أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التوجه الأمازيغي الكفاحي - نقاش ودي مع محمد بودهان على هامش احتفاله بمرور عام على انسحابه من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية















المزيد.....

نقاش ودي مع محمد بودهان على هامش احتفاله بمرور عام على انسحابه من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية


التوجه الأمازيغي الكفاحي

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:23
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حكاية الرجل الذي وضع بيضة البطة في حضن الدجاجة

من بين كتبة جمعيات الحركة الثقافية الأمازيغية، لم أجد غير صاحب جريدة تاويزا. لأن مقالاته تعتبر نموذجا- يمكن تعميمه- عن ضيق الأفق القومي وعن السذاجة السياسية المتفشية بكثرة في صفوف الحركة؛ ويا للحسرة. وإنه لمن المؤسف جدا ألا تجد قضية بعدالة وشرعية القضية الأمازيغية، غير هؤلاء للنضال من أجلها.
يمكن اختزال أزمة الحركة الثقافية الأمازيغية- التي أسالت الكثير من المداد- في نقطة بسيطة، وبكثير من البساطة؛ وعلى غرا الحركة المناضلة من أجل الديمقراطية بشكل علم: أولئك المتواجدين على رأس وقيادة هذه الحركة، ليسوا بديمقراطيين، بل ديمقراطيين (للاروب) أو أنصاف ديمقراطيين إن لم نقل ربع ديمقراطيين. أي ليسوا مع ديمقراطية تامة وناجزة مهما صبغوا خطابهم بكل ألوان الجذرية (وهل ننسى خطابات الاتحاد الاشتراكي ومآله)، نظرا لطبيعتهم الطبقية: مثقفي البورجوازية مغزى مشروعهم التاريخي، هو الإبقاء على مغرب الؤأسمالية التبعية والمسخ الديكتاتوري الذي يلثمه، مع محاولة "النضال" من اجل إصلاحه أو بالأحرى صبغه بتلوينات ديمقراطية: دستورية، نسائية وأمازيغية وحقوق إنسانية.
هذا التقييم يمكن- حسب اعتقادي- سحبه على أغلب، إن لم نقل كل القيادة؛ سواء القديمة (عصيد، أخياط، إد بلقاسم، وعزي، الشامي..) التي امتصها المعهد، أو الجديدة (مناضليي الشبكة الأمازيغية، الحزب الأمازيغي، وباقي مبادرات التحزيب: الدغرني وحزبه الديمقراطي الأمازيغي، بودهان وأجعجاع ومبادرتهم القزمة جدا "الخيار الأمازيغي").
مشكلة بودهان الكبيرة،أنه مخضرم، أي أنه يريد الاستئثار بالماضي النضالي للأولين دو حاضرهم المخزي (دخولهم للمعهد رغم أنه شاركهم الخزي في البداية)، مع مزاحمة الأخيرين في مبادراتهم- العقيمة على كل حال- وهذا هو أصل الانسحاب الذي أضفى عليه طابع الفرادة وصبغه- على عادته بلون عنصري كما سنرى.
دور المعهد حق يراد به باطل:
يعلل بودهان مبادرة الانسحاب في قطعة نثرية ليس لها مثيل: "لقد أثبت الانسحاب، مما لايدع مجالا للشك، فشل السياسة البربرية الجديدة" التي انطلقت مع إنشاء المعهد..". يبدو أن السيد بودهان من العصاميين القلائل والتجريبيين النادرين الذين يرفضون الحقائق إلى حين اكتشافها بأنفسهم، ويقفون بعدها مبهورين معتقدين أنهم اكتشفوا حجر الفلاسفة.
إن هذه الحقيقة التي اكتشفها بودهان في دهاليز المعهد الضيقة بدل أن يكتشفها من تاريخ النضال الجماهيري بالمغرب وفي أفران الكفاح اليومي إلى جانب الكادحين أمازيغ وعربا (واكواك قلت وعربا)، ليست أبدا بالجديدة. وكل مراقب يملك الحدود الدنيا من الذكاء (هذه الحدود التي اكتسبها بودهان داخل المعهد) سيتوصل إليها من مصير الحركة النسائية (اللجنة الملكية التي صاغت مدونة الأسرة) والحقوقية (هيئة الإنصاف والمصالحة) وقبلهم الكتلة الديمقراطية ومعها الحركة المطالبة بالديمقراطية (تجربة التناوب التوافقي)، وقبل كل هذا مجلس الشباب والمستقبل مع حركة الشباب المعطل وحكاية مجالس الجامعات مع الطلبة وأولا وأخيرا ما يسمى بالحوار الاجتماعي مع النقابات. إن كل هذه الوقائع والدلائل غير حاضرة في ذهن بودهان، لأن كل ما يهمه هو أن يتصرف "حكام تامزغا من المهاجرين العرب كما تصرف ساركوزي إبن المهاجر المجري بفرنسا".
إن محاولة بودهان إضفاء طابع الفرادة على قرار الانسحاب تتبدى وتنقشع بمجرد الاسترسال في قراءة المقال. آمن بودهان ومع الرجال الستة الآخرين، لحظة الإعلان عن تأسيس المعهد، بضرورة هذا المعهد وليس شيئا آخر وجدواه بالنسبة للقضية الأمازيغية. ورغم الحقائق التي جردناها أعلاه ورغم وضوح حدود المعهد والدور السياسي المنوط به من طرف الملكية (حدود أبرزها آنذاك السياق الذي أفرز قرار إنشاء المعهد (قرار مسيرة تاوادا، أحداث الربيع الأمازيغي الثاني بالجزائر وتأثيره على الحركة بالمغرب)، ورغم النقاش الذي استثاره آنذاك المعهد إلى حدود أن عصف فيها اختلاف المواقف حول المعهد بوحدة أنشط جمعية أمازيغية آنذاك (تاماينوت في مؤتمرها الثامن). كل هذا وذهن بودهان التجريبي إلى حدود السطحية غائب عن هذا النقاش ولم يبد رأيا.
قد أظهر مجحفا جدا في حق بودهان الذي يتمتع بمكانة متميزة في صفوف الحركة، خصوصا جريدته تاويزا ، لكن استنتاجي لم ينبع من فراغ، بل قاله بودهان بعظمة لسانه في هذا المقال وهو يبرر الانسحاب كما يلي: "انسحاب الأعضاء السبعة.. كرد وحيد على تماطل السلطات في تنفيذ قرارات المعهد ومحتويات ظهير اجدير". أي أن المشكل ليس في المعهد في حد ذاته بل في تماطل السلطات وغياب الإرادة السياسية إلى غيره من المفاهيم الليبرالية الرائجة.
لكن بودهان التبريري لم يكتف بهذه الحقيقة بل أضاف إليها حقيقة أخرى " لقد لاحظ المنسحبون إذن منذ البداية انعدام إرادة سياسية جدية وصادقة لإدماج جدي وصادق للأمازيغية في مؤسسات الدولة، واقتنعوا منذ ذلك الوقت أن المعهد أنشئ ليس لرد الاعتبار للأمازيغية، بل لاعتقال القضية الأمازيغية وإقبارها نهائيا داخل بناية هذه المؤسسة". لا أدري مغزى إقحام "منذ البداية" في هذه الفقرة من طرف أستاذنا الجليل. إذا كان هذا صحيحا فلماذا دخل بودهان المعهد "منذ البداية" من أساسه. لابد أن الجواب سيتأخر كثيرا. أمر
إن السبب الحقيقي للانسحاب، والذي يحاول بودهان إخفائه ببخور شوفينية حول الفرق بين القرارت العروبية والأمازيغية في الطبيعة لا الدرجة هو: فقدان القيادات التي امتصها المعهد لكل مصداقية لدى قواعد الحركة الأمازيغية خصوصا الطلابية، وظهور مبادرات خارج المعهد أخذت- رغم حدودها الواضحة- تستأثر بالمكانة القديمة للذين ولوجوا المعهد. كل هذا دفع بودهان وصحابو لاتخاذ خطوة الانسحاب، أي الخوف من فقدان الحظوة وليس طبيعة المعهد أو تماطل السلطات، قد تكون الأسباب الأخرى صحيحة لكنها ليست هي المحدد في التحليل الأخير.
ماذا بعد
حتى بعد الانسحاب واصل السيد بودهان تجريبيته المعهودة، من خلال الاستنتاجات المباشرة لانسحابه: "وها هو الانسحاب يفتح من جديد الملف الأمازيغي من بابه السياسي الواسع، والذي بذلت السلطة كل الجهد والمال لإغلاقه بإحكام". أي أن بديل المعهد هو إنشاء حزب يدافع عن الأمازيغية، ولهذا طرح مع أصحابه المنسحبين "مبادرة الخيار الأمازيغي". وهنا مرة أخرى غرق بودهان حتى أذنيه في تجريبية عقيمة منعته من رؤية مآل المبادرات الحزبية الأخرى: حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر وما يطرحه حزب الدغرني بالمغرب. رغم أني مقتنع أن بودهان مقتنع أيضا من صميمه أن مبادرته فاشلة لا محالة، وأنه في آخر المطاف لن يجد غير حزب الدغرني بديلا.
تعليلات شوفينية/ عنصرية
طبعا بودهان لا يفوت فرصة كتابة مقالاته، ليفرز سموم تعصبه الشوفيني ضد ما هو عربي. وليحافظ بودهان على مصداقيته لتي لوثها دخوله المعهد، ولم يكف مجرد الانسحاب منها لاستعادة ولو جزء منها، يلعب على الوثر المعهود: تجميل كل ما هو أمازيغي مع إدراج قرار الانسحاب في هذه الخانة، وتقبيح كل ما هو عربي. ولكي يبعد فكرة المؤامرة عن قرار الانسحاب يعطي التعليل التالي:" إن كان الفكر الانقلابي يصدق على قرارات
عروبية" فهو لا يصدق بالضرورة على قرارات أمازيغية" نظرا للفرق، في الطبيعة وليس في الدرجة، بين ما هو أمازيغي وما عروبي".
إذا كان الفكر الانقلابي يصدق على قرارت عروبية بماذا تفسر يا بودهان انقلابات إفريقيا السوداء وأوربا الشرقية وأمريكا اللاتينية.
إذا كان ذلك صحيحا بماذا نفسر فشل مجلس التنسيق الوطني للجمعيات الأمازيغية 1997، وكيف نفسر ما وقع في بوزنيقة الثاني. وبماذا نفسر عدم انسحاب الأعضاء الآخرين من المعهد.
إن قوة والمنطق العنيد للواقع تدفع بودهان، بدون رغبة منه، إن لم نقل بدون وعي منه إلى إضفاء سلبيات العرب على الأمازيغيين. كل هذا مرة أخرى في إطار تبريره لاختلافات الرأي داخل الحركة حول المعهد: "هناك أولا اختلاف داخل الحركة الأمازيغية حول ليركام، بين مؤيد لهذه المؤسسة ومعارض لها.. وهناك مصدر ثان يغذي هذا الاختلاف والصراع داخل ليركام نفسه، من خلال سياسة التوظيف العائلية و"الأقاربية" والجهوية، وهو ما ينعكس في شكل اختلاف وتباين داخل الحركة حول موقفها من المعهد، قد يصل إلى حد الصراعات الإقليمية ذات الطبيعة العنصرية". أليس هذا فكرا انقلابيا وممارسة مؤامراتية التي قصرها بودهان على القرارت العروبية. لا بد أن قانون كما تعامل تعامل غائب على ذهن بودهان، كما غابت حقائق عديدة أخرى.
أوتبارك الله على سبعة رجال.
أمداكل



#التوجه_الأمازيغي_الكفاحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الأمازيغية و الانتخابات بالمغرب: ورقة تقييمية نقدية
- نقاش مع الرفاق في الحركة الثقافية الأمازيغية MCA
- واقع الحركة الأمازيغية منذ إنشاء - المعهد الملكي للثقافة الأ ...
- مساهمة نقدية للحركة الثقافية الأمازيغية MCA على ضوء الأحداث ...
- دراسة أولية في أصول القضية الأمازيغية
- ملاحظات سريعة حول المؤتمر الاستثنائي الأول للحزب الديمقراطي ...
- نقاش ودي مع محمد بودهان
- الربيع الأمازيغي 2001: نضال شباب الجزائر وكادحيها المتواصل


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التوجه الأمازيغي الكفاحي - نقاش ودي مع محمد بودهان على هامش احتفاله بمرور عام على انسحابه من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية