أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الحاج محمد - عيناه ..وحقيبة سفر ..














المزيد.....

عيناه ..وحقيبة سفر ..


نزهة الحاج محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 10:13
المحور: الادب والفن
    



ما زلت في نفس المكان منذ ملايين الأعوام ..
متسمرة كالصنم عند ذاك الرصيف ..
دون أي حراك .
فقط نبضات من قلبي تخفق شوقاً لملاقاته..
فقط أهات من نفسي تعلوولعاً لعناقه..

هنا قرب المحطة القديمة .
بدأت قصة الانتظار
ليس لي من رفيق سوى حقيبتي السوداء .
ودربي المحفوف بالأخطار .

سنين واعوام
دفنت فيها لآلئ شبابي
وغمرة صبا ي
كم طال الانتظار !!
أرى نفسي تفتش عنه بين المارين
في ذاكرتي وحدي ..
حيث لا سواي على ذاك المقعد القديم .
الركاب غادروا
منذ زمن
بلا أمل بالعودة.
والقطار أعلن نهاية الرحلة ..
ضاعت سنين العمر بلا جدوى .
لم يبقى من الزمن ما يدفع للبقاء .
لا التضحية ستجدي نفعاً ولا الإيثار ولا حتى الفداء .
لم يبقى بالعمر إلاالقليل .

وها أنا وحيدة ..
عند مفترق الطريق .
والرياح تأخذ معها الرخيص والنفيس .

وحقيبتي ما زالت بجانبي .
يتسلل خريف العمر
على حين غرة
ليأخذ له موطئ قدم .
سنين طويلة ..
بلا جدوى ..
ضاعت في انتظار سراب .
في مهجري المثقل بالجمود .

صور مشتتة كلها أماني ..
ليس لها وجود إلا في خيالي وحدي ..
حيث المجرات التي يعشق ..
حيث أسراب الطيور التي يحب ..
حيث أوراق السنديان ..
التي جمعت نفسها لتكون صفائح من ذهب ..
تغطي بيته البعيد عند القمر .

خيال في خيال ..
وصور في صور ..
وتبدأ رحلة العودة إلى البداية ..
وهذه المرة دون رفيق .
دون حقيبة سفر .

كتبه .
كلماته .
همساته .
بعض من ملابسي التي تحمل عطر لمساته .

كل هذه الاشياء لم تشفع لها من لسعاتي و لسعاته .
على الرغم من تجرعها آلام الانتظار معي .
سأرحل دونها .
سأجعل عودتي إلى حيث لا أعلم !! دون رفيق .
لن آخذها معي .
سأتركها وما فيها هنا على هذا الرصيف .
سامحيني يا رفيقة درب لم يقدر أن اسير فيه .

هدني التعب
واليأس
ولكن لا بد من الحراك .
لا بد من العودة
ملني الرصيف
وتلك الجدران المهترئة.
تعترف لي بحقيقة موجعة
ذاك اليقين الذي عشت فيه لم يكن سوى يقين العذاب والحرقة
أتلوى على محرقة الردم ولا شيئ سوى ذكريات بالية.
أصلب كالمسيح غارقة بالدماء
وهو .. حيث لا أعرف أين هو !!! يتلذذ بمشاهدتي
اصلب مشدوهة من هول الحقيقة .
ولساني ينعقد من الدهشة .
مكومة على أريكة من ضياع.
بلا أمل بالعودة .
حقيقة مخجلة .
لن يكون لها عزاء .
وتلك السخريات ترشقني بلا رحمة .
كسهام طاب لها الافتراس .
اسدل على عيني ستار التوهمات .
واقف عند محرابه المليئ بالحرس .
لا أطلب سوى التزهد والصلاة ..
ينظرون إلي بقرف .
لا يسمحون لي الدخول .
أهيم من جديد في دنيا الخيال .
مغمضة عيني عن واقع .
لا يطيب لي الاعتراف به .
سارحة مع تلك الصور والأمنيات البالية .

سئم مني المكان .
وبدأ ت ألمحه والشرر يتطاير من عينيه .
يحدق بي مكفهراً خانقاً.
وانا هائمة في ملكوته الوهمي .
سحابة من الراحة تلفني .
تنقذني من فتك الحقيقة .
ولسعة الصبر .
وضجر الأرصفة .
ولكن دون قدرة على امتلاك جسدي .
هربت مني الأمال والأمنيات .
لم أعد املك حتى نفسي .
لم أعد أراه إلا لمام في مخيلتي .
تشوهت صوره .

صمته الرهيب .
جرف حدائقي ومملكتي
وكل نجمة في سمائي
وتركني مشردة
بلا مأوى أومتاع
جسد أعلن العصيان .
و الأوجاع تفتك في داخلي كيفما تشاء.
قدماي تعجزان عن حملي
امرأة بلا جسد .

عينان قادمتان من بعيد .
وراء الضباب المخيم منذ اعوام .
فيهما سحر غريب
أكبر من كل الثورات ..
ومن كل الحروب
ما زلت يا صغيري قاتلي ومنقذي
ما زلت دمعتي وفرحتي
عيناه تطيران بي إلى حيث أريد
رغم جسدي
ودمعتي
أطير !!!!
لا .. ما زلت في نفس المكان ..
ربما أنا أحلم ..
أو ربما عيناه بعض من هلوسات .
تراءت في مخيلتي .
قبل النزع الأخير ...







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الفلسطينيون رفقاً بكم.... رفقاً بنا .
- كي لا ينحني الجبين


المزيد.....




- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...
- صدر حديثا : رواية اكسير الأسرار للأديبة سيما صير ...
- -أتذوق، أسمع، أرى- لـ عبد الصمد الكبّاص...
- مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
- مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
- لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة الحاج محمد - عيناه ..وحقيبة سفر ..