أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم الحلوائي - قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (10)















المزيد.....



قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (10)


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 11:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


28
يشير الكاتب سباهي في الفصل الثاني عشر من الجزء الثاني من كتابه الى المهمات المباشرة التي كانت تواجه الحزب لحسم المعركة مع العدو، وتوفير مستلزمات نجاحها، في ضوء دروس إنتفاضة تشرين 1956، التي كانت آخر تمرين نضالي كبير للشعب وقواه الوطنية قبل ثورة 14 تموز. وهذه المهام هي:

1ـ تحقيق الجبهة الوطنية الموحدة.
2ـ إزالة خطر إنشقاق منظمة الحزب في كردستان.
3ـ تعزيز مواقع الحزب في الجيش، وتنظيم روابطه مع المنظمات العاملة فيه.
4ـ تحريك وتعبئة الجماهير الفلاحية، الذين يشكلون غالبية سكان العراق، ألى جانب العمال والفئات الكادحة الأخرى.
5ـ التوجه لكسب التأييد الخارجي للثورة (1).

1ـ أكدت إنتفاضة تشرين لعام 1956 أن لامناص من العمل الجبهوي، وأن تعاون الأحزاب الوطنية مع الحزب الشيوعي العراقي بات أمراً لايمكن تجاهله لشعبية هذا الحزب والهيبة التي إكتسبها بفضل جهاديته. والأهم من ذلك أن قواعد الأحزاب الوطنية إطمأنت للتعاون مع الشيوعيين من خلال نضالاتهم اليومية. ولم تأت هذه القناعة إعتباطاً، وإنما لأن الحزب قد شدد منذ قرارات اللجنة المركزية في عام 1955، والكونفرنس الثاني في عام 1956 وبعدها، على تجنب كل ما يسيء الى سمعته من سلوك متياسر وإنعزالي، وأن يعمل بحرص على تطوير أشكال التعاون مع القوى الوطنية الأخرى لما فيه مصلحة الشعب والبلاد.

ورغم التلكؤ الذي أصاب التعاون والتنسيق في إنتفاضة تشرين 1956 بين الأحزاب الوطنية، وإنعدام الخطة الموحدة الواضحة في تحريك الجماهير(*)، فقد تحققت نجاحات ملموسة حيثما كان التنسيق جيداً في تعبئة وتنظيم الجماهير في بعض المظاهرات والإضرابات والنشاطات التي شهدتها البلاد في بغداد والنجف والموصل وكربلاء وغيرها. ولم يتخل الحزب الشيوعي عن مساعيه لتشكيل الجبهة، رغم إنصراف الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الإستقلال الى المشاركة في المشاورات التي كانت تجري بين الساسة البرجوازيين من رؤساء وزراء ووزراء سابقين ونواب من الذين صاروا يجاهرون بالإحتجاج على سياسات نوري السعيد ويجاهرون بالإنحياز الى القوى الوطنية البرجوازية ويشاركونها في التوقيع على مذكرات الإحتجاج التي كانت تقدم للبلاط أو الحكومة من أمثال مزاحم الباججي وناجي شوكت وتحسين علي وغيرهم. وقد تكثفت اللقاءات بين الحزب الشيوعي والوطني الديمقراطي بعد إعتقال كامل الجادرجي في نهاية تشرين الثاني والحكم عليه بالسجن (2).

ويشير محمد حديد في كتابه، "مذكراتي... الصراع من أجل الديمقراطية في العراق" الصادر عام 2006، الى أن المبادر الى طرح فكرة الجبهة هو الحزب الشيوعي العراقي ممثلا بسكرتير لجنته المركزية الشهيد سلام عادل (حسين أحمد الرضي)، وأن محمد حديد اتفق معه على مفاتحة حزب الإستقلال بموضوع إقامة الجبهة، على أن يتولى سلام عادل مفاتحة حزب البعث العربي الإشتراكي (3).

ويذكر محمد حديد في حوار له مع مجلة "الثقافة الجديدة" العدد الرابع تموز عام 1969 ما يلي: "كانت اللقاءات تجري بين هذا الحزب أو ذاك، ثم استدعت بعض المواقف أن تجري مداولات بين هذه الأحزاب جميعا الى أن تطور الأمر الى تأليف جبهة وطنية فعلاً, بإتفاق الأحزاب الأربعة على منهج مشترك وتكوين لجنة عليا في شباط 1957 وأطلق عليها إسم (جبهة الإتحاد الوطني)". وفي 9 آذار 1957 صدر البيان الأول عن اللجنة العليا، وكان قد وضعه إبراهيم كبة. وقد تضمن البيان خمسة أهداف هي:
1ـ تنحية وزارة نوري السعيد وحل المجلس النبابي.
2ـ الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربية المتحررة.
3ـ مقاومة التدخل الإستعماري بشتى أشكاله ومصادره وإنتهاج سياسة عربية مستقلة أساسها الحياد الإيجابي.
4ـ إطلاق الحريات الديمقراطية الدستورية.
5ـ إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين والموقوفين السياسيين وإعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والطلاب المفصولين لأسباب سياسية (4).

لم تضم الجبهة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لذلك قام الحزب الشيوعي العراقي بعقد اتفاق ثنائي معه على أهداف جبهة الاتحاد الوطني ذاتها. وظل موضوع أسباب إستبعاد الكوردستاني محل أخذ ورد بين من كتبوا عن الموضوع. ويتناول سباهي هذا الموضوع بالتفصيل مع مختلف الشهادات. وظهرت أخيراً شهادة ذات وزن ثقيل تضع النقاط على الحروف. يقول محمد حديد في صفحة 295 من كتابه ،الذي سبق وان اشرنا اليه، بهذا الصدد ما يلي: "اتصلت في اليوم التالي (من لقائه بسلام عادل) بالسيد محمد مهدي كبة رئيس حزب الاستقلال...وأخبرته عن موضوع لقائي بسلام عادل، فأبدى محمد مهدي اقتناعاً بالفكرة (فكرة إقامة جبهة وطنية)، من حيث المبدأ، إلا أنه أخبرني أنه يريد العودة الى جماعته ليتداول في الأمر. وفي ما يتعلق بالأكراد أخبرني محمد مهدي كبة أنه من حيث المبدأ ضد الفكرة، لأنهم في حزب الاستقلال، لا يحبذون توجه الأكراد في مغالاتهم بالقومية الكردية إلى حد الانفصال عن الكيان العراقي، الذي يعمل بدوره على الانضمام إلى كيان عربي أكبر" ( خط التشديد مني . جاسم )(5).

29

2ـ في غمرة إندفاع الحزب للمساهمة مع القوى الوطنية الأخرى لتوفير الممهدات الضرورية للثورة، وبعد بضعة أشهر من تحقيق أهم مستلزماتها وهي توحيد القوى الوطنية في "جبهة الإتحاد الوطني"، واجه الحزب خطر إنشقاق منظمته في كردستان، فصار أمام مهمة إزالة هذا الخطر. لقد عالج الحزب تلك المشكلة، وحلها من خلال الحوار المباشر وغير المباشر، وليس بالإجراءات البيروقراطية التعسفية. ووجه الحزب رسالة الى الفرع يناقش فيها أفكارهم، ثم أصدرها على شكل كراس وزع داخل الحزب، يتضمن الموضوع بتفاصيله تحت عنوان "رد على مفاهيم برجوازية قومية وتصفوية". ويحتوي هذا الكراس على الكثير من نصوص الأدب الماركسي ـ اللينيني ومنطلقاته المعمول بها آنذاك في كل الحركة الشيوعية العالمية. وإحتوى كذلك على مقتطفات من مؤلفات ستالين. إن الكراس منشور نصاً في ملاحق الجزء الأول من كتاب ثمينة ونزار الذي سبقت الإشارة اليه أكثر من مرة.

يتناول الكاتب سباهي الموضوع بشكل جيد، مبتعداً عن النصوص الكلاسيكية ومتجنباً التشعب، وذلك تحت عنوان "مشاكل فكرية بِشأن القضية الكردية". وفي حقيقة الأمر فإن المشكلة لم تكن فكرية فحسب، بل كانت سياسية وتنظيمية أيضا. وسأحاول إعطاء فكرة موجزة للقارئ عن جوهرالخلاف. إعتماداً على الكراس (50 صفحة فولسكاب!) وما أورده سباهي.

في أواخر حزيران 1957 تلقت قيادة الحزب عددا من الرسائل والتقارير من الرفاق في قيادة المنظمات الحزبية في كردستان. وكانت تحمل آراء ومقترحات تتعرض ليس لسياسة الحزب العملية فحسب، بل لأسس بناء الحزب ووحدته ولمبادئ الماركسية ـ اللينينية ولضرورات وحدة كفاح الشعبين العربي والكردي ضد الإستعمار والرجعية في العراق. ولقد إتضح من الرسائل أن رفيقين من قادة إحدى منظمات الحزب دخلا دون تخويل من قيادة الحزب أو لجنة الفرع الكردي في مفاوضات مع ممثلين من الحزب الديمقراطي الموحد في كردستان (البارتي) من أجل "وحدة" ليس لها أي أساس فكري أو سياسي أو إجتماعي، أي من أجل "وحدة" إنتهازية على حساب مصلحة الشعب العراقي، بما فيها الشعب الكردي. وعلى حساب الحزب الشيوعي والمبادئ الماركسية ـ اللينينية التي ينهض عليها كيانه، وعلى حساب الدور الذي ينبغي أن يقوم به في الحركة الوطنية والقومية. وبدلا من أن تقف قيادة فرع الحزب الشيوعي في كردستان موقفاً صريحاً وقوياً ضد هذا الإنحراف القومي البرجوازي التصفوي، فإنها إنساقت هي بدورها فيه. ودعت القيادة المذكورة الى إجتماع حضره عدا لجنة الفرع رفيقان من قيادة المنظمات الحزبية. وأيد الإجتماع مجمل الآراء والإستناجات التي تميز هذا الإنحراف الصريح. وطلب الإجتماع من قيادة الحزب تبنيها (6).

وإستندت تلك الآراء الى الإعتقاد بأن البارتي ليس حزباً وطنياً فحسب، بل إنه حزب ماركسي ـ لينيني أيضا، رغم النواقص الموجودة فيه والتي نستطيع القضاء عليها بوجودنا فيه. ولا يمكن تحقيق الوحدة في الحركة الكردية إلا بحل منظمات الحزب الشيوعي في كردستان، لأن البارتي لم يبد أي تنازل إزاء هذه القضية. فلذلك ليس هناك أي مخرج سوى حل المنظمات المذكورة!؟ (7) .

يفند الحزب تلك الآراء بشدة، فيؤكد بأن البارتي لم يكن لا في ماضيه ولا حاضره حزباً ماركسياً ـ لينينياً، وإذا وجد فيه من يؤيد الماركسية ـ اللينينية، فإن التأييد لا يعني إعتناق النظرية والإسترشاد بها. كما أن اولئك المؤيدون لا يمثلون كل أعضاء البارتي، وليسوا هم ممثلوا حزب البارت، ولا يمثلون نظريته وسياسته مهما كانت مراكزهم ووزنهم وتأثيرهم فيه. وإذا كان البارتيون ماركسيين ـ لينينين حقا، أي شيوعيين، فقد كان عليهم، إن هم رغبوا في تجنب سبيل الإنشقاق الإنتهازي، أن لا يؤلفوا حزب البارتي بل أن يحاولوا الإنضمام الى الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان موجوداً ويعمل منذ زمن بعيد وقبل تأليفهم لحزبهم. وأشار سباهي هنا، وحسناً فعل، الى أن ما مر ينطلق من المبدأ الذي كان معمولا به في الحركة الشيوعية العالمية ومفاده بأن للبروليتاريا في البلد الواحد حزباً شيوعياً واحداً يمثلها كطبقة واحدة ذات مصلحة واحدة وأهداف واحدة، مهما تعددت قوميات هذا البلد (8) .

"لو كنتم (تخاطب قيادة الحزب الرفاق في قيادة الفرع في كردستان) عنيتم توحيد الحركة الكردية في كردستان بإقامة جبهة الحزب الشيوعي والبارتي على أساس التعاون من أجل حقوق وأهداف الشعب الكردي التي لا تتناقض ولا تتجزأ بل تنسجم وتتوحد مع حقوق وأهداف الشعب العراقي بأسره. ولوكنتم عنيتم التعاون بين حزبنا والبارتي وكل القوى والعناصر الوطنية والديمقراطية في كردستان لتأليف جبهة أو لتكوين حزب ديمقراطي واسع مع بقاء الإستقلال التنظيمي للحزب الشيوعي، ولو كنتم قد عنيتم إنضمام من يبدي إستعداده للإنضمام للحزب الشيوعي من المخلصين للشيوعية والعاملين في سبيلها لكنتم "مصيبين إصابة تامة" وكنتم قد التزمتم بسياسة الحزب فتلك هي سياسته كما تعلمون جيداً. ولكن أراءكم بالجانب المعاكس ملتصقة به لا تبتعد عنه بل تمعن بالإلتصاق به" (9).

ودعى الحزب في رسالته لجنة الفرع، المتكونة من جابر (صالح الحيدري) وشاكر (حميد عثمان) وشريف (مام قادر) وقه له غان (كمال فؤاد) وقه لا (؟)، دعتهم الى دراسة الرسالة بروح التواضع والنقد الذاتي. وكان للرسالة أثرها الكبير والإيجابي في مساعدة هؤلاء في إعادة النظر في مواقفهم من المسألة وتصحيحها، وأعلنوا تمسكهم التام بسياسة الحزب (10) .

30

3ـ وقبل تناول هذه المهمة، والتي تتعلق بتعزيز مواقع الحزب في الجيش، وتنظيم روابطه مع المنظمات العاملة فيه، أود الإشارة الى أن هناك نزعة غير صحيحة في النظر للأحداث التاريخية يصادفها المرء أحياناً. وهذه النزعة تـنسى أو تتناسى الظروف التاريخية التي حصلت فيها الأحداث. وتلقي مثل هذه الآراء رواجاً أكثر كلما إبتعد الحدث التاريخي أكثر فأكثر. إن أحد هذه الآراء، هو لوم القوى والأحزاب الوطنية، والحزب الشيوعي منها بشكل خاص، على إستخدام الجيش في إسقاط النظام الملكي الموالي للإستعمار في ثورة 14 تموز. ولا يوجه اللوم الى الفئة الحاكمة وإستبدادها الذي كان حجر عثرة أمام تطور البلاد السياسي والإقتصادي والإجتماعي. فقد أوصدت كل السبل السلمية على القوى الوطنية وقاعدتها الإجتماعية المتنامية، التي تنشد التغيير وتحمل مشروعا تقدميا، من أن تلعب دورها في تطوير البلد. وقد إستخدمت تلك الأقلية المستبدة العنف ضد أي تحرك جماهيري بما في ذلك التحركات المطلبية كإضرابات العمال وتمردات الفلاحين السلمية، كما مر بنا.

كان الجيش العراقي شديد التأثر بما يجري في المجتمع العراقي ولم يكن في داخله أقل إستياء من الأوضاع لأسباب ذاتية وموضوعية، فمن المعروف أن الجيش العراقي يعتمد على الخدمة الألزامية، وقاعدته من الكادحين والفقراء الأكثر معاناة من سوء الأوضاع، حيث يتهرب أبناء الميسورين من إداء الخدمة، بدفع البدل النقدي أو بالتحايل على القوانين مستغلين الفساد الإداري. أما بالنسبة للضباط " فإن إجمالي سلك الضباط فهو من اصول تعود الى الطبقات الفقيرة والمتوسطة" (11) .

وكان للأوضاع وللأحداث الوطنية والقومية صداها وتفاعلاتها في الجيش، كإنتفاضات الشعب المتتالية منذ 1948، وإستخدام الجيش لقمع إنتفاضات وتحركات الجماهير الواسعة منذ عام 1952، أي تحويل الجيش الى قوة بوليسية سياسية لتصفية الخصوم السياسيين. وتواطئ الحكام وخياناتهم في حرب فلسطين، ونجاح الضباط بقيادة جمال عبد الناصر للإستيلاء على السلطة عام1952 وبدء الثورة المصرية، وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر وموقف الحكومة العراقية المهين للمشاعر القومية من العدوان، بعزلها العراق عن العالم العربي بحكم إرتباطها بحلف بغداد. ويمكن أن يضيف المرء عوامل موضوعية أخرى كان لها صداها وتأثيرها في الجيش، مثل صفقة الأسلحة التي تلقاها المصريون من الإتحاد السوفيتي وبكميات هائلة لايمكن مقارنتها بما حصل عليه نوري السعيد من حلفائه. أو الإتحاد مع الأردن عام 1958، كرد هاشمي على تأسيس الجمهورية العربية المتحدة، والذي لا يخدم سوى الأسرة الهاشمية المعزولة، في حين يرهق العراق مالياً (12) .

ولم يأت لا تحرك الجيش لقلب نظام الحكم في 14 تموز، ولا تأسيس منظمة الضباط الأحرار بقرار من الأحزاب الوطنية. فقد كان لتأسيس المنظمة ظروفها الموضوعية والذاتية الخاصة بها، كما مر بنا تواً. وقد تأسست المنظمة وترعرعت قبل أن تلتفت الأحزاب الوطنية الى إستخدام الجيش كرأس رمح لإسقاط النظام. وكانت الأحزاب السياسية، حتى إنتفاضة تشرين 1956، عازمة على إجراء التغيير في الحكم سلميأ. وقد نصت وثيقة الكونفرنس الثاني للحزب الشيوعي العراقي الصادرة في 1956 على إعتبار المعركة "ذات طابع سلمي غالب". وكانت هذه ثالث إنتفاضة خلال ثمانية أعوام ولم تتمكن من تحقيق تغيير في طبيعة الحكم. وإن تمكنت الجماهير الشعبية من التنفيس عن مشاعرها في الإنتفاضتين الأوليتين وتحقيق بعض المكاسب الجزئية، فإن الأجهزة القمعية التي تضاعفت قوتها آنذاك بفضل إزدياد عائدات النفط، وبفضل خبرة خبراء حلف بغداد، لم تسمح بتحرك جماهيري واسع قي العاصمة بغداد، وقمعت بقسوة شديدة وبالرصاص جميع المبادرات النضالية. وقد أستخدمت الحكومة الحديد والنار لقمع إنتفاضتي النجف والحي. وإذا ما ناور النظام في الإنتفاضتين السابقتين ولجأ الى إجراءات تنفيسية وتخديرية، فإنه لم يكتف بعدم لجوئه لذلك فحسب، بل تهجم نوري سعيد في خطابه، رداً على الإنتفاضة، بعنف وصلافة على الحركة الوطنية، وقد ختم خطابه مردداً بإستهتار الهوسة المعروفة (دار السيد مأمونة)، ليستفز المشاعر الوطنية والقومية ويدفع جميع القوى الوطنية الى اليأس من إمكانية إجراء التغيير سلمياً. وهكذا لجأت الأحزاب السياسية الى الجيش فوجدته جاهزاً للعمل. فتشكلت اللجنة العليا للضباط الأحرار في كانون الأول 1956. وكانت نواة هذه المنظمة قد تأسست في ايلول عام 1952، أي بعد إنقلاب جمال عبد الناصر بشهرين، من الرئيس الأول المهندس رفعت الحاج سري والرئيس الأول المهندس رجب عبد المجيد.

إهتم الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه بالنشاط في صفوف الجيش. وكان العمل في الجيش هو الشرط الرابع من شروط الإنتماء للأممية الثالثة، التي كان الحزب الشيوعي العراقي عضواً فيها. ومما جاء في الشرط المذكور نصاً: "وفي الغالب الأعم يجد الشيوعيون أنفسهم على القيام بهذا العمل بصورة سرية. إذ أن رفض القيام بهذا العمل يماثل الخيانة للواجب الثوري ولا يتفق مع الإنتساب للأممية الثالثة" (13) .

ويشير الكاتب سباهي الي مخاطبة الحزب للجيش، منذ عام 1935، جنوداً وضباطا ومراتب للوقوف الى جانب الشعب، وتحويل بنادقهم الى صدور الحكام لا الى إخوتهم من الفلاحين. وإنعكس هذا الخطاب في البيانات الموجهة الى قوات الجيش التي أرسلت لضرب تمردات الفلاحين في سوق الشيوخ والفرات الأوسط. وخطا الحزب بعد ذلك خطوة أبعد، إذعمل على تنظيم الجنود والمراتب في الكرنتينة في بغداد وفي كركوك عام 1936 ـ 1937. وسرعان ما إنكشف أمر هذا التنظيم وتمت تصفيته. وفي عام 1938 أجرى تعديل على قانون العقوبات البغدادي، يسمح حتى بحكم الإعدام على كل من ينشر الدعوة الشيوعية في الجيش. ومع ذلك واصل الحزب نشاطه في صفوف الجيش لا سيما بين الجنود والمراتب. ولم يتردد في كسب الضباط لا سيما صغارهم. وتمكن الحزب منذ وقت مبكر أن يضم الى صفوفه عدداً من الضباط أمثال غضبان السعد وسليم الفخري وغيرهما.

وفي اواخر عام 1954 شكل الحزب تنظيماً ديمقراطياً لكسب أوسع الجنود والضباط بإسم "اللجنة الوطنية لإتحاد الجنود والضباط" وأصدرت اللجنة جريدتها "حرية الوطن". وشمل نشاطها مختلف الوحدات العسكرية. وكانت قاعدتها من الجنود كما إنضم اليها عدد من الضباط. ولم تتمكن المنظمة من الحصول على تأييد واسع في أوساط الضباط من الرتب المتوسطة والعالية. وعندما عرفت منظمة الضباط الأحرار بوجود منظمة إتحاد الضباط والجنود سعت للإتصال بها، وكان وسيطها في هذا الشأن العقيد وصفي طاهر الذي كان يعمل في صفوف حركة الضباط الأحرار، وفي الوقت ذاته كان على علاقة بالحزب الشيوعي العراقي. وقد وافقت كلتا المنظمتين على التعاون فيما بينهما، وأوقفت منظمة إتحاد الضباط والجنود إصدار جريدتها "حرية الوطن" نزولاً عند طلب منظمة الضباط الأحرار خشية أن يثير فضول أجهزة الأمن الى النشاط الوطني المعارض في الجيش. وإضافة الى هذه العلاقة، فقد كانت هناك علاقة مباشرة بين الزعيم عبد الكريم قاسم والحزب عن طريق رشيد مطلك (14).

