أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - مؤتمر بوش للسلام.... التطبيع قبل التوقيع....















المزيد.....

مؤتمر بوش للسلام.... التطبيع قبل التوقيع....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 08:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


تأتي دعوة بوش لعقد ما يسمى بالمؤتمر (الدولي للسلام)، في اطار الدعوات والإعلانات الموسمية التي عودتنا عليها ادارة بلاد العم سام فيما يخص القضية الفلسطينية على وجه الخصوص، وكافة قضايا المنطقة المتصلة ببعضها البعض بشكل عام... وغالبا ما تجيء هكذا دعوات لأغراض امريكية مصلحية بالأساس، خدمة لتوجهاتها ولسياساتها الإقليمية والدولية .... واذ تأتي هذه الدعوة اليوم، فبلا شك ان وراءها الكثير من المرامي والأبعاد، التي تصب بالنهاية في مسارات السياسة الأمريكية ودبلوماسيتها المتخبطة، جراء تخبط قواتها العسكرية على الأرض في العراق... الأمر الذي أنتج سياسة أمريكية متخبطة من الطراز الأول .. فهي من جهة تحاول جاهدة ان تطلق فعلها السياسي الدبلوماسي خدمة لأهدافها في المنطقة عموما، ومن جهة اخرى تعاني سياستها من عقبات كإنعكاس لتخبط أليتها العسكرية في العراق وعدم مقدرتها على تحقيق اهداف الغزوة الأطلسية التي قادتها جيوشها على العراق وافغانستان في السنوات الأخيرة، الأمر الذي استدعى ويستدعي نشاطا محموما للفعل الدبلوماسي في محاولة لإختراق ما عجزت عن تحقيقة حتى الأن قواتها المسلحة واساطيلها المرابطة في المنطقة، وعجز ربيبتها وحليفتها ( اسرائيل) في تحقيق نوع من الإختراق العسكري لصالح المعسكر الأطلسي الأمريكي واجنداته السياسية الإقليمية المترابطة والأهداف الدولية ككل على اعتبار ان المنطقة (الشرق اوسطية) هي البوابة الفعلية لنفاذ ما يمكننا ان نسمية بالسيطرة السياسية على مفاعل وتفاعلات التأثيرات الدولية للفعل السياسي الأممي..... ولا يمكن فهم دعوة بوش (للمؤتمر الدولي للسلام) الا في هذا السياق.. ولعل هذا مفهوم وواضح المرامي والمعاني .. ولعل عقد هكذا مؤتمر ستحاول من خلاله ادارة بوش الإثبات انها مازلت ممسكة بقواعد اللعبة السياسية في المنطقة وكونها اللاعب الأساسي فيها وان واشنطن ما زالت تملك مفاتيح الحلول وقرارات السلم والحرب اقليميا ودوليا (وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها) بعد ان تم تقويض سياساتها وإستعداء الشعوب لها ولفعلها في المنطقة وعدم مقدرتها ومقدرة حلفاءها من تسويق ما يسمى برؤيتها السلامية او حتى نهجها المتمثل بمحاربة الإرهاب وتعزيز ونشر المفاهيم الديمقراطية حيث إنكشاف زيف الديمقراطية الأمريكية حينما تأتيها بالنتائج المغايرة والمتناقضة ومصالحها... ومما لاشك فيه ان رؤى الرئيس الأمريكي التي يطلقها بالمواسم لا تغدو كونها فقاعات صابون او بالونات اختبار وفي احسن الأحوال تكون جسورا لعبور مخطط سياسي أمريكي إسرائيلي نحو المنطقة... حيث غالبا ما تكون بوابات العبور عبر القضية الفلسطينية ومفرداتها للنفاذ الى الساحة الإقليمية... وفي هذا السياق لابد من التذكير برؤية بوش لأطروحته المبادرتية حينما اعلن ان رؤيته للسلام في المنطقة تتمثل بضرورة قيام دولة فلسطينية .. حيث ظلت محل استهلاك اعلاني اعلامي امريكي لفترة طويلة من الوقت وكان اللعب السياسي (اذا ما جاز التعبير) يتمحور حول تواريخ قيام هكذا دولة، وفي كل مرة وعند الإستحقاق التاريخي المعلن من قبل ادارة بوش نجد الكثير من التبريرات التي تسوقها لخلق تواريخ وحتى اشتراطات جديدة لنشوء وقيام الدولة الفلسطينية، ومع كل تجديد للتاريخ الموعود او فرض شروط جديدة نجد الإستغلال الأمريكى يتجلى بالمنطقة حيث تجتهد سياسة الإبتزاز بحق دول المنطقة على قاعدة ان ثمة دولة فلسطينية موعودة وفقا للرؤية الأمريكية... وهكذا تتوالي الأساليب الأمريكية في المضي قدما بسياساتها القائمة على اساس حدمة المصالح العليا للدولة العبرية وتحقيق ما يمكن ان تعجز عنه تل ابيب ذاتها .... وما الدعوة لمؤتمر السلام الا جزء من فبركة الدعاية الأمريكية لسياسة البيت الأبيض اتجاه المنطقة، وهو مؤتمر حافل ومزروع بحقول الألغام وسيدور في نفق مسدود. فالرئيس الأمريكي دعا لضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة إلى إسرائيل، واستبعد البحث بقضايا القدس واللاجئين، واستبعد أطرافاً بارزة لها أراضٍ محتلة.
كما ان هذا المؤتمر يفتقر إلى أية آليات عملية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو لن لن يقدم أفقاً سياسياً لحل شامل، حيث انه لا ينعقد على اساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. التي جاءت وتأتي لتخفض السقف السياسي العربي الرسمي ذاته... وبرغم ذلك فهذه المباردة لا تلقى الأذان الصاغية من الجانب الإسرائيلي والأمريكي... وبذلك فتلك المبادرة المسماه عربية ووفقا للسياسة الأمريكية لا تصلح لأن تشكل قاعدة انطلاقية للحل...
وعلى ضوء هذا التحليل اعتقد ان مؤتمر بوش انما يهدف الى امكانية فتح النقاش والحوار للقضية الفلسطينية ما بين الجانب الفلسطيني الرسمي الضعيف بالظرف الراهن والإسرائيلي الأكثر ضعفا جراء تداعيات حرب تموز بالعام الماضي على لبنان... من دون استنادات قاعدية تصلح لأن تشكل قاعدة علمية وعملية لإطلاق المفاوضات الفعلية وبذات الوقت دون تحديد اهداف هذه الحواراوت واللقاءات في اطار المؤتمر ودون اي شكل من اشكال الألتزام وحتى اليات إلزام للأطراف المتنازعة،ومن هنا فالمؤتمر فاقد لفحواه ولمحتواه منذ الأن... كما انه يجيء للإلتفاف على المبادرة الفرنسية ـ الإيطالية ـ الإسبانية لعقد مؤتمر دولي للسلام، تشارك فيه جميع أطراف الصراع والكتل الدولية الكبرى والأمم المتحدة.
ان عقد (مؤتمر بوش للسلام) انما يهدف الى محاولة تعزيز الرؤية الأمريكية للمنطقة من خلال تعزيز سياسات المحاور وتقسيم الدول العربية ما بين معتدلة واخرى متطرفة وتدعيم مواقف الرباعية الرباعية المعتدلة والتي قد تصبح خماسية أوسادسية ايضا في وجه ما يسمى بقوى الممانعة والرفض العربية مع العلم ان الكل العربي الرسمي قد وافق على أطروحة السلام مقابل التطبيع، وقد وافق على مد جسور الحوار والنقاش مع الجانب الإسرائيلي تحت شعار تفعيل المبادرة العربية وتم تشكل لجنة عربية رسمية لهذا الغرض، وبالتالي يكون التطبيع العربي الرسمي الاسرائيلي قد بدأ بالشكل الفعلي وفي ظل الرفض الاسرائيلي لكل الاطروحات العربية الا فيما يخص تطبيع العلاقات ... وتل ابيب لا تريد بالظرف الراهن اكثر من تواصل للمفاوضات واللقاءات وتحقيق ما يمكن تحقيقه على هوامش اللقاءات تلك والمتمثلة بخلق اجواء تطبيعية رسمية مع الأنظمة العربية على اعتبار ان اللجنة العربية المشكلة من قبل الأردن ومصر تمثل جامعة الدول العربية اولا وكافة الدول المنضوية في إطار القمة العربية الرسمية... وبالتالي فإن دعوة بوش لمؤتمره الدولي انما تأتي اولا لتعزز هذا المفهوم التطبيعي على قاعدة الحوار والنقاش والمفاوضات.... حيث ان الرباعية العربية المعتدلة ستكون حاضرة في هذا المؤتمر وهو ما تتوق اليه ادارة البيت الألبيض وبالتالي تل ابيب لخلق تواصل فعلي وعلني ومكشوف مع ما يسمى بالمحور العربي المعتدل.. بهدف خلق النواة الشرق اوسطية الجديدة مفصلة على المقاس الامريكي....




#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الشاعر الكنعاني محمود درويش....
- اسئلة برسم الفوضى الفتحاوية....
- عسكر مين وعلى مين ..؟؟
- المقاومة... ظل الحرب الأهلية الفلسطينية...
- في وجع الذبح والقتل ومشهد الهروب...
- دعوة الى حركة فتح ....
- معادلة عرس الدم الفلسطيني
- الحرب الأهلية الفلسطينية قد اصبحت حقيقة....
- ما بين دعوات اولمرت للسلام مع سوريا وتسخين الجبهة الحربية... ...
- أبعاد الدعوة لتشكيل بلدية القدس الفلسطينية....
- سياسة الفوضى الخلاقة تضرب من جديد في لبنان
- قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم ...
- هل نملك جرأة تسمية الأشياء بمسمياتها...؟
- وثيقة اختبارت التنفيذ الأمريكية والأمن الأقليمي المفقود
- لماذا لا يعترفون بنصر حزب الله..؟؟
- في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...
- اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - مؤتمر بوش للسلام.... التطبيع قبل التوقيع....