أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو العز الحريري - الفرقاء لا يبنون وطنًا















المزيد.....

الفرقاء لا يبنون وطنًا


أبو العز الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 514 - 2003 / 6 / 10 - 20:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إشراقة

الفرقاء لا يبنون وطنًا

تتزايد أعباء المعارضة المنحازة للأغلبية كلما زاد الظلم الاجتماعي وتزايد المظلومون عددًا وتعبًا . وتكون محاولات إعادة أمور الوطن للمسار الصحيح المحقق لمصالح الأغلبية والأقلية ضد الأغلبية أمرًا عسيرًا ضروريًا كالجراحة أو البتر الحتمي حماية لجسد الوطن من الانهيار .

الطفيلية والانهيار الحتمي

الطفيلية نموذج حديث تجاوز فكرة الاستغلال الرأسمالي لأبناء والوطن والأجانب وإعادة استثمار فائض القيمة داخل الوطن لصالح رأس المال والوطن بكل أبنائه _ مجرد تميز واستغلال _ لكن الطفيلية نمط رأسمالي حديث منحط وطنيًا وأخلاقيًا يستحوز على أموال الشعب بالحرام ؛ سرقات . اختلاسات . عمولات . سمسرة سخية مقابل أغذية . وأعمال مباني أكثر سوءً وفسادًا . تجارة ممنوعات . تقاسم ثروة ودم الوطن مع الأجانب ، أمور لا يمكن أن تتم مع احترام القانون وفي ظل حكومات ومجالس نيابية ومحلية ونقابات عمالية ومهنية وجمعيات وجامعات شرعية ديموقراطية التكوين والأداء . فالرأسمالية الطفيلية لا بد أن تكون ثمرة فساد يؤدي بها حتمًا إلى التبعية للأجنبي ، تهرب إليه ما تنهب ويمد حمايته لها ، بالتدخل في شئون الحكم والاقتصاد لأوطانها . أما المبرر الزائف فهو كثير ، انفتاح اقتصادي ، تحرر أو تحرير اقتصادي . ولضمان الحماية من الشعب فلا بد من الاستيلاء على السلطة التي لابد لها من حماية تحميها وتقهر بها أية محاولات شعبية لوقف الفساد والطفيلية وتخليص الوطن من تبعية الطفيلية ، وهنا تتعدد أجهزة الأمن والقمع التي تكون مهمتها حماية ما يتناقض ومصالح الشعب فيصيبها العطب ، ويتم توظيف أجهزة الإعلام والإعلان والثقافة والمثقفين والتعليم العام والجامعي لخدمة نفس الأهداف . وفي هذا الاتجاه تسير السياسة والممارسة والفعل مع التغني بالوطنية والحرية والديموقراطية .

شعب و ... حتــة

تتزايد العزلة والتنافر وربما العداء يومًا بعد يوم بين أغلبية الشعب وطبقة وسلطة المليون أي المليون أو أكثر قليلا التي استحوزت على الثروة والسلطة فانفرد أعضاؤها باحتلال كافة مواقع السلطة والتسلط وإن سمع للندرة من النابهين فلتوظيفهم أساسًا بشكل محايد لصالح الطبقة المليونية . هكذا كان الحال في إيران الشاة ، ورومانيا شاوشسكو ، والعراق صدام ، ويوغسلافيا ميلوسوفيتش . إلحاح دائم على أن الحياة بقى لونها بمبي ، وأثبتت الأيام غير ذلك .

طبيعة البنية القيادية

أدت طبيعة هذه الأنظمة الديكتاتورية الطفيلية إلى إلقاء عبء قيادتها على قادة بمضي الوقت أصبحوا فريسة وضحية للأنظمة التي صنعوها ممن حولهم . أصبحوا بحكم النشأة والنظام فرقاء لأنفسهم ولقيادتهم . التماسك والإخلاص حتى بين المجموعة بعضها ببعض مفتقد ، وحل محله التقاسم أو التآمر غير المبدئي إلى تحين الفرصة أو التمكن للتمكن أو للاستمرار أو عدم التحاسب أو الوشاية ، والبعض جاء بحكم كفاءته وقيادة ولكنه أصبح بحكم قانون الشلة أطرش وأعمى وأخرس يبذل جهودًا فقط . تركيبة تولت أجهزة الأمن اختيارها وتعميدها وحراستها فانحرفت عن مهمتها الدستورية والتشريعية وأصبحت أجهزة أمن ومسئولو رص القلل يرصون الأتباع والصبية ، يتجنبون اختيار من تتوافر لديه استقامة ومصداقية القول والفعل خشية من عدم القدرة على تطويعه ، وتركز الاختيار أساسًا في العناصر الطفيلية شريكة لمصلحة فيما يجري ويقل الاستعانة بالعناصر الشريفة المحايدة .

كفاءات فاسدة

وخوفًا من هبات الشعوب والتعاطف بين كبار المسئولين الشرفاء ، يتم اختيار العناصر الأكثر سوءً وانحرافًا وإن تمتعت بكفاءة في الأداء ، لضمان عدم التمرد وليكون النسيج واحدًا ، ولأن هذه النوعية التي يتم تركيبها على كافة المواقع تقريبًا مرفوض من الناس فلا بد من استبعاد متنوع للديموقراطية وتفرغ لعبة الاختيار الشعبي بالانتخابات والاستفتاءات والانتخابات المهنية والمدنية . وتتمدد شبكة الفاسد لتصبح بناءً هرميًا أساسه الفردية الانتهازية والاستحواز الحرام على الثروة والسلطة التي تبدأ حتى من موقع الكوماندا في شركة أو مصلحة صغيرة ، وفي دنيا الفساد فإن السيادة للأفيال والديناصورات الكبار التي تدهس وتضحي بكل من تطلع لاحتلال مواقعها ويصبح الكل متوجسًا ومتآمرًا على الكل ، يتسابقون مع كل رئيس أيًا كان حجم رئاسته أو حاكم أيًا كانت شعاراته المهم ما يطبق أو ما يتم الانحراف بتطبيقه .

ضد الوطن والحاكم

هذه التركيبة اللعينة الملعونة من البشر لا يجمعها تآزر حقيقي ، فأبواب السفر مفتوحة والأساليب مفضوحة والأموال والشركاء ممن يحملون جنسية الوطن أو الأجانب في بلاد الأجانب ، كل منهم يدوس على الآخرين ليستمر أكبر فترو ممكنة ليعطي ما استولى عليه _ بالحرام _ من سلطة وثروة مشروعية الأمر الواقع ، ولكي يزرع المنافسين ، وعند الأزمة يتخلى أو يدوس على الجميع ، فهو تابع لكل من امتطى السلطة وتمكن من التسلط ويصبح التآمر انقلابًا أو اغتيالا أو تسليم وطن وتسلم باسبور ودولارات .

المرارة للشعوب

يطول الزمن أو يقصر بهؤلاء وتكون الأسس الفاسدة والمدمرة لإدارة أمور الوطن ، وحياته العامة والخاصة قد اكتملت وأصبح مجرد التفكير في أسس صحيحة أمرًا عسيرًا بعيدًا بعيدًا في تصور قيامه وتدريجيًا يحل الإحباط من الأمل والإجهاد من المقاومة ، وينصرف الناس يجرون يلهثون للحد الأدنى من الكفاف . فتتسع الساحة أمام الفاسدين والطفيليين فيزدادوا فسادًا وطفيلية ، وتزداد الناس غرقًا في هموم الحياة وهكذا . لكن الشعوب لا تموت ودوام الحال من المحال وفي لحظات الحسم والقيادة حسنت أو أخطأت جهلا أو استدراجًا أو قصدًا تجد نفسها وحيدة تواجه ما لا قبل لها به بعد أن أحيطت أو أحاطت نفسها بهؤلاء الفرقاء للوطن ولنفس القيادة ولأنفسهم وأصبحت عارية من شركاء يقاسمونها ويعاونونها على تحمل المسئولية ينصرونها ظالمة . منهم أصحاب مصلحة أنانية في استمرار الظلم واستمرار القيادة أطول فترة ممكنة لأن التغيير يستتبع تغييرًا في الأعوان ويكشف الأعوان السابقين .

الطفيليون ودروس التاريخ

كان الصحابة والصحبة الجيدة المؤمنة هم أساس نجاح دعوة الأنبياء وانتشار دعوتهم ، فهكذا ، كان أتباع عيسى عليه السلام وكان عصر الشهداء تمسكًا بالدعوة و إخلاصًا للراعي عليه السلام ، أساسًا لانتشار الدعوة التي كان لمصر دورًا أساسيًا فيها ، وكان الصحابة من نوعية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أساسًا لأمر الله لرسوله الكريم أن يصرح بدعوته .. وعلى نفس الدروب سارت الحياة إن صلح الراعي رأس السمكة صلح الدعة حوله ، رغم أن الرسالة سماوية والدعاة بشر .

وعلى النقيض

بنيت الحكومات والسلطات والحكام على أسس مختلفة فاسدة وفسد التكوين والصحبة ، وبقى الحكام يحملون مأساة أخطائهم وأخطاء نظمهم ,أتباعهم .


 



#أبو_العز_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسل الأموال والذمم
- الفرقاء لا يبنون وطنًا
- بيدنا لا بيد الأوغاد - نموذج الإسكندرية . مفترق الطرق
- أزمة التغيير .. وتغيير الأزمة
- احتلال القاهرة يبدأ ببغداد
- إشراقة بالقرآن والإنجيل
- إشراقة انتصار أوروبا وهزيمة العرب وأمريكا
- للمرأة نصف المجتمع


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو العز الحريري - الفرقاء لا يبنون وطنًا