أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم جاسم الشريفي - ((عاقر، لكنها ولدت من ....)) !















المزيد.....

((عاقر، لكنها ولدت من ....)) !


كريم جاسم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشهد الدرامي -السياسي- في العراق يزداد هزالاً، وركاكةً،وبؤساً، وعقماً وتشويهاً على تشويه لأن الحواضن الفكرية للتفقيس السياسي حواضن مشوهة وعديمة الجدوى، لأنها محكومة بالشلل والأنهيار والموت والزوال لامحال . وأن الترقيع الذي نشاهده والترويس الذي نراه ونسمع عنه و نقرأه في اكثر الأحيان ماهو إلا بؤس مشؤوم جلب لنا المرارة ،والهوان ، والمذّلة وإذا استمر هذا الترقيع بهذه الدرجة سنزداد تدهوراً وانهياراً وبالتالي سنصاب بكارثة أبدية من العقم الفكري والمعرفي. أنبأتنا آخر صيحات الحواضن السياسية بولادة جديدة مشوهة بلا شك. لايُكتب لها النجاح مهما كان تفائلنا بها. لأنها جاءت من نفس الرحم الموبوء هذه الصيحة الجديدة هي مؤسسة سياسية تفتقت عقول منظريها لتكرس إضافات من أدوات الفساد لأصحاب الكروش ،ومافيات العشائر، وعصابات السياسية لإدامة مصالحهم وهذا المولود الجديد أسمه (المجلس السياسي للأمن الوطني) . ما وظيفة هذا المجلس ، ولماذا الآن ، وكيف تم إعتماده ، وبأي حاضنة تبلور؟ لانعرف مجرد أخبرونا عبر الصحف بولادة خلق جديد مشوه اسمه المجلس السياسي للأمن الوطني . ألم يكن لدينا مجلس للأمن القومي ، وعلى رأسه أحد فطاحل قادة القرن الواحد والعشرين السيد (موفق الربيعي)!ألم يكن لدينا رئاسات مثل رئاسة الأركان ، رئاسة الجمهورية،رئاسة البرلمان، ورئاسة البلدية، رئاسة صحة، (رئاسة النزاهة) رئاسة مافيات، رئاسة عصابات، الخ...نحن نسأل هل فعلاً المواطن العراقي البسيط بحاجة الى رئاسات جديدة وما الذي ستقدمه هذه الرئاسات من فائدة للمواطن العراقي الذي اكتوى بأرثِ فاسد . إن هذه الولادة بلا شك لا يكتب لها النجاح مهما كانت حسن النوايا عند البعض لأنها غريبة وإفراز لواقع أخف ما يقال عنه أنه واقع بائس لا يبشر ببارقة أمل تجدي المواطن البسيط ولا أظن تسمنه من جوع وتستره من عُري، لذلك نعتبر هذه الولادة عديمة الأهلية والجدوى معاً، لانها ولدت ميتة. لسببين الأول فاقدة لشرعيتها لانها بلا تشريع صريح وأغلب الظن كانت مخرج توفيقي من خلال هيئاتها التنفيذية وكواليسها اللاشرعية . أما السبب الثاني: ولادتها غير مصدق عليها بوثيقة البيان لانها ولدت من نفس حواضن الحكومة التي لازالت شرعيتها موضع نقاش وبحث رغم الديماغوجية التي تُنّظر لشرعيتها ، لأن هيئة هذه الرئاسة قد ولدت من مقر رحم الحكومة . حيث شاءت الصدف أن يطبخها الأخوة الأعداء على عجالة من أمرهم ، كانت غرفة الولادة مقر رئاسة الجمهورية (الثالثة)على طراز الجمهوريات الفرنسية أما القابلة كانت من رئاسات الكتل (البنفسجية)، وشهدود الزور الميليشيات ، وحاملي السعوط ،والبخور، والحرمل من جحافل الفدائيين والجحوش (الجحافل الخفيفة) وأنصار السنة، والمجاهدين بالدولار الأمريكي ومن مختلف الطيف العراقي الجديد وفسيفسائه. أما اللذين يدافعون عن المولود الجديد هم من أرتال الرعاع وأنصار ومجاهدي النظام البائد ، وأبطال النخوة ، وجيوش الفرس والقدس وأقزام المزابل التأريخية.
المقترح جاء من الرئاسة العراقية الثالثة ،وقادة الكتل والأحزاب، ورئاسة الوزراء رئاسة مجلس النواب ورئيس أقليم كردستان وممثلي الكتل السياسية بما يناسب تمثيلهم في مجلس النواب إنها سبع رئاسات من سبع نجوم . هدف هذا المجلس هو النهوض بالمسؤولية الوطنية. وكأن المسؤولية الوطنية في سبات وتحتاج من يركلها لتستيقظ ، وكأنها أمست خبراً ووهماً حتى تبخرت وأصبحت اثراً بعد عين. فجاءت مروءة المجلس ، وشهامة الكتل ، وفروسية الرئاسة العراقية انتفضت لتنهض بمسؤولية الوطن من جديد . نريد أن نفترض حسن النية ونسأل هل هذا المجلس لديه ما يقدمه للمواطن العراقي في زحمة التفجيرات والقتل والأستنزاف ؟ أم جاء لتكريس المكاسب الشريفة والغير الشريفة لكل المجتمعين لتشكيله ؟ ظنّي وإعتقادي ان تأسيس هذا المجلس جاء تخريجة جديدة لإستمرار النهب في الماضي وتكريس لأستحلاب الحاضر وضمان المستقبل وهذا مثبت ومنصوص عليه في فقرات آلية العمل للمجلس . خصوصاً الفقرة الخامسة التي تنصّ بأن هيئة المجلس تتكون من رئيس اقليم كردستان، ورؤساء الأقاليم عند تشكيلها ، أي الأقاليم الفدرالية المقترحة على الورق والتي لم ترى النور لحد هذه اللحظة.تبحث لها عن دور في مستقبل المجلس السياسي . وهذه دعابة لم نسمع بها من قبل . يعني حجز مقاعد وتهيئة فرص عمل وتقنين حقوق للعاملين والقائمين على فدراليات المستقبل . وهذا استخفاف وتجنّي على الشعب العراقي. صحيح إن الأمية ضاربة بأطنانها في المجتمع العراقي ، لكن لا نسمح بمثل هذا الاستهتار بأبنائنا الى هذا الحّد . بعبارة آخرى هاجس تحويش الملايين لأبناء الرؤساء ورؤساء الأقاليم، ورؤساء الوزراء ، وأعضاء البرلمانات الفدرالية المزمع اقامتها، ورؤساء العشائر المحظوظين .أما رئاسة اقليم كردستان ستكون الملهمة والرائدة بالتجربة لذلك سيّصدر اقليم كردستان الخبراء والمنّظرين والمستشارين للفدراليات الآخرى ،وبالتالي تصبح حقوق هؤلاء مضمونة والى الأبد. والفقرة الرابعة هي النشاز في الآلية لهذا المجلس والتي تقول: إن رئاسة القضاء الأعلى يتمثل في التشكيلة للمجلس على أساس مراقب ( من الآن بدأت رشوة القضاء) والأحتيال عليه والإلتفاف على مصداقيته . المادة الثانية تنصّ على أن يترأس المجلس رئيس الجمهورية ، وفي حالة غيابه ينوب عنه رئيس الوزراء وفي حالة (اختطافه) على المجلس استيراد رئيس اقليم كردستان ليكون رئيساً لدولة واحدة. لحين انتداب رئيس جديد لينصب رئيساً للمجلس.
صلاحيات المجلس هي الآخرى مثيرة للجدل وغريبة على العلوم السياسية النظرية منها والعملية حيث تكون صلاحيات المجلس في البحث بكل القضايا والمستجدات ذات الطبيعة الأسيتراتيجية والحساسة ، الفدرالية ، الأستثمارات، الأشراف على شئون النهب والسلب المنظم عبر آليات تسبق الرئاسات السبعة وربما تصبح عشرة بفضل الديمقراطية (البوشية)!
تصور عزيزي القارئ حتى تعرف مصداقية هؤلاء الأشاوس الجدد قاطبةً وأهدافهم التي قننونها بأضافة أشكال وأطر قانونية ودستورية لضمان حقوق أحفادهم ،وجعل الأنسان العراقي غارق في متاهات العيش والعوز والقهر والأستغلال إبتداءًً من استثمارات آسيا سيل الى مقاولات وزارة الدفاع ،ورشوات وزارة التجارة وعقارات وزارة الخارجية هذه الوزارة المخملية التي لها قصص أغرب من قصص (أجاثا كريستي) الروائية.
كفانا رئاسات واختراعات جديدة لمراتع فساد وحواضن تفقيس لمؤسسات مفاسد . المواطن العراقي يريد نفضّ تراكمات القهر والأستغلال والصور البشعة التي يعيشها يومياً على أيدي قوى الظلام من قاطعي الرؤوس ، اللذين يفرضون الخوف بالأكراه . المطلوب بألحاح في هذة المرحلة التأريخية هي مؤسسات حقيقية تخدم المواطن العراقي وتشجعه على محاربة ادوات البؤس .لا نحتمل وطناً مثخناً بالجراح ممزقاً، متشرذماً أكثر مما نحن فيه، نحن احوج من أي وقت مضى الى اجماع أو شبه اجماع إذا أمكننا ذلك لوضع برامج وطنية حقيقية تلغي كل أدوات الفساد والأستئثار بالثروة واغتصاب حقوق المواطن العراقي. تأسيس رئاسات جديدة مهما كانت مهامها هي بالحقيقة نوع من التراجع والهزيمة وتبريراً لعدمية الحواضن السياسية والأخلاقية . لانها أثبتت وبجدارة ان الرئاسات الجديدة عاجزة وغير قادرة على المشاركة لاخراج الوطن من محنته،وإعادة ذاكرته التي خدشتها الحروب والهزائم ،التي افرزتها ثقافة الأهمال ،وموت الضمير، فضلاً عن استباحة الوطن أرضاً وروحاً،وذاكرةً،وقيماً، وتأريخاً وإنساناً .



#كريم_جاسم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون التوازن تكريس جديد للمُحاصّصة الطائفية المقيتة ..
- بين حكومة التأهيلي الدينية والحكومة الليبرالية.
- حقوق الأنسان العراقي بين انتهاكات الأمس وتجاوزات اليوم..
- لماذا نتجاهل الحقيقة والتأريخ..
- روايات في أدب السجون السياسية
- الحاجة الى مرشدّين ومصلحين اجتمّاعيين اليوم أكثر إلحاحاً من ...
- مجتمع مدنّي أم مجتّمع عشائري!


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم جاسم الشريفي - ((عاقر، لكنها ولدت من ....)) !