عمال شركة نفط الجنوب –تأريخ كفاحي و تجربة للتعلم *

نزار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 10:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

كان الاضراب الاخير لعمال شركة النفط في 4-6 حزيران 2007 ومن ثم المظاهرة الجماهيرية في يوم 16 تموز وسط مدينة البصرة التي دعت اليها اتحاد نقابات عمال النفط في البصرة دلالة واضحة على وجود تحرك جماهيري اوسع في الحركة العمالية وفي اواسط عموم الشعب العراقي. ان احتجاج ونفور العمال بشكل خاص والشعب العراقي عامة من الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في البلد، من الاحتلال الامريكي وصولات الارهاب وهيمنة القوى الاسلامية والميليشيات وتفكك الدولة على جميع الاصعدة و...الخ، في ازدياد مستمر ويتقدم بوتيرة متصاعدة. تتبدد الاوهام ويدرك العمال والمحرومين يوما بعد يوم بان اي تحسن يطرأ على حياتهم ومعيشتهم البائسة لابد وان يأتي من خلال تفعيل ارادتهم وتصعيد نضالاتهم وتنظيمها في اطار احتجاجات اجتماعية وسياسية هامة ومؤثرة. ان الموجة الكبيرة من الاحتجاجات العمالية التي شهدتها البصرة في قطاع النفط تدل قبل كل شيء على الحقيقة المذكورة اعلاه.
في الحقيقة وبالاضافة على مامر ذكره، فان الاعتراضات الاخيرة تستوجب التطرق الى اسباب ظهورها وتشخيص ارضيتها وهي تستحق بحق التوقف عندها او على الاقل نسترجع ونعيد الى الاذهان النضال والكفاح الذي قامت به هذه الشريحة الهامة من الطبقة العاملة العراقية اي عمال نفط الجنوب، ناهيك عن ان سيادة اجواء الارهاب والقتل الدموي للشعب العراقي وحمامات الدم التي تجري ينبغي ان لاينسينا او يجعلنا نقلل من شأن هذه التجربة النضالية والطبقية والتقدمية لهذه الشريحة الهامة من عمال العراق ونغض الطرف عنها. لذلك ساقوم بسرد النضالات الهامة التي قام به عمال النفط حسب المعلومات المتاحة لدي واترك موضوع تقييمها وتناول مستقبل تلك الحركة لاقرب فرصة اخرى.
1/الوضع المعيشي المزري لعمال شركة نفط الجنوب
لم يطرأ عقب سقوط النظام البعثي اي تغير اساسي يستحق الذكر في الوضع المعيشي لعمال العراق، لايزال اجور العمال قياسا مع التضخم والغلاء وارتفاع اسعار السلع الاساسية في حدودها الدنيا، بموجب احدث تقرير لوزارة التخطيط العراقيه ارتفعت اجور العمال والموظفين بنسبة 48% في السنوات المنصرمة بينما زادت نسبة التضخم وارتفاع الاسعار بنسبة 148%، وحسب تقرير للبنك المركزي العراقي فقد ارتفعت معدل التضخم مابين 2003-2005 بشكل سنوي بنسبة 26.4% وبلغت سنة 2006 نسبة 53.2%*1، فرغم ان معدل الاجور زادت في السنوات المنصرمة وطرأت على جدولتها تغيرات عدة الا انها لم تتناسب على الاطلاق مع ارتفاع نسبة التضخم والغلاء وارتفاع كلفة مستويات المعيشة للمواطنين.
بالاضافة الى كل ذلك يجب ان نذكر بان الزيادات التي تقررت على اجور العمال والموظفين لم تكن هدية الحكومة العراقية والادارة الامريكية بل كانت ثمرة للنضالات والاحتجاجات العمالية والشعبية المتنامية. يذكر "حسن جمعة عواد"، احد القيادات المعروفة لعمال النفط في الجنوب، في لقاء مع "ديفيد بيكون"، الصحفي الامريكي المشهور، بتأريخ 8 نيسان 2005 بان قرار ادارة بريمر المرقم 30 عقب سقوط النظام البعثي حددت اجور العمال الشهري بـ 69 دولار، ولكن احتجاجات العمال في 13 آب في قطاع النفط هي التي اجبرت تلك الادارة على تغير تلك النسبة وجعلها150 الف دينار اي 100 دولار كحد ادنى.
وفيما عدا الاجور فقد كان موقف ادارة بريمر والحكومات العراقية التي اعقبتها يتلخص في التصدي لحقوق العمال بشكل عام وعمال النفط بشكل خاص، وتعرض الاخير بذرائع واهية الى هجمات عدة مثل قطع الارباح السنوية وعدم صرف الحوافز والمكافآت والمبالغ المتراكمة للاجازات المستحقة و....، ولم يرضخوا لها الا بعد بعد عمليات كر وفر عديدة مع العمال ومع حركاتهم الاحتجاجية. واثار عمال النفط كذلك وفي مناسبات عدة مسألة السكن وموضوع النقل ومعاناة العمال في هذين المجالين, الا ان وزارة النفط وحكومة علاوي والجعفري والمالكي لم تتخذ خطوة واحدة لمعالجة تلك القضايا وغيرها الكثير.
ومن جهة اخرى تعرض قطاع النفط في السنوات المنصرمة الى الاهمال والتقصير المتعمد ولم تخصص الحكومة مبالغ مالية كافيه لاعادة تأهيله واعماره وتوسيع اقسامه ولولا جهود عماله واخلاصهم وتضحياتهم في سبيل حمايته وتطويره وانمائه لاصابه المزيد من الخراب وفقدان قدرته الانتاجية والتصديرية. ان الاهمال الذي اصاب القطاع والعمل حسب الاليات البالية والتقنيات العتيقة فرض على عمال النفط ظروف عمل اشد قساوة وضغوطا هائلة ارهقت كاهلهم لاسيما في مواجهة الطلبات المتكررة لوزارة النفط لغرض زيادة القدرة الانتاجية وزيادة تصدير النفط وتكريره، وبفضل تلك الجهود بالطبع لقد زادت انتاج وتصدير النفط منذ سنة 2003 من 1.7 برميل الى 2.2 برميل من النفط.
ان تنفيذ هذه السياسة وممارسة تلك الضغوط من قبل وزارة النفط والحكومة العراقية ارهقت العمال وافقدتهم الصبر والتحمل الى درجة انهم نظموا اعتراضات عدة ضد ظروف عملهم المرهق و الاهمال والتقصير المتعمد من قبل السلطات و وضعوا علامة الاستفهمام عليها، من هنا جاء بيان شهر شباط لاتحاد نقابات عمال النفط سنة 2006 ليشير الى ان الهدف من هذا الاهمال وارهاق العمال ماهي الا تنفيذ لسياسة تهدف الى تمهيد ارضية تدمير قطاع النفط ومنشآته بغية اجبار الحكومة فيما بعد الى تسليم اعادة تأهيله الى الشركات النفطية الاجنبية*2
2/ نمو وعي العمال وتصاعد الاحتجاجات العمالية ومن ثم تأسيس اتحاد نقابات عمال النفط في الجنوب
ان الوجه الاخر لهذه الظروف المشار اليه هو الاحتجاجات المستمرة والمتصاعدة للحركة العمالية في هذا القطاع الذي يعد من اكثر القطاعات العمالية حيوية واهمية بالنسبة للطبقة العاملة العراقية.
في 20-4-2003 اي بعد مضي 11 يوم على سقوط النظام البعثي تم عقد اولى الاجتماعات العمالية بغية بناء واعادة تأسيس النقابات العمالية في شركات نفط الجنوب ومنشآته البالغة 10 شركات، وتشكلت كبداية عدة نقابات واتحادات واصبحت خنادق عريضة وهامة بغية التحدي للقوات المحتلة البريطانية والامريكية وشركاتها او مع سلطة بريمر والحكومات العراقية التي اعقبته اي حكومة علاوي والجعفري والمالكي*3
حدثت اولى المواجهات الهامة في شهر آب 2003 وبالتحديد مع اهم الشركات الامريكية اي شركة هاليبرتون. حينذاك كانت الادارة الامريكية منهمكة بوضع خطط للسيطرة على قطاع النفط ومنشآته والموانيء والانابيب والمصافي ومن ثم اعادة اعماره وتأهيله بواسطة شركاتها، تولت شركة "ك. ب. ار" وهي احدى الشركات التابعة لهاليبرتون التي كان ديك تشيني فيما مضى مدير اعمالها، تلك المهمة. الا ان عمال النفط لم يرضخوا للشركة واختاروا التحدي مع شركة "ك. ب. ار" في 10/8/2003 ونظموا في الرميلة لثلاثة ايام على التوالي احتجاجا هاما اجبروا الشركة بواسطته على الانسحاب من القطاع والرحيل منه.
وفي 31 آب 2004 نظم العمال اضراب قصير الامد بغية رفع الاجور واستجابت وزارة النفط على عجل لمطالب المضربين وتم رفع الحد الادنى للاجور الى 150 الف دينار.
تقدمت خلال سنة 2003-2004 حركة تشكيل النقابات في البصرة وبقية المحافظات الجنوبية الاخرى بوتيرة متصاعدة وشملت الحركة 23 مركز عمالي بعضوية بلغت في نهاية المطاف 26 الف شخص. تطورت الحركة بخطى متسارعة بعد ان ادرك عمال القطاع ونقاباتهم بخطورة البرامج الاقتصادية للادارة الامريكية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والحكومة العراقية وخططهم لخصخصة الصناعة العراقية ومنها صناعة النفط، وثمرة تلك الجهود كان المؤتمر النقابي المنعقد في مدينة البصرة بتأريخ 25-5-2005 الخاص بمناهضة خصخصة الصناعة ومقاومة تطبيق عقود المشاركة في الانتاج في الصناعة النفطية العراقية.
في 17 تموز 2005 نظم حوالي 15 الف عامل في قطاع النفط اضرابا عن العمل طالبوا فيه بتحسين مستواهم المعاشي وتخصيص حصة معينة من العائدات النفطية للبصرة بغية اعادة اعمارها.
وشهد شهر كانون الاول 2005 موجة اخرى من الاحتجاجات في المراكز النفطية تبلورت الحركة في نهاية المطاف في تقديم مذكرة مطلبية لرئيس الحكومة اي ابراهيم الجعفري آنذاك وطالبوا فيها بحل ازمة السكن وتوزيع قطع اراضي على العمال وتوزيع الارباح السنوية وغيرها من المطالب الاخرى.
في 2-1-2006 نظم عمال المشاريع النفطية اضرابا عن العمل طالبوا فيه بصرف المبالغ المتراكمة للاجازات واجبر مجلس الوزراء للرد بالايجاب على الطلب في 3-1-2006.
اما في 21-2-2006 فقد نظم عمال شركة الناقلات النفطية في البصرة اعتصاما احتجاجا على تأخير صرف اجورهم وسوء الادارة وتفشي ظاهرة المحسوبية والفساد في الشركة.
والذكرى السنوية لاندلاع الحرب كان مناسبة لينظم اتحاد النقابات العمالية فيه حفلا صاخبا تخللته الكثير من الخطب بمشاركة العديد من ممثلي الجهات السياسية والمراكز العمالية والجماهيرية.
وبغية تمجيد الاول من آيار اليوم العالمي للطبقة العاملة قام اتحاد النقابات بتنظيم حفل مهيب في البصرة والقى "حسن جمعة عواد" فيه كلمة بهذه المناسبة وهدد بوقف العمل في قطاع النفط ان لم تستجيب الحكومة لمطالب العمال الداعية الى صرف ارباح سنة 2005 وصرف مبالغ الاجازات الاعتيادية المستحقة، ولم تتمكن الحكومة من التملص وردة بالإيجاب على عدة مطالب من المطالب المرفوعة.
ولم تكتفي النقابات بممارسة التهديد فقط بل واصلت حملتها وشكلت وفدا خاصا لتعقيب مطالبها والتقى الوفد في شهر تموز 2006 مع نوري المالكي رئيس الوزراء وقدم لائحة مطلبية متكونة من 12 مطلب تضمنت الدعوة الى صرف الارباح السنوية واعادة تنظيم شركة النفط الوطنية و.......غيرها من المطالب الهامة. وفي المقابل تعهد المالكي بتحقيقها الا انه لم يفي بتعهداته فيما بعد واستمرت المواجهات بين العمال والحكومة بشكل اكثر ضراوة.
عقد اتحاد نقابات عمال النفط في البصرة في 7-8-2006 مؤتمر آخر خصص لمناهضة الخصخصة ومقاومة خطط الحكومة الرامية الى خصخصة المراكز الصناعية العراقية ومنها صناعة النفط واعلن فيه بان العمال سيواجهون تلك الخطط التي يقف ورائها المحتل الامريكي وشركاته النفطية بغية السيطرة على الصناعة النفطية العراقية ومرافقها.
وفي 22-8-2006 نظم عمال الانابيب النفطية اضرابا لمدة 24 ساعة ورضخت وزارة النفط على الفور للاضراب وقامت بصرف الارباح السنوية.
وتقدم الحركة النقابية في قطاع النفط اوجد ضرورة التوحيد والاتحاد بين فروعها ولهذا الغرض انعقد في البصرة بتأريخ 20-11-2006 المؤتمر التأسيسي لاتحاد نقابات النفط وفيه تم انتخاب المجلس العام المتكون من 41 عضو. وعقب المؤتمر انعقد المجلس اولى جلساته وانتخب المكتب التنفيذي وسائر اللجان الاخرى للاتحاد، وقد كان لانعقاد المؤتمر ومباشرة المجلس لمهامه تأثير كبير على تعزيز وتنشيط الحركة النقابية وترسيخها في قطاع النفط.
استمرارا لجهود ونشاطات الاتحاد في مجال مناهضة الخصخصة ومناهضة مسودة قانون النفط والغاز المقترح شارك وفد رفيع المستوى للاتحاد في المؤتمر المنعقد في عمان في فترة مابين 10-14/12/2006 واحتج الوفد هناك على مسودة قانون النفط والغاز المقترح واعلن عن مناهضته لخصخصة النفط والمساعي الرامية لتطبيق عقود المشاركة في الانتاج.
اما في 6-2-2007 وفي المركز الثقافي النفطي في البصرة نظم كنفرانس خاص بغية مناقشة وتداول مشروع قانون النفط والغاز وقانون الاستثمار وفيه اعلن الاتحاد من جديد رفضه ومناهضته للمشاريع المذكورة وطالب بان يكون لممثلي عمال النفط دور في اعداد تلك المشاريع وطرف في اعدادها وصياغتها.
في 8 مارس 2007 قام الاتحاد بتنظيم حفل مهيب بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
شارك الاتحاد في 29 آذار في الاجتماع الذي انعقد في عمان بالاردن بمشاركة ممثلين للعديد من الاتحادات العمالية الامريكية والبريطانية والعراقية وبحضور مندوبين لصندوق النقد والبنك الدوليين. في الاجتماع المذكور جدد الاتحاد عن احتجاجه لرفع اسعار المشتقات النفطية ورفضه لمشروع قانون النفط والغاز المقترح وطالب بسحب دعم الحكومة لها.
في 27 نيسان 2007 وفي رسالة وجهها الاتحاد الى وزير النفط العراقي طالب برفع الاجور وتخصيص قطعة ارض للعمال وصرف الارباح السنوية والمخصصات وحددوا مهلة الى 10 آيار كحد اقصى للاستجابة لها والا سوف يواجهون اضرابا عن العمل، واثر تدخل نوري المالكي شخصيا في الامر أجل الاضراب الى يوم 14 آيار وفيما بعد التقى وفد الاتحاد مع المالكي وتأجلت الاضراب الى شهر حزيران في انتظار ان يفي رئيس الوزراء بتعهداته. وحين لم يفي المالكي بذلك بادر عمال الانابيب في 4 حزيران 2007 بتنظيم الاضراب والتحق بقية الاقسام به وشارك حوالي 26 الف شخص فيه.
وقد استمر الاضراب لمدة يومين ولم تتكمن حكومة المالكي من السيطرة على الموقف رغم قرارها باعتقال قادة عمال النفط وفرض الحصار على المراكز بواسطة الجيش والقوات المسلحة، وبعد اجراء مفاوضات بين وفد الحكومة واتحاد النقابات تقرر وقف الاضراب وتأجيله الى يوم 11-6 بغية اعطاء الحكومة مهلة اضافية لتنفيذ مطالب العمال. قررت حكومة المالكي في 17-6 تشكيل لجنة خاصة بغية تدارس المطالب وكيفية تنفيذها، وفي الختام اعلن الاتحاد عن نجاح الاضراب وانتصار العمال في الحركة الاضرابية.
وفي 16 تموز من هذا العام نظم اتحاد النقابات العمالية في البصرة مظاهرة جماهيرية صاخبة طالبت فيها بالغاء مشروع قانون النفط والغاز والغاء زيادة اسعار المشتقات النفطية مثل البنزين والنفط وغيرها واستقالة وزير النفط والغاء قرار 150 الذي اصدره النظام البعثي لقمع الطبقة العاملة والذي تطبقه الحكومة العراقية بغية حظر تشكيل النقابات العمالية المستقلة وعدم تمتعها بالشرعية القانونية.
3/كسب وتوسع وانماء التضامن الدولي
اعربت المنظمات العمالية في العالم والصحفيين الاحرار ومناهضي الحرب والاحتلال الامريكي والبريطاني منذ البدء عن مساندتهم لنضال وكفاح الحركة العمالية في قطاع النفط وسعت الى بناء جسور للتضامن الدولي مع الاقسام والشرائح المختلفة للطبقة العاملة العراقية.
لقد كانت النقابات العمالية في قطاع نفط الجنوب سباقة في هذا المجال واستطاعت كسب المزيد من التضامن الدولي لنشاطاتها وفعالياتها وحركتها المهنية. وفي هذا السياق شارك وفد الاتحاد في السنوات المنصرمة بدعوة من النقابات والاتحادات العمالية في امريكا وبريطانيا وبدعوة من المنظمات المناهضة للحرب والاحتلال والمدافعة عن السلام في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات والكنفرنسات العالمية والاقليمية. وقد حضر في بعض هذه المؤتمرات والاجتماعات مندوبين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
اصبح الاتحاد عضوا في منتدى الاجتماعي العالمي وعضو في شبكة "نفطنا" التي تشكلت بشكل خاص للتضامن مع النقابات العمالية في قطاع النفط والمنتشرة في بريطانيا وايطاليا والمانيا وامريكا.
وثمرة تلك الزيارات والمشاركات تلخص في تضامن العديد من المنظمات العالمية والاتحادات النقابية الدولية مع اتحاد النقابات ويمكن ان نشير بشكل خاص الى الاتحاد الدولي للطاقة واتحاد النقابات العامة(ICEM) وكذلك اتحاد العمل الامريكي ومؤتمر المنظمات الصناعية اي (AFL-CIO) الذي يمثل 10 مليون عامل امريكي، وكذلك مؤتمر النقابات العمالية البريطانية اي (TUC) والتحالف (War on Want) الذي يضم حوالي 3 مليون عضو في الولايات المتحدة وهو مناهض شرس للحرب والاحتلال الامريكي والبريطاني للعراق*4.
بالاضافة الى تلك المنظمات الكبيرة هنالك العديد من التنظيمات الاخرى مثل منظمة البلاتفورم البريطانية والعديد من المنظمات العمالية والعشرات من التجمعات السياسية والاشتراكية واليسارية التي اعربت عن تضامنها مع الاتحاد ونشاطاته وتم تخصيص عدة مواقع الكترونية لخدمة هذا الغرض. ان الاضراب الاخير الذي نظمه اتحاد النقابات العمالية ومن ثم صدور قرار من المالكي باعتقال القادة النقابيين قد اثار موجة من الغضب والتنديد على المستوى العالمي وتم ارسال العشرات والمئات من الرسائل والبرقيات الاحتجاجية الى حكومة المالكي المطالبة بوقف تلك الاجراءات القمعية والاعتراف بحق الاضراب والتنظيم والتظاهر دون قيد او شروط.
ان ظفر ونجاح عمال نفط الجنوب في الحقبة الراهنة يدل على ان نبض الحركة العمالية العراقية مازال يخفق ويرسل الاوكسجين والدم لبقية اجزاء الجسد المنهار والمرهق للطبقة العاملة العراقية.

-----------------------
المصادر:
1/ انظر الى تقرير منظمة كلوبال قسم الاستثمار العالمي في 17/7/2007 بعنوان " الاستراتيجية الاقتصادية ومستقبل العراق: التضخم، السكان، القوة العاملة".
2/ قم بزيارة الموقع الالكتروني لاتحاد نقابات العمال في البصرة: http://www.basraoilunion.org
3/ لقاء حسن جمعة عواد مع ديفيد بيكون في 8 نيسان 2005.
4/ لمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة المواقع الالكترونية التالية: http://www.labourstart.org، او زيارة موقع التحالف الخاص المسمى بـ"ارفعوا ايديكم عن نفط العراق" اي : http://www.handsoffiraqioil.org.
-----------------
* نشر المقال لاول مرة في جريدة "آزادي"(الجريدة التي يصدرها اتحاد الشيوعيين في العراق)، العدد 22 في تموز 2007.

#نزار_عبدالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات