أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي نصار - رسائل شتوية














المزيد.....

رسائل شتوية


فادي نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


عندما تمطر في سوريا تسقط على قلبي قطرات عاشقة محروقة بشوق المغتربين الذين تركو أبوابهم المزينة بالياسمين مشرعة لريح الشمال القاسية ولخيول القدر .
عندماتمطر هناك تخرج نساء الارض ليغسلن قلوبهن بقوس قزح عربي.فأكتب لهن أجمل أشعار الحب وحكاية عن الزعتر البري الذي مايزال يحلم بحيفاالهادئة,ومايزال.
وأتذكرككم كحركة موسيقا رشيقة فيزداد المطر قوة وغزارة.
لأن حبي لكم شتوي طويل مليء بشمسات خجولات تحكين قصص عن أولا د بيروت الفرحون وعن صبايا دمشق وعشاقهن وعن أهلي وبلدي.
نعم عندما تمطر على هضابك وروابيك المليئة بمزارات الصالحين والانبياء والمزروعة دوالي كرم ومحبة عندها تهاجر أسراب السنونو لتأتيني في الأحلام راسمة لوحة لوجه أبي ذو العينين الزرقاويين راويا بنظراته صحراء عمري معلن بذلك ولادة ربيع الحياة في قلبي مرة بعد مرة.
يزهر اللوز في حاكورة الدار وترتفع الأسماء الحبيبة كالأغاني مع صور لأصدقاء العمر ورفاق منهم من ترك ومنهم مايزال على المتراس ترتفع كلهامع دفق الدم الى منطقةالذاكرة النبيلة, عندها يطفق الدمع لملء العين خاطا سطراأخر في الحب ..فالدمع يكتب الأشواق .
ومجرى الدمع يحكي قساوة الأيام وظلمها,والدنيا بأهلهاتغيرت, وغاليتي لم تغير عادتها,ففي كل شباط تنتظرني هناك على شارع الحرية في بلدتنا الغارقة بالعادات والتقاليد رغم أنف العولمة وحوار الحضارات تنتظرني حاملة قلبها وأشعار لزياد الرحباني في أغنية لفيروز مع وردة حمراء فهي تعلم أني اعشق فيروز وزياد واللون الأحمر ...لكني لاأعود, تنتظر, ولاأعود .
فأنا بعيد جدا ,أكثر مما تتصورين ياحلوتي,في أقصى جنوب العالم ,أنا,حيث تلتصق الأرض بخالقها, والنجوم أكبرما نراها في الوطن, الوطن الذي غربنا وكان قبلا فد علمنا فن الحلم ,وكيف وأين تزهر السعادة, حتى أينعت فينا بذور المغامرة ..لذلك تجدنا لانخاف .
والبعد جفا ..هكذا تقول كل أمهات الأرض لأودهن.
فأنا بعيد عنك بعيد عن أهلي أحلم يوميا أن تنمو أطراف قلبي لأستطيع ضمك ايتها البهية بكل جوارحي.
بعيدا أحلم وأمعن بالحلم أكثر فأكثر الى ان يأتي أيلول ليسرقني منك ومن نفسي كورقة خريف طيرها الزمن على حدود الكون أمام عينيك ,وما عادت لمهدها.
عندما تمطر على ترابك القدسي يجلس عشاق الدنيا أمام نوافذهم يعدون كم أقحوانة ستنبت الربيع القادم, فوق صدرك الواسع الجميل .
تمطر على قراك ومدنك فينتعش قلبي ويتنهد براحة أبدية ممسكابسلم موسيقي أساس نوتته الصبا وشيخ مقاماته الحجاز .
تمطر فوقك , فأتذكر أمي مستمعة لفيروز تغني( شتي يادنيا ليزيد موسمنا ويعلا زرع جديد) قائلة مبارك بطنك يالبنان .
ويزداد انهماره, فتعود بي الأمطار لألف بيت شعر لمحمود درويش يبدأها بريتا ولاينتهي الا عندما يدفن بيديه المبدعتين كل المارون بيننا وبين كلماته الطلقة ....أتراجع قليلاعن النظر في عين السماء , لأرى برفة رمشي ساحة الجامع الأموي ملؤهاحمام أبيض مسالم, وديرالشيروبيم في صيدنايا ,والصخرة الأراميةمعلولا, فقاسيون الأبي ومنه البقاع الخيير ,وزحلة الجمال, فبيروت فراشة البحرالأبيض المتوسط, ويمنعني حارس اسرائيلي من متابعةحلمي , فالقدس اسمها أورشليم والمسيح لم بأت بعد .
وأفتح عيني على حبات المطر ...
تمطر سلاما ومحبة في ليلة الميلاد وجانب كل كنيسة رخامية بيوت لأطفال فقراء ????لست بحاجة لمن يقول لي أنك رائعة وأنك محبوبتي, وأن قلبك أرجوحة عابقة بذكريات الفرح والحزن ,وأنك أم الفقراء الطيبون ,والبسطاء الذين قلوبهم خميلة لكل العنادل التي ترتل صباح مساء نشيد المحبة.
وأعلم أن اسمك نشيد الاناشيد. وأن يغني الليل لعيونك الصيفية أغنية مع الحصادين فهذا طبيعي جدا.
فانت تعطين الحياة لكل شيء يدخلك كما فعلت مع قلبي الذي قال ذات شتاء :كلما تمطر السماء تبكي قلوب المغتربين ,وكلما بكت قلوبهم أكثر يهطل مطر الهي محملا بردا وسلام فوق أممهم فيزيدها تألقا ويغسل مايستطيع من قلوبهم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم مختل
- لاحمد الوريد المترع محبة للوطن
- دعوة مفتوحة للشباب
- النيبال.. بلاد الملوك الغادرين
- درس غير ديمقراطي
- بوح سوري بالحب


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي نصار - رسائل شتوية