الرقص مع الشيطان

وعد العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 03:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

إن من الصفات الطبيعية في داخل بني البشر هي الخير والشر ، الخير ذلك الضوء الذي ينير لنا الظلمة الدهماء الحالكة السواد ، والشر الذي يمكننا وصفه بالسواد القادم من جحيم النفوس آلة الجسد التي تترجم لنا الشر إلى أقوال وأفعال سيئة قد توصف بالمهلكة .
ان التعاطي مع الشر على حساب الخير جريمة بحق بني البشر ، فالناس باختلاف أديانهم وأوصافهم وانتماءاتهم وأعراقهم وجنسهم هم أولئك الماكينة التي قد تعبأ بالخير تارة والشر تارة أخرى . إذن تعاطي الإنسان مع تلك الصفات من خير أو شر يختلف باختلاف ثقافة الإنسان ونشأته والبيئة والظروف التي يعيشها . لو أخذنا علاقة الإنسان بالخير والتعاطي معه كوقود للنفس ومزود وباعث للأفعال الطيبة المنعكسة على مرآة الأفعال الفردية أو الجمعية يمكننا تسميتها بالتعاطي الملائكي أو التعاطي الإلهي . أي علاقة الإنسان بالملائكة أو الإلهة مهما كانت تلك الآلهة سماوية كانت أم وضعية مسيحية كانت أم يهودية مسلمة كانت أم صابئية أو يزيدية أو بوذية أو كنفوشيوسية ... نعم يمكننا وصفها بالتعاطي الملائكي أو التعاطي الإلهي .
أما علاقة الإنسان بالشر والذي يتمثل الأخير بدوره في شخصية الشيطان الغير محببة عند جميع الأديان المذكورة ، فتسمى بالرقص مع الشيطان على أساس أن الرقص والشيطان يشتركان في عدم المحبة من قبل جميع الأديان إذ غير محبب في الأديان الرقص وكذلك الشيطان الذي يمثل الشر في فلسفة كل ديانة من تلك الديانات المذكورة ، إن التعاطي مع الشر والامتثال لأوامره هو بطبيعة الحال رقصاً مع الشيطان ، لو أخذنا تلك التسميات سنجد إنها تمثل صورا من صور الشر المتمثل بالشيطان .. الكذب بأنواعه أبيض أسود أحمر أخضر رقص مع الشيطان وكذلك الحال مع الخيانة بأنواعها والقتل وأسبابه ... كل واحدة تمثل وجها من وجوه الرقص مع الشيطان.
لربما هذا الرقص هو ضرب من ضروب الفلسفة ! ولو سلمنا بذلك سنجد إن كل إنسان يتفلسف برقصه مع الشيطان وبذلك يعد ذلك فلسفة روحية غير واعية أو غير مقصودة فالتعاطي الإلهي والرقص مع الشيطان هي من أبجديات فلسفة الروح مع الغيبيات التي يؤمن بها بني البشر وما امتثال الإنسان لتلك الفلسفة إلا عملا فلسفيا .. فالحياة مدرسة فلسفية يشارك في أحداثها وسرد وقائعها الإنسان ..إذن الكذب والصدق فلسفة والخيانة والأمانة فلسفة والقتل فلسفة ...
لو أردنا رسم لوحة فلسفية بألوان الخير والشر وأدوات الإنسان والموجودات سنرسم اللوحة الفلسفية التالية ... إنسان يسير في حديقة خضراء جميلة مطرزة بورود طيفية من شتى الألوان بيضاء شمالية سمراء جنوبية حنطية شرقية وخمرية غربية والعديد من الورود التي تتعب الإنسان من جمالها ! وإذا به أثناء سيره يرى وردة جميلة بيضاء كأصلها الشمال وسمراء بطيبتها الجنوبية وخمرية بعطرها الشرقي العذب وشائكة بغيرتها الغربية على الحديقة الجميلة .. وأثناء مشاهدتها لجمال الوردة اذا به يرى شوكة تغرد في اذن الورد والوردة منطربة مع غناء الشوكة لها وترقص معها وتتمايل راقصة مع شوكة شيطانية كاذبة ورخيصة .. وحينما سأل الإنسان من تلك الشوكة المحضوضة التي ترقصين لها أجابته الوردة إنها الشوكة التي تحميني من عبث العابثين بجمالي !!! والمنتقصين من كبريائي أرادت الوردة بذلك التستر على خيانتها لمحبة الإنسان لها متناسية تارة ومفتعلة تارة أخرى .
ولو قربنا صورة الرقص مع الشيطان لواقع يمس كل واحد منا بحياته .. مابالك عزيزي القارئ عندما تكتشف خيانة الحبيبة أو الزوجة ؟ والأقبح من الخيانة هو نكران أولئك التسميات للخيانة ، خالقين الأعذار تلو الأعذار ... كلا إنه زميل أو صديق أو خال أو عم أو قريب أو أخ . أليست تلك فلسفة أليس من إجادة المرأة لهذا الدور الخياني والكذب يجعل منها مدرسة فلسفية متعددة المذاهب لفلسفية .. الكذب مذهب فلسفي والخيانة كذلك ... والأقبح من نكرانها لذلك قد تثير جنونك سائلة لم أنت تتلصص علية هذه خصوصياتي !!!! أليست المرأة من خصوصيات الرجل والعكس كذلك أليست الحبيبة من خصوصيات الحبيب والزوجة من خصوصيات الزوج أم ماذا؟ ...أليس ذلك يسمى بالرقص مع الشيطان أم ماذا .
لا أخفي عليك عزيزي القارئ فالفلسفة ودراسة سلوكيات الناس أتعبتني ولم تبقي لي حبيبة .... لكن عزيزي القارئ متعة الحياة أما أن تظفر بحبيبة أو تقضي حياتك مع خائنة مدعية حبها لك بمسميات الزوجة أو العشيقة أو الصديقة ... نصيحتي لا تتعجلوا في مشاعركم ...انتظروا المزيد ثم أقروا بحبكم لكن دون الابتعاد عن الرقص مع الشيطان فقد يتعب الشيطان من رقصه وتعود لطقوسك المقدسة مرفوع الرأس .

#وعد_العسكري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل