أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم ألياس - عراق ماذا يريد الغولُ .....؟!















المزيد.....

عراق ماذا يريد الغولُ .....؟!


جاسم ألياس

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


عراقُ ماذا يريدُ الغولُ والقـَدَرُ
هذي جراحُكَ في الآهات ِتـَسْـتـَعِرُ

هذي طيوفُ الأسى تنداحُ صاخبة ً،
بالقيظ ِتبتلُّ حين الغيثُ ينحَسِرُ

مُحاصَرٌ بالزمان ِالصّعْبِ، بالطوفان ِ، -
بالجراد ِ، بوطءِ الهَمّ يَحْـتـَضِرُ

حامَتْ ببابكَ أسرابُ الجراد ِ--
وكلٌ يدّعي أنّهُ ُالموعودُ والظـَفـَرُ

زَعْمْا ً بأنـّـكَ للأهوال ِ مُنـْتـَجَعٌ،
زَعـْمٌ يُفنـّّدهُ الصفصافُ والشَجَرُ

والطيّبونَ من الجُموع ِ أبصرهمْ
على الجبين ِفحيحُ السّوط ِوالضَجـَرُ

يكفيك مجدا ً بأنّ الحرفَ منكَ حبا،
ومنهُ، من قاع ِ تاريخ ٍ علا البـَشَرُ

لولاك َ ما قيلَ آمادٌ ومقـْـتبلُ
ولا يُقالُ مدارٌ حولـُهُ شَرَرُ

شواردٌ تملأ العينينَ ، تسحقني
وحسرة ٌإذ ْ ترودُ العينينَ تـَنـْهـَمِرُ
___ ___ ____

___ ___ ____

عراقُ يا صخبَ الأعوام مـُزدحِما ً
أتاكَ بالقاصم ِ المشئوم ِيَزْدجـِرُ

بالمرزئات ِ من الأغلال ِ جامحة ً
جَمْحَ الخيال ِ، تيها ً لثمُهُ كـَدَرُ

عراقُ يا قـُبَلَ الشطين ِ طافحة ً
ترودُ منهنّ أطيافٌ وتـَزْدَهـِرُ

يا رنّة َالحَسَرات ِالطاعنات ِ دمي
في الصّحـْو ِتحبو ويُعلي عودَها السَهـَرُ

يا سالبَ العمر ِ كم أرديتَه ُ دَنِفا ً
لأنـّه منك َ حيثُ الخفقُ والوَطـَرُ

لأنّهُ حيث لا تجلو مُكابـَدَةٌ
خبرْتُ ذاكَ وتوقُ الدار ِ لا يَقـَرُ

من ذاقَ ماءَ الحمى لا، لا يخونُ-
وكيف والمدى فيه، فيه البدءُ والسَفـَرُ

عراقُ فيك هوايَ المصطلى ، مقلُ
الطفولة ِالغضّة ِالأحلام ِ والذِكَرُ

وفيك ثوبُ الصبا لو تفصحُ الدمنُ،
يديكَ هات َ، فبعضُ الضمّ مُصْطـَبـَرُ

يديكَ هاتَ، أنا الولهانُ مُحْترِقا ً
ومثلُ حالكَ ، حالي كلـُّـهُ عـَثَـَرُ

ومثلُ ثوبـُك َ ثوبي ، هُدَّ بارقُـُهُ ،
تمزّقَ اللونُ لكنْ صامـدٌ نـَظـَرُ

ماذا تبقّى..؟ حنينٌ في الوفاض ِ..؟ حنينٌ -
نحو من ؟ نحو ذكرى وهي تنتحرُ

نحو الصحاب ِ؟ وأين الصّحْبُ يا وطنُ
حتى الحقائبُ، إيه ٍ، غالـَهَا الخـَوَرُ

حتى الزقاقُ ، زقاقي البكْرُ ضاع َ وفيه-
الوجهُ ضاع َ،وضاعَ العشبُ والسَمـَرُ

لاحبّة ُ القمح ِ تشدو فوق ساعده ِ ،
نامتْ على ألم ٍ يرتادُهُ مـَطـَرُ

لا خاتمُ العرس يرنو للأصيل ِ ، أراهُ -
يطردُ الشوقَ في صمت ٍ ويندحـِرُ

ضاع الذي ضاع من آلاء مجرشتي
ودونها عبقُ الأنفاس ِ يعتذرُ

ضاعت شبابيك جدّي فوقها قُبلٌ
وحولها الليلُ والمحراثُ والقمرُ

ضاعت طيوف الفوانيس الجميلة ِ، كلُّ-
واحد ٍ ضمّ دفلى ، ضمّها خـَدَرُ

ويح الزمان ُِ كليل العين ِ يرمقـُني
والحلمُ ضاع وأسرى نخب من غدروا

محاصرٌ أنا بالآهات ِ، أشرعتي
غرقى ، وبالي شريدٌ ، عدّتي الفِكَرُ

صبرتَ، شاخ عراقُ الصبرُ ، كَـلـْكـَلـُهُ
وشخْتَ ، لم يَشَخ ِ الأوغادُ والزُمَرُ

إنّي أراهمْ على الأبواب، بين حقول-
القمح ِ ،في البيد ِ،حيث الضوءُ ينتشرُ

من قرّبَ الدودَ نحو الجذر ثانية ً ..؟
من يُلحق ِ الأهوال بالأهوال يا شَجـَرُ

يا قامة َ النخل ِ، يا محراب معبدنا،
يا كلّ من نزفوا، يا كلّ من عبروا

إذا ً سلاسلُ أمسي، صوتُ قافيتي،
عمري الذي فات، ذاك كلّهُ هَـذرُ

ماذا عن الحسرات اللافحات ِ،عن
الصعود ِ ، ماذا عن الآمال ِ تبتدرُ

عن دهشة ِالسجن والسجّان ِ إذ سألا
من أيّ باب ٍ يفيقُ القيدُ والبَصَرُ

إذا ً يقولون وهما ً كان منجلنا ،
والوثبُ كان ، وكان الرزءُ والحـَذرُ

ساءلتُ دهري وفي أنّات خافقة ٍ
هذا القليلُ المـُرائي كيف يَــنـْــتَصِرُ

عراقُ كيف وأنت الطودُ مختلجا ً
وأنت َ أنتَ بمحض ِ الاسم تفتخرُ

بلوىً عراق ُ ولست َ اليوم تحمله ُ
من ألف بارحة ٍ يغتالك َ القـَهـَرُ

أهي الحظوظ ُ أم الأيام ظالمة ُ ،
أم أنّ خيلَ لهاثِ الروم ِلا تـَذرُ

عراق ماذا يريد الغولُ والقدرُ
ماذا يريدُ وأنت النايُ والوترُ
[email protected]



#جاسم_ألياس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا، لن يغادر الإيزديون جبل سنجار


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم ألياس - عراق ماذا يريد الغولُ .....؟!