أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي نصار - عالم مختل














المزيد.....

عالم مختل


فادي نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما تبقى في العالم زهرة واحدة ,وحمامة سلام واحدة, وامرأة واحدةتستحق التقبيل فأسرع اليها, لأجدني بلا شفاه, بلا صوت, وحتى بلا قلب , في عالم يحاول يوميا أن يسحق انسانيتي ,ويعاملنني وكأنني رقم من بين ملايين الأصفار العربية العالمثالثية, التي تنام ذاكرتها ريثما تستقيظ, وتستيقظ عندما تنتهي وسائل الاعلام من بث سمومها العاهرة المسلية .
ملايين لديها عقدة الجنس وعقدة الذكورة وعقدة التحرر وعقدة التديين وعقدة القبل وعقد لاتنتهي الا بلا اله الا الله .
تلك الارقام تستيقظ على نشرة أحوال الطقس لانها سئمت من طقوس الحروب والمرارات والمجاعات والحرمان و التشرد المتنامي في ظل اقتصاد معولم مسيحه يهوة العاشق لسفك الدماء, ملايين كرهت كل من يذكرها أو يحذرها من مستقبل البشرية المجهول ,وأدمنت بدلا منها برامج الاغواء بكل أشكاله وتلاوينه وتدرجاته ,
نعم أدمنته مسكوبا في بوتقة اللامبالاة المميتة... أصبحت أكثر وحشية من أسلاف أسلافها.
نعم في هذا العالم أصبحو ينظرون الينا كأرقام ونحن نسألهم كلما ذهبنا الى كنيسة او مسجد كلفة جدرانه لاسمنتية والرخامية ملايين وملايين وعدد المصلين فيه لايتجاوز أصابع اليد نسألهم:
والفقراء اخوتكم?????
عندما يقتل الاخ اخيه ...عندما نتجرد من فعل الانسان وحسه فينا نحن البشر الذئاب
وعندما نشعر برهبة الموت ونتذكر الله نسألهم :
هل الله يحضر مع الموت ???
عندما تسأل ولايجبيون, تظن أنها بداية نهاية الحضارات التي قامت على دفء العلاقات بين الناس .
والملايين المهمشة تحلم بتسونامي يهز الارض , كابوس مرعب سببه التجارب النووية الاخيرة في قاع البحار الاسيوية , نعم كابوس يحضرنا بتسونامي مرعب فظيع. الا اننا وهم أيضا لن تسعفناالثواني لجمع أزواجا أزواج من الكائنات كي نرسلها للشيخ البحار نوح الحكيم .
عندما يرهبني أن أكون معارضا لسلطة بلادي فيحترق قلبي وقلب أمي وأخوتي في نفي قسري ,ومثله السجن. وأن أكون عضوا في حكومة معرضا للاغتيال .
وصحفيا مغامرا يهدده الارهابيون الملتحون بدين لايرون منه سوى بقعة ظلام دامس تمحو كل أنوار التحرر والمحبة والتسامح .
وان اكون عالما مسلما مجتهدا فأهدد بالتكفير ويراق دمي ويسلبون مني زوجتي .
وان اكون مسيحيا زرادشتيا موسويا شيطانيا ملحدا من اقليات الامة تطارده التفرقة والابادات والتهجير .
عندها أسألهم كيف يمكن أن يكون المرء طبيعيا في عالم مختل .
كيف يمكن أن أصطحب زوجتي ورفاقي الى رحلة يرقصون يتكلمون يضحكون ملء القلب معبرين عما في داخلهم من حب وشجون دون حواجز وحدود.
عندما ترسل ألف رسالة أو يرسلون لك مثلها فتعلق في أجهزة الأمن المركزي لانها ذيلت بكلمة حرية.
عندما تقرر العودة لحضن امك الحنون وصحبة الاصدقاء ورفاق الدرب فيستقبلك زوار الفجر بتهمهم الجاهزة.
عندما احلم بطفل ثمرة حياتي ويحلم طفلي بلعبة بهدية الميلاد فأكذب عليه بأن بابانويل قد مات بحادث سير , بسيارة ابن احد منظري اقتصاد السوق الاجتماعي(لأني لا أملك ثمن الهدية).
عندما يقولون في الصحف للملايين المنحدرة نحو عمق الهاوية أن شدو الأحزمة ويتلونها بكلمات مثل
رمضان كريم ـفصح مبارك ـميلاد وأضحى مجيدين
و تستمر الخمس نجوم في الملاهي الليلية بالشذوذ متربعة على رأس الهرم المكون من شعب الله المرتاح.
عندما نوجه سهام الكراهية لرفاق الامس وتهمة الخيانة جاهزة لمن لايقف في الصف المناضل .
عندما تطالع كتب الحب واشعاره فتجد اصدقها وارقها ما كتب بالعربية وتواجه في الصفحة لاخيرةلكل صحف الوطن عنوان بالبنط العريض (جريمة شرف أخرى).
عندها نسأل في أي زمن نحن.????
زمن فيه ديمقراطيات واحزاب وحريات ,ولكن مايزال هناك عبيد وسجناء رأي وتجارة رقيق ونساء مهددات بالختان والوشم والقتل .
زمن وصلت فيه عبقرية الانسان الى مالانهاية الابداع من فن وادب وموسيقا وعلم ورقص
زمن فيه مايزال الناس يحتكمون لفتوى رجال الدين ...
زمن كل شيء قابل للبيع والشراء ومعك قرش بتسوى قرش.
زمن كل مين ايدو الو ,والف عين تبكي ولاعين أمي تدمع .
وياليل ياليل ياعين زمن ماحدا في ماشي والماشي فيه مابيعرف لوين ماشي ...
والله ينجينا من الات
فادي نصار ـتشيلي



#فادي_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاحمد الوريد المترع محبة للوطن
- دعوة مفتوحة للشباب
- النيبال.. بلاد الملوك الغادرين
- درس غير ديمقراطي
- بوح سوري بالحب


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فادي نصار - عالم مختل