أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي نهر - دراسات : العالم الثالث والثقافة المشوهة // 1















المزيد.....

دراسات : العالم الثالث والثقافة المشوهة // 1


ناجي نهر

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثقافة تعنى الوعي ، العقل ، الأدراك ، الفكر ، الروح ، موسوعة العلوم النظرية والتقنيات العملية وما يماثلها من أفكار نظرية وتطبيقية ,لكن لا زال مصدر الوعي مختلف عليه بين جميع المدارس الفكرية والفلسفية ولا زال يثير أسئلة مربكة تتطلب من الجميع عدم الخوف والتردد فى طرحها والحوار الجرئ حول مكنوناتها بهدف الوصول الى توحيد الأجابات العلمية المقنعة لتلك الأسئلة من أجل إدامة إستمرارية حركة التقدم والتجديد ميسرة وبلا دماء . ,فنحن حينما نكتب أو نقرأ أو نرى ونسمع بحثآ أو خبرآ عن معلومة اوتطور تقني وتكنلوجي لأي مادة مهما كان نوعها ينبغي علينا عدم التطرف والمبالغة فى وصفها أوتقييمها لأن المغالات بكل شئ مخالف لقوانين التطور والتغيير ,ويمكننا فقط التدقيق فى المعلومة وفحصها ومعالجتها وتطهيرها مما فسد منهُا ثم تطويرها لتتناسب مع مستجدات وحاجات بنائنا اللاحق ,فللزنابق الفاسدة كما قال العم ( شكسبير ) رائحة أشد فسادآ من الأعشاب الضارة . وسر التخلف المعيب فى بلدان العالم الثالث هو إبتعادهم عن تطبيق هذا القانون !!.
ومثلما لا يمكن الكلام عن التطور والتجديد فى بلدان العربان التى تشكل الرقم الأكبر فى دول العالم الثالث بمعزل عن تجديد الثقافة بأعتبار أن الثقافة تشكل حجر الزاوية واللبنة الأولى فى كل بناء ,فاذا كانت اللبنة المختارة قوية ومتماسكة المكونات ومهيأة بشكل علمي مدروس مناسب للبناء وسعته وثقله وظروفه المناخية والأجتماعية وما سيطرأ علية من متغيرات ذاتية وموضوعية أصبح نجاح البناء التطوري مضمونآ ودليلآ بينآ على وعي الأنسان الذي يقود عملية البناء الصاعدة ,وبعكسه ستحل الكوارث والأزمات المدمرة فى البلد وتزيده تخلفآ ,ولكن السؤآل المتقدم هو ,ما السبب الذي يستهوي البعض ويدفعهم الى إختيارالطرق المتعرجة المناقضة لهذه المسلمة الواضحة والمشروعة والمطلوبة من الأكثرية ؟؟؟؟؟ إن هذا يحدث ,للأسباب التالية : -
1 - تسلط الحكام الأستبداديون فى العالم الثالث الذين يرون فى سعادة شعوبهم خطرآ على أنظمتهم ,لتصورهم الشيطاني الحاذق بأن السعادة تدفع الأنسان الى تتبع المعرفة والعلم ,وسيسمو العلم بوعيه ويصلب إرادته ومعارضته للشائنات والفساد وهذا ما لا يرغبه الحكام !!! ,لذا ظل هؤلاء الحكام يتابع واحدهم الآخر فى سياق روتيني صارم لايحيدون عنه فى البناء الثقافي مستندين على الموروثات الفكرية القديمة جدآ فى بلدانهم ,من بدايات العصر الحجري وما تلاه من العصور القبلية والعشائرية والعرقية وسار خلفهم على منوالهم ونهجهم ولم يحيدوا عنه قيد إنملة وإقتبسوا منه ثوابته الأساسية وكانوا متمسكين فى هذا التقليد بجد وأمانة وقناعة متناهية وحريصين على التمسك بهذه الموروثات كل الحرص كما كانوا حريصين على إختيار من يخلفهم وفق توفر شروط الحاكم المتسلط فيه وقناعته الكاملة بالموروثات وبالتجربة المهنية للسلف وتسليم الراية الثقافية لقادة على شاكلته وطراز الأجداد من قبله ,أولقادة من الذين يمتلكون القدرة والعبقرية فى فنون الظلم والأستغلال من الذين يتفوقون على مواطني بلدانهم بشدة البأس والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التفكير بتغيير الموروث ولو بحرف واحد وأعتبارالتغيير من الموبقات والخزي والعار والكفر والإلحاد ,فقد كانوا يحيطون تلك الثقافة بهالة من التقديس إمتدت الى هذه اللحظة !!!!! .
2 - وخلال تلك الحقبة الزمنية الطويلة والقاسية المنصرمة التي تعاقبت فيها تلك الثقافة الموروثة لم تتحكم فى رقاب الشعوب طبقة محددة المعالم والصفات والشروط من التي يستطيع الباحث والمؤرخ تسميتها بالطبقة أو تنطبق شروط ومقومات الطبقة الأجتماعية عليها ,بل كان المتحكمون بالناس أفراد أو شرايح صغيرة يمكن تسميتهم طغم مستبدة تمتلك الأموال والجاه ووسائل الأنتاج ومحاطة بالنفعيين والأنتهازيين والعصابات المسلحة مثلما دار التاريخ على العراقيين ليريهم اليوم نماذج منها يتكالبون على الفطيس والكراسي الهزازة وتعج بهم المؤوسسات على نطاق الدولة وخارجها بما فيها مؤوسسات القضاء وصروح العلم المختلفة !! والمفارقة التى تراها شديدة الوضوح أن مختلف الحكام السابقون منهم واللاحقون وعصاباتهم يتاجرون بالدين ويحكمون بأسمه !!!!.
3 - لم يظهر فكر علماني جرئ قادر على إستقطاب العلمانيين فى تنظيم مرحلي موحد لنشر الوعي الجديد والتصدي للحرب الثقافية الدموية الشرسة التي يقودها السلفيون بمخططات الجريمة المنظمة وبعنف لا مثيل له طوال التاريخ المنصرم , وربما يعود السبب فى ضرواة العنف التكفيري الجديد الى شعور القوى السلفية بقرب نهايتها وإحساسها بتزايد الوعي العلماني لدى الشعوب وتسارعه بشكل مذهل وعجيب مترابط التأثير بالتطورات التقنية المذهلة التى يتوقع الأختصاصيون أنها ستحسم الكثير الكثير من المسائل والأشكاليات المربكة وستجيب على الأسئلة المختلف عليها منذ إلوف السنين . ,وتبقى المفارقة الأهم هي أننا برغم الأعتراف بأن ليس من السهل على الناس التحرر من الأفكار والآيديولوجيات الموروثة بلمح البصر ,لكن المؤسف حقآ أن تجد بعض المدعين بالتطور ومن حملة الشهادات العالية الذين كثيرآ ما يتفرعنوا على طلابهم فى الأمتحانات ,لا زالوا من أشد الذائدين عن حمى الموروثات البغيضة مثلهم كمثل فلاسفة الثورة الصناعية وجماعة المحرك الذي لا يتحرك !!!!. يتكلمون ويكتبون ويتعاملون مع العلم فى كل لحظة لكن عقولهم ظلت ميتافيزيقية مؤومنة بالشعوذة والغيبيات !!! فالعلم ليس محفوظة أطفال تدرس فى الملالي بل هو عمل تطبيقي مؤثر فى تغيير الثقافة والسلوك بحسب الزمان والمكان .
4 - إن السلاح الفتاك بيد القوى السلفية على مد العصور هو المتاجرة بالدين ولكنهم بذات الوقت أساءوا إليه كثيرآ من خلال الجرائم الكبرى التي إرتكبوها ضد الناس والطبيعة وهي جرائم بشعة وحاقدة برغم كل عمليات التجميل الجارية عليها وستظل مستهجنة ومرفوضة و محرمة فى شرايع السماء والأرض , فالشعوب قد وعت دوافع وأسباب هذه الأعمال الحيوانية المتوحشة التي تتحكم بعقول هذه القوى الشريرة وحكمت ببطلان ما يدعون وتوصلت من خلال تجاربها اليومية الملموسة الى أن السبب الأول والأخير فى هذه الثقافة المجرمة والتمسك الصارم بالفلسفة الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) كان ولم يزل من أجل المحافظة على المصالح الفردية والفئوية والتربع على كراسي الحكم لديمومة تلك المكاسب والنزعات الأنانية اللاإنسانية واللاأخلاقية المخجلة فى حب الجاه والتسلط ,لكن ردود تلك ألأفعال والممارسات الحقيرة كانت على الشعوب إيجابية دفعتها الى تشديد قبضتها على العلم كى تحرر إرادتها من الشعوذة المخادعة قبل أي شئ آخر,لكي تتمكن بعد ذلك من أن تسموا فى الدين الى منزلته العبادية التأملية السامية وتفصله عن الدولة والسياسة ومتعلقاتها وتطهره من النوازاع المبتذلة والتشريعات الوضعية المتناقضة الأحكام والرؤا والتافسير المتعددة الأجتهادات والأحكام ,كما فعلت الشعوب فى غرب الكرة الأرضية من قبلها ,فأنفتحت عليها أبواب السعادة المادية والروحية على مصاريعها وتبوأت مكانتها الحضارية بين الأمم والشعوب عن وعي علمي جدير بالتقدير والمهابة .
- يتبع -



#ناجي_نهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجي نهر - دراسات : العالم الثالث والثقافة المشوهة // 1