أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد المجيد - شاعرة تتدثر بعريها ( 1 )














المزيد.....

شاعرة تتدثر بعريها ( 1 )


فراس عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 09:27
المحور: الادب والفن
    



إذا كان الحديث عن أدب نسائي يثير نقاشا بين مستنكر لهذا المصطلح ومتبن ٍ له ، فان الخصائص الأنثوية في الأدب أمر لا يمكن الاختلاف حوله . إذ يبقى للمرأة ذلك العطر الأنثوي الذي لابد أن يفوح بين فواصل وسطور النص الأدبي بهذه الدرجة أو تلك . وإذا حددنا تلك الخصائص الأنثوية في جنس الشعر ، فان هذا العطر يصبح أكثر انتشارا وأشدّ تأثيرا. ونصوص فتيحة النوحو الشعرية تدخل في هذا الإطار .
يلمس المتطلع إلى هذه النصوص ، للوهلة الأولى ، معجما خاصا يتضمن مفردات ذات إيحاءات ايروتيكية كالشهوة والجسَد والعري والشبَق ، وغيرها من المفردات . إلا أن النص الشعري المتميز لا يتوقف ، كما نعلم ، عند حدود المفردات . فالكلمة هي بوابة الدخول إلى رحاب المعنى . هذا إذا استثنينا الحروف المجردة ومعانيها ودلالاتها الشكلية واللفظية . فالحرف ، كما يرى ألنفّري : " دليل العلم والعلم معدن الحرف " . وإزاء مثل هذا المعجم ، لابد لنا من تقصّي الأبعاد الزمنية والمكانية والاستعارية لدلالات الكلمات ومعانيها وإيحاءاتها ، حيث أن تأمل مفردات ذلك المعجم لابد أن يتخطى صدمة الوهلة الأولى ، لتتكشف أمامه تداعيات لا حصر لها ، تخرج بالحال من مضمونه الحسي المجرد ، والمرتبط باللحظة الآنية ( حيث يتجمد الزمن في فعل التوتر وارتعاش اللحظة ) إلى مضمون أعلى ، يأخذ فيه الزمن بعدا صوفيا يخرج ذلك التوتر والارتعاش إلى مَدَيات لا محدودة :
دعيني
أسائل عنفوان
الانفلات
بعيدا
لعل زهوي
يهمس لي بعبق
المفردات
دعيني
أداعب غفوة
الاشتهاء
بعيدا
لعل انخطافي
يسبي
ألق الافتتان
دعيني
يا أبديتي أستل ّ
من خدر
السهو
سمَرا
يعمد نصبا لنحيبي




في هذا المقطع نجد أن المخاطبَة هنا ، المرتبطة ب " عنفوان الانفلات " و " عبَق المفردات " و " غفوة الاشتهاء " ليست كائنا بعينه ، أو امرأة بعينها . بل هي أبعد من هذا وتلك بكثير . إنها الأبدية . وهذه المديات التي تحلق فوقها الشاعرة تجعل من العري دثارا يخبئ تحته عوالم ومجرّات لا متناهية . ( قصيدة : عارية إلا من عريي )
بالاضافة الى ما تقدم ، فان اللافت في تجربة الشاعرة فتيحة النوحو ، أنها توظف حتى الفضاء البصَري للتعبير عن عالمين يكمل بعضعهما الآخر ، برغم تناقضهما المفترض :
- عالم التوتر واللهاث المحموم ، المعبّر عنه شكليا بتقطيع أوصال النص إلى مفردات تتواتر متصالبة بشكل عمودي ، كما في قصيدة " لوعة " :
صليني
بشجون
الصمت
تدفئني
صليني
بنهود
القصيد
تذوي
هوسي
لأزمنتي
الملعونة
بالكشف
- عالم المدى المفتوح ، عالم المطلق المرسوم بالبياض . وعلى القارئ أن يتوصل ، بحسّه المرهف ، إلى إدراك العلاقة الجدلية بين هذين العالمين ، وآفاق ارتباطهما ، تبعا لدلالات مفردات حسية ظاهريا ، إلا أنها ميتا فيزيقية جوهرا .
مما تقدم ، يمكننا أن نعتبر فتيحة النوحو شاعرة تبحث عن الاختلاف بشكل مدروس ، وليس منفعلا أو مفتعلا البتة . الاختلاف الذي يجعل منها شاعرة تتدثر بعريها ، لتخفي عراء أكثر صميمية ، عراء مختلفا لا يظهر منه شيء من مديات المطلق .والباقي تتركه للقارئ لكي يكتشفه ويتلمس ، بنشوة ، تضاريسه المشتعلة .


( 1 ) مقدمة لديوان تحت الطبع للشاعرة فتيحة النوحو بعنوان " إليك أيها الظمأ كلّ هذا الارتواء"



#فراس_عبد_المجيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل المسرح التقدمي في حوار مع الرائد المسرحي الفنان بدري ...
- السؤال
- وداعا بسام : الرحيل الوردي
- تموز يقرع الناقوس
- شجاعة نائب
- ورود ملونة على ضريح ابو نبيل
- الأمهات
- سفيان الخزرجي والاتجاه المعاكس
- ° طريق أغمات
- برزان التكريتي ونزار قباني
- شموع الميلاد
- بين وزارة الداخلية وقوى الأرهاب.. الخطاب والممارسة
- اختطاف المواطنين المغربيين في العراق.. الارهاب والدكتاتورية ...


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس عبد المجيد - شاعرة تتدثر بعريها ( 1 )