- إلى -الدين لله والدولة للجميع، ...


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامر سليمان - هل يعمل -اليسار الثوري- فعلاً ضد الدولة؟