مسلسل باب الحارة يقع في مطب الأساءة لحقوق المرأة العربية

سعد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 09:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

يكاد يتفق معظم النقاد والمهتمين بالشأن الفني التلفزيزني على مدى تصاعد النجاحات التي حققتها الدراما السورية في العقد الاخير من الزمن ..واخرها المسسلسل الجماهيري ( باب الحارة )الجزء الثاني والذي يعرض حاليا على قناة ام بي سي الفضائية ..نظرة نقدية متسارعة لهذا العمل الفني من زاوية تناول قضايا المراة العربية تاخذنا نحو محاكمة العمل من الناحية الفكرية والايد يولوجية التي يحاول العمل نشرها بل نقول الى حد خلط السم بالعسل ...ان المراة العربية تعاني من مجمل اوضاع لا يمكن ان ترتقي الى الشعور بالانسانية المسلوبة والحرية المنقوصة والكرامة المهدورة والجهد الضائع ..لقد ساهم مسلسل باب الحارة الى عرض حال المراءة العربية الذي لا يسر صديق ..وربطها بقيم المجتمع العربي في الحارة والحياة المدنية المجيدة كالتكافل الاجتماعي ورعاية حرمة الجار ومساعدة المحتاج والشهامة والرجولة والدفاع عن الوطن ...كل هذه الامور ربطها يشواهد مشوهه عن احوال المرأة العربية المعاصرة ( ولو ان المسلسل يتحدث عن حقبة زمنية تبعد بحوال قرن من الزمان )..
ان عرض مشاهد الضرب المبرح الذي تلقتهه احدى شخوص المسلسل ( جميلة ) على يد والدها ..لا يمكن القبول بها اطلاقا ..ولو كنا في بلدان تراعي الحقوق لامكننا اقامة الدعوة القضائية ضد القائمين على هذا العمل لعرض هذه المشاهد من العنف الاسري الغير مبرر اطلاقا..
اما المفاهيم المتخلفه كالقتل غسلا للعار ( كما هددت به الفتاة جميلة على يد اخيها القبضاي معتز ) معبر عن ما تعانيه قوانين دولنا العربية من تخلف حضاري وحقوقي صارخ ازاء التميز ضد المراة والاحكام المخففة ضد جرائم الشرف.
وقد اظهر مسلسل باب الحارة التعسف في استغلال الحقوق الشرعية للرجل في الطلاق الاعتباطي وغير المدروس والاضطهاد التي تعانية المراة المطلقة وكانها كائن من الدرجة العاشرة ( كما في طلاق ام عصام ولطيفة )
والخنوع والرضوخ لارادة الرجل السيد الذي لا يمكن للمراة الخروج من كنفة الا اذا قبلت بكل العواقب الوخيمة الاجتماعية والى الخروج من سجن الزوج الى سجن الاب او الاخ ...
ان محاكمة المسلسل ( باب الحارة ) فكريا يجب عرضها اما الجهات ذات العلاقة وهي وحسب اهميها
1...الموسسة الدينية ...للاصلاح والتوعية ونفسير النصوص الدينية على ضوء الواقع المعاصر وليس على ضوء الروئ السلفية والاصولية
2..الموسسه القضائية ..للكمال الاصلاح التشريعي في قضايا الاحوال المدنية كالزواج والطلاق والعنف الاسري
3..موسسات الجتمع المدني وجمعيات حماية حقوق المراة...للتصدي للاعلام المشوه لحقوق المراة ..
4..الموسسة الاعلامية...للتعريف وفضح الخروقات التي ترتكب بحق النساء العربيات..
الدكتور سعد الطائي

#سعد_الطائي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل