أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم جاسم الشريفي - حقوق الأنسان العراقي بين انتهاكات الأمس وتجاوزات اليوم..















المزيد.....

حقوق الأنسان العراقي بين انتهاكات الأمس وتجاوزات اليوم..


كريم جاسم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 04:57
المحور: حقوق الانسان
    


يبدوإن البحث الجّاد والاكاديمي في مسألة حقوق الأنسان العربي عمل مفخّخ، ويحتاج الى حّذر شديد لأعتبارات موضوعية منها إن مسألة الحقوق والحريات الآدمية في بلداننا العربية لازالت غير متبلورة الشكل والمضّمون. لذلك يتعذر البحث الرصين في الأنتهاكات والتجاوزات ورصدها في كل دولة عربية .
لأنه لاتوجد منظمات رسمية أو غير رسمية محايدة تعطي المعلومات الدقيقة لنشرها وبالتالي الأطلاع عليها لتكون مادة تساعد الباحث في مجال حقوق الأنسان العربي الركون إليها. كل ماهو متوفر للباحث هي مصادر أُحادية الجانب وفي الأغلب من الضّحاياأنفسهم . لذلك يتعذر على الباحث الإلمام بكل َمنْ تعرّض حقهُ للأنتهاك والمصادرة ، رغم كثرتهم يبقى الباحث يتعثر في تدوين كل الحالات.لا سيما في بعض الدول التي لايمكن أن تهمس همساً بمسألة حقوق الأنسان إطلاقاً. مثلما كان في العراق في زمن نظام صدام البائد.

حقوق الأنسان تطور سابق لحريّته!

حقوق الأنسان هوإصطلاح سابق لحريته ، وبالتالي يعتبر تطورا ًسابق لحريته. علينا أن نعّرف ماهية الحقرق وأشكالها بشكل عام حتى يتسنى لنا الوقوف عندها بدقة . حقوق الأنسان بشكل عام هي تلك المجموعة من الأمتيازات التي أُنتزعت بتضّحيات مُكلفة على يّد أشخاص كُثر عبر التأريخ ، قدمو أنفسهم قرباناً لكي يضعو ديباجة أولية تحمي المضّطهدين من الأنتهاك والأستلاب لأبسط الحقوق الآدمية. منها الحق في حرية التفكير، والدين والضمير، وحرية الرأي والتعبير، وحق العمل ، وحق العيش بكرامة.. الخ مثلما نصت المواد 18، 19، 20، و23 من الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتأريخ 10 / كانون الأول من عام 1948. فعلى الدولة، أو الحكومة أوألإمارة أن تؤمن هذه الأمتيازات الأساسية لرعاياها ، وتصونها ضد أي خروقات ، أو تجاوزات قد تتعرض لها من قبل الأفراد الآخرين أو الدولة ذاتها ( وهذا مايحصل للأسف في أغلب دولنا العربية) أو كلاهما معاً. إن لمبادئ الحقوق والحريات اصولاً تأريخية مرتبطة بظروفها وأحداثها وسماتها. وهنا نتكلم عن نسيج وترابط الأحداث التي إتخذت شكلاً واضحاً نعيشهُ اليوم. تطور هذا الشكل فيما بعد وأخذ إنعطافاً تأريخياً هاماً في بداية مايعرف ب (ماكانا كارتا) عام 1215 . ثم تلت ذلك تشريعات هامة في هذا الأنعطاف الذي حدث في ظلامّية القرون الوسطى في آوربا،و في بريطانيا تحديداً. بعد ذلك حدث إنعطاف نوعي ذات أهمية في حرب الأستقلال الامريكية وأفرز سمة جديدة من الحقوق .. هي الحقوق الشخصية. ثم جاءت الثورة الفرنسية وهي الأنعطافة الأكبر في حركة التأريخ الحديث لأنها أرست التشريعات الأولى والشهيرة لحقوق الأنسان. الى أن أصبحت نظرياً جزء يدرس في الجامعات والمعاهد والأكاديميات على إنهُ فرع يدرس قوانين الحقوق والحريات . بالحقيقة ليس فرعاً هامشياً وإنما فرعاً محورياً يُدرس في مختلف فروع القانون العام. فالتصنيف الذي يعتمده جمهرة من الأختصاصّيين في الحقوق والحريات يتناول الأنسان كمحوراً من أوجه ثلاثة يتصل بواسطتها بالمجتمع: أولاً، الأنسان له حقوقاً وحريات متصلة بحياة بدنه ونموه، وسلامة صحته وحرية تنقلاته. ثانياً: إن للأنسان حقوقاً تكفل حرياته ، وتّقر حقوقه العقلية وإمكاناته الشعورية ويجد الحق في ممارستها فعلياً، تحريراً لطاقته الكامنة. ثالثاً:للأنسان الحق في العيش بحد أدنى من المستوى الحياتي، وبمجموعة لابد منها من الضمانات المادية لتأمين عمله ومصيره. وهذه الأوجه الثلاثة مكرسة كقانون لحقوق الأنسان في الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

أعتقد إن خلاصة الأعلان هي نتيجة حتمية لأنجازات مبهرة تحققت على مدى قرون من التأريخ لنضالات الأشخاص ، والجمعيات ، والمؤسسات في المجتمعات التي كانت تعتمد على تكريس الأضطهاد وقمع الحريات وإسكات كل صوت ينادي بالحقوق عبر مراحل التأريخ وحقبهِ المتتالية. بدءاً من مراحل الاقطاع الى مراحل الرأسمالية المتنّمرة ، وحتى المراحل التي تلت ذلك. هل من الممكن لحقوق الإنسان أن تنهض وتتعافى في ظّل حكومات مستبِدة؟ حالياً و بالوجه الحالك منها الذي يكرس مصّير ومستقبل البشرية بيد حفنة من عرابّيها لا. لذلك علينا جميعاً أن لانكف عن المطالبة التي تضمن حقوق الأنسان وبالشكل الأكثرحضارةً وشفافية.
إن من المفرح جداً أن نرى الرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) يقف أمام الكونكرس يّقر في خطابه الشهير في 6 كانون الثاني من عام 1941 بالحقوق والحريات الأربعة وذلك قبل الأعلان العالمي الشهير لحقوق الأنسان بتسعة سنوات. تتضمن هذه الحقؤق الأربعة أولاً: حق الحرية ينبغي أن يؤمن الى كل مواطن.
ثانياً: حق حرية التعبير ويشمل حق وحرية الكلام، والكتابة، والصحافة والنشر بكل وسيلة آخرى من وسائل التعبير التي تؤدي دورها.
ثالثاً: حق وحرية العقيدة وهي تقر حق الأفراد في إعتناق الدين الذي يؤمنون به، وممارسة شعائره المرتبطة به.
رابعاً: وهو الأهم هو حق وحرية التحّرر من الحاجة، والخوف .
أُعتمد هذه الحقوق والحريات الأربعة ميثاق حلف الأطلسي في يوم 14 آب من نفس العام. لكن للأ سف الشّديد لازالت هناك خروقات واضحة، وتلكأ في عدم التقّيد في تلك المبادئ ومحاولة عرقلة بنودها في كل دول العالم. والغريب حتى في تلك الدول من العالم التي ولدت فيها تلك الحقوق . وأخص بالذكر (أمريكا وآوربا) .
أما في عالمنا العربي فلازالت لم تتبلور سمات لحقوق الأنسان، وهذا مما يجعل الغموض قائم وعدم الأفصاح حتى عن تعريف لغّوي . أو لأيجاد فهم لتعريف حقوق الأنسان، لأن السمة السائدة في عوالم الشرق الديني والغيبّي هي الكثير من قيود القمع ، والزجر ، والأكراه وحتى الأسترقاق في بعض من أماكن العالم الشرقي . أما في عالمنا العربي المواطن مكبل لايمّيز مفاهيم ومنظومة الحقوق ، لأنه لم يعيشها ولم يمارسها . لأن في عالمنا العربي تنعدم وسائل التعبير فعندما نفقد هذه الوسائل بالضرورة تنعدم الحرية. لأن وجودها مرتبط بثلاث وسائل هي أولاً: غياب الأكراه والقيود والخروقات.ثانياً: غياب آليات العمل التي تحول دون تحقيق القرار الحّر .ثالثاً: عدم إمتلاك الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المختارة إرادياً. ( الحمدلله) في مجتمعنا العربي كل ماهو عكس هذه الوسائل فهو موجود ، الأكراه، القيود، الزجر، السجون، الأعتقالات الكيفية، التعذيب، عدم إمتلاك القرار الحّر ، عدم توفر الوسائل لتحقيق الأهداف الحرة والأعدام... والخ

الحرية تعني غياب الحواجز لتحقيق الرغبات!

هذا لايعني إن آوربا لايوجد فيها خروقات ، حتى لايفهّمني البعض عكس مأُريده . آوربا فيها تقّييد على حرية بعض الأجانب عن قصد . لكن ليس فيها إعتقالات قسرية ، أو تعذيب نفسي أو جسدي . فيها تمييز بعض الأحيان يأخذ طابعاً عنصرياً. لكن يوجد حق وحرية التعبير. فالأكراه هي السمة البارزة في مجتمعاتنا.والأكراه يتعارض مع فكرة الأنسان الذي ولد حراً. فا لحرية التي عرفّها الفيلسوف البريطاني الشهير (برتراند راسل) حيث قال (( إن الحرّية وحق ممارستها بشكل عام تعني إنها غياب الحواجز لتحقيق الرغبات)).
نود أن نقف قليلاً عند إنتهاكات وتجاوزات قاسية قام بها نظام صدام المقبور والبعض منها لازال يمارس لحد الآن مع الأسف في العراق . بعد أن نجح صدام بفرض إحكامه على المجتمع العراقي وحوله الى مجتمع مقموع ، من خلال السيطرة عليه والتّحكم فيه بشكل مطلق ، الى درجة خطيرة . أصبح رأس النظام يعني كل الوطن والشعب، والتظاريس ، والطبيعة ، والهواء. وكل شيئ داخل العراق كان ملك صرف بّيد الدكتاتور المقبور. والغريب إنه نجح في السيطرة على المجتمع العراقي من خلال نظام إعلامي مزّور ، وآليات تربوية مظلًلة ، لدرجة إن المواطن العراقي من شدة سطوة السلطة أصبح مجرد رقم . لايعرف الحق الذي يجب أن ينتزعه، و الحرية التي ينبغي أن يمارسها . والأكثر من ذلك بات المواطن العراقي لايعّي الحواجز والقيود على كثرتها حتى أصبحت مألوفة لديه.
أما الآن وبعد أن غادر الدكتاتور غير مأسوف عليه . ورّث لنا أصعب واقسى تركة وهي إنه باع الوطن بثمن بخس للمحتل الأمريكي. جاء المارد من وراء البحار والمحيطات للأستجمام بشمس الرافدين . يعربد ولا يقيم وزناً الى المواطن العادي الذي طحنته آلة النظام المقبور. ألامريكي يصول ويجول عرضاً وطولاً شرقاً وغرباً في العراق ، يستجوب من يريد بلا أمر قضائي، وينتهك بلا حرمة، ويعامل الناس بغلاظة وشدة . ويعتدي ، بل ويقتل أحياناً .

غياب الأكراه شرطاً ضرورياً لوجود الحرية

فالعراق لازال فيه الأكراه والتعسف والغبّن . إذا كان غياب الأكراه شرطاً ضرورياً لوجود الحرية. فالحق والحرية في العراق لازالت تتعثر بسبب الأكراه!
ان في آوربا يوجد تلاعب وإنتقاص في الحقوق والواجبات لكن وللأمانة إنها أقل خطورة مما لدينا. لأن المجتمعات الجديدة في آوربا تتجه نحو العولّمة . والعولمة هي تعني تكريس السلطة بّيد مجموعة تتحكم في توجهات المجتمع من خلال سيطرتها على الثروة، والنظام التعليمي، ووسائل الأعلام التي تتحكم بشكل غريب بخيارات ومزاجات الناس وطرق تفكيرهم وحتى إستهلاكهم. أكيد توجد أصوات وشرائح اجتماعية عريضة في مجتمعات الغرب ترفض الأوجه المّضرة للعولمة لكن هذه الشرائح تنقصها وسائل القوة وآليات القدرة لتحقيق رغباتهم. إن أرباب العولمة وعرابيّها في الغرب يمتلكون شروط العمل، ووسائل العمل والتحكم بها بقوة. وهذا يعني التحكم بالخيارات المتاحة. وبالتالي يؤثر سلباً على بعض الحقوق. فالديمقراطيات الآوربية شكلياً تحمي كل الحقوق والحريات، لكنها في الواقع تقيم شبكة واسعة من القيود تحول دون ممارسة الحرية. أو تجعلها حكراً على فئة محددّة ومحظوظة.



#كريم_جاسم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتجاهل الحقيقة والتأريخ..
- روايات في أدب السجون السياسية
- الحاجة الى مرشدّين ومصلحين اجتمّاعيين اليوم أكثر إلحاحاً من ...
- مجتمع مدنّي أم مجتّمع عشائري!


المزيد.....




- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم جاسم الشريفي - حقوق الأنسان العراقي بين انتهاكات الأمس وتجاوزات اليوم..