أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - المال والسلطة















المزيد.....

المال والسلطة


عبد الفتاح مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 05:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 في قديم الزمان ، كان الصراع بين الإنسان وأخيه الإنسان يكون على الإستحواذ اما على الأنثى او المرعى او المأوى ، حيث لم يكن للمال نفوذ في تلك الأزمان ،وهو تقريباً لا يختلف عن صراع الحيوانات التي نراها في كل مكان وزمان حتى الوقت الراهن من صراع بين ذكور هذه الحيوانات فيما بينها للإستحواذ على ماذكرناه..
لذا يمكن ان نضع تشابهاً في صراع الإنسان القديم والحيوان من حيث تشابه الأهداف والوسائل ..
ولما بدأ الصراع فيما بعد على الموارد الطبيعية سواء في نوع الأحجار المستخدمة في تصنيع ادوات الإنسان كالحجر، ومن ثم تمكنه من التوصل للبرونز والنحاس او اي مادة طبيعية اخرى التي باتت تشكل في حينه نقطة اساسية للتفوق على الآخر. وبمرور الزمن ، اصبحت هذه المواد الأولية أشبه بالرصيد المالي لهذه الجماعة او تلك من خلال هذه المواد تتفوق هذه الجماعة على الأخريات ..
وفي عصور كتابة التأريخ -كما نلاحظ في الفترة السومرية ومابعدها- كان النفط يستخدم لأغراض محددة كطلاء السفن من الخارج لضمان عدم تسرب الماء الى الداخل واصبح النفط ايضاً في ذلك الحين عامل قوة مضاف لهذه الجماعة او تلك..
اما المعدن الرئيسي في تفوق اي جماعة على اخرى كان الذهب..ومعلوم مالمحاولات السومريين في الوصول الى مناجم الذهب في جنوب افريقيا في ذلك الوقت كما كشف ذلك احدى الأحجار الأثرية المكتشفة في حضارة اور، وأكد عليها علماء الآثار في جنوب افريقيا.
وبما ان ارض العراق لم تكن تمتلك ذهباً، فيمكننا ان نقول ان كل الذهب المكتشف في العراق للحضارات القديمة كان مستورداً من الخارج، وبهذا يكون الذهب مصدراً للثراء والقوة من خلاله يمكن التحكم سواء بمصادر الإقتصاد او القوة العسكرية او وجاهة الأشخاص الذين يمتلكونه..
وحينما بدأ عصر صك العملة بدأ عصر المال والذهب بالظهور وبات من يمتلك العملة الذهبية هو الأغنى والأقوى، حيث تمثل العملة النقدية الذهبية أعلى مراحل الغنى، واستمر الوضع كما هو عليه فيما يخص امتلاك الذهب كحلي او مجوهرات او كنقود اضافة الى المجوهرات الطبيعية الأخرى كالأحجار والماس وغيره حتى ظهور الورق واستخدامه في التعامل النقدي.
من كل ماتقدمنا به في هذه المقدمة المختصرة وددنا ان نقول ان المال هو الجاه  ..والمال والجاه هو السلطة ..وهذا مانراه واضحاً في الدول الإستعمارية في القرون الوسطى سواء في استعمارها للأراضي الجديدة او إستعبادها للشعوب الأخرى، وبدأ عصر الإمبراطوريات الإستعمارية من جديد، والذي مازال العالم حتى هذه اللحظة متأثر بتلك الحضارات الاستعمارية التي ظهرت في القرون الوسطى سواء البريطانية او الفرنسية او الاسبانية او غيرها ..وفي الوقت الراهن مازال النمط السائد من يمتلك المال يمتلك القوة وبالتالي يمتلك السلطة..
من خلال ماتقدم ،يمكننا ان نقدم مثالاً لهذا واضح تماماً لكل العراقيين من خلال ديكتاتوره السابق صدام..
ان مابناه الديكتاتور صدام من مال وجاه وقوة وسلطة كان يعتمد بالأساس على سلب حقوق شعب بأكمله في سبيل فرض سلطته.ان سلب حقوق الآخرين في كل الأعراف الدينية والدنيوية هو امر مخالف لكل هذه الأعراف سواء كان مال او جاه او ارض او اي ممتلكات.
ذكرنا هذه المقدمة لنعود الى ظواهر عراقية برزت بعد سقوط الديكتاتور في نيسان الماضي والتي بدأ لاعبوها يمارسون مختلف الوسائل في سبيل الوصول الى السلطة والوصول الى السلطة يعني ان يكون رصيدك من المال مايكفي لدعم سلطتك وهذا ينطبق على كل الأشخاص والجهات والمنظمات والفئات والجماعات التي تسعى للوصول الى السلطة بمختلف الوسائل اولها سلطة المال.. والكل يعلم بأن السياسة بحر كبير جداً وتمارس فيه مختلف وسائل المكر والدهاء والخديعة طالما الهدف هو الوصول الى هؤلاء الاشخاص او الجماعات ومثالنا اليوم الظاهرة التي برزت فجأة بعد سقوط الديكتاتور ونقصد به ظاهرة مقتدى الصدر.
عمر هذا الشاب لا تتجاوز الخامسة والعشرين ، اي ان مغامرات الشباب لا تبتعد عنه ،كما ان مشكلة العراقيين عامة هو في الإستحواذ على السلطة(اي سلطة)طالما انهم عاشوا خلال مئات السنين وهم يرون ان كل من هبّ ودبّ إستلم سلطة ما، فبات في حكم العقل العراقي الجمعي انه يمكن لأي شخص من استلام سلطة،وبالتالي فلا نستغرب من ان نجد اي شخص مهما كان مستواه الذهني او الاجتماعي ان يطالب بسلطة ما ، فهذا حال معظم العراقيين ..
وكما ذكرنا بأن السلطة تعني المال والقوة،ولا يمكن لأي سلطة النجاح بدونهما ،لذلك نجد ان هذا المقتدى يحاول إستغلال كل الظروف المتوفرة حتى ولو بقوة السلاح من الإستحواذ على الأماكن الشيعية المقدسة التي تعتبر ثاني مصدر للدخل العام في العراق خصوصا بعد سقوط الطاغية الذي اغلق هذا المنفذ لعلمه بإستفادة الشيعة بشكل خاص من موارد هذه الاماكن والتي تقدر بملايين الدولارات سنويا والتي بعد استتاب الامن في البلد سيصار الى زيارات مؤجلة للشيعة في العالم لزيارة هذه الاماكن التي منعوا من الوصول اليها خلال اكثر من ثلاثين سنة والتي تعني ليس فقط الاماكن المقدسة بل السكن والإطعام والنقل والبضائع(البيع والشراء) وحتى التزاوج والمصاهرة والتعليم وغيرها .
اذن قوة هذه المراقد المقدسة لا تعني لهذا المقتدى سوى واجهة للمال والسلطة اكثر بكثير من قدسيتها الكبيرة التي تعني مُحبيها،وبما انه لا يمتلك هذه الوفرة من الاموال لعمل مايريد(رغم وجود إشاعات عن تزويده بأموال من قبل الكبيسي والإستخبارات الايرانية ولعدم وجود دليل مادي نضع هذه الاقاويل موضع شك قابل للقبول)لذا فان مهمة الاستحواذ على الاماكن المقدسة تاتي من باب السيطرة على الاموال التي تدخلها والتي تعتبر من اموال المسلمين وليس الاشخاص لكنه بهذا يحاول ان يستخدمها بالطريقة التي تحلو لشاب في عمره كما ذكرنا ذلك اعلاه..
ان فراغ البلد من واجهة حكومية شرعية معترف بها يجعل المجال مفتوحا لكل من هب ودب لتكوين سلطة خاصة به وهذا لا نعترض عليه ولكن ان نفرض قوانين على الناس  عامة بالاكراه فهذا مانرفضه بشدة وهو لا يختلف عن اساليب السلطة القمعية السابقة..ان فرض قوانين من قبل هذا المقتدى لا تختلف عن تلك التي فرضت في ايران بعيد الثورة الايرانية عام 979 يضع النقاط على الحروف بلا شك في ان للجهات الايرانية يد طولى في مقدرات هذا الشاب.
وكما نذكر فان الحكيم(رحمه الله) عند وصوله للعراق فان اول ماذكر ان النظام القادم في العراق لا يتشابه مع النموذج الايراني وهذا بالتاكيد ماأزعج الايرانيين بعد كل محاولاتهم في السيطرة والاستحواذ على الحوزة العلمية العراقية والتعويل على الحكيم في ان يكون النموذج القادم للحكم في العراق على الطريقة الايرانية ، وهنا لا نستبعد ان عملية إغتيال الحكيم كان بتخطيط وتنفيذ لقوى ايرانية بعد ان لم نسمع من اي جهة اخرى مسؤوليتها عن هذه العملية.
ان في فرض قوانين صارمة بحل اي مليشيا مسلحة ومنع امتلاك الاسلحة لغير المرخص بها رسميا وعدم فرض قوانين كيفية على المؤسسات العامة من قبل اي جهة لكفيل بفسح المجال للتخلص ولو جزئيا من الانفلات الامني الموجود حاليا في العراق.وهذا يشمل كل الاشخاص والجهات والمنظمات والاحزاب بلا استثناء.
د.عبد الفتاح مرتضى
كندا – تشرين اول – 18 - 2003



#عبد_الفتاح_مرتضى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميركا والشيطان
- صدام من القصور الى الجحور
- كلابنا.. وكلابهم
- خواطر ممثل مسرحي - يوليوس قيصر
- الى صدام وأرامله
- بين الغبي والمجنون
- الرجال الجوف . . صرخة في وجه الموت المجاني !
- قراءة وتعليق في كتاب: الزمن الامريكي من نيويورك الى كابول
- كيف نقرأ ألإيقاع
- علاقة النقد وألإبداع ألإخراجي للمسرح
- ألزعيم عبد الكريم قاسم أوّل عراقي يحكم العراق
- الممثل ولحظة ألإيهام المسرحي
- حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ...
- العَصَبِية القَبَلِيّة لدى الحكومات العربية
- المُدرَك وغير المُدرَك في مافيات صدّام
- منبر الحرية لا يعلو فوقه اي شيء
- ثقافة العنف وثقافة التسامح
- مهمّات الحكومة ألإنتقالية
- هل الحرب لعبــة ؟ مهزلة سقوط صدّام !!
- وعي الحقائق وتسطيح الواقع - رد على ماكتبه السيد كريم الربيعي


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - المال والسلطة