أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....















المزيد.....

صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة ظاهرة لابد من التوقف عندها هذه الأيام والتي اعتقد انها قد بدأت بالسيطرة على المسار المجتمعي بمنظومة وعيه وصناعه مفاهيمه بشكل او بأخر ... حيث بات يتردد ترويجا سياسا جديدا يجيء على شكل منهج ليبرالي تفكيري لدى المنشغلين بالشأن السياسي العام وحتى بعض الإكاديمين والدراسين يهدد اركان منظومة المفاهيم الفلسطينية برمتها وهذا الترويج بات يعتمد على ما يسمى بالواقعية السياسية وضرورة النظر للأمور والمستجدات التفاعلية بالمنطقة بمنظار الواقعية والتعاطي معها والتسليم بنتائجها وبالتالي التخلي على الخطاب السياسي المستند على الثوابت الوطنية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني... حتى ان انصار الواقعية او الوقعيون الجدد باتت نظرتهم للوقائع السياسية تعتمد على المطروح اسرائيليا ودوليا من خلال البوابة الإمريكية... وأي لغة اخرى من شأنها معارضة ومقاومة المد الإمريكي ومقاومة السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتحديدا اتجاه قضية كقضية القدس او مسألة اللاجئين توصف من قبل هؤلاء الواقعيون على انها خطابات خشبية جامدة لا تذر ولا تسمن من جوع مع العلم ان الخطاب الفلسطيني الراهن وبظرفيتها الحالية والذي عبر ويعبر عن نفسه من خلال أطروحة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس انما تعتبر قمة الواقعية الجديدة... والتعاطي والشأن الدولي العام في ظل مستجدات دولية واقليمية فرضت نفسها على مختلف صُناع القرار السياسي الفلسطيني على مدي العقدين الأخيرين وهذا بتصوري ما يشكل الحد الأدنى من الخطاب الوطني والقومي ودون ذلك يعتبر تفريطا وليس انسجاما والواقع الدولي والإقليمي... ان انصار الواقعية الجديدة لا يرون بكل اشكال المقاومات وليست بالضرورة المسلحة او العنيفة لسياسات الاحتلال خروجا عن نمطية هذه الواقيعة وتخريب الرؤية السياسية التي يحاولون ان يتعطون ونتاجاتها على الأرض... كأن يقال مثلا ان قضية كقضية القدس اكبر من ان نفرض فيها اي حقائق او وقائع فلسطينية وبالتالي من الضروري التعاطي والمطروح على أرض الواقع وان يتخلى انصار التمسك بالثوابت عن ( اللغة الخشبية) اتجاه قضية القدس... وان الدعوة الى الصمود وتعزيز اسباب الصمود العربي والوطني فيها في ظل ظرفية السلطة الفلسطينية وقيادتها والتحديات التي تفرض نفسها على هذه القيادة يعتبر تصعيدا خطابيا ضد هذه القيادة او احراج هكذا قيادة مع العلم ان اسباب الصمود ليس بالضرورة ان تكون مادية فقط مع اهمية الدعم المادي لهذا الصمود ولبقاء فعل المؤسسات الوطنية فيها .... بل ان الرؤية السياسية اتجاه القدس وتحديد اللغة والمفردات المبدئية وتضمينها بالخطاب الفلسطيني الرسمي والمستند الى خطط برامجية واضحة المعالم وقابلة للتطبيق وفق منهاج علمي وعملاني بذات الوقت من شأنه ان يعزز الصمود العربي بالقدس وعلى الأقل ان يتصدى للسياسات الإسرائيلية او ان يعطل مسارات فعلها وتخريبا وتغير ملامحها العربية وهويتها الحضارية.... وهكذا خطاب عادة ما يتم وصفه بلغة هؤلاء الواقعيون بالخشبي وغير المنطقي في ظل ظرفية السلطة....
انه وفي ظل تصارع لغة الواقعية الجديدة وانصارها مع اللغة الوطنية العربية المستندة الى الحق الوطني والعروبي التاريخي نجد هؤلاء الواقعيون ممن يحاولون الرهان على الأطروحة الدولية عبر بوابة الأمبرطورية الإمريكية وسياساتها في المنطقة محاولين ان يجدوا ومن خلال هوامش هذه السياسات بعضا من الفتات يقتاتون فيه لممارسة الكلام السياسي وفن التنظير الواقعي حول ضرورات المرحلة ومتطلباتها وحضارية التعاطي السياسي واخلاقيات العصر الإمريكي في ادارة الشأن الدبلوماسي على قاعدة مرعاة المصالح ومناطق النفوذ وضرورة تقديم التنازلات المطلوبة حتى نأخذ مكاننا في نادي الليبراليون العرب الجدد المتفقون مع المحافظون الجدد في بلاد العم سام وحتى نكون على تواصل مع عواصم الاعتدال العربي.. وهذا النادي من اهم شروط عضويته ان يتم التخلي عن (اللغة الخشبية) قي القضايا الوطنية والقومية كقضية القدس وقضية اللاجئين والأهم ان يتم نبذ الارهاب بكافة اشكاله وانواعه من ضرب الحجر والاعتصام والتظاهر وحتى التعبير عن وجهة النظر بمعنى اخر يجب ان نحاور الأخر في معادلة الصراع وان نقبل مبدأ الحوار والتحاور على كل ممارسة اسرائيلية.... ولهم الحق ان يفعلوا ما يشاءون دون ان يكون لنا الحق بمجرد تعزيز اسباب الصمود والثبات...
من حق ادارة البيت الأبيض ان تعقد جلسات المشاورات والمباحثات مع وزراء الخارجية العرب ومدراء المخابرات لدول المحور الإعتدالي الرباعي الشكل وان تعطيهم تعليماتها واوامرها لكيفية تهيئة المسرح الإقليمي للفعل الإمريكي القادم والمتواصل نحو وفي المنطقة والمطلوب منا وحسب الواقعية التسليم بهكذا وقائع...
ومن حق السيدة رايس ان ترى في الحكومة الفلسطينية تعقيدا لعملية السلام وان تدعو العرب لأن تمد يدها لإسرائيل وان تباشر بفعل التطبيع معها اولا.... وليس من حقنا الا ان نتعاطى مع عميدة الدبلوماسية الإمريكية الا بلغة الواقعية السياسية....
وفي سياق التعاطي السياسي الرسمي الإقليمي والمبرمج الى حد ما امريكيا على شكل صبغة دولية ثمة ملاحظات لابد من ابرازها امام رواد الواقعية السياسية الجديدة في المنطقة ولعل اهم هذه الملاحظات تتلخص بالأتي:
• ان ادارة البيت الأبيض لا ترى ان الوقت قد حان لحل قضايا ما يسمى بالمرحلة النهائية فيما يخص القضية الفلسطينية والمقصود طبعا قضايا القدس واللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة...
• اشاعة جو سياسي ودبلوماسي عام في المنطقة من قبل البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الواقعين العرب والفلسطينين الجدد بإعتبار ان المنطقة غير مهيئة لإحلال ما يسمى بالسلام التسووي... وهذا ما يعبر عن الموقف الإسرائيلي تماما ...
• محاولة تثبيت وترسيخ مفهوم النزاع الحدودي على الصراع العربي الإسرائيلي وهو على الأقل ما تحمله وتدلل عليه الأطروحات الإمريكية الإسرائيلية وهذا يتجلى بشكل واضح في النظرة الإسرائيلية للعملية السلمية والتي تدعو الى اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة تتفاوض مع الجانب الإسرائيلي على القضايا المُختلف عليها وهو ما يروج له انصار الواقعية السياسية تحت شعار انجاز ما يمكن انجازه.... بمعنى ان المطلوب تقديم التنازلات من قبل الجانب العربي والجانب العربي طبعا لا يبخل بتقديم هكذا تنازلات...
• محاولة ترسيخ مفهوم محور دول الإعتدال العربي ( السني الظاهر ..) في مواجهة المد الشيعي ..( الخطر الإيراني..) لخلق فزاعة سياسية جديدة امام النظام العربي الرسمي خدمة للمصالح الإمريكية في المنطقة... في مواجهة المد القومي العربي المستند الى المقاومة والممانعة...
• ثمة فشلا سياسا امريكيا في المنطقة تتم المحاولة لتجيره لمصلحة سياسات البيت الأبيض وذلك عبر ادارة العلاقات العامة حول القضية الفلسطينية.
• محاولة تغير مفهوم الأمن القومي العربي العربي وتغير بوصلته بإتحاه ايران وتراجع الخطر الإسرائيلي على الأمن القومي العربي برمته...
• ملاحظات اولمرت فيما يخص المبادرة العربية وتمظهره بالأطروحة العقلانية للمبادرة وطبيعة ايجابياتها ما هي الا محاولة استثمارية سياسية لأرصدته المنهارة في اوساط المجتمع الإسرائيلي على خلفية اخفقاته في إدارة الشأن السياسي الإسرائيلي على المستويين الداخلي والخارجي...
• ثمة محاولات لتدجين قوى الممانعة والرفض للسياسات الإمريكية وبالتالي الإسرائيلية في المنطقة وتحديدا حماس وما اتفاق مكه الا حجز الزاوية الأساسي بهذا الشأن...

وبهذا الشكل ارى ان التعاطي الواقعي والقضايا المطروحة انما يصب في خدمة دبلوماسية الفعل الإمريكي والإسرائيلي والذي لا يتعدى في احسن احواله شأنا من شؤون العلاقات العامة يتم العمل على مساراته المختلفة ظرفيا وفقا للإجندة الإقليمية الإمريكية في المنطقة ومتطلباتها....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....