وعندما قرر الحزب في كانون الأول 1956 أن إسلوب الكفاح الغالب سيكون الإسلوب العنفي، وذلك على أثر قمع إنتفاضة تشرين، جنحت غالبية اللجنة المركزية نحو تبني إسلوب كفاحي خاطئ وهو التوجه لإغتيال عملاء الإستعمار وعلى رأسهم نوري السعيد. والقيام بتفجير أماكن تواجدهم. وكان أكثر المتحمسين لهذا الإتجاه الفقيد عامر عبد الله وإنجرف معه الشهيدين جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي أيضا. ووقف ضد هذا الإتجاه الشهيد سلام عادل. ولم يطل هذ الجنوح فترة طويلة في اللجنة المركزية فقد تغلب فيها الإتجاه الصحيح. ولكن هذه النزعة الخاطئة إستمرت في منظمات الحزب. فصدرت لاحقاً نشرة داخلية في آب 1957 تعالج أساليب الكفاح والفقرتين التاليتن ترسم الإتجاه السليم آنذاك:

"أولا: نحن لا نعتقد ولا نثقف الجماهير بأن الأساليب البسيطة هي كل ما تتطلبه معركة تحررنا الوطني، بل نؤمن ونثقف الجماهير بأن إنتصارنا الحاسم لن يتم إلا عن طريق إنتفاصة شعبية واسعة نستعد فيها لمواجهة العدو بكل أساليب النضال الضرورية بما في ذلك أساليب القوة والعنف لدحر أجهزة القمع الوحشية التي فرضها الإستعمار واعوانه".

"ثانيًا: وإن الحقيقة المارة الذكر لا تنفي إستمرار الكفاح السلمي، إذ أن تعبئة الجماهير وتنظيمها لايمكن تطويرهما فقط بتطوير أساليب الكفاح أو بإقتصار النشاط العملي على التهيؤ فقط لممارسة هذه الأساليب، بل أن ذلك غير ممكن إلا بكفاحات سلمية سياسية وإقتصادية وفكرية متنوعة ومتكررة" (15).

كان هدف الحزب الشيوعي العراقي، من العمل في الجيش، هو كسب بعض القطعات العسكرية الي جانب الثورة أو الإنتفاضة عند قيامهما لإسنادها، وتحييد البعض منها، وذلك إستناداً الى التعاليم اللينينية الواردة في كراس بعنوان "دروس من إنتفاضة موسكو عام 1905". ولم يدر بخلد الشيوعيين العراقيين، القيام بإنقلاب عسكري أو تشجيع الآخرين عليه، كبداية لثورة شعبية، قبل قمع إنتفاصة تشرين 1956. ونجاح الثورة المصرية التي باتت في طليعة حركة التحرر الوطني العربية.

أما التوجه الجديد فكان يسعى الى إستخدام الجيش كرأس حربة للثورة. وقد تبنى هذا الإتجاه جميع الأحزاب الوطنية بإستثناء الجادرجي الذي كان يعارض هذا الإسلوب جراء تجربته السلبية مع إنقلاب بكر صدقي في عام 1936. وبعد إعتقال الجادرجي وحلول محمد حديد محله إنضم الحزب الوطني الديمقراطي هو الآخر الى الركب.

لقد تطور عمل الحزب في الجيش كثيراً. وكان للحزب في السنوات الأخيرة من العهد الملكي، إضافة الى علاقته بمنظمة "اللجنة الوطنية لإتحاد الجنود والضباط"، صلات واسعة داخل صفوف الجيش. ويذكر الكاتب عزيز سباهي أسماء أكثر من 40 ضابط بين زعيم وعقيد ومقدم ورئيس أول [بعضهم متقاعدين]، كانوا على ملاك الحزب، بعلاقة مباشرة أوغير مباشرة. ويشير الكاتب الى وجود عديدين غيرهم لاسيما من الرتب الصغيرة. وخلال هذه الفترة أكد الحزب على أعضائه إجراء"جرد لأقاربهم وأصدقائهم من العسكريين". وكان الحزب على دراية تامة بما تنوي فعله حركة الضباط الأحرار من خلال صلاته المختلفة بها. ومع ذلك لم يكن للحزب تأثير هام على اللجنة العليا لمنظمة الضباط الأحرار. ويعود ذلك بالأساس الى أن غالبية الضباط الكبار الذين كانوا يقودون المنظمة أوالذين يقودون الوحدات العسكرية الفاعلة لم تكن ذات علاقة بالحزب (16).

31

4 ـ كانت المهمة الأخرى التي تواجه الحزب تمهيداً لثورة تموز هي تحريك الفلاحين، الذين يشكلون غالبية سكان العراق، وتعبئتهم في نضالات مطلبية وكسبهم تدريجاً الى المعارك الوطنية التي ظلوا بعيدين عنها. وقد إنتبه الحزب الى هذا النقص خاصة بعد إنتفاضة تشرين 1956. وركز الحزب في عمله في الريف على منطقة الفرات الأوسط لوجود ما يميزها. فالفلاحون هنا ذوي تجارب في التمرد على السلطة, ويؤلف المسلحون منهم نسبة عالية قياساً الى فلاحي المناطق الأخرى، ويحتفظون بذكريات عزيزة عن ثورة العشرين. وإضافة الى ذلك وجود كوادر فلاحية كفوءة وذات سمعة جماهيرية من أبناء المنطقة في قيادة المنظمات. ووجود مقر أكبر فرقة في الجيش العراقي في لواء (محافظة) الديوانية. ومن العوامل الإيجابية الأخرى في المنطقة،هو وجود نفوذ للحزب الوطني الديمقراطي الذي دعم التحرك الفلاحي، وذلك بفضل الدور الإيجابي الذي لعبه هديب الحاج حمود، القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي، وهو ملاك متوسط من شيوخ (الحميدات) في الديوانية. وأصبح أول وزير للإصلاح الزراعي بعد ثورة 14 تموز.

إتجه الحزب الى تشكيل الجمعيات الفلاحية وتحريك الفلاحين للمطالبة بتطبيق مرسوم المناصفة في تقسيم الحاصل. وقد حقق الحزب نجاحات ملموسة في هذا الإتجاه. وتحفز الفلاحون للدفاع عن حقوقهم بقوة السلاح. وتحولت حركتهم الى سلسلة من الإنتفاضات ضد الإقطاع والحكومة. فقد بدأت الحركة ﺑ 300 فلاح مسلح من منطقة الدغارة والرميثة في ربيع 1958. وتلاهم في التحرك 350 فلاحاً آخر من منطقة خيري من العمًاريين والعفالجة في صبيحة 29 أيار 1958. ثم توسعت الإنتفاضة في عموم المناطق في شمال وشرق لواء الديوانية. وأصدر الحزب بياناً في 13 حزيران 1958 أكد فيه مساندته المطلقة لإنتفاضة الفلاحين ودعا الشعب الى مختلف أشكال التضامن معها. ولقيت الإنتفاضة تأييداً واسعاً من مختلف أوساط الشعب. وتعاطف معها بعض ضباط وجنود ومراتب الفرقة الأولي في الديوانية. ورفعت الشعارات في بغداد والحلة وغيرها من مدن العراق تأييدا لها. وأكدت وفود من المحامين الى السلطات على حق الفلاحين بالمناصفة.

إن أهمية هذا التحرك تكمن، فضلا عن تحقيق جزءً ولو يسيراً من حقوق الفلاحين المهضومة بتحقيق مناصفة قسمة الحاصلات، في كونه قد أشغل الحكومة وأجهزتها القمعية عما كان يدور في الجيش من تحركات إستعداداً لتوجيه ضربة حاسمة للنظام. وإستهدفت الضجة الإعلامية التي قام بها الحزب والقوى الوطنية الأخرى ذلك ايضا، ولم يشرالكاتب سباهي لهذا الأمر. وتكمن أهمية هذا التحرك كذلك، كما يشير سباهي لذلك، في كونه قدعبأ في اللحظة المناسبة قوى واسعة ومسلحة من الفلاحين، ورفعت من مزاجهم الثوري، وجعلتهم على أهبة الإستعداد لمواجهة الأوضاع المنتظرة. وقد سارع هؤلاء الفلاحون يوم إندلاع الثورة الى تطويق مدينة الديوانية وقطعوا على آمر الفرقة فيه، عمر علي، سبيل التحرك صوب بغداد أو الإتصال بأعوان السلطة من الإقطاعيين الكبار، فأحبطوا محاولة تحركه ضد الثورة (17).

32

5 ـ أكد الزعيم عبد الكريم قاسم للحزب على أن مستلزمات نجاح الثورة الداخلية مضمونة، ولكنه أشار الى أن هناك خطر جدي على مصيرها من التدخل العسكري الخارجي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا، بحكم وجود العراق في حلف بغداد. وكان مطلب قاسم هو تأمين موقف إسناد مسلح من جانب الإتحاد السوفيتي للثورة. وكان الحزب يدرك تلك الأخطار، لهذا قرر أن يتحرك بسرعة لتأمين الدعم الخارجي للثورة من جانب الإتحاد السوفيتي والبلدان الإشتراكية الأخرى. وجاء طلب قاسم في هذا الشان ليحفزه للتحرك العاجل. وعلى هذا الأساس تقرر إيفاد عامر عبد الله، عضو المكتب السياسي الى الإتحاد السوفيتي لهذا الغرض. ومن حسن الصدف، أن يدعى الحزب الشيوعي العراقي لحضور مؤتمر الأحزاب الشيوعية والعمالية الذي تقرر عقده في موسكو في نهاية عام 1957. وقد تقرر أن يرأس وفد الحزب الى المؤتمر سلام عادل. التقى وفد الحزب بوفد من اللجنة المركزية في الإتحاد السوفيتي ومن ثم بنيكيتا خروشوف الذي اكد بأن الإتحاد السوفيتي سيقف الى جانب الشعب العراقي ويساند ثورته المقبلة ضد الإستعمار ومن أجل تحرره وسيادته الوطنية. وطار سلام عادل الى الصين والتقى بماو تسي تونغ، سكرتير الحزب الشيوعي الصيني، والمسؤولين الآخرين، وحصل منهم على وعد مماثل لتأييد الثورة المنتظرة (18) .

(1) راجع سباهي مصدر سابق، ص222.
(*) يذكر سباهي في الصفحة 229 من الجزء الثاني ما يلي: "قلنا إن تعاوناً وثيقاً جرى خلال إنتفاضة تشرين 1956 بين الأحزاب الوطنية لتعبئة وتنظيم الجماهير في المظاهرات والإضرابات والنشاطات الأخرى التي شهدتها البلاد ...ً
ما يذكره سباهي غير دقيق. ولا ينسجم مع تقييم الحزب في تقريره عن الإنتفاضة والذي ذكره سباهي نفسه في الصفحة 213 وهو:"نبه التقرير الى إنعدام الخطة الموحدة الواضحة في تحريك الجماهير خلال الإنتفاضة، وأرجع ذلك الى مواقف بعض الأحزاب الوطنية".
ولا يتطابق، ما قاله سباهي، مع ما عاشه كاتب هذه السطور، وكان خارج السجن آنذاك.
ويروي عبد الرزاق الصافي الحادثة التالية التي تؤكد ما ذهبت اليه: "وأتذكر أن الشهيد (سلام عادل) حسين أحمد الرضي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي إجتمع بعدد من نشطاء منظمة بغداد، كنت من بينهم، وأخبرنا بوجوب التهيؤ للتظاهر يوم الثالث والعشرين من شهر نوفمبر 1956. وأخبرنا أن البعثيين هم أيضاً سيتظاهرون في اليوم نفسه. ولما سألناه هل سيكون هناك تنسيق بيننا وبينهم، قال: (إن التنسيق سيقتصر على قيام الطرفين بالتظاهر في شارع الرشيد من دون أن يشمل ذلك موعد التظاهر ومكان انطلاق المظاهرة". الصافي. عبد الرزاق الصافي يدلي بشهادته عن "الزمن العاصف".جريدة الرأي العام الكويتية. 19/تموز/ 2007.
(2) راجع سباهي مصدر سابق، ص216، 225، 229. .
(3) عبد الرزاق الصافي المصدر السابق. جريدة الرأي العام الكويتية في 20 تموز 2007.
(4) راجع سباهي مصدر سابق، ص229 وما يليها.
(5) عبد الرزاق الصافي. مصدر سابق، نفس التاريخ.
(6) راجع ثمينة ونزار. مصدر سابق، ص309
(7) راجع ثمينة ونزار. مصدر سابق، ص312 و327.
(8) راجع سباهي مصدر سابق، ص240 وما يليها.
(9) ثمينة ونزار. مصدر سابق، ص326.
(10) راجع ثمينة ونزار. مصدر سابق، ص310.
(11) حنا بطاطو. الجزء الثالث، الطبعة الأولى، الناشر: روح الأمين، ص74.
(12) بطاطو. المصدر السبق نفسه، ص73 وما يليها.
(13) د. كاظم حبيب ود. زهدي الداوودي. مصدر سابق، ص502.
(14) راجع سباهي مصدر سابق، ص245 وما يليها.
(15) ثمينة ونزار. مصدر سابق، ص172.
(16) راجع سباهي. مصدر سابق، ص249 وما يليها.
(17) راجع ، بالنسبة للموضوع رقم 29، سباهي مصدر سابق، ص 252 وما يليها. و زكي خيري وسعاد خبري. مصدر سابق، 260 وما يليها. وعبد الرزاق الصافي. مصدر سابق، نفس التاريخ.
(18) راجع سباهي مصدر سابق، ص255 وما يليها.




#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيزسباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق- ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق ...
- قراءة في كتاب عزيزسباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراق- ...
- تعليق على مقال - كيف عشت الحقيقة -
- هل كانت تحالفات الحزب الشيوعي العراقي كارثية؟
- حسن عوينة مناضل .. يُقتدى
- كتاب - لحقيقة كما عشتها
- التراث الإشتراكي في مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- حول تغيير إسم الحزب الشيوعي العراقي
- ملاحظات على مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ملاحظات على مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- رسائل عزيزة
- نبذة مختصرة عن مدينة كربلاء
- سنوات بين دمشق وطهران ( 6 )


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جاسم الحلوائي - قراءة في كتاب عزيز سباهي -عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- (10)