أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامر سليمان - الرأسمالية أنواع














المزيد.....

الرأسمالية أنواع


سامر سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 12:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في المقالتين السابقتين تعرضت لحق العمل في امتلاك ثمرة عمله. أظن أن هذا المبدأ لن يكون محل نقاش مع الزميل العزيز إلهامي الميرغني أو مع أي من الزملاء الأخرين. النقاش ربما سيكون على تحديد من هم هؤلاء الذين لا يعملون – بالرغم من قدرتهم على العمل - وينجحوا في التخفي في ثياب عاملين؟ ومن هم أولئك الذين لا يحتاجون للتخفي في ثياب عاملين لأنهم يتكسبون عن طريق فرض أتاوات على الناس على طريقة "حسنة وأنا سيدك". هؤلاء وأولئك هم أهم خصم تاريخي وآني ومستقبلي لليسار. فلنأخذ فرصتنا في النقاش لكي نحدد بدقة المعايير التي سنبنى عليها حكمنا في اختيار خصومنا واختيار الأولى منهم بالخصومة الآن وليس غداً. فالخطأ في تحديد الخصوم أو في ترتيبهم يؤدي إلى الفشل.

العمل هو خالق الأشياء. فهل يعمل الرأسمالي؟ ليس بالضرورة. فلنأخذ ثلاثة نماذج. السيد "فلان" يترك مهمة تدوير شركته للعاملين لديه. "فلان" يتحول إذن إلى صاحب ريع، يكسب من عرق عماله. أما السيد "علان" فهو يذهب إلى شركته صباح كل يوم لكي يقوم بمهمة تنظيم وقيادة العمل في شركته، ولكن "علان" ليس مؤهلاً لتنظيم وقيادة العمل. لذلك العمل هناك يتعثر. أما السيد "ترتان" فهو قادر على تنظيم وقيادة العمل بكفائة في الشركة التي يمتلكها. لكن "ترتان" يحصل على نصيب هائل من ناتج العمل من واقع امتلاكه رأس مال الشركة، وليس فقط من واقع عمله كمنظم

الرأسمالي الأفضل من بين الثلاثة هو المدير، وهو منتج لأنه يقوم بوظيفة هامة وهي تنظيم وإدارة العملية الإنتاجية. لا إنتاج حديث إلا الإنتاج الجماعي. فالإنسان في الأصل حيوان اجتماعي. نعم الرأسمالي المدير يحصل غالباً على نصيب هائل من ناتج العمل، يفوق ما يستحقه عن عمله كمنظم. لكن الأكيد أن الشخص الذي يحصل على ثمن مبالغ فيه لقاء عمله، هو أفضل من الذي يحصل على ثمن مبالغ فيه لعمل لم يقم به من الأصل. من يريد إزاحة الرأسمالي المدير المنظم عليه أن يقنع زملائه من العاملين أنه قادر على تنظيم العملية الإنتاجية بثمن أقل، أو أن عملية التنظيم هذه يمكن أن يقوم بها الناس بشكل جماعي ديمقراطي من خلال اتحادهم الحر خارج الدولة أو داخلها. الهزيمة الحقيقية للرأسمالية لا تكون إلا على صعيد عملية التنظيم والإدارة. والحوار مع الفكر الإداري عملية لا يمكن الفرار منها، ودراسة أنماط الإدارة وأنواع المديرين في مصر حتمية إذا كان لنا أن نطور أي فكر تنظيمي مصري قادر على تجاوز نمط الإدارة الفردية الرأسمالية.

الرأسمالي المدير، هذا المنظم الكفء هو إذن الأفضل إذا تطلب الأمر ترتيب الرأسماليين. وبهذا المعنى هو الخصم الأساسي. فالحكمة لا تقتضي فقط من الانسان أن يختار أصدقائه بعناية، بل الأهم في بعض الأحيان هو اختيار الخصوم، لأن الصراع مع خصم رديء فيه خطورة العدوى بالردائة، والصراع مع خصم كفء فيه ميزة التعلم من الكفاءة. هزيمة الرأسمالية الشاملة لن تكون إلا بهزيمة أفضل عناصرها. ولكن لا مانع - على ما أعتقد - من التمرين في مواجهة أسوأ عناصر الرأسمالية استعداداً لملاقاه أفضل عناصرها. المهم في عملية عملية الخصومة مع الرأسمالية هو أن يضمن الداخل فيها ألا يترك نفسه لكي يتم توظيفه من قبل رأسمالية رديئة تتنافس مع رأسمالية كفئة. فالرأسماليين يتخاصمون في كثير من الأحيان فيما بينهم ويستعينون بغير الرأسماليين لحسم الصراع.

الرأسمالية المنتجة أو "الرأسمالية الوطنية المنتجة" – كما سماها اليسار منذ وقت طويل - هي إذن ليست حليفاً ولكنها خصم. خصم يجب احترامه، والاحترام هنا يعني النظر إليه بجدية والاستماع إليه. فهؤلاء الرأسماليين هم أفضل شريحة من المنظمين الفرديين لعملية الإنتاج حتى ولو اتصفوا بالجشع. الرأسمالية المنتجة فعلاً موجودة في مصر. نادرة نعم، ولكن موجودة. ومعكوس هذه الرأسمالية المنتجة هو الرأسمالية الريعية أو الرأسمالية "الفردة" رأسمالية الاتاوات، التي تأخذ نصيب من ناتج العمل من واقع حتكارها المحض لوسائل الإنتاج. لقد أخطأ الكثير منا – بما فينا كاتب هذه السطور – عندما راوغنا في التفرقة بين الأنواع المختلفة من الرأسماليين. فالرأسمالية المنتجة – أو الوطنية المنتجة – موجودة. والخطأ لم يكن في الاعتراف في وجودها وأنما في الدعوة للتحالف السياسي معها. لأن التحالف السياسي يكون بين أطراف سياسية، والرأسمالية المنتجة لم نعرف لها تمثيلاً سياسياً متبلوراً حتى يفكر اليسار – وهو تيار سياسي – أن يتحالف معها. التحالفات السياسية يجب أن تقوم على المنطق السياسي. اليسار يريد أن يعبر عن الذين يعملوا ليكسبوا معاشهم. والمصلحة الاستراتيجية لهؤلاء هي أن تتاح لهم الفرصة لكي يديروا بأنفسهم وبشكل جماعي ديمقراطي الأصول الإنتاجية التي يعملون عليها. وهذا الهدف الاستراتيجي يتطلب اليوم انتزاع حق التنظيم والإدارة الجماعية الديمقراطية في كل المواقع الممكنة. التحالفات السياسية لليسار يجب أن تقوم أساساً على المنطق السياسي، ومعيارها الأساسي هو قضية الحريات. الأقربون لنا هم هؤلاء الذين لن يعارضوا اتساع دائرة الحقوق لكي تشتمل - بالإضافة للحريات الفردية – على حرية تنظيم الناس في نقابات وأحزاب وجمعيات. واللقاء مع هؤلاء الأقربون سيكون على هذه الأرضية، وبدون تنازل عن المستقبل، أي بدون تنازل عن فكرة أساسية ينتحر اليسار لو تخلى عنها، وهي أن الرأسمالية نظام اجتماعي صنعه بشر، وهو حتماً قابل التجاوز. المهم أن يكون التجاوز للأمام وليس للخلف. فلا قدسية للملكية الفردية لوسائل الإنتاج في مواجهة توافق المجتمع على أن ينظم العملية الإنتاجية بشكل أفضل حتى لو تتطلب ذلك تأميم بعض أو كل وسائل الإنتاج. فإذا توافقت غالبية الناس على إدارة وسائل الإنتاج بشكل جماعي ديمقراطي في هذه الحالة تسقط دعوي قدسية الملكية الفردية لأدوات الإنتاج. فلا قدسية لهذه الملكية على حساب تقدم ورفاهية وسعادة الغالبية العظمي من الناس.



#سامر_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط تجاوز الرأسمالية
- العمود الفقري لتحالف الحرية والتقدم
- من دولة الاشتراكية الديمقراطية إلى دولة المواطنة
- لا هلال ولا صليب في السياسة
- ليس بالجيش وحده تقوم الدولة في لبنان
- فحولة الدولة وانوثة المجتمع
- نظام 23 يوليو.. حي يرزق
- خاتمة كتاب المشاركة السياسية في الانتخابات النيابية - مصر 20 ...
- مقدمة كتاب -المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية-.. مص ...
- الأيام دول.. 2- في البحث عن الفواصل بين الدولة والحكام
- الأيام دول-.. من الأسوأ؟ الدولة أم المجتمع؟-
- من الجاني في جرائم التحرش الجنسي بوسط البلد؟
- التيار الإسلامي ومشكلة التراكم الرأسمالي
- اليسار ومشكلة التنظيم، وداعاً للينينية.. هل من جديد؟
- الرأسمالية المصرية.. هل هي طبقة منتجة للديمقراطية
- من -الدين لله والوطن للجميع- إلى -الدين لله والدولة للجميع، ...
- حوار مع روح -مولانا- كارل ماركس عن الرأسمالية والديمقراطية و ...
- حول الإخوان واليسار والعلمانيين
- خيرنا أنفعنا للناس
- النوبة والسد العالي والعنصرية في مصر!


المزيد.....




- تصعيد ضد الفصائل الفلسطينية في سوريا: اعتقال أمين عام الجبهة ...
- مداخلة الحزب الشيوعي العراقي في المنتدى العالمي لمكافحة الفا ...
- حزب العمال اليساري يفوز بالانتخابات العامة في أستراليا
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- أستراليا: حزب العمال الحاكم يفوز بالانتخابات العامة وزعيم ال ...
- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- بيان للحزب الاشتراكي يكشف ما دار بين الشرع وجنبلاط


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سامر سليمان - الرأسمالية أنواع