أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - -إسلام- الجالية














المزيد.....

-إسلام- الجالية


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


زُرت هولندا بدعوة من جمعيات مدنية ينشط فيها مغاربة أمازيغيون من الجالية، كان موضوع اللقاء هو "الإسلام و الديمقراطية"، و كان هدف النشطاء المنظمين للقاء هو معرفة الطرق الناجعة لمواجهة التطرف الديني للإسلاميين بالمهجر، و البحث عن حلول لمعضلة الإندماج التي تشغلهم، خاصة بعد أن أصبح معظم أبنائهم مهدّدين بالإستقطاب من طرف مجموعات دينية تستعمل المسجد لاصطياد ضحاياها من الشباب الذين يعانون تمزقا داخليا مصدره التربية التي يتلقونها داخل أسرهم بالأساس. بدأ المشكل قبل سنوات عندما تمّ تسريح عدد كبير من العمال المغاربة الذين كانوا يعملون بالمعامل الهولندية و لدى الشركات الكبرى بسبب تفاقم الأزمة الإقتصادية التي سببتها العولمة، مما جعل هؤلاء العمال يتواجدون بين عشية و ضحاها في بطالة مزمنة ألقت بهم داخل المساجد بأعداد كبيرة، فصاروا لقمة سائغة في أفواه الخطباء الذين يعملون بتنسيق مع مجموعات إرهابية، و النتيجة هي أنّ معظم مرتادي المساجد أصبحوا يحملون أفكارا غريبة غاية في العنف ضدّ المجتمع الهولندي، و لأن الكثير منهم كان يصطحب أبناءه إلى المسجد فقد أصبح جزء هام من أبناء الجالية المزدادين بهولندا حاملين لمعتقد غريب عن وطنهم الأصلي المغرب و عن هولندا ، ولكنه معتقد و ثيق الصلة بعوالم العربية السعودية و باكستان و أفغانستان و غيرها من البؤر المتوتّرة، و جحور التطرّف الوهّابي.
هكذا لم يعد إسلام الجالية هو الإسلام الذي عرفه الجيل الأول من المهاجرين، أصبح إسلاما مختلفا تماما، إسلام خطباء المساجد المفوّهين و الجُهال، إسلام المجموعات الغامضة التي لا تمارس أي عمل ظاهر رغم أنها تتصرف في ملايين الأورو شهريا بغير حساب، إسلام أولائك الذين جعلوا دروس اللغة العربية تتحول كليا إلى دروس في التطرف و الكراهية و تحجيب طفلات لا يتجاوزن السادسة و الثامنة من عمرهن، و جعلوا أعضاء آلاف العائلات المغربية الأمازيغية ينهلون أسبوعيا من "علم" خطيب الجمعة و هو يدعو الله أن يُرمّل نساء الكفار و يُيتّم أبنائهم و يجعل أموالهم غنائم للمسلمين، قبل أن يبتز المصلين و المصليات الذين يغادرون المسجد و قد تركوا كمية كبيرة من الذهب و المال فوق بساط على الأرض دون أن يعرفوا حقيقة ما يريده بها الإمام و الذين وراءه. إسلام جعل مغاربة المهجر يعيشون يوميا على إيقاع القنوات الإرهابية التي تضخّ في أدمغتهم مقادير هائلة من الفكر الظّلامي الذي يدفعهم و أبناءهم إلى مزيد من الكراهية لوطنهم الأصلي المغرب، " الذي لا يطبق الإسلام على حقيقته"، و لوطنهم المضيف لهم هولندا البلد العريق في الحريات، و يجعل اندماجهم أو عودتهم إلى وطنهم من ضروب المستحيلات.
إن إسلام الجالية إسلام لاإنساني، إسلام غريب و لا متسامح، إسلام لا يستحقّ أكثر من المواجهة و إعلان الحرب عليه من طرف الجميع داخل الدول الغربية الديمقراطية إلى أن يعود إلى باديته الأصلية، لإنقاذ أبناء جاليتنا من مستقبل مظلم.
عُدت من هولندا مهموما بأوضاع الجالية التي تمزق أبناؤها بين آفتي المخدرات و التطرف الوهابي، حيث تصل أزمة الهوية ذروتها عندما لا يجد آلاف الشباب أية بوصلة للإهتداء، فتتخاطفهم أيادي المتطرفين الذين ينعمون بكل الوسائل المادية للإيقاع بضحاياهم بدون كبير عناء. فالمسجد في بلاد المهجر لا يمثل مكانا للتعبد بقدر ما يعتبر ملجأ من التمزق الروحي و الضياع الذي يعصف بالجيل الجديد على الخصوص، حامل الجنسية الهولندية بدون أي شعور بالإنتماء. فداخل المسجد يستطيع الخطيب السوري أو الأردني أو السعودي أو حتى المغربي أحيانا أن يهب المرجعية، و يهب الإنتماء، فيخرج المسلم المغربي كما لو أنه ولد من جديد، مسلما حقيقيا ذا قضية مقدسة، و هي "إعلاء كلمة الله" وسط مجتمع من الكفار و المفسدين، و عندما يعجز المسلم الجديد عن تحقيق أي شيء في وسط مجتمع صناعي حسم منذ قرون في مرجعيته الديمقراطية و العلمانية، تتجه أنظاره ـ بتأطير من الخطيب طبعاـ إلى المشرق، بلد النور و مهبط الوحي و مسرح الأنبياء، حيث توجد معارك تستحق التضحية فيها بالنفس و المال، هكذا يوجّه الخطيب أبناء المغاربة للموت في مجاهل لا يعرفونها، مرسلا أبناءه إلى أكبر الجامعات في أوروبا و أمريكا لتلقّي أعلى الشواهد في "علوم المادة"، (علوم الكفار).
لا شك أن مغاربة الداخل لديهم من الشواغل و الهموم ما ينسيهم معاناة مغاربة الخارج الذين تُركوا لمصيرهم، لكن هذا لا يمنع من طرح السؤال حول سياسة الدولة تجاه الجالية، التي تحولت إلى مجرد مورد للعملة الصعبة.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكم دينكم ! إلى فضيلة الدكتور أحمد الريسوني
- سلطات الملك بين الظرفي و الإستراتيجي
- -فتنة الحنابلة- بين الأمس و اليوم
- الأمازيغية و التعديل الدستوري بالمغرب
- حكومة حزب الاستقلال ( بالمغرب ) ، هل يعيد التاريخ نفسه ؟
- صورة الإسلام بين محاضرة البابا وأفعال المسلمين
- العرب وتغيير الثقافة


المزيد.....




- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - -إسلام- الجالية