أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راشد مصطفي بخيت - إشكالية المثقف والسلطة ، وإعادة صياغة السؤال















المزيد.....

إشكالية المثقف والسلطة ، وإعادة صياغة السؤال


راشد مصطفي بخيت

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


أفادت سجالات مباحث المثقف والسلطة في دولنا العالمالثية ، الكثير من الإبتذالات المفاهيمية ، التي أدت في بعض الأحيان إلي طرح السؤال والتعامل معه ، بصيغ مختلفة ، تنزع جميعها نحو نفي أحد طرفي العلاقة بحكم موقع المعالجة والتناول التي يدخل منها الكاتب لصلب الموضوع ، وبحكم مسبقات التفكير والتصورالناجزة كلياً حسب إفتراضات العقل الأداتي ، ومنطق بناء الثنائيات الإستبعادية الطابع ، بين زوجين من الأقطاب المتقابلة ، التي لا يجمع بينها جامع ، سوي علاقة الإحتراب المستدام وبداهة التضاد الأذلي .
وذلك نظرٌ فيما نظن ، عاجزٌ عن إضافة جديده ، لهكذا مباحث وعرة ، وغارقٌ إلي أُذنيه في لجج الصراع المفخخ ، ومفعمٌ في ذات الوقت بنوستالجيا القوامة الأبدية ، التي تخوِّل له ( دوناً عن خلق الله ) مسؤليات إعادة صياغة رؤي ومفاهيم المثقف أينما وجد ، وضرورة حثه علي القيام بمسؤلياته التاريخية حتي ولو كانت علي طريقة : ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ، إياك إياك أن تبتل بالماء !
لزم الأمر إذن ، بعض التوضيحات المهمة في هذا الخصوص ، نرجو بموجبها أن نسهم مع غيرنا من المسهمين ، في الخروج الآمن من مغبات السير في هذه المتاهات الوعرة من خلال ضبط وتفسير ، بعض المفاهيم التي تحكم هذه الحوارات في أغلب الأحيان بشكل عمومي النزوع ، لا يجنح إلي وصف وتحليل المشكل في صيغه وتجلياته الواقعية ، الشئ الذي يقود في نهاية الأمر إلي سكب المزيد من ( العكار ) الإصطلاحي ، بديلاً عن صفو نسيج الوصف الدقيق لمركبات موضوع المشكل المراد دراسته .
وأول هذه التوضيحات بدءاً، يلزمنا ، بتحديد ما نعنيه بمصطلحي ( مُثَقف ) و( سُلْطة ) الآنف ذكرهما . فمن هو هذا المثقف المقصود ؟ وهل هنالك ثمة إجماع عام بين مختلف التيارات الفكرية والفلسفية ، تتواطأ بموجبه علي تعريف هذا المثقف ؟ وما هو الفارق بين هذه المفاهيم والإصطلاحات العامة في تعريف المثقف ، وبين دارج التعريف الإجتماعي له ؟ وهل يشكل المثقفون جسداً واحداً يتقلصون بموجبه إلي كيان عام لا يعرف التمايز والإصطراع وتفاوت الإنتماءات الفكرية والفلسفية ، بل حتي السياسية فيما بينه ؟ أم العكس ؟ ثم ماهي هذه ( السُلطة ) أيضاً – هكذا معرفةٌ بالألف واللام – التي يصطف ويتفق المثقفون في معسكر متناسق بالتقابل معها علي الدوام ؟ هل هي سلطة الدولة التي لا تعرف الثبات ؟ أم هي سلطة الحزب التي تتفاوت أيضاً في مدي ، تفهمها وبالتالي تعاملها مع المثقف والثقافة بشكلٍ عام ضمن إستيعابها لهما داخل منظومة البرامج والأهداف السياسية التي تعتزم تحقيقها ؟ وكيف يتم فهم عزلة المثقف عن المجال السياسي في ظل الظروف المتقلبة للمناخ السياسي ؟ هل هو خلل يعود بأكمله إلي طبيعة المثقف ( الإنتلجنسوية ) دائماً ، كما تعودنا القول ؟ أم يمكن أن يتم النظر إليه من خلال مشكلات السياسي نفسه ، وما يستتبع ذلك من إفرازات فرعية تصب جميعها في خانة تقليص دور ومساحة العمل الثقافي المتاح ، حسب وقائع التجربة الماثلة للعيان ، سواء كانت هذه التجربة تتصل علي نحوٍ ما بسلطة الدولة ، أو سلطة الحزب . وهل العمل السياسي الراهن بمجمل تصوراته البدائية الطابع ، ومنطق عمله المختلف واقعياً ، قميناً باستيعاب طرق وأدوات العمل الثقافي المختلفة كلياً عن منطق الإعتبارات الآنية ومحدودية الغاية السياسية وخلافه ؟ أم أن السياسية ووفق هذا المنطق ، تطالب المثقف أن يسد وعائه الذي لا يعرف الإمتلاء ، وعقله الذي لا يعرف الهدؤ أو الإستقرار ، فيستلف بناءً علي ذلك منطقاً آخر للعمل ، وأدواتاً أُخري للتعبير ، مشروطةً بحيازة رضا السياسي ، حسب مبدأ ( القِوَامة ) المستبطن في كلٍ من عقله وتجلياته العملية ؟ .
كل هذه الإسئلة سابقة الذكر ، وربما أكثر منها ، تتشابك وتتعقد في كلٍ مركب البناء ، لتصبح في نهاية الأمر الإجابة عليها ، مشروطةً إلي حدٍ ما بالإجابة علي تفاصيل هذه الأسئلة المأزقية الطابع ، مع حذرٍ شديد من الوقوع في مغبة تعميمات القول وبدهياته المألوفة من ساهل الإجابات ، وهي تتعمد القفز علي أرضية الوقائع التاريخية ، وراهن الحال بالنسبة لمجمل أحزابنا السياسية التي يحكمها منطق إعتبار الثقافة ( ترفاً ) فكرياً لا محل له من الإعراب ، ضمن جملة المهام السياسية الراهنه و ( أولويات القضايا ) . وهكذا ، ندلف مباشرةً إلي محاولة الإجابة عن السؤال الاول ، ضمن قائمة التساؤلات السابقة والذي يختص بمحاولة التعرف علي سمات ومفهوم المثقف المقصود ، فكثيراً ما يتداخل هذا المفهوم بحكم تعدد مرجعية تعريفه الأولي ، مع مجالات مختلفة من مجالات العمل الإجتماعي وعلومه المتعددة ، وعادةً ما ينتج هذا التداخل لبساً في التصور العام للمفهوم بحيث يتأرجح بين أكثر من مجال ، فمثلاً يتم التعامل مع مفهوم المثقف بأكثر من دلالة في ذات الوقت ، فهو – أي المثقف - يعرف عند المفكر ( طيب تيزيني ) بأنه الشخص الذي يضطلع بمهام وأعباء العمل الذهني والإنتاج المعرفي ، وهكذا مفهوم للمثقف ، لا يسمح بطبيعة تركيبه المتسعة ، أن يكون موضوعاً بالتقابل مع السياسه بأية حال ، إذ أن السياسة نفسها بوصفها تجليات لهذه الأفكار المنتجة من قبل هذا المثقف ، لا تستطيع أن تتنازل عنه حتي ولو عي مستوي الإفادة الذهنية لمجمل ما يحرره الطرف الأول من تحليلات وأسس نقدية ، تُعْتَبر السياسة بالنسبة لها ، ليس أكثر من مجرد النشاط العملي المتمحور جُلَّ جهده في محاولة تطبيق المشروع النظري أو النهج العام لهذه الأفكار ، باستصحاب المتغيرات التي تفرضها ظروف العمل اليومي وتجزئة مراحل التنفيذ ضمن منطق ( التاكتيكات ) و( الإستراتيجيات ) . وبناءً علي ذلك لا يمكن القول بتاتاً بوجود تعارضٍ ما بين هذا المثقف – والذي هو الأصل في السياسة كعلم – وبين السياسة التي تقوم علي منهجٍ ورؤية تحكمان مسيرتها وخطها العام ، وليست السياسة الأخري التي لا تزيد عن كونها ضربٌ من ضروب الشعوذة السياسوية القائمة علي مبادئ الخطأ والصواب ، من خلال تحويل المجتمعات البشرية إلي محض حقول للتجارب العمياء . وعلي خلفية هذا المفهوم ، يجب أن يتم أيضاً طرح سؤال السياسة والثقافة بشكلٍ أكثر جدية ، ليتضح من بعد بيان المشروعية التي يتأسس عليها فعل السياسة نفسه . وهل هذه المشروعية التي تخوّل لبعض الأفراد ضمن مجتمع معين أن يضطلعو بأعباء ومهام العمل السياسي تتأسس بالضرورة علي شئ آخر غير ذلك الإلمام والمنهج الذي يحكم عملية دراسة وتحليل مشكلات المجتمع ، أم شئٌ آخر؟ ولنكتشف من خلال محاولتنا الإجابة علي هذا السؤال ، أن ما قصدناه بمفهوم البدائية الذي يعتري مسيرة العمل السياسي السوداني منذ نشأته وإلي الآن ، بحكم أنه يتأسس في معظمه الغالب وحتي في حالة أحزابه التقدمية ، علي مقومات أُخري غير هذه التي سبق ذكرها ، وتستحيل السياسة بموجب هذا الحديث ، إلي محض تجمعات ثانوية مكتظة بعدد وافر من البشر ، يؤدون في مهام الطاعة والولاء ، أملاً في منفعةٍ ذائلة أو تقربٍ من سلطان وسلطة . دونما أدني استشعار لمسؤلياتهم التاريخة في محاولة إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات مجتمعاتهم وإيجاد سبل تحقيقها ، بل ربما يزيد الأمر علي ذلك بأن تصبح هذه الأحزاب نفسها عائقاً أمام مسيرة الوعي والتقدم التي ينشدها المجتمع . وبعبارةٍ أخري ، ماهي الضريبة التاريخية التي يدفعها السياسي بالمقابل ، فيتخول له بناءً عليها أن يتحدث بلسان غيره مدعياً حجة التعبير عنهم وعن آمالهم البسيطة وما إلي غير ذلك من حديث ، سوي ضريبة شظف المعرفة والتثاقف والتحليل ودراسة ما يتوفر عن معلومات بخصوص هذه المشاكل دونما حدود عقدية أو إنتماءات مسبقة ؟ ولنكتشف أيضاً أن الإجابة علي نفس هذا السؤال ، تقودنا في نهاية الأمر إلي أن هذه التوصيفات مجتمعةً ، إنما تقودنا في نهاية الأمر إلي المثقف نفسه ! داخل حقل السياسة أو خارجها !. يفيد المفهوم الآخر للمثقف ، والذي ينهض علي ما جادت به قريحة المفكر الإيطالي ( قرامشي ) بأن المثقف هو كل إنسان وجد علي سطح هذه البسيطة ، وأن الثقافة هي مفهوم نسبي يتمتع به أي إنسان طالما وجد في ظل مجتمعٍ معين وتشرب منه بعض المعارف والمقولات وخلافه . وهو مفهوم علي إختلافنا معه ، ميز بين هكذا مثقف حسب مايقول به وبين الفارق النوعي بين صفوف المثقفين أنفسهم ، بحيث أوجد مكاناً لمثقفٍ آخر أسماه ( المُثَقَّف المُحْترف ) أو من يقوم بوظيفة المثقف في صميم البنية الإجتماعية كعضو ضمن جماعةٍ ما ينتمي إليها . ورغماً عن أننا نعتقد بأن قرامشي نفسه قد خلط في تعريفه لمفهوم الثقافة بمفهوم آخر وهو مفهوم ( الوعي ) أو الوعي الإجتماعي والذي هو نتيجة مباشرة بالضرورة لأي وجود إجتماعي ، وبالتالي فهو متواجد عند أي فردٍ في أي زمانٍ وأي مكانٍ علي مر التاريخ . وأما الثقافة ، فهي شيئاً آخر ، لأنها تنهض بالأساس علي خبرة تراكمات هذا الوعي نفسه وتضطلع بمهام إصلاحه وتغييره . فالثقافة حسب التعريف اللغوي ، تأتي من ( ثقف الشئ ) بمعني ، ( أصلح المعوج فيه ) ، وهذا الإصلاح للمعوج ، إنما يستهدف بالضرورة نتاج تراكمات الوعي الإجتماعي البسيط ، فمثلاً يمكننا القول أن لكل إنسانٍ ما في تاريخٍ محدد ( وعياً ) إجتماعياً مثلاً بضرورة ختان البنات في فترةٍ سابقة من تاريخ المجتمعات ، وهو وعي أملته عليه ضرورات وجوده التاريخي في فترةٍ ما ، لكن مهمة الثقافة بالأساس ، تجئ لتشذيب هذا الوعي الإجتماعي بحكم ما تتمتلكه من معارفٍ إحترافية وخبرات أخري وتقويم ما يعتريه من خطأ . ولهذا ، لا يستوي وفق هذا المنظور أن نطلق عل كل شخصٍ ما لفظ ( مثقف ) وإنما كل شخص ما بالضرورة ، هو واعياً بما يتوفر له من مقولات وجوده الإجتماعي ومحيطه العام . ورغماً عن أن قرامشي نفسه ، قد أشار في موضعٍ آخر من مفهومه هذا ، إلي فكرةٍ تقترب من هذا المعني ، حيث أقر فيها ضمنياً بمثل هذا الدور ( الإصلاحي ) للثقافة ، وذلك عندما إختلف مع ( لينين ) في أن إستدامة وجود الرأسمالية ، ليست فقط نتيجة للقهر الطبقي ، وإنما أيضاً لأسباب فكرية وآيدلوجية توطنت مع بروز تأثير الثقافة التي من خلالها أصبحت القيم الأخلاقية والجمالية البرجوازية هي القيم العامة التي تتوافق مع ( الحس السليم ) مما خلق نوعاً من التماهي القيمي للبروليتاريا ضمن هذا النسيج ، وخلص من كل ما تقدم ذكره إلي أن الثقافة نفسها ضرورية لبناء القاعدة الإجتماعية ، وأنه علي أي طبقة تريد التطور لنفسها ، أن تمضي أبعد من مصالحها الإقتصادية المباشرة ويكون لها تأثير ثقافي وأخلاقي ، علي العكس من ما قال به لينين من أن الثقافة تشكل عنصراً ثانوياً بالنسبة ل ( البنية التحتية وقوي وعلاقات الإنتاج ) . وهكذا فإن قرامشي ، ورغماً عن تداخل مفهوم الوعي والثقافة بالنسبة له ، كان يعي تماماً ضرورة أن يكون للثقافة دورها السياسي الرائد حتي بالنسبة لأشرس عمليات البناء الإجتماعي وصراعاته الدامية . وهو نظرٌ نربأ به من أن يكون شريكاً في بناء وتدعيم مثل هذه الثنائيات الإستبعادية علي شاكلة ثنائية المثقف والسلطة . ويبقي من بعد ذلك أن نتعرض أخيراً إلي المفهوم الذي يتعامل مع الثقافة بوصفها مقصورةً فقط ، علي تجليات الأدب والفن وحدهما ، وأن المثقف وفق هذا المفهوم هو الإنسان الناشط إبداعياً في واحداً من تلك المجالات ، وهو تعريف علي قصوره أيضاً ، إلا أننا نري فيه أنه عادةً ما يكون هو المستهدف والمقصود بحملات وسؤالات المثقف والسلطة علي الأغلب ، ذلك لأن المثقف وفق هذا المفهوم كثيراً ما تغلب عليه نزعة الميول الفردانية والتي هي ليس عيباً وإنما سمة تميز الفنان عن ماعداه لأنها في أغلب الأحيان تكون فردانيةً إيجابية ، بحيث أنها من خلال ما توفره للفنان من شروطٍ للإبداع نفسه ، تتيح له في ذات الوقت من أن يقدم رؤيةً مختلفة للواقع وللمجتمع ، تضيف أبعاداً جديدة لتصورات الغير عنها . وأن الخلاف بين هكذا مثقف وبين السياسة بعموم ، ينشأ عادة من إختلاف طرائق النظر وأدوات العمل بالنسبة لكليهما ، فإختلاف السياسة مثلاً يجئ من إرتباطها وخصوصاً في الدول النامية ، بأهدافٍ آنية وطرق تفكير مصاحبة لها ، علي العكس من رؤية هذا المثقف التي ربما تمتد بعيداً لتشمل من خلال ذلك المستقبل بكل إحتمالات تكونه ، ولأن العمل السياسي في المرحلة التي نعيشها كما يقول ( عبد الرحمن منيف ) في كتابه الموسوم ( بين الثقافة والسياسة ) والذي خصصه بكامله لمعاجة ترابطات مثل هذه المشاكل " لا يقوم علي مبادئ واضحة أو برامجٍ محددة ، لذلك فهو أقرب إلي البدائية ، ويفتقر في قراءته للواقع إلي العملية ، وتغيب عنه الظواهر ضمن صيرورة مترابطة ومتكاملة ، لأنه يقارب الواقع بطريقةٍ تجريبية يحكمها منطق الخطأ والصواب ، وإعتماداً علي وقائع وأحداث جزئية كثيراً ما تؤثر فيها الأحداث الطارئة ، الأمر الذي لا يساعد علي فهم الظاهرات الأساسية في حركتها الداخلية العمقية ، وبتواليها الذي يخضع في أغلب الأحيان إلي قوانين عامة ، ولذلك يظل الفهم السياسي قاصراً عن إدراك الظواهر ومعرضاً للكثير من التقلبات " . ووفق هذه المعطيات الفعلية للعمل السياسي ، يظل حاجز العزلة علي هذا النوع من المثقفين ، مضروباً بشدة وفق منطق وحركة وبناء الأحزاب السياسية نفسها ، وفي ضوء هذا الوضع للعمل السياسي وأشكاله يضيف ( منيف ) " من الطبيعي أن يكون دور الثقافة هامشياً لا يتعدي الديكور، وأن يكون المثقف في المنظمة السياسية عنصراً ثانوياً أو ليس محل رضا في أغلب الأحيان ، ومن الطبيعي أيضاً أن يقع التباعد في الفهم والعلاقة بين السياسي والمثقف ، ولا يلبث هذا التباعد أن يصير خلافاً فافتراقاً وربما عداءً بين الطرفين " .
يخلص منيف وهو المثقف من هذا النوع والسياسي في نفس الوقت وضمن صفوف حزبٍ تقدمي ! إلي نتيجة علي نحوٍ من المراوغة والإعتدال ، بحيث يقول : " لا يمكن أن يكون المثقف بديلاً عن المنظمة السياسية ، كما أن العمل السياسي الذي لا يستند علي الثقافة غير قادرٍ علي مواجهة المشاكل التي تعاني منها الجماهير أو حلها . ومن هنا لابد من الوصول إلي معادلة جديدة غير التي حكمت العمل في السابق ، بحيث تكون الثقافة ركيزةً أساسية في العمل السياسي وجزءاً منه " . وبهذا الحديث نكون قد وصلنا إلي خلاصة المنطق الذي حكم مسيرة طرح إشكالية العلاقة بين المثقين والسلطة في العديد من الجوانب ، وأن هذه الطريقة التفصيلية التي عملنا بموجبها ، تفيد ضمن ما تفيد ، وضوح النظر تجاه متعلقات المشكل وبناءه المعقد التركيب ، حتي تتضح الأمور بشكل أكبر ولا يتجني طرفٌ علي الآخر دون معرفة مسببات موقفه ومدي مشاركته هو نفسه في تكريسها وإستمرارية وجودها من خلال إنتماءه إلي واحداً من أنواع السياسيين السابقين .



#راشد_مصطفي_بخيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير في العقل الإسلامي ، وجه آخر للصراع السياسي ومعضلات ق ...
- ما بعد الهوية ، جدل الثقافات ضمن حركة التاريخ (4)
- ما بعد الهوية ، جدل الثقافات ضمن حركة التاريخ (3)
- ما بعد الهوية ، جدل الثقافات ضمن حركة التاريخ (2)
- ما بعد الهوية ، جدل الثقافات ضمن حركة التاريخ (1)
- الماركسية والفن . جدل السلطة وإعادة البناء
- خطاب الهوية في المسرح السوداني زمرة التجلي والكيقيات
- صياغات جدلية حول أطروحات التجديد في الفكر الماركسي
- حوار مع المفكر اللبناني كريم مروة


المزيد.....




- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راشد مصطفي بخيت - إشكالية المثقف والسلطة ، وإعادة صياغة السؤال