أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو العز الحريري - العسكر والديمقراطية















المزيد.....

العسكر والديمقراطية


أبو العز الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إشراقة
مراجعات
العسكر والديمقراطية

انتهت منذ قرون فكرة الحاكم الإله سواء كان ملكاً أو إمبراطوراً أو خليفة أو أميراً أعتبر نفسه ظل الله في الأرض أو حاكماً بأمر الله أو ولاه الله فأنتزع لنفسه حق الحكم باسم الله ونيابة عنه .
وحين غرق العالم العربي في ظلام الاحتلال التركي العثماني المتستر ظلماً بالدين الإسلامي مقتدياً  بالاحتلال الأوربي المتستر بالدين المسيحي . كانت أوروبا نفسها تزيح عن كاهل شعوبها التسلط وهيمنة الكنسية التي شملت أمور الدين وهيمنت على الحياة . وتراجعت سطوة الملوك خاصة في إنجلترا وفرنسا التي كانت ثورتها أهم تجليات الاستنارة وتمرد الشعوب على الاستبداد الطبقي والملكي وتزايدت مشاركة شعوب أوروبا في حكم أوطانها حتى أصبحت سيدة على حكامها .فتقدمت وواصلت تقدمها ، وحين أتيح للعرب والمصريين الاحتكاك بأوربا في العصور الحديثة اشتدت مقاومتها للاحتلال والحكم الديكتاتوري وارتبطت الديمقراطية بالسعي للتحرر من الاستعمار والاستغلال.

التخلف والعداء للديمقراطية

كان الاستعمار بطبيعته معادياً للديمقراطية ، فهي وسيلة الشعب للتحرر من الاستعمار والاستغلال بما يؤدي لسيادة الديمقراطية نفسها منهجاً للحياة والحكم ،وحين انتهى الاستعمار القديم فإن عسكر ثورة يوليو أبقوا على كل تراثه في التعامل مع الشعب نتيجة للتربية العسكرية القاصرة وضعف الوعي السياسي عن الحس الوطني وحداثة التجربة السياسية العامة ، حيث قصرت مهمتهم على حماية حدود الوطن وضمان استمرار السلطة أو التسلط بمعنى أصح عكس ما كان يجري لدى العدو الإسرائيلي حيث اقتصرت مهمة العسكر على حماية حدود الوطن وخضوع العسكر للديمقراطية وحمايتها ، الأمر الذي أدى لضياع الإنجازات التي حققها الشعب في مرحلة الثورة من 52 إلى 1973 م ، وأهدر كفاحاً أمتد تقريباً لقرنين من الزمان .بدأت إرهاصاته منذ الحملة الفرنسية أواخر القرن السابع عشر ، وكان مارس 54 بمثابة الطلاق بين العسكر والديمقراطية - أي إرادة الشعب - حُلت الأحزاب واصطنعت السلطة حزباً أعطت له أسماء متغيرة : هيئة التحرير- الاتحاد  القومي – الاتحاد الاشتراكي – حزب مصر العربي الاشتراكي –الحزب الوطني – وحمل الحزب سمات السلطة في مراحلها – مع يوليو حمل شعاراتها وأهدافها – لكن التكوين والإرادة والإدارة بقيت وتوارثت في يد الأجهزة الأمنية التي  تغيرت تركيبتها وأصابها العطب خاصة في تنفيذها لإدارة السياسة لشؤون الوطن التي تولتها فعلياً – وباستبعاد الإرادة الشعبية من كل أنواع الانتخابات بالتزوير المباشر والقوانين المزورة والإعلام المزيف والتعليم التحكمى التلقيني وتحريم العمل السياسي في المجتمع والجامعة أساتذة وطلاباً ، والتدخل في تكوين البيئة الإدارية والتنفيذية لمؤسسات المجتمع خاصة مراحل القطاع العام ، وإحلال أهل ثقة السلطة محل أهل الخبرة والكفاءة الاقتصادية أو الإدارية أن أصبح كل الأداء والتنفيذ عبئاً ثقيلاً على أجهزة أمنية من المستحيل أن تتولاها نيابة عن الحكومات فتحمل كل أوزارها ونيابة عن كل أشكال المشاركة الشعبية . وبحكم خضوع الأجهزة الأمنية والشرطية والهيئات الأخرى لسلطة كل حاكم وأوامره وطبقاً لمنهج العسكر في السمع والطاعة والتنفيذ دون إبداء الرأي الذي  لا تملكه أصلاً .. فسد أدائها وفسدت الهيئات التي إصطنعتها وانعكس الفساد على بيئة الدولة في مستوياتها العليا والقاعدية ووضع الأمر في عنق رئيس الدولة وأديرت الدولة حوله بدلاً من أن يكون رمزاً لإرادتها ، وكما حدث أن تكرست السلطة والسطوة في يد سكرتيري الأحزاب الشيوعية تكرست الأمور بأيدي الحكام  رؤساء أو ملوك أو أمراء أو سلاطين وحملوا أوزارهم وأوزار حاشيتهم التي فسدت وتعايشت مع الفساد ، وفي لحظة صدق مع النفس أعلن عبد الناصر تحمله شخصياً مسؤولية النكسة واحتلال العدو المزعوم لأرض الوطن ، لكن الاعتراف بالخطأ والمسؤولية لم يصاحبه موقف عملي لإرجاع السيادة للشعب الذي طُلب منه أن يدفع الثمن الغالي لخطأ الحكام ودفعة للتحرير من الاستعمار والاستغلال .

ميلاد الطبقة الجديدة

أدت طبيعة السلطة وتركيبة الحكم أن غرق الشعب في التضحية والفداء والاستشهاد وغرق آخرون للاستيلاء على مقدرات الوطن وما أن توقفت المدافع في أكتوبر 1973 م وإذا بالطبقة الجديدة التي تكونت بداياتها في ظل عبد الناصر تهيمن على مقدرات الوطن بقيادة السادات واتسمت بالفساد الشامل السياسي والإداري والتنفيذي والنيابي والنقابي . وبالطفيلية الاقتصادية بتكوين ثروات هائلة بالحرام متعدد الألوان والدرجات – تجارة مخدرات – أغذية فاسدة وملوثة – وسمسرة وعمولات في كل شئ وتفريط في الثروة – وصولاً إلى عمارات الموت التي تسقط على سكانها فور السكن بها ، وبطبيعة هذا التكوين الفاسد الطفيلي خافت من الإرادة الشعبية خاصة بعد انتفاضة الخبز يناير 1977م  بدأت أكبر عملية تهريب للخارج ، ولم يتبقى من الوطن غير عظام أصابها الوهن وأصبحت الطبقة الجديدة بما هربت رهينة للأجنبي وتابعة له بقدر ما فقدت ارتباطها بالوطن وبالفساد والطفيلية والتبعية .. فقدت الطبقة مجرد الصلاحية للمشاركة في أمور الوطن وبحكم الاستمرارية وضروراتها يتزايد تمسكها بالتسلط والسلطة لمنع أو تأجيل أي حساب أو استرداد لما نهبته وهربته للخارج .هكذا كان ومازال عدائها للديمقراطية.

طبقة في مواجهة الوطن
ينسى أو يتناسى كثيرون أن هناك طبقة فاسدة . طفيلية . تابعة حين تسيطر على مقدرات الوطن ، لا يكون التعامل معها محصوراً في قيادة بعينها . رئيساً أو ملكاً أو أميراً .. بقدر ما يتعلق بهيمنة الطبقة على أمور الوطن مع أهمية موقع الرئاسة . لقد وصلت الأمور في مصر إلى حالة من التعقد والتعقيد جعلت الخروج من الأزمة أمراً عسيراً للجميع .. السلطة تستبعد الكل، والكل حاول التفاهم والمشاركة ولو خطوة بخطوة مع السلطة بل حاول وألح على تطبيع العلاقات مع السلطة التي قبلت التطبيع مع العدو وتهربت من التطبيع مع قوى المعارضة أو بمعنى أصح مع الإرادة الشعبية باعتبارها جواز المرور لأي تمثيل نيابي أو محلي شعبي أو نقابي وحتى منظمات العمل المدني .. وغرقت السلطة وغرق الآخرين في لعبة الاستبعاد . كل منهم يسعى لاستبعاد الآخر - وانتخابات نقابة الصحفيين نموذج واضح لذلك رجال السلطة باعوا السلطة - الأمر الذي لن يتحقق إلا بهزيمة مدمرة لإحداهما، وهي إن حدثت ستكون هزيمة أو هدماً للعبور على رأس الجميع ، والمثل واضح .. فمن ازيحوا عن السلطة في العراق ومن جاءوا إليها ببنادق وصواريخ الاحتلال كلاهما مهزوم ومن قبلهما وبعدهما الوطن مدمر جريح .
من تحكموا ضاعوا وضاع ما تحكموا به ومن أجله والجدد جاءوا على جثة وطن مثخنة بالجراح التي لا تندمل فهل يرغب البعض جهلاً أو تآمراً في مثل هذا .وهل تقبل وتأمن السلطة الاستمرار في متوالية الفساد والانهيار الذي لا يخفيه إمبراطورية إعلامية غبية ، ولا قوة تحكم لم يعد بمقدورها إسكات الناس طويلاً.

ألوان الطيف للإنقاذ الوطني

الإلحاح لإنقاذ الوطن واجب وطني والإنقاذ السلمي الديمقراطي انتصار للجميع وفي مقدمتهم السلطة وحزبها وحتى الطبقة التي لم يعد لها مستقبل في عالم هائل الأمواج والتغيرات وإنقاذ للآخرين من احتقان لحظات الأزمة وقيل هذا وذاك فالوطن لا يحتمل صراعاً وتصادماً أو استجلاباً لأعداء الوطن مما يعد تدخلاً إجرامياً أو استنجاداً من الرمداء بالنار بعيداً عن هذا أو ذاك ، مازلت جعبة الوطن مليئة بحلول تجمعنا جميعاً أهمها توظيف الديمقراطية للتعاون والالتقاء وليس للاستبعاد والذي أثبتت تجربة الشعوب أنه مدمر حتى لو استند إلى إرادة مخدوعة أو مضللة ابتداء من النازية والفاشية وأحزاب الشيوعية مروراً بإيران وتجربة جبهة الإنقاذ التي أعلن زعمائها أنهم جاءوا بالديمقراطية ليقولوا لها باي باي .
نحن جميعاً أولي بوطننا ومسؤولون عن سلامته واستعادة مكانته وعلى نفس الدرب قدمنا برنامج تحالف ألوان الطيف للإنقاذ الوطني  تجميعاً لإرادة ورؤية القوى الوطنية .نواصل تقديم رؤيتنا لأداء مشترك على مستوى المحافظات والدوائر الانتخابية تمكن الجميع من الالتقاء والتعاون واكتساب الخبرة وتستبعد الفساد والانحراف والتطرف الاجتماعي والديني وتفتح الباب لكي يسير المجتمع أموره ذاتياً .
أبو العز الحريري



#أبو_العز_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثروة المعدنية أراء وتحفظات
- مراجعات العسكر والديمقراطية
- الوطنية .. مواقف مستنيرة
- إشراقة مراجعات العسكر .. والديمقراطية
- الإشراقة طحن بلا طحين
- الفرقاء لا يبنون وطنًا
- غسل الأموال والذمم
- الفرقاء لا يبنون وطنًا
- بيدنا لا بيد الأوغاد - نموذج الإسكندرية . مفترق الطرق
- أزمة التغيير .. وتغيير الأزمة
- احتلال القاهرة يبدأ ببغداد
- إشراقة بالقرآن والإنجيل
- إشراقة انتصار أوروبا وهزيمة العرب وأمريكا
- للمرأة نصف المجتمع


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو العز الحريري - العسكر والديمقراطية