أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريو سوريا : فشل سياسي ونجاح فني














المزيد.....

آشوريو سوريا : فشل سياسي ونجاح فني


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1998 - 2007 / 8 / 5 - 11:24
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



هل سينجح الفن حيث فشلت السياسة في اختراق المحذورات السورية؟

بعد أن سدت في وجههم ابواب السياسة نجح آشوريو سوريا عبر بوابة الفن في الخروج من دائرة النسيان والتهميش التي ادخلهم فيها الاستبداد الممارس عليهم منذ عقود طويلة من قبل النظام البعثي العروبي الذي يسعى لتعريب البشر والحجر. هذا الانجاز الفني الكبير حققته فرقة الرها الآشورية(السريانية)للفلكلور والفنون الشعبية بقيادة الفنان جورج قرياقس بفوزها بالمركز الأول بالدورة الأولى لـ(مهرجان ادلب الخضراء للفنون الشعبية) الذي اقيم ما بين 12 و 20 / تموز/2007 من بين خمسة عشرة فرقة شاركت بالمهرجان جاءت من مختلف المحافظات والمناطق السورية.
من بين اطلال التاريخ الآشوري ومن ترانيم التراث السرياني الأصيل خرجت فرقة (الرها) للفلكلور والفنون الشعبية.في مدينة القامشلي ،نصيبين الجديدة كما يحب أن يسميها السريان، عام 1994 رأت النور.جدير بالذكر أن (الرها) حالياً هي مدينة في تركيا وتعرف بـ(اورفا)،والرها تاريخياَ تعد آخر مملكة آشورية(سريانية) بقيت حتى نهاية القرن الثاني الميلادي حكمتها سلالة الأباجرة- من الملك ابجر- وتعد أول مملكة في العالم تعتنق المسيحية. جريدة (الوطن) السورية في تغطيتها لفعاليات مهرجان ادلب وصفت فرقة الرها الفنية بـ(مشروع فكري للدفاع عن وجود).نعم ان فرقة الرها وغيرها من الفرق و الجمعيات الآشورية الفنية،في سوريا وخارجها، تسعى جميعها وعبر بوابة الفن للدفاع عن وجود شعب عريق امحته أو كادت ان تمحيه السياسات العنصرية والممارسات الشيوفينية للدول والحكومات العربية والاسلامية في المنطقة.فحيث فشلت الأحزاب السياسية والحركات القومية الآشورية في سوريا نجحت فرقة الرها الفنية و استطاعت بإمكانياتها المتواضعة أن تثبت وبجدارة ،من خلال جميع مشاركاتها واطلالاتها الفنية المحلية والعالمية، أنها ليست مجرد فرقة كباقي الفرق للرقص والغناء، وانما هي رسالة،لا بل صرخة الى الشعب السوري وشعوب العالم، تدعوهم فيها الى التعرف على تراث وتاريخ شعب قديم قدم التاريخ.انه الشعب الآشوري(السرياني)، سكان سوريا وبلاد الرافدين الأوائل، شعب اهدى الابجدية الأولى للبشرية،لكن كان نصيبه ومصيره النسيان والتهميش، في وطن وهب له اسمه (ASSYRIAN). فحكومات هذا الوطن(السوري) تستكثر عليه مجرد الاعتراف به وبالتالي تمنع عليه ممارسة ابسط حقوقه القومية والديمقراطية.بالأمس القريب كان ممنوعاً عليه حتى الغناء والرقص والظهور على المسارح الوطنية.تألق الرها بهذا الفن الآشوري الأصيل يؤكد من جديد على أن الشعوب مهما صغر حجمها هي قادرة أن تعطي وتفعل الكثير وتبدع في العطاء اذا ما منحت الحرية والفرصة.والشعب الذي ابدع فنياً ، بالرغم من الحصار المفروض عليه والظروف الصعبة التي يمر بها، هو من دون شك قادر على أن يعطي لبلده في كل المجالات الأخرى،السياسية والعلمية والأدبية وغيرها،مثلما اعطى في الماضي الكثير للبشرية. فوز فرقة الرها بالمركز الأول في مهرجان ادلب ليس هو الانجاز الأول والوحيد لها،اذ لها مشاركات كثيرة في مهرجانات محلية وآشورية وعربية وعالمية،حازت فيها على جوائز عديدة منها : جائزة الدكتور ملك حنا قاوقجي في مهرجان السويد،المركز الأول في مهرجان الشبيبة 2001 دمشق،و المركز الثاني بعد دولة الهند في مهرجان طريق الحرير 2003 اميركا،و المركز الأول في مهرجان الرقص الشعبي الأول 2005 جامعة المأمون بالقامشلي.والمفارقة الكبيرة والمدهشة أن هذه الفرقة الآشورية(السريانية) السورية التي حققت كل هذه الانجازات الكبيرة ورفعت علم الوطن السوري عالياً بين اعلام الأمم في اكثر من مكان في العالم،هي غير مرخصة وغير مسجلة في وزارة الثقافة ولم يكن لمديرية الثقافة علم بها الى تاريخ مشاركتها بالمهرجانات.وقد تردد أن دعوة المشاركة في مهرجان ادلب وجهت لها عبر العلاقات الشخصية لمسئولها الفني (جورج قرياقس) بعيداً عن مديرية الثقافة.الأكثر غرابة ونحن نعيش عصر الانفتاح والعولمة في دولة تدعي الديمقراطية والحرية واحترام التعددية والخصوصيات هذه الدولة(سوريا)ترفض ترخيص فرقة الرها الفنية لأسباب تتعلق بخصوصيتها الآشورية وهويتها الغير عربية.يذكر أن هناك العديد من الفرق والجمعيات والنوادي الأهلية المهتمة بالفن الآشوري والتراث السرياني في مختلف المدن السورية وهي تعمل وتنشط من غير ترخيص وهذا، من دون شك، يحد من نشاطها وعطاءها ويشكل عقبة كبيرة أمام مسيرتها الفنية كما ويحرمها من حق التمويل والرعاية الرسمية من قبل الدولة و تلقي مساعدات وهبات من قبل المؤسسات والمنظمات الأهلية خارج سوريا. تأمل فرقة الرها، ومن خلفها جمهورها الواسع في القامشلي والجزيرة السورية وفي كل انحاء سوريا ودول العالم حيث يتواجد آشوريون(سريان/كلدان)، أن تكون رسالتها الفنية الحضارية والوطنية قد وصلت الى المعنيين في الدولة السورية.فقد ثبت تاريخياً، فرض نموذج واحد من التفكير ولون واحد من السلوك والانتماء والايمان والتفكير واللغة والشعارات على مجتمع، كالمجتمع السوري، يتصف بالتنوع القومي والديني والثقافي واللغوي، هو قتل للطاقات والمواهب وموت للابداع.فزهرة واحدة مها كانت جميلة ورائحتها زكية لا يمكن لها أن تشكل حديقة.وبعد هذه الانجازات الوطنية لفرقة الرها ينتظر مسئولها الفني(جورج قرياقس) ومعه كل الآشوريين وعشاق الفن الآشوري في سوريا من المعنيين في الدولة السورية أن يلتفتوا الى الفن الآشوري والتراث السرياني،وتقديم كل العون له وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية، من فتح مدارس وانشاء معاهد وأكاديميات، لتعليم وأحياء وتطوير هذا الفن باعتباره فناً وتراثاً سورياً اصيلاً.

سليمان يوسف يوسف...كاتب وناشط آشوري سوري
[email protected]



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الآشورية والخطأ القاتل
- مسيحية عراقية : من يحمينا أنتم أم بوش
- ماذا لو قتلت ميليشيات هيرودس المسيح وهو طفلاً
- تجاهل عربي واسلامي لمحنة المسحيين المشرقيين
- سوريا: التغير الديمقراطي يمر عبر رئيس مسيحي ..والمرشح ميشيل ...
- من المسؤول عن جٌرح المالكية السورية ؟
- 1500000+1شهيد أرمني
- في سوريا انتخابات ام مآتم سياسية
- سوريا وصدام الهويات
- سوريا في ذكرى انقلاب البعث
- مسيحيو الشرق وتحديات العيش المشترك
- لا منطقة آمنة في العراق للآشوريين
- زواج المتعة بين المنظمة الآثورية والوطني الآشوري
- سسوريا: البطريرك زكا يدق مسمارا في نعش السرياينية ويقوض قضية ...
- آشوريو العراق وديمقراطية البرزاني
- مسيحيو سوريا والخوف من الطريق الى الديمقراطية - الجزء الثاني
- مسيحيو سوريا والخوف من الطريق الى الديمقراطية
- سهل نينوى بين الأمل الآشوري والمشروع الكردي
- كوليت خوري: لم أعين لإرضاء المسيحيين
- المنظمة الآثورية والاضطراب السياسي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سليمان يوسف يوسف - آشوريو سوريا : فشل سياسي ونجاح فني