|
سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس
عبد الرزاق حرج
الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 06:46
المحور:
سيرة ذاتية
اذا كان كل من يحيطون بنا يمكنهم اغواؤنا يفكر ألآ يحصل بنفسه على مكسب جيدا الا من خلال الضغط ..لايعجبهم سوى الضغط ..فمن خلاله يزعم كل أنسان أنه به تشابها خاصا ..كل شخص يختار رئيسه ثم يثيره ..حتى ولو لم يختر الرئيس الذي يغضبه ..فهو يوافق على الرئيس الذي اختاره ..وأعتقد أن هناك أشياء أخرى يجب قراءتها في الآنسان ..ونحن لانجرؤ ..أن ندير صفحه أنه قانون الآثاره كما أسميه قانون الخوف ..(أندريه جيد) ..روائي فرنسي شقلاوه مدينه معلقه على جبل سفين وقريبه من السماء أنها مدينه ذو أهميه راكزه على صخور القمم ..فنادقها وبيوتها الحجريه والسياحيه وشرفاتها وحدائقها وجداولها المائيه وتربتها المعدنيه وأشجارها البلوطيه والزعروريه والزيتونيه تقاوم الرداءة ...خرج أسمها الآول( شقاباد) من كتب الكنائس ..أنها حقا مدينه رائعة الجمال ...تزين نفسها بالآخضرار وعطورها الربيعيه تجلب أليها عشرات المصطافين ..كنت أسير في طرق المدينه الجميله وأثار الماضي وألامه يلاحقني ويذكرني بمشاعر الخوف من الآيام القادمه..أنه التطرف وخزي العنف منذ غادرت غرفة الحزب تثبت التغير في داخلي من ذلك الهرم الحزبي .. يالها من عصاره مؤلمه أو مذاق لايطاق بالرغم من موتها لكن أخشى الموت ..أسير بخطوات تائهه وذبلانه وسط المدينه الهادئه وروائحها تشعل جميع المشاعر النائمه والمتناثره لست مكدودا ولاسعيدا بل هنا جمال المدينه والطبيعه تدخل الى الآعماق في النفس المشردة ..من النقاشات الآولى رأيت نفسي مزيفا ...كلهم متشابهون لو أخترت واحدا منهم بالكلام يعبر عنهم بالتشابة لذا لم أقدر أعيش وسطهم لآن مذاق الحياة وطعمها أكثر أتساعا من صراحتي القبيحه ..لم يغادر الشتاء بكسوته الباردة بعد عندما ألتقيت أمام أحد المطاعم ظهرا.. رجلا ناكر الجميل ذو الهامه الطويلةوالوجه الناحل من الخمر المستديم يؤشر أخر خطوات حياته وعيناه البقريه مثخنه من الآضطهاد اليومي..ذقنه لم يحلق بعد وشعر رأسه الفحمي مهدول على كتفيه على الطريقه الغربيه ..البراءه والطيبه محيت من وجهه الناحل ..تعارفنا طال فيها الغياب بحفنة السنين السابقه.. لقد غادرت الآبتسامه وجهه الناحل من أول حبه مخدره تناولها بالسجن ..لذا كان كثير النوم على سريره العالي في السجن ..لم يكن سياسيا يوما ولن ينتمي الى أي حزب معارض أنذاك ...في أحداث 91 أصبح أحد الوجوه الناطقه بأسم الشيوعيون في سجن أبي غريب والتوابع ينظرون أليه بأعتزاز !!!!..في غمرت أحداث 91 في السجن جلب لي منشورا حزبيا ..طلب مني أن أفضية وأقرأ ما فيه ..رفضت ذلك قبل الآفضاء وطلبت منه أن يحرقه أمامي ففعل ..أطلق سراحه من السجن بنهاية عام 91..فتح ورشة عمل لطلي الحلي النحاسيه هو وشقيقتة القصيرة والصغيرة في شارع النهر ..يأتي هو وشقيتة الى الورشه متأخر وثمل ..سرق ملايين من النقد العراقي من تجار الجمله وزاغ عن الآنظار..لكن المأساة حصلت عند أحد التاجرات الكبيرات بالسن ..بعدما علمت بسرقتها من قبل ناكر الجميل أصبحت طريحة الفراش وماتت لآنها لم تقدر على تسديد ديون أصحاب البضائع المطلوبة..في أحد المرات قابلت شقيته في شوارع بغداد ..قلت لها.. أين أخيك..قالت لي ..لا أعرف ..لكن أخذ حقةوبقيه حقي ..وهي تلعق بلسانها الوردي كلسان قط جائع ..وغادرتني عند هذا الجواب..بدأ اليوم أكثر غضبا بطبيعتة المتقلبة ونحن جالسين أمام مائدة الغذاء بالمطعم..قرأت مايتحدث به من كلمات على وجهه الخمري ..قلت له.. لماذا حرقت نفسك بهذه السرعه ..قال وكيانه المهزوز يقدم لي الآعتراف بمطانه والاعيبه القذرة ..لا ..أنا وكلت أبي عني في تسديد كافة الآموال ..قلت له ..أين الآموال الآن ,,هل بحوزتك ..ضحك من ذلك السؤال الساذج..وقال لي..بربك هل حالي هذا هو صاحب أموال وهو يؤشر على هندامه الرث وكيانه الضعيف ..قلت له.. لكن أين ذهبت ..ظل يتفحصني مقوس الحاجبين كالنصل وتأملاته وأفكاره تسحبها الكراهية المضفوره بنفسه القميئه ..وقال ..بعدما هربت زوجتي وطفلتي مني من كردستان وعادت الى أهلها في بغداد ..أنا تزوجت في أيران ..أمرأة من نفس الديانه الصابئية بأيران ..لكن لم نستمر وأنفصلنا ..ثم رحلت الى تركيا بعدما أتفقت مع مافيات التهريب بالذهاب الى أوربا ..تم ألقاء القبض علي من قبل البوليس التركي وسلموني الى الآداره الكردية هنا ..قلت له ..الآن ماذا تعمل أو بالآحرى كيف تسدد رمق العيش ..أجابني ..أنا حاليا نشطا في أحدى التظيمات الشيوعيه الجديده وأيضا قدمت الى وزارة الداخليه في أربيل ..حول التصريح والقبول في أجازتي على منظمه أنسانيه ..كنت أنظر الى عينيه البقريه المنزوع منها العاطفه والبروده على وجهه الناحل ..كانت هيئته الهرمه تتكسر أمامي لكن كان سر الغموض عنده بقوة الفضول لديه لذا ظل يصنع الآفخاخ بكل مايحيط به بعيون كعيون طائر الليل ..أخذ الجو يتبدل نحو الآسوء ..رذاذ المطر وبريقه وعطر التراب يتصاعد مع أنفاسي وأنا أودعه ..يتبع
#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع
-
سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث
-
سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني
-
سيرة بن سباهي ..الجزء الآول
-
ورقة من أوراق السير الذاتيه
-
أوراق الطفولة
-
أهل الشهداء ....ج
-
أهل الشهداء ...ب
-
...أ..أهل الشهداء ....10
-
أهل الآعدام ....9
-
أهل النساء ....8
-
أهل الطفوله ....7
-
أهل القران ...6
-
أهل المشايخ ...5
-
..ب ...أهل القيادة ..4
-
أ.. أهل الزعامه .....3
-
أهل السلطه ....2
-
أهل الرئاسه .......1
-
صور ومدن ويسار ....الجزء الآخير
-
صور ومدن ويسار ....الجزء الآول
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|