جاسم ألياس
الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 08:28
المحور:
الادب والفن
عند ينابيع ِالتوتِ
دعتني عاشقتي السمراءْ ،
فارعة ً كانت تفهقُ
بالماء ِ وبالياقوتِ ،
سريتُ إليها لا أملكُ
غيرَ لساني المقطوع ِ،
جَـلسْتُ على ركبتِها
أهذي حسراتِ القلبِ
وأبكي عاشقتي تـُقتلُ في زهو ِالثلج ِ
مشرعة ًَ بالحزن ِ وآخر ِ أجراس ِ الليلْ .
قالتْ :
بعدَ مجيءِ الثور ِ إلى بوّابةِ أوروكْ ،
منتفخا ًبالدّم ِ ينطحُ عجلات النور ِ ،
عندَ بزوغ ِ النجم ِ على جثثِ الأحياءِ ، الأمواتِ
ضحايا المدن ِ المسعورةِ بالوهم ِ ،
يُقتلُ هذا الإنسانُ
مخمورا ً
أو مصلوبا ً
أو محترقا ً
أنْ يَملأ كفـّيهِ بفيض ِ الأزهار ِ .
مادتْ عاشقتي قربَ الماءِ ،
أهدتني شالا ً أبيضْ
وجناحا ً من طير ٍ مقتولْ ،
أهدتني كفـّا ً فارغة ً إلا
من وشل ٍ أشبهَ بالكافور ِ ،
على شفةِ النبع ِ
رأيتُ ضفائرها تذوي
واحدة ً ،
واحدة ً،
سقطتْ آخرُ أوراق ِ الزيتونْ .
سَألتني أن أرقـُصَ في حضرتها
أو آتيها بالأغنية الأولى
وأبلـِّلُ بالدمعةِ خافقـَها وأموتُ
ناحت :
أنْ بي ظمأ ٌللإنسان ِ
فأنا نازحة ٌ من عشر ِ سنين ٍ
أرقـُب أوّلَ من يأتي من هذي الصحراءْ
يمسحُ عن وجهي أدرانَ المُدن ِالشوهاءْ
ويراودُني قبلَ الصبح ِ إلى جبل ِ النار ِ
عليّ أقتلُ في لهبِ النـّار ِ ،
بكيتُ
محترقا ً بالصَّمتِ
في وحشةِ هذا الليلْ ،
أسألُ عاشقتي أن
تأخذَ عنـّي
أحزانَ القلبِ المصلوبِ
وشرودَ الغابةِ
في زهو ِالأغصانْ .
#جاسم_ألياس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