هل فؤاد عالي الهمة أبرم صفقة سرية مع الملك؟

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:05
المحور: مقابلات و حوارات
    

هل فؤاد عالي الهمة أبرم صفقة سرية مع الملك؟

سألت مصطفى عنترة، إعلامي وباحث جامعي، هل فؤاد عالي الهمة أبرم صفقة سرية مع الملك؟
فتلقيت الجواب التالي:

تفيد عدة مؤشرات أن المشهد السياسي سيعرف، في الأيام القادمة، عدة تطورات هيكلية.
ويظهر أن فؤاد عالي الهمة سيلعب دور المهندس الأساسي في هذه التطورات، ذلك أن معالم مشروع سياسي بدأت تظهر في الأفق بعد ترشح الهمة في دائرة الرحامنة وخروجه الإعلامي والسياسي وبشكل أكبر تشكيل قوة برلمانية وحديث بعض المنابر الصحفية عن مشاريع إعلامية وطنية وجهوية وهيئات مدنية..
لقد كشفت الخرجة الإعلامية الأخيرة لـ "إبن الراحمنة" أن الرجل لم يكن يتحدث باسمه، إذ مرر إشارات سياسية واضحة تؤكد أن أفكاره تعبر عن تيار مدني وسياسي في طور التشكل، يطمح لكي يكون رقما أساسيا في المعادلة السياسية التي تهم مستقبل البلاد.
صحيح، لقد استطاع رفيق الملك في الدراسة، في ظرف وجيز، اختراق الساحة السياسية وتشكيل شبكة واسعة وعريضة داخل الطبقة السياسية والمدنية، ضمت وجوه نشيطة بارزة وإطارات معروفة في مجالات مختلفة، علاوة على ارتباطاته القوية التي نجح في نسجها مع رجال المال والأعمال... هذا الوضع أهله، بدون شك، ليطمح للعب دور أساسي داخل الحقل السياسي.
فالفراغ السياسي الذي تشكو منه الساحة السياسية وكذا عجز الأحزاب السياسية عن احتواء مطالب الجماهير الشعبية ومحدودية اقتراحاتها ومشاريعها، إضافة إلى افتقادها للحس الديمقراطي وهيمنة النفعية في سلوك جزء واسع من نخبتها السياسية.. وعوامل أخرى قد تكون هي من شجعت فؤاد عالي الهمة للعب دور جديد يشبه إلى حد ما في بعض جوانبه ما قام به أحمد رضى أكديرة( صديق الملك الراحل) في سنوات الستينات من الـقرن الماضي، وذلك حين قام بتجميع قوى سياسية من أجل مواجهة معارضة الأمس والدفاع عن المؤسسات الدستورية.
فعالي الهمة يسعى، اليوم، إلى تجميع قوى سياسية ودنية من أجل تحصين المؤسسات الهشة وملأ الفراغ السياسي القاتل ومحاربة اليأس والظلام وزرع الأمل في نفوس الجماهير التي فقدت كل الثقة في غالبية الأحزاب السياسية، ولعل العزوف عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة يؤكد التذمر الذي أصاب نسبة كبيرة من المواطنين من الأحزاب السياسية.
وجدير بالإشارة في هذا الإطار أن الصراع بالأمس كان بين "المؤسسة الملكية" والإتحاد الوطني للقوات الشعبية وحليفه حزب الاستقلال حول شرعية الحكم بين طرفين يحملان شرعية الكفاح الوطني ضد المستعمر، في حين أن صراع اليوم يدور حول تدبير الشأن العام في إطار الاختيارات الكبرى المرسومة من قبل الملك.
فالفوز الساحق الذي حققته لائحة الكرامة والمواطنة بدائرة الرحامنة يفهم منه أن الشرعية التي أصبح يعتمد عليها عالي الهمة انتقلت من شرعية القرب من الملك إلى الشرعية الشعبية، مما يفيد أن صديقنا قد تحرر من كل القيود التي من شأنها أن تشوش على مشروعه المدني والسياسي، مع العلم أنه عرف داخل المدرسة المولوية إلى جانب "ابن الرشيدية" حسن أوريد على وجه الخصوص، ببعد الرؤية والطموح القوي والالتقاط السريع والذكي للإشارات.. وغير ذلك من السمات التي تتوفر في كل فاعل سياسي يملك مشروعا فكريا وثقافيا ومجتمعيا واقعيا.
لقد نجح فؤاد عالي الهمة في اختراق "الأغلبية الصامتة" في منطقة شاسعة وهي دائرة الرحامنة، إذ نجح في كسب ثقة أبنائها لدرجة أن المعطلين وإسلاميي جماعة العدل والإحسان على حد تصريحه الأخير صوتوا لصالحه، فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الباب: هل ينجح في كسب ثقة "الأغلبية الصامتة" داخل المجتمع؟
أكيد أن الساحة الوطنية في حاجة إلى نخبة سياسية تنظر إلى الواقع المغربي برؤية مغايرة ونظارات جديدة، نخبة تحمل مشاريع سياسية متجددة وواقعية وقادرة على استقطاب أطر مترددة في دخول العمل السياسي وإعادة الثقة إلى المواطن، على اعتبار أن مغرب اليوم عرف تطورات لم تعد تحليلات الأمس قادرة على ملامستها.

إدريس ولد القابلة
رئيس تحرير أسبوعية المشعل المغربية

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل