|
الاسلام........ الديمقراطية
صباح حسن عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 04:43
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الاسلام كدين ( مثل سائر الاديان السماوية و الوضعية ) يحمل من المعاني الانسانية العامة في الاخلاق و التربية والنشأ الصحيح و الهروب من المعاصي عبر سلسلة من الثواب و العقاب ( القاسي جدا في اكثر الاحيان ،و هو ما نقرأه في حديث الاسراء و المعراج ) . ولكننا عندما نبحث في خصوصيات الدين ( والاسلام أنموذجا ) فأن ما نقرأه من مقاربات بينه و بين الديمقراطية كمنهج و نظام حكم ، نلاحظ الفارق الكبير ، فالاسلام نظام شمولي يعتمد تفسير الحياة من وجهة نظر غيبية و يفرض عقوبات تنحو نحو الاستبداد و القسوة و المسامحة ( في مجالها الضيق ) ، و بها أفترقت الى مذاهبعديدة بين الافكار التكفيرية و الملامح الانسانية العامة ، و قد شذ عن هذه القاعدة – المصلحون – و اللذين لم يكن لهم مذهب خاص بهم بل ثقافة خاصة اصلاحية لا تخضع او لا تصل الى مصاف الفتاوى التي تطلقها دور الافتاء او المرجعيات الدينية التقليدية و المتتبع للاحداث التاريخية للتطور الفكري في الاسلام يلاحظ ذلك بجلاء و يمكننا ان نأخذ مثالا بسيطا هو حقوق المراة في الاسلام و مقارنتها مع حقوق المراة في معاهدات حقوق الانسان العالمية لنلاحظ مدى المقاربة و الاختلاف الشديد ، وما نسمعه اليوم عن أرضاع الكبير و مفاخذة الرضيع الا أمثلة تثير الاشمئزاز و السخط . و من كل ايات القران لا نجد أية تحث على الديمقراطية سوى الايه ( و أمرهم شورى بينهم ) و هي تخص الاستشارة و ليس المشاركة او الانتخابات و حكم الشعب ولم نجد في كل الايات او التعاليم او الفتاوى من يقول الحكم للشعب بل هناك تأكيد بان الحكم لله و منه ولدت الدكتاتوريات و الحكم الثيوقراطي في الدول الاسلامية حتى العصر الحاضر . و كل الذين نادوا بالدستور و الديمقراطية لجأوا الى مدارة افكارهم و ما توصلوا اليه عبر مسالك كثيرة تعتمد القيم الانسانية المقارنة دون اللجوء الى فتاوى او اجتهادات المجتهدين و حتى ما قيل عن مذهب الخوارج بانهم كانوا اول الملل الديمقراطية غير صحيح بحكم الدم المراق في كل تاريخهم و معاركهم مع معارضيهم . ومن قرائتنا للتاريخ نلاحظ الحرب و التكفير و المطاردة التي نالها المصلحون أمثال الشيخ محمد عبدة (القائل في احدى قصائده و لكن دينا قد أردت صلاحه أخاف أن تقضي عليه العمائم و العلامة النائيني في كتابه ( تنزيه الامة) وأضطر بعده الى التراجع عن كتابه و سحبه من السوق و البراءة منه بعد محاربة المرجعية له , و السيد القمني في مصر ( و تراجعه الاضطراري عندما كان في مصر و تنكره لكل افكاره و كتبه بعد تهديده من الجماعات التكفيرية ) والدكتور علي شريعتي في ايران ( واحرقت كل كتبه ايام السيد الخميني ) و الدكتور فرج فوده ( اغتيل في مصر )، و القائمة تطول ، وباتت نظريات الاصلاح تتراوح بين عدد محدود من الاسلاميين و في تغيرات بسيطة و خجولة في بعض مفاصل المجتمع كما في السعودية و ايران و السودان و العراق ( حاليا ) مثالا جيدا على هذا . ان الديمقراطية هي نظام قائم بحاله وبه مفرداته الخاصة به في فهم الفكر الديمقراطي و تطبيقه يتطاب أناسا لهم أيمان عميق و ثقافة ووعي كامل و استعداد لتطبيقه و كذلك له ادوااته و مفاصله وله مجسات تمتد الى شؤائع حقوق الانسان و العلمانية و الجندر و الشفافية و العدالة الانتقالية و عبر مؤسسات منتخبة بالاختيار الحر . أن الديمقراطيين يحترمون الاسلام و يدافعون عنه و يؤمنون به كفكر أنساني مضاف الى مجمل الفكر الانساني العالمي و العكس غير صحيح !!!، أذ نلاحظ ان الاسلاميين ( تجمعات ، أحزاب ، منظمات ،أنظمة حكم ) يستخدمون الديمقراطية وسيلة للوصول للحكم ثم الانقلاب على المبادىء الديمقراطية فيبدأون بسن القوانين المقيدة للحريات و الاحوال الشخصية و تحرر المراة والجندر و المتتبع لكثير من التجارب السياسية و الانتخابية في المنطقة يلاحظ ما تقوم به الجماعات الدينية المنتخبة من اغتصاب للديمقراطية مثل الكويت و العراق و ايران و السودان و فلسطين ( حماس في غزة ) ويجد الكثير المصداقية في حديثنا هذا . على الديمقراطيين ان ينتبهوا كثيرا عندما يصنعون ادواتهم في التزاوج بين الديمقراطية و الاسلام ، و علينا ان نبحث عن مصلحين مسلمين و علينا دراسة الاديان المقارنةو استنباط دروس كثيرة منالتاريخ وتطور العلوم الانسانيةوربط ما توصل اليه المصلحون في الاسلام كظاهرة و أشخاص و مدارس قبل ان نقدم على مدرسه الاسلام و الديمقراطية اننا نحتاج اولا الى فك الخصام بين مصطلحي العلمانية و الاسلام السياسي ، بين شرائع حقوق الانسان و مبادىء الاسلام و ما يتناقض مع هذه الشرائع ، أن مبادىء التطرف و التكفير و عمليات الارهاب التي بدات تمتد الى العالم المتقدم تترعرع في رحم الاسلام السلفي و التقليدي و تمتد كالسرطان بين صفوف الجيل الشاب ( الخائب )من المسلمين فتصنع منهم احزمة ناسفة و انتحاريين لايفكرون في سعادة الدنيا بل سعادة الموت و الملكوت الاخر ، وهذا هو الفرق الكبير بين الديمقراطيين في العالم اللذين يحترمون الحياة و يحبون ان يشاركوا في صنع غد أفضل و أجمل و أكثر سعادة الى شعوبهم ، وبين الفكر الاسلامي ( السلفي في المقدمة ) اللذين يهتمون بمحو ادوات الحياة و رفض الحضارة و تقدمها و هذا الصلح الموهوم يحتاج الى دراسةو عسيرة ولكنها ممكنة!!!!... وقديما قال الامام علي بن ابي طالب قوله العلماني المشهور ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و أعمل لأخرتك كأنك تموت غدا )........
صباح حسن عبد الامير ناشط في الديمقراطية و المجتمع المدني
#صباح_حسن_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشفافية ومدركات الفساد ازمة الري و الزراعة في كربلاء
-
كل القصة وما بيها حاميها حراميها
-
مؤشرات الشفافيه و الفساد في محافظة كربلاء
المزيد.....
-
شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
-
مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
-
زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
-
هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على
...
-
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز
...
-
وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات
...
-
مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر
...
-
البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها
...
-
بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
-
هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|