أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - نضال نعيسة - الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر














المزيد.....

الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 11:58
المحور: ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
    


كانت الساحة الفكرية العربية مشهورة تاريخياً بخوائها الفكري وجدبها الحضاري وقحطها الأبدي وركودها الستاتيكي المذهل وكانت بحاجة ملحة لنقلة نوعية تنقذها من عصابها الروحي ونمطها الاستبدادي الفردي المفرط الذي اتسمت بها على مر 1400 عام من انتشار الجهل والدجل والتسطيح. وقد انتهت جميع محاولات التمرد الفكرية للفرار من أطر ثقافة القطيع وفكر الجماعة ونهج التسطيح إلى نتائج كارثية ووخيمة على أصحابها بسمل العيون أو قطع الرؤوس أو جلد وتقطيع أوصال من خلاف وغير خلاف وتمثيل بجثث المفكرين العظماء. ويحفل التاريخ العربي وثقافته الجاهلية، وحتى اليوم، بقصص محزنة لرواد وفطاحل وعقول نيرة تم الإجهاز عليها في سبيل أن تبقى تلك المجتمعات على ما هي عليه من شلل وموات ومنع إيقاظها من غفوتها التاريخية.

وحتى اليوم، وبرغم انفتاح بوابات الفضاء الإليكترونية على مصراعيها، فاسحة بالمجال لجحافل لا حصر من الكتاب والمبدعين وأصحاب الرأي للتعبير عن ذواتهم وما يجول في دواخلهم وتقديم رؤاهم الحياتية حيال الكثير من القضايا اليومية والإستراتيجية، إلا أن نمط التعامل العربي البوليسي التقليدي لم يتغير مع هذه الفضاءات الجديدة، وتستمر بكل عنجهية وصلف وغباء المحاولات الرامية لتطبيق سياسات التعتيم والحصار ومنع التنفس والهواء الذي يحتكره لأنفسهم أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من طويلي العمر الأخيار. وما زال الكتاب بضاعة ممنوعة والفكر رجس من عمل العملاء والعقل طفرة جينية تعالج بالوأد والكي والاستئصال. وما زال نشطاء الرأي وحقوق إنسان غرباء في دنيا العروبة والبداوة وشيوع ثقافة بني وهاب يعانون من مشاكل مزمنة في الوصول إلى القراء، وإيجاد المنابر الليبرالية العلمانية الإنسانية العربية لطرح حق من حقوقهم المقدسة في التعبير على الرأي والذات. وما زالت الأنظمة العربية وأبواقها اللاهوتية والسلفية وفضائياتها الكرتونية وكراكوزاتها النفطية التي تلعلع في السماء، تفرض حظراً محكماً على تلك النخب النهضوية والتنويرية والحداثوية، وتفرد منابرها للعمائم والجهلة وتروج لبرامج تفسير الأحلام وقراءة الطوالع والأبراج. وتكاد تخلو معظم تلك المنابر التي تعتاش من دم وعرق المواطن العربي من أية دراسة، أو مقال جدي، أو اسم تنويري، فيما ترى أبواق الشيوخ التابعين الأرقاء لحمى العملة الخضراء، من تجار السلفية، وفرسان الغباء وسماسرة طويلي العمر الواقفين على الأبواب، والمتجلببين بعباءات البدو الرعاة، وقوادي الجهاد والإرهاب، مروجي فكر العنف والغزو، وبائعي الأوهام المستسلمين للذة الغباء، وقد أضحوا ضيوفاً ثقلاء ودائمين على مرافئ العقل النقدي المتمرد على كل تخارفهم وسطحيتهم وأراجيفهم. ويندر أن تستمتع بأية وجبة فكرية دسمة تبعث الدفء والحياة، اللهم ما خلا عصائر البول ومخلفات البعير وحدوتات الدعاة عن التنبؤات بقرب قيام الساعة بحيث صرنا نتمنى فعلاً أن تقوم ليريحنا الله منهم ومن هلوساتهم وبداوتهم وسمومهم التي تفلج الدماغ.

غير أن شيمة الزمن الأساسية هي الدوران، وصفة الدهر الأبدية هي التبدل والزوال، وسمة العصر الحالي هي العولمة والانفتاح. وقد أصبح من غير الممكن الآن، وعلى الإطلاق حجر الفكر، وحبس الآراء، والاستمرار على نهج الأسلاف. لذا استطاعت محاولات فكرية كالحوار المتمدن، بالاعتماد على فكر علمي ثاقب وقارئ جيد لحركة التاريخ والزمان، وبما وفره فضاء الشبكة العنكبوتية، والذي يحتفل اليوم بذكرى انطلاقته السادسة أن يفرض نفسه كواحد من عوامل التغيير الأساسية للثقافة والفكر العربي التقليدي عبر تمكين الأصوات المخنوقة تاريخياً، والممنوعة سلطوياً، والمرعبة فكرياً من الوصول لعقل القارئ العربي في القرى النائية، والأمصار المنكوبة، والمدن القاحلة المهجورة. واستقطب كل تلك النخب التي لفظها إعلام النفط والفكر "الهباب" لبني وهاب وليشكل "لوبي" فكرياً، وقوة ضغط معنوية كبرى، ويحتل موقعاً مرموقاً على الشبكة بات يؤرق ويهدد البنية المعرفية السطحية لقوى التجهيل والخواء، ويعمل هدماً وتحطيماً في أيقونات الرعب والأصنام التاريخية التي خنعت لها، على مر القرون، قطعان الجهلاء.

ولكل إنسان الحق في إبداء رأيه وطرح ما يريد دون أية قيود وتابوهات ومحرمات ومحظورات فتغريد العقل خارج أسوار التقاليد والأعراف هو ما يدفع بالحياة للتقدم نحو فضاءات الانعتاق. لا حدود ولا أفق للسؤال والبحث والاستفسار، وطرق جميع المحرمات. غير أن العلة تكمن فيمن يرعبه شعاع الشمس وتقتله الأنوار ولا يطيب له العيش سوى في الأغوار.

ها هي شمعة أخرى يشعلها الحوار المتمدن في عيده السادس وكل ما نرجوه له هو استمرار ذلك التقدم والتألق والنجاح، وطرق فضاءات جديدة أرحب وأوسع، وعبر عمل مؤسساتي ومنظم، يحقق له البقاء والاستمرار والاستقرار وهو الأولوية الأهم، دائماً وأبداً، في هذا المشروع الرائد المارد العملاق.

فألف تحية مع باقة فل وأزاهير عطرة محلاة، وكل عام وأسرة التمدن بخير وهدوء وعافية وأمن وسلام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنابوليس خليجية: زمن التوافقات
- في حوار مع نضال نعيسة IPS:عقوبة الإعدام تعزز مصالح أنظمة الا ...
- الدكتور: دكاترة لا عالبال ولا عالخاطر
- فالج الفواليج: في الرد على النقاش
- نُذر الشؤم
- الكافيار السوري
- لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل
- هل كان السلف صلحاً فعلاً؟
- باب الحارة: جذور الاستبداد
- موائد الرحمن
- نحو مؤسسة أكثر تجدداً للحوار المتمدن
- نور الدين بدران: وداعاً
- زمن الحارات
- إستراتيجية الغزو السلفي
- الأميّة بين الجاهلية والإسلام
- الدعارة الحلال
- الفاشية الإخوانية
- الحرب الشاملة ضد سوريا
- متى نفطر على الكرامة والحريات؟
- انتصارات العرب الجوفاء


المزيد.....




- فيديو يظهر نقل رئيس وزراء سلوفاكيا إلى سيارة بعد إطلاق النار ...
- مصر.. تحرك برلماني بشأن شركات النقل الذكي بعد اعتداء سائق عل ...
- مواقع عبرية: حدث صعب جدا الآن في غزة ومستشفيات تستعد لاستقبا ...
- كيف تدعم الصين روسيا بعد فرض عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا؟ ...
- بايدن وترامب يقبلان المواجهة في مناظرة تنظمها شبكة -سي إن إن ...
- بركان جبل إيبو في مقاطعة مالوكو الشمالية بإندونيسيا يثور مطل ...
- خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن -اليوم التالي- للحرب ...
- وزراء إسرائيليون متطرفون يهاجمون وزير الدفاع بعد رفضه حكما ع ...
- السفير القطري لدى موسكو يهنئ بوتين بتوليه منصبه ويشيد بالعلا ...
- -لحظة تفجير منزل مفخخ بالجنود-..-القسام- تعرض مشاهد استهداف ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - نضال نعيسة - الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر