اضراب عام هو الاوسع منذ سبع سنوات يشل لبنان

أ ف ب

الحوار المتمدن-العدد: 631 - 2003 / 10 / 24 - 02:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الخميس 23 أكتوبر 2003 15:02
بيروت - وسط مطالب اجتماعية متنوعة، شلت لبنان حركة اضراب هي الاوسع التي يشهدها منذ سبع سنوات ادت الى توقف حركة المطار والموانىء والمصارف والمدارس والجامعات في هذا البلد الذي شهد تظاهرات ايضا.

وجاء الاضراب تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام، ابرز الاتحادات العمالية، ونقابات المعلمين والنقل والمصارف خصوصا. ويطالب الاتحاد العمالي بزيادة الاجور المجمدة منذ العام 1996 وبزيادة التقديمات الاجتماعية عن المبلغ الذي ادرج في ميزانية 2004 بينما يرفض احتمال زيادة الضريبة على القيمة المضافة. واغلقت الادارات الرسمية ابوابها وبعض المؤسسات الكبرى والمدارس والجامعات الخاصة والعامة في بيروت والمناطق.

وقال شرطي لصحافي من وكالة فرانس برس ان "البلد مخرب. حتى اذا تغيرت السلطة فان النتيجة ستبقى دائما نفسها". واعتبر سائق سيارة اجرة ان "المناكفات السياسية داخل السلطة ليست سوى ذريعة لملء الجيوب على حساب الشعب". ونادرا ما تشمل الاضرابات القطاع العام على غرار ما جرى مما يدل على انتشار حالة الاستياء والتذمر، بينما بلغت نسبة البطالة نحو 20% من القوة العاملة.

في المقابل، فتحت بعض المتاجر في بيروت والمناطق ابوابها فيما كانت حركة السير خفيفة.
 كما توقف عمال النقل العام والمصطار والموانىء عن العمل. وشلت الحركة في مطار بيروت الدولي من الساعة الثامنة وحتى الساعة 15.00 بالتوقيت المحلي (5.00حتى 12.00 تغ)، مما اضطر شركة طيران الشرق الاوسط الى اعادة جدولة غالبية رحلاتها.

من جهة اخرى، توجهت ظهر الخميس تظاهرة تضم نحو خمسة الاف مشارك الى مقر انعقاد مجلس الوزراء الذي كان يواصل بحث موازنة العام 2004. لكن قوات مكافحة الشغب التي انتشرت بكثافة في المنطقة منعت وصول المتظاهرين الى قرب مقر الحكومة. وعلى وقع ابواق سيارات الاجرة التي شاركت في التظاهرة ردد المتظاهرون هتافات منها "اوقفوا الهدر والسرقة واعطوا الخبز للفقراء". وكان رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن عدد عندما دعا الى الاضراب 18 مطلبا يتعلق ابرزها بتصحيح الاجور المجمدة منذ 1996 وبعودة دولة الرعاية الاجتماعية.

وحذر غصن خصوصا من اي مساس بمكتسبات الضمان الاجتماعي التي يرفض وزير المال فؤاد السنيورة دفع متأخراتها ويسعى حتى لا تبقى مؤسسة مستقلة. وكان رئيس الضمان الاجتماعي موريس ابو ناضر دق الاربعاء ناقوس الخطر عندما اعلن ان فرع المرض والامومة سيتوقف عن الدفع في نهاية العام الجاري ما لم تسدد الدولة متأخراتها لهذا الصندوق المستقل، التي تقارب نحو 270 مليار ليرة لبنانية (180 مليون دولار).

ويشار الى ان اجمالي دين الدولة لصندوق الضمان الاجتماعي يرتفع الى الف مليار ليرة لبنانية (666 مليون دولار). ويواجه لبنان حاليا ازمة اجتماعية اقتصادية حادة اذ بلغ الدين في نهاية آب/اغسطس 32.2 مليار دولار وبلغ عجز الموازنة نسبة 37%. ومن الدلائل على هذه الازمة قيام القطاع الخاص بالغاء الاف من فرص العمل منذ مطلع العام الجاري.

يذكر ان التضخم المتراكم بين 1996 و2003 بلغ 8.29%. وشهد العام 2002 اعلى نسبة تضخم بسبب بدء اعتماد ضريبة القيمة المضافة البالغة 10% والتي انعكست على كل الاسعار باستثناء اسعار المواد الاساسية. في هذا الاطار رفض رئيس الاتحاد العمالي العام "استغلال الاضراب سياسيا" في رد مباشر على اتهامات بان الاضراب يخدم مصالح رئيس الجمهورية اميل لحود - الداعي الى زيادة التقديمات الاجتماعية - في مواجهة رئيس الحكومة الليبرالي رفيق الحريري.

(أ ف ب)

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل