أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناجي نهر - سمو الوعي سمو للعدل والمساواة















المزيد.....

سمو الوعي سمو للعدل والمساواة


ناجي نهر

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دراسات :
كان لإنهيار النظام الأشتراكي مردودآ كارثيآ وسلبيآ فى مختلف المسارات الأنسانية العالمية وكان أشد تلك المسارات ضررآ وبأسآ هو فى الجانب الفكري حيث فقدت معظم الكوادر والقيادات الأشتراكية والعلمانية بوصلتها الفكرية العلمية وإستعجلت فى جلد الذات والأفكار ,وبرغم مضي ما يقرب من العقدين لم يزل البعض عاجزآ عن الوقوف وقفة المناضل المأثور من أجل المراجعة والتدقيق والتقييم والتعمق فى دراسة أسباب ما جرى وصار من تداعيات وكوارث ومحن وتشرذم وإستخلاص النتائج المفيدة لأغناء وتطورالفكر الأشتراكي ومسيرة الحياة .
لايوجد إختلاف على أن العقل هو الذي ينتج مختلف المعارف النظرية والتقنية من مصنعين وحيدين لا ثالث لهما مصنع مادي علمي وآخر خيالي ميتافيزيقي ,وأصحاب هذين المصنعين مختلفين فى تحديد مصدر مادة الخام الازمة لمنتجاتهما الفكرية إختلافآ جذريآ فى الشكل والمضمون والذي يعبر عنه فى تصور فكريهما المتناقض فى كيفية وجود الأشيا ء المادية والروحية فى الزمان والمكان وقوانين بقاءها ومسارات حركتها فى الكون وأسباب ولادتها وتطورها و موتها وإنقراضها و ديمومتها أو سرمديتها . إن كل ما يراه الأنسان من مدارس معرفية مادية وروحية منتشرة فى ربوع العالم المترامي الأطراف من التي لا يمكن حصرعددها وتنوع مناهلها الفكرية أو العقائدية سيجد حينما يتعمق فى دراستها إختلافات شكلية أو جوهرية ,حيث يعتبر عقل الفرد الواحد مدرسة بحد ذاته يختلف عن غيره فى الإجتهاد ,لكن إجتهاده نابع فى الأصل من إفرازات وتصور وتحليل تلك المدرستين الأساسيتن [ المادية والمثالية ] مدار البحث التي ربما تختلف مدارسها المتفرعة عنهما فى الشكل فقط ولا تختلف عنهما فى المضمون قطعآ .
لفد سبقت المدرسة المادية المدرسة المثالية فى الظهور والوجود على كوكبنا وإرتبطت بالأنسان الشغيل الذي لم يك غيره موجودآ آنذاك ,فلم تكن الملكية الخاصة [عليها اللعنة ] قد ولدت بعد ولم يكن المجتمع الأنساني قد إنقسم بوجودها الى قسمين غير متكافئين [ أسياد وعبيد ] ولم تكن العلاقات الأجتماعية قد تغيرت بسبب علاقات الأنتاج الجديدة نحو القرصنة والأستبداد فقد تغير بولادة الملكية الأستغلالية واقع الأنسان الأجتماعي وتشوهت مثله الأنسانية فى العدل والمساواة .
ولكي يستحق الفكرالأشتراكي أن يكون فكرآ إنسانيآ فى الشكل والمضمون ينبغي أن يخضع الى تجارب ويلتزم بشروط تطبيقية بالأمكان تفعيلها بأتجاهين ,الأول : البرهنة على إنسانيتة الفكرية بالممارسة التطبيقية العامة الشاملة والنافعة لأكثرية مكونات المجتمع والعمل الدؤوب على تشذيبه (الفكرالأشتراكي العلمي ) وتنقيته من الشوائب والأختراقات التخريبية وفي إغنائه وتطويره . أماالتفعيل الآخر للأفكارالأشتراكية الناجحة فيتجسد فى عمل التنويريين ومسؤوليتهم فى نشرها بين الناس كأرث إنساني لهم ,وللأستفادة منها فى تعاملهم المتبادل ,ويعتبر هذا التفعيل هو رسالة المناضل وسلاحه فى قيادة الجماهير نحو تقدمها المطرد وتحقيق حقوقها وحريتها وسعادتها .
وبغض النظر عن إختلاف المدارس الفكرية فى مصدر الوعي فالجميع متفق على أن هناك فكر إستغلالي بشع يتعارض مع إنسانية الأنسان ويتسبب فى بؤسه ومعاناته تفرزه الملكية الخاصة الأستغلالية وهو فكر لا يعتبر من حيث المقاييس العلمية فكرآ موضوعيآ بمعنى أنه غير قادر على تفكيك وتحليل الظواهروالوصول الى مركباتها ومضامينها ,كما رأينا فى مواصفات وشروط الفكر المادي العلماني ,بل إن هذا الفكر عبارة عن فكر ديماغوغي مبتذل مجمع من هنا وهناك بأنتقائية مربكة فى ماهيتها وإهدافها قائمة على الفرض بالقوة والأستغلال ومبررة بالشعوذة والخداع والغيبيات غير المقنعة التي لا تعرف غير الجمود ومحاربة ما ,يقابلها من فكر إنساني علمي وموضوعي يدعو الى المساواة والعدل بمنهجية تحليلية ديالكتيكية ,لكنه لا يجد فرصة الثبات والأنتشار لسببين محددين أولهما ضعف الوعي لدى الأكثرية المنغمسة فى ملذات اللبرالية الرأسمالية الجديدة فى غرب كوكبنا أوالهاربة من جرائم وترهيب وتكفير الأصوليين والسلفيين ومختلف الأنتهازيين المعاصرين وظلاميتهم فى شرقه . وبتقييم عام لحركة العصر فقد باتت الأفكار والثقافات القديمة تحتضر وتتعفن يومآ بعد آخر من خلال سمو الوعي الأنساني العام أما السبب الثاني فى ضعف حركة وأنتشار الفكر العلماني برغم دقته وفوائده فيكمن فى إحتكار الرأسمالية لوسائل الأنتاج وإحكام سيطرتها على منابع الثروة العالمية بأحلاف غير مقدسة وعدوانية كحلف الأطلسي ( الناتو ) والأحلاف الثنائية والثلاثية السرية والعلنية وشراء الذمم والأخلاق.
لذا يظل المطلوب من المناضلين التنويرين تفعيل رسالتهم فى نشر الأفكار الأنسانية بوسائل ألكترونية أسبق من الضؤ حيث الظروف الذاتية والموضوعية لا بئس بها والوعي العام مساعد لنشرها ومتناسب مع سمة العصر وحاجات الناس ,ولن يتم وصولهم الى أهدافهم ونجاحهم فى عبور المرحلة الصعبة من دون زيادة نسبة الجماهير الواعية لقضيتها والمتمسكه بنيل حقوقها وتحرير إرادتها وهي متسلحة بالفكر الأنساني الخلاق القادر على فضح الأستنتاجات والتحليلات الرجعية الخرقاء فى المجالات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية تحديدآ وفضح المقولات والمفاهيم النظرية ذات الصلة والأرتكاز النظري على الثقافة الرأسمالية وتسفيه منطلقاتها الأنانية والحد من تأثيرها على حركة الشعوب وأهدافها الأنسانية .
إن أفكار الأشتراكية العلمية تؤكد على تغيير واقع الأنسان المأساوي من خلال مواصلة نهج التجديد لصالح الأنسانية جمعاء والسعي الى جعل وعى الأنسان مدركآ لفهم العالم وحركته وقوانينه ،ثم العمل على تغييره بوسائل سيحددها الواقع الموضوعي فى الزمان والمكان .
لقد ولد الفكر الأشتراكي حالما إنقسم المجتمع الى شغيلة مضطهدة ومستغلة وأسياد كسالى طفيليون وتطور وإغتنى مع الزمن ,ويمكن القول من دون الحاجة الى مزايدات بأن الماركسية لحد الآن هى الموجه الأنسب والأصلح للعمل النافع والهادف القادرعلى التشخيص والتحليل والمعالجات الشافية ,وكما يقول ( سارتر ) وغيره من عمالقة الفكر [ لا يمكن تجاوز الماركسية ,لأن ظروف خلقها لم يتم تجاوزه بعد ] ,ومع ذلك ينبغي أن لا يفوتنا أن فى واقعنا المعاش إمكانية لأتاحة فرصة التقارب والألتقاء بين الناس على قواسم مشتركة وتفاسير متشابهة لخلق مناخات أقضل وأكثر إتساعآ للنضال المشترك من أجل الحرية والمساواة والتقدم .
ولكي تتحقق أنجع وأنجح النتائج ينبغي الأيمان بضرورة العمل الجماعي فى مختلف التنظيمات والأحزاب السياسية ذات التوجه العلماني ومختلف مؤوسسات العمل المدني والمؤوسسات العلمية البحثية فى الجامعات والمؤسسات البحثية فى مختلف العلوم الفكرية والتقنية الأخرى فالعمل المنظم والمبرمج أساس التجديد والأكتشاف والخلق والأبداع والتقدم ,وفى النهج البيروقراطي المذلة والسقوط والدمار . يتبع - - - - - -



#ناجي_نهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصرنة إضطهاد المرأة
- ظلم المرأة وعصرنته التكفيرية واللبرالية
- دراسات : العالم الثالث والثقافة المشوهة /3
- دراسات : العلم الثالث والثقافة المشوهة /2
- تحديد سمات قراء الصحف فى عصرنا الألكتروني
- دراسات : العالم الثالث والثقافة المشوهة // 1


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناجي نهر - سمو الوعي سمو للعدل والمساواة