أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - وداعا ً رائحة ُ المسك , وداعا ً عزيز عبد الصاحب














المزيد.....

وداعا ً رائحة ُ المسك , وداعا ً عزيز عبد الصاحب


رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:23
المحور: الادب والفن
    



.......... ومهما يكن,فان الحياة الحافلة بالابداع المسرحي , تاليفا ,اخراجا وتمثيلا او الابداع الشعري المتمثل بديوانه الشعري الوحيد ( صحبة ليل طويل ) هذه الحياة المليئة بهذا الكنز الكتابي المعرفي والجهد الفني الثري و النقي على مدى اكثر من خمسين عاما تجعلنا نقف بخشوع وباجلال كبيرين لمسيرة رائعة وفاعلة وصادقة للرائد المسرحي الكبير الشيخ عزيز عبد الصاحب , تجربة كانت بداياتها تاسيس مسرح في مدينة الشطرة من خلال تقديمه لمسرحيتي ( فلوس الدوا ) و ( ست دراهم ) للفنان يوسف العاني .بعد ان نضجت هويته المسرحية في الناصرية من خلال تقديمه العديد من الاعمال المسرحية منها مسرحية ( الملاح البائس ) للفرنسي جون كوكتو التي قدمها مع رفيق دربه الاستاذ الشيخ عبد الرزاق سكر في عام 1956

ولد في بيت ( آل ملا عمران ) في محلة السيف بالناصرية ودرس في مدرسة الفيصيلية الابتدائية , قدم الى العاصمة ليكون طالبا في معهد الفنون الجميلة وتشاء الصدف ان يكون صديقه الفنان محسن العزاوي هو اول من يخرج مسرحية من تاليفه (زنزانة رقم 17 ) في عام 1959 وهو ايضا الاخير عندما اخرج مسرحية ( قد يحدث لك هذا ) .

اسس مع المرحوم حقي الشبلي الفرقة القومية للتمثيل وقدم معها اول عمل مسرحي في ايار من عام 1968 .
خلال الحرب العراقية الايرانية عاد الفنان عزيز عبد الصاحب الى مدينة الناصرية موفدا من قبل الفرقة القومية للتمثيل ليقوم باخراج مسرحية ( رائحة المسك ) كان ذلك في عام 1983 في ذلك العام تعرفت عليه عن قرب لانني كنت واحد من الممثلين الرئيسيين في المسرحية الى جانب اخيه الراحل الفنان عدنان عبد الصاحب والفنان علي بصيص, وكنت ما ازال في بداية العشرينات من عمري وتجربتي المسرحية في فن التمثيل تجربة فقيرة قياسا الى تلك التجربة الكبيرة التي يملكها , لكنه اشتغل معنا بجهد وتعب كبيرين وكانه اسس لمدرسة تمثيل صغيرة من خلال التمارين اليومية التي كنا نجريها على المسرحية ,
استمرت التمارين لمدة اكثر من شهرين عرفنا فيها عزيز عبد الصاحب الرجل الصوفي الملتزم والفنان المتواضع الذي يتعامل مع ابسط الممثلين وكانه بسيط مثلهم , زرع فينا الثقة بالنفس ,
اسس فينا احترام خشبة المسرح وعلمنا الجدية والنزاهة في التعامل فيما بيننا , علمنا ان لا نرتجل حواراتنا على المسرح ويعزي ذلك الى ان الممثل حينما يرتجل لا يحترم دوره كممثل وايضا لا يحترم اقرانه من الممثلين والعاملين في المسرحية ككل بما ذلك المخرج ومؤلف المسرحية ويصف ذلك بالغباء الذي لا يطيقه , لقد علمنا فن التمثيل الحقيقي, كان صديقا للكل بغض النظر عن اعمارنا الشابة, متواضع جدا ومثقف كبير ومؤمن حد الصوفية التي ينسب نفسه اليها ,كان جادا ومخلصا في اخراجه لذلك العمل لدرجة انه وضع جهده وخبرته الطويلة من اجل ان يظهر العمل بالمستوى الذي يليق بعزيز عبد الصاحب واصدقائه الشباب, فهو يرى من خلال ذلك ضرورة واهمية المسرح لما يحمله من افكار فلسفية جديرة بان تمارس دورها في المجتمع وتقديم تلك الافكار بجدية بعيدا عن تسفيه عقول الجمهور .
كان دائما يقول :
احب العزلة ولا اريد ان اصطدم بالناس , فالغباء يضايقني وخصوصا اولئك الاغبياء المحظوظين الذين سلطت عليهم الاضواء وهم اقل من ذلك ,
يحب الشعر جدا وقد قرا لي مقاطع من ديوانه الوحيد في زيارتي الاخيرة الى مدينة الناصرية عندما التقيته في مقهى الناصرية في شارع النيل واخبرني ان مسرحية الشاعر والكلاب مستوحاة من هذا الديوان وهي عن الشاعرين الكرديي الاصل خالد الامين وقيس لفته مراد الذي توفي بمرض السرطان بينما الطاغية اعدم الاول في السجن ( ماساتهما تبكيني بسبب ماجرى لهم من الطاغية الجبان ).
ما زلت اتذكر صوته الجميل عندما كان يغني الموالات في اوقات الاستراحة وطلبه منا ان نغني لبعضنا لازالة الاحراج والتكيف فيما بيننا للاستعداد لاداء تمارين رائحة المسك .

لقد فقدت مدينة الناصرية علم اخر من اعلامها في الادب والفن ,وهو الذي لم تستمر فرحته بتكريمه في يوم المسرح العالمي الماضي من قبل المؤسسة العامة للسينما والمسرح , وكعادتها لبست المدينة ثوب السواد مرة اخرى لتعلن الحداد هذه المرة على شيخها الكبير وامسكت بيدها غصن شجيرة ( الهيل ) الذي دخل علينا ا لراحل ذات مرة ممسكا به الى قاعة التمرين وسط دهشة الجميع .



#رياض_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروفئذ ٍ
- رؤى
- وزير السخافة
- اغلقوا زنزانات مطار عمان الدولي
- استشهاد مسرح بهو بلدية الناصرية
- عبد الرزاق سكر ويوم المسرح العالمي
- الى كمال سبتي
- قداس الرمل


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سبتي - وداعا ً رائحة ُ المسك , وداعا ً عزيز عبد الصاحب