ال بربون ....حين يحكمون

محمد حسن محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لعبت الأسر الحاكمة في دول العالم ـ قبل أن تشرق عليها شمس الحريّة والعدالة ـ دورا" كبيرا" في حاضــر ومستقبل تلك الدول .
وحين يســود حكم الأسرة الواحدة ، فاقرأ على أمورك الســلام ، اذ تتقاسم الاسرة المناصب ،ويتساند الأقارب فيحكمون قبضتهم على الدولة أو المؤسسة ، فيصبح الملك نهبـة" بين أيديهم ، ويخضمون مال الله وعباده خضم الابل نبتة الربيع ....
وشــهد بلدنا حكم الاسرة الواحدة ، يوم جمع الطاغية أبناء عمومته واخوانه ، وتقاسموا الأرائك والــثروات واجتمع المنافقون والامعات حولهم ، فصاروا مؤسسة كبيرة تتحكم في كل شـيْ صغيرا" كان أوكبيرا" ، حتى بيع البيض والســكائر .
ومثل صــدام كثير من الصدّاميين الصغار ، ما أن يستلم منصبا" في غفلة من الزمن حتى يجمع حوله الاخوان والأخوال والأنصار والأصهار ، وليس شرطا" في هؤلاء أن يكون ولاؤهم صدّاميا" ، فمنهجهم يحكي منهج صـدام ـ وان حاولوا أن يثيروا حولهم ضجيج الوطنية والعداء لصدام ومنهجه ـ
وأول ســماتهم جمع الأقارب ، اخوة وأخوالا" وأصهارا" ، ليحكموا قبضتهم ، وينفسـوا عن حقدهم المريض ضـد الطيبين والخيرين والمخلصين ...
هؤلاء يعتقدون أن الدنيا مركبة فوق قرونهم ، وأن حركة منهم تحدث الزلازل ، وتثير البراكين ... وأمر هؤلاء واضح ومكشوف ، وليس عجيبا" ولا غريبا" ، فهم يدافعون عن أنانيتهم ، ويعالجون نقصهم،
ويعوضون عن ســني الاهمال والحرمان التي عاشوا فيه باكورة صباهم ، وهكذا وبالطريقة نفسها ، صار ( علي كيمياوي ) وزيرا" للدفاع ، وهو نائب عريف ، وصار ( حسين كامل ) مشرفا" على أنشطة الدولة الصناعية الحسّاسة وهو لا يحمل أي تأهيل علمي ، وصار ( الدوري) منظرا" للصوفية والتكفيريين
وشــيخ طريـقة فيهم .
العيب ليس في هؤلاء ،بل في الصمت عن ســلوكهم ، وترك الحبل على الغارب لهم ، ليمدوا شبكة أخطبوطهم بخبث وذكــاء شــيطاني ، فيقدموا هذا الامعة ، وينصبوا هذا المتزلف ، ويثبتوا ســلطان هذا التابع أو ذاك ، وحين ينتبه المعنيّون بالأمر ، يكون هؤلاء قد مدّوا جذورهم الطفيلية ، وبنوا مؤسستهم على هواهم ... وقد لايمكن ازالتهم الاّ بجيش جرّار يملأ تخوم الأرض ويسدّ منافذ الهواء ... فمتى ينتبه أهـــل الحــلّ والعقــد الى هــذه الديدان القارضة التي يمكن أن تهدّالبناء من اسّــــه ؟

#محمد_حسن_محيي_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل