أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى بوعناني - مجالي العروج إلى الحرف بالمجاهدة















المزيد.....

مجالي العروج إلى الحرف بالمجاهدة


مصطفى بوعناني

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 10:12
المحور: الادب والفن
    



فتوح:
"هَيْهَـاتَ.. قَدْ سَلَكَ مع النَّفَسِ مَجْرَاهُ، واتَّسَعَتِ التَّجَاوِيفُ بِعُبُورِ انْهِرَاقَـاتِهِ،
واسْتَعَدَّ اللِّسَـانُ لِصُنْعِ هَـيْآتِهِ، واسْتُكْمِلَت لِرُوحِ خَلْقِـهِ الأَعْضَاءُ.. والمَوَاضِـعُ...
فَإِمَّا التَّحَقُّقُ، وإِمَّا التَّمَطُّقُ، وإِمَّا الحَبْسَةُ القَصْـدِيَّةُ..."


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي نَطَقْتُ
ثُمَّ وَقَفْتُ عِنْدَهُ..
كَيْ أُنْهِيَ الكَلامَ،،
وَاجْتِرَارَ اللَّفْظِ بِصَدَاه..؟


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي أَهْمَلْتُ
وأسقطت من أبجدية المعنى..
دَيْلَهُ وَمَدْلُولَهُ،
ثُمَّ جَعَلْتُ إِعْلالَهُ..
دَلِيلاً على أَصْلِ وُجُودِه الأَوَّل؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي حَرَّفْتُ
وَحَمَلْتُ الفَصْلَ فِيه..
على أَصْلِ النَّصْلِ مِنْه..
سَنَداً،
وَرِوَايَة،
كَيْ لا تَدُومَ الغِوَايَة...؟


ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي نسختُ
مَنْطُوقَهُ وَمَكْتُوَبُه..
بِالقَهْرِ لا بِالوَعْيِ،
كَيْ لا يُدَوَّنَ انْحِرَافُهُ فِي لَوَائِحِ القَصْدِ..
بِتَأْوِيلاَت الغِمْدِ:
حَمْداً وبَسْمَلَة؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف الذي حَقَّقْتُ
مِنْ حَدِّ حُنْجُرَتِي..
إلى مُنْتَهَى مُهْجَتِي..
سَفَرُ التَّهْرِيب
لا
سِفْرُ التَّكْذِيب؟

ما كان ولا صدق..
فأيكم الحرف المؤنث
المؤثث
بِالشَّكِّ، والتَّأْوِيلِ العَنِيد...
أُرِيدُ أَنْ أُجَدِّدَ فِيه البَدْءَ بِنُطْقِي
بِالإِشَارَةِ..
الأَمَارَةِ..
العِبَارَةِ..
إِلَيْهِ مَقَرٌّ وَمُسْتَقَرٌّ؟





بَدَلٌ عن البَوْحِ المَصْدُودِ، عِوَضٌ عن اللَّوْحِ المَخْطُوطِ.. بِأَدْعِيَةِ الغُفْرَانِ
سَمِعْتُهُ في صَمْتِهِ فَأَدْرَكْتُ المَقْصُودَ من حَدِّ نُطْقِهِ: وَحْيـاً.. وَنُـزُولاً..
... ... ... ... ... ...
بَدَلٌ عن المَقَامِ المَهْمُولِ، عِوَضٌ عن الكَلامِ المَنْحُولِ.. بِطَرَائِقِ الاِبْتِهَـال
ذَكَّرْتُه بِوُفُودِ الهَجْرِ إلى عَتَبَاتِ دَمِي.. وَسُلالاتِ التَّهْجِيرِ من أَبَجَدِيَّتِي..
فَمَا عَلَّمَنِي غَيْرَ الفَصْلِ من مَظْهَرِه.. ومَـا عَلَّمْتُ بِهِ غَيْرَ الوَصْلِ إلى بَيَانِه.


مـا كـان صدق..
نَـادَيْتُهُ من بَيْنِ كُلِّ الحُرُوفِ،
وَأَوْكَلْتُ لَـهُ صُورَةَ الإِسْمِ..
..وإِسْمَ الصُّورَةِ..
ودَعَوْتُهُ لاسْتِجْلابِ المَعْنَى
من وَهْمِ الرَّسْم...
حَدَّدْتُ لَهُ فَصْلَ المُرَاد
وحُدُودَ المُرِيدِ
ودَوَائِرَ الكُنْهِ من كُلِّ مَوْقِفٍ..
وحَضْرَةٍ..
ونِدَاء:
بَدْأُهُ ومُنْتَهَاهُ من أَلِفِ ويَاء..


يـا حرف! .. كَيْفَ السَّبِيلُ إلى مُنْتَهَاك.. وسُبُلُ كَشْفِ أَسْرَارِ غُمُوضِك
وبَيَانِك مَنْزِلَةٌ لا تَتَحَقَّقُ إِلَّا بِالمُجَاهَدَة.. والمُكَابَدَة؟؟...

يـا حرف! .. كيف أُخْبِرُ بِكَ عن حَالِي، وحَالِ مَآلِي؟ كيف أَبْلُغُ بِكَ المَنْشَأَ
والمَنْبَعَ في التَّسْبِيح.. والمَفْرَقَ والمَجْمَعَ في التَّسْلِيم.. والحَدَّ والمَطْلَعَ في
كل ما أُُتِيتُ من قَرَائِنِ خَطِّكَ ولَفْظِك؟؟...



يـا هذا الحرف الذي يُخْبِرُ عن ذاته! ..
إن تَنَهَّدْتَ بِمَعْنَـاك..
وَصَلْتَ بِنَاطِقِكَ حَقِيقَةَ امْتِلاكِك.




يـا هذا الحرف الذي كَشَفْتُ سِتْرَه! ..
قد نَطَّقْتَنِي بِهَيْأَتِكَ،
وأَفْشَيْتَ سِرِّي مِنِّي..
وأَقْحَمْتَ السَّامِعَ في تأويل قصدي عَنِّي..
فما ازْدَدْتَ إِلاَّ نُفُوراً إِلَيَّ،
وما ازْدَدْتُ إِلاَّ تَعْنِيفاً فِيك.



يـا هذا الحرف الذي تَوَعَّدْتُ نُطْقَه! ..
إن تَهَجَّيْتُكَ..
هَجَوْتَنِي بِعَدَمِ امْتِلاكِك.
وإن أَوْغَلْتُكَ في سِرِّي..
مَنَعْتَنِي من وَضْحِك،
ومَنَعْتَ الآخَر من إِيضَاحِي.
فما عَسَاكَ تُلْغِي مني؟؟..
وما عَسَايَ أَزِيدُ فِيك؟؟


يـا هذا الحرف الذي أَشْهَدْتُهُ البَقَاءَ في الفَنَاء! ..
إن عَرَفْتُ بِكَ المَعارِفَ..
فَنِيَ وُجُودُها في المَجْهُولات.
وإن أدْرَكْتُ بِكَ الحَقَائِقَ..
دَامَتْ بِكَ مَعَارِفِي في البَقَاء.
ولِي مِنْكَ..
انْفِصَالٌ واتِّصَالٌ على حَدِّ الحُكْمَيْن:
وُجُودُكَ وَعَدَمِي..
أَزَلُـكَ وفَنَائِي...



يـا حرف! .. قد طَلَبْتُكَ طَوْعاً فَأَتَيْتَنِي.. وبَهَزْتُكَ كَرْهاً فمـا عَصَيْتَنِي...
خَلُـصْتَ إِلَيَّ.. فما تَخَلَّصْتُ مِنْك...
حِينَ أَهُـمُّ بنطقك، أَتَدَبَّرُ مَصْـدَرَك ومَآلَك: من مُفْتَرَقِ القَـرَار إلى
مَبْلَغِ التَّفَشِّـي.. مُوَاقَعَةٌ بين التَّـضَامِّ والإِطْلاق..
أَسْأَلُكَ عن مُنْحَنى المَعْنَى فيك حين لا يَدُومُ مَقامُك في غَوْرِ النُّطْـقِ،
وغُصَّةِ المُدْرِك.. فَهَل تُجِيب؟؟



يـا حرف! .. حين لا تُسْعِفُنِي.. أَخْنُقُك حَدَّ الشَّفَتَيْنِ.. أُرْجِعُـك إِلى غَـوْرِ
حُنْجُرَتِي كَيْ اُهْمِزَك أو أُنْهِيك..
وحين أَرْضَاك.. أُعَدِّدُ بِكَ وُجُودِي فِي لُغَتِي.. وأُعَارِضُ بِصَوْتِكَ عَدَمِي
في صَمْتِي.. أخْلُقُـك فَتَنْشَاُ -بانْزِيَـاحاتِك- أَشْبَاهُك فـي الكَيْنُـوَنة،
ونَظَـائِرُ حَقَائِقِ وَعْيِي عِنْدَ عَتَبَاتِ خُلُودِك...




يـا هذا الحرف الذي أَجْهَدَنِي! ..
قد نَصَّبْتُ لَكَ التَّشَوُّف،
وأَوْجَبْتُ لَكَ الإِدْرَاكَ:
على حَقِيقَة الهَيْأَة والنُّطْق،
والرَّسْم والصَّدَى...
ثُمَّ طَلَبْتُ لك مَوْقِعَ البَيَاضِ..
لِنُزُولِكَ الأَبْهَى؛
ومَنَعْتُ عَنْكَ الشَّوَائِب حَتَّى تَصْفَى..
وتَدَبَّرْتُ لك التَّأْوِيل:
خَطّاً ولَفْظاً؛
وكَشَفْتُ لِمَنْ يُرِيُدَكَ وتَرْضَاهُ..
سِرَّ ظَاهِرِكَ وبَاطِنِك،
وتَفَاصِيلَ حَقِيقَتِكَ ومَجَازَاتِك..
... ... ...


ولَسْتُ أَمُنُّ هَذَا - يـا حرف- عَلَيْك..
فَهَلْ تَأْذَنُ لِي بِمَحْوِ أَثَرِي فِيكَ حِينَ أَبْلَى؟
وتَغْفِرُ لِي اسْتِبْدَالَكَ بِالنَّبْضِ حِينَ أَعْيَـى؟


د. مصطفى بوعناني
فاس- إفران
(المغرب)







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونكشوط آخر.. لطواحين الكلام
- بحث في الصوتيات العربية بعنوان: النموذج الهندسي الموحد لتمثي ...
- لغة شاذة
- قصيدة: -برج الريح- من ديوان يحمل عنوان: برزخ الروح
- قصيدة شعرية بعنوان: -الشيخ والمريدون- من ديوان يحمل عنوان:بر ...


المزيد.....




- دينزل واشنطن يحظى بتكريم مفاجئ من مهرجان كان السينمائي
- هل تزوج حليم من سندريلا؟.. أسرة العندليب تنهي الجدل
- كان يا ما كان في غزة : عندما يصبح الفيلم وثيقة عن الحياة قبل ...
- أول فيلم نيجيري في مهرجان كان يفتح الباب أمام سينما -نوليوود ...
- صفاء السعدون فنان من بابل العراقية يعرض لوحاته في قازان الرو ...
- مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغ ...
- آرت بازل قطر ينطلق عام 2026.. شراكة إستراتيجية تكرّس الدوحة ...
- بعد وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام ن ...
- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى بوعناني - مجالي العروج إلى الحرف بالمجاهدة