أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن محيي الدين - قبل فوات الاوان















المزيد.....

قبل فوات الاوان


محمد حسن محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح ان معظم – ان لم نقل جميع – القوى التي استلمت السلطة بعد سقوط النظام ، لاتملك او لم تقدم برنامجاً متكاملاً يستجيب لمهمات مرحلة مابعد النظام الدكتاتورى وهي – كما يبدو – قد اعدت نفسها لمقاومة ذلك النظام ،اكثر مما اعدت نفسها لمرحلة بناء الدولة الجديدة .
لقد كانت هناك فرصة تاريخية متاحة امام الائتلاف الوطني الذي تشكل في الانتخابات الاخيرة لملْ الفراغ وطرح برنامج متقدم برؤية واضحة لاستكمال مرحلة بناء الدولة ، ولكن الواضح ان هذه القوى جميعاً ، لم تكن تصدق ان الولايات المتحدة ستسقط هذا النظام ، وكانت هذه – كدولة مؤسساتية قائمة على المعلوماتية والتعامل مع الحقائق ــ اكثر ادراكاً لمصالحها ، وهي اكثر معرفة بما آلت اليه الامور ولاسيما وضع النظام الدكتاتوري . ان حسابات الولايات المتحدة كانت اكثر دقة وموضوعية ن فقد أدركت بحصافة ان النظام سقط تاريخياً وانه لم يعد يمتلك عوامل البقاء ، لافكراً ولا واقعاً سلطوياً ، وانه بدأ يتهاوى تماماً ،في حين ان القوى الاخرى المناهضة للنظام بدات تمتلك عوامل القوة والتاييد الجماهيري ، ومعلوم ان محور هذه القوى هي تلك التي تمتلك بعداً فكرياً اسلامياً وفي هذا يكمن الخطر الشديد على المصالح الاجنبية في العراق حاضراً ومستقبلاً . لقد سارعت الولايات المتحدة لمساندة النظام ، بعد ان اسقطته انتفاضة شعبان عام 1991 ، وليس من الضروري ان تتخذ تلك المساعدة شكل الدعم العسكري ، أذ يكفي انها غضت الطرف عن استعمال النظام لما بقي لديه من اوراق اللعب ، ليستعملها بقسوة وخبث معروف عنه للعودة ، واغتيال ارادة الجماهير التي خلت ساحتها من القيادة الميدانية ، وكانت تصرفاتها مبادرات فردية معزولة لاغير ، لاتحكمها اية رؤية استراتيجية واعية .
ان ذلك الظرف الذي مُر على العراق في سنتي (90-91) كان بحاجة شديدة الى كثير من الدراسة والتأمل ، وكان ذلك واجباً ضرورياً جداً من واجبات الحركة الوطنية ، التي طوت كشحاً عنه ، ولم تقدم دراسة موضوعية لما وقع في السنتين ( واعني بهما غزو الكويت والانتفاضة الشعبانية )أليس غريباً ان يمر حدث عاصف ، او : قل حدثان عاصفان في تاريخ العراق الحديث من دون دراسة ، او قراءة جادة لاستخلاص العبر ورصد الآثار ؟
لااغالي لوقلت ان الجميع لم يولوا هذا الامر مايستحقه من أهمية ، ولا يمكن ان يكون ذلك ناشئاً عن غفلة ، او ضعف انتباه ........ اذ لابد من ان تكون هناك اسباب اكثر اهمية وخطورة ، لايصعب على المراقب الجاد ان يحددها ، او يخمتها أو يمنع نفسه من افتراض وجودها .ان الجميع طوى كشحاً عن ذلك ، لسبب رئيس ، هو ان الجميع يتحمل جزءاً من مسؤولية ماوقع سواء منهم من بقي بعيداًوقلبه مع المنتفضين،او كان من المنتفضين وسارع الى النجاة بنفسه ، لينشغل بهمومها ويترتيب ( احواله ) كان من الممكن ان يقتنع أي مراقب جاد باعذار اولئك الذين تخلّوا عن الانتفاضةولم يقدموا دراسة موضوعية لاسباب اخفاقها . وكان ممكناً للمراقب ان يصدق أي عذر يقدمه هؤلاء واولئك ، ولكن متى ؟
حين يجدأنهم قدموا منهجاً متكاملاً بعد سقوط النظام ، وحين يجد أن أولئك الذين ظلُوابعيداً عنه ينظرون اليه وهو يذبح ، وعيونهم تدمع وقلوبهم تنزف دماً ، قد عادوا اليه – أو الى من بقي من

أهله – اليوم ببرنامج ناضج ومتكامل ، يضمد جراحه ، ويعيد له كرامته المسلوبة ويعطية الامل ببناء حياة جديدة ويقول له ان تضحياته لم تذهب سدىً . الولايات المتحدة قرأت الانتفاضة تماما ، وعرفت المدى الذي يمكن ان تصل اليه لوقدًر ( واقول : قدر لان الامر رهن بامال ورغبات وحلم ) لها ان تنجح وتسقط النظام .
ولذلك سارعت الى ان تعبد الامور الى نصابها ، وان يعود نظام متها و لا يمتلك مقومات البقاء لكي يتيح لها ترتيب الاوضاع كما تريد وعلى وفق النتائج التي افرزتها الانتفاضة وهي – دولة المؤسسات والمعلوماتية والعلم – قادرة تماماً على القراءة وقادرة تماماً على استخلاص الدروس ........ وعادت بعد اثني عشر عاماً باساطيلها وجيوشها ، وحملة البخور والزهور والحناء ، لتسقط النظام الذي حمته قبل ذلك بسنين واعدت – من جملة مااعدت لذلك متبلات ومقبلات واشياء كثيرة منها :
- سياسيون اسلاميون: يرفضون حضور مؤتمر لندن اليوم ولكنهم بعد انفضاض المؤتمر وتحديداً بعد ايام يلتقون بالسفير الامريكي ليقدموا له فروض الطاعة والولاء.
- وطنيون حتى العظم :لايجدون تعبيراً عن وطنيتهم اعظم من ان يعطلوا الدوام في السبت اليهودي ، وان يرفعوا علماً تطرزه خطوط ال صهيون الزرقاء ، وفاجأهم وعي العراقيين فاسقط الثاني ورفض العلم ، ولم يستطع ان يلغي السبت اليهودي لان جوقة المدافعين كانت كبيرة ، واعذارهم في عطل العالم الغربي ذات مواصفات دولارية لاتقاوم .
- لابسو عمائم بيضاء واحيانا سوداء يصدق عليهم قول ابي فرات :
- واضعة الله على صدرها خائضة بالدم حتى الحزام
يسرعون لاهراق الدم المسلم ويفتون بتكفير المسلمين ويقراون القرآن لايتجاوز تراقيهم ، وشيخهم ذو الثدية بشماغه الاحمر اللعين ولحيته الصفراء يؤلب باسم اللات العصبيات القبلية
- منتسبون لبني هاشم وبني علي يخططون لقتل العلماء فيتسللون الى قلب الاسلام النابض الذي لم تدنسه الجاهلية بارجاسها ليهدموا اضرحته ويقتلوا أهله الذين لم يفنهم الموت الاسود الذي بثه فيهم صدام ...... وفي ايديهم صك من السماء، والقرآن يقول (( وماانزلنا من السماء من جند وما كنا منزلين ))
- وماياتي ادهى وامر ............ واهله موجودون ، رسم لكل منهم دوره المعلوم في هذه التيار اللجب من المواقف والاطراف ، يقف الوطني الحقيقي الغيور على مصير بلده ، فيشخص الثقوب السوداء ولكنه ايضا يرى مالايراه الآخرون يرى خيط الضياء وهو يتسلل مع الفجر في هذه الجماهير الواسعة التي منحت ثقتها وبايعت بصدق ، وهي تعلم ان طريق ذات الشوكة رافقته نفحة ايمان صادقة بكل المخلصين الذين يقارعون جيش الاعداء المتكالب ...... وان النصر سيكون حليفهم (( ويرونه بعيداً ونراه قريبا)) والحمد الله رب العالمين ....



#محمد_حسن_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن محيي الدين - قبل فوات الاوان