أيها الفلسطينيون رفقاً بكم.... رفقاً بنا .

نزهة الحاج محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:18
المحور: القضية الفلسطينية
    

كنتم وما زلتم قبلة أنظارنا ومحور اهتمامنا ومعقد امالنا ... دموعكم دموعنا ... وشهداؤكم الأبرار شهدائنا.. وبيوتكم المهدمة بيوتنا وأطفالكم اليتامى أطفالنا .. وأشجاركم الباكية أشجارنا... وورودكم الدامية ورودنا .. كنتم وما زلتم إخواننا وأهلنا....
ولأجل هذا سأسمح لنفسي أن تبوح بما تشعر ..
ايها الفلسطينيون ..أنتم الأمل .. انتم الرجاء.. انتم نعم الرجال.. ونعم الشباب .. ما تحملتموه لا تستطيع جبال أن تتحمله .. منذ فترة طويلة وانتم تعانون المرارة والعذاب ولا تهنئون بالعيش لا في بلدكم لأن فيه شيطان كبير يعيش على مص دماءكم ولا خارج بلدكم فأجسادكم لا يطيب لها العيش خارج فلسطين وأهلها يقتلون من قبل ذلك الشيطان المخيف ..
قضيتكم قضية كل العرب .. كل المسلمين .. كل الأبطال .. كل الأخيار..ورايتكم راية كل الأشراف ..
أيها الفلسطينيون .. نحن نحبكم .. وقلوبنا تتجه إليكم ..
فلماذا تفعلون ذلك بنا ؟.
لماذا تميعون قضيتكم وقضيتنا ؟.
لماذا تراق الدماء الفلسطينية بنيران فلسطينية ؟.
لماذا يقتل بعضكم البعض ؟.
لماذا وصلت أموركم إلى هذا الحد ؟.
لماذا تريدون أن تشيح الأنظار عنكم .. وان نمل حتى الاستياء من تصرفاتكم..
لماذا تريدون أن تحولوا أنظار العالم عن إسرائيل وأعمالها الإرهابية من قتل وسلب وهدم بيوت وتوجهوها نحو معارك تقيمونها بين بعضكم أو بين جيرانكم .. لماذا ؟.
لماذا تفسحوا المجال لإسرائيل أن تزيد في قتلكم ؟..
دون أن يشفق عليكم أحد..
دون أن يساعدكم أحد ..
دون أن يتدخل أحد..
دون أن يردعها أحد ..
دون أن يكون هناك حد يتوقف عنده هذا القتل وهذا السفك المتعمد من قبلها .
لا تضيعونا في متاهات لا جدوى منها ..
اسرائيل هي عدوكم الأول والأوحد .. ووجودها على أراضيكم و أراضينا هي القضية الجوهرية....
عدونا إسرائيل .. هي من يجب أن يراق دماءها ..وليس أي فلسطيني أو عربي ..
أيها الفلسطينيون ماذا جرى؟.
اعيدوا للقضية الأساسية جوهرها . والتفوا حولها.. كي يستطيع العالم أن يلتف حولكم .. ولكن في ظل هذه الأوضاع لن يستطيع أحد الوقوف معكم ..
اجمعوا كل صفوفكم.. كل منظماتكم .. كل راياتكم ..كل جماعاتكم كل أسلحتكم . وسخروها لهدف واحد .. لغاية واحدة .. حماية كل طفل فلسطيني من نيران العدو الغاصب ..حماية كل أم فلسطينية كل شاب فلسطيني .. كل رجل فلسطيني .. فلسطين كلها .. أرضها .. سمائها ... ماءها ... أشجارها ... حاراتها القديمة ... بيوتها التي ما زالت آثار أيادي الفلسطينيين الأوائل ظاهرة عليها .. ..
عندها تجدوا معكم الكثير من المحبين والأنصار والأصدقاء المخلصين..
ستجدوا عندكم القوة لتأثروا على العالم كله وتثبتوا حقوقكم ونبل قضيتكم ...
إذا لم تحموا ايها الفلسطينيون فلسطين من إذا يحميها ..
إذا لم تقفوا صفاً واحداً بوجه الوجوه المحنطة والأجساد الفارغة ... من إذا يقف..
هذه المقاومة وقف الكثير من الاخيار معها .. رغم كل العواصف و الرياح والأمطار والزلازل والبراكين والطعنات الموجهة من الخلف من القريب والبعيد مانعت وصبرت ولم تحيد عن الهدف والدرب الأساسي .. ولم تدخل في خلافات تبعدها عن الغاية التي وضعت من اجلها .. رغم رغبة الكثير بزجها في هذه الخلافات .. كانت أكبر من كل شيء وجعلت حماية الأوطان واسترداد الحقوق هدفها السامي .. فما أخذ بالقوة لا يسترد بالتسول والضعف والاستكانة.. ولأجل هذا انتصرت وأظهرت حقيقة كيان هش قوته في وجود بعض أنصاف الرجال الذين لا يبالون بالوطن ولا بالأمانة ولا بالسيادة ولا بالكرامة ..
لا يفقهون إلا بأموال تجنى .. وكراس ٍ ترفع حتى ولو كان ثمنها خسارة وطن أو موت شعب بأكمله..
أيها الفلسطينيون .. انتفضوا كي تنتفض الدنيا معكم ...
تكاتفوا مع بعضكم كي يتكاتف كل أخيار العالم معكم ..
ابعدوا نيرانكم عن أخوانكم ووجهوها حيث يجب أن توجه ..
فلسطين هي فلسطين .. أعيدوا حساباتكم ؟.
كي لا نرى الدماء الفلسطينية تراق بأياد ٍ فلسطينية وإسرائيلية في أن واحد ..
ايها الفلسطينيون نحن نحبكم .. ونحب بلدكم ونكره عدوكم لأنه عدونا ..
لأنه يسلب ويسرق وينهب ويسفك الدماء ويقتل الأطفال ويهدم البيوت ويأسر الشباب ويقتل خيرة الرجال ..
لأنه أخذ بلادكم بلغة النار والاغتصاب والقتل والقوة..
والآن لم نعد نرى كلمة واحدة أو استراتيجية موحدة تجمعكم للوقوف بوجه هذا العدو الغاصب ..
بل أصبحنا نرى مسرحية هزلية بلا مغزى ..
ايها الفلسطينيون .. كلمة عتاب.. كلمة رجاء .. كلمة حب.
لا تعطوا عدوكم حجة كي يزيد في قتلكم.. لا تعطوه الفرصة ليقول (الفلسطينيون يقتلون بعضهم البعض ، فماذا يعني إذا نحن قتلناهم ) ( انهم لا يحبون بعضهم البعض .. فهل مطلوب منا أن نحبهم.. أو أن نشفق عليهم ).
لا تعطوا عدوكم الفرصة ليبرر أفعاله الشنيعة أمام الرأي العام ..
لا تعطوه الفرصة كي يبعد أنظار العالم عن أفعاله المقيتة ويوجه الأنظار إليكم.
لا تعطوا الضوء الأخضر للإرهاب العالمي كي يشن حملاته الكاذبة على خيرة مقاومتكم. فيذهب الصالح بالطالح .
ويزيد من تدخله بأرضنا العربية فتزداد الحروب ويزداد الفقر والدمار كما العراق
لا تنسفوا أمالنا وتضيعوا دماء الشهداء الأبرار..
عدوكم وعدونا إسرائيل .
لن تنفع هذه المعارك المحتدمة بينكم هنا وهناك .. لن تنفع هذه الحملات الجنونية التي ترتكب في المخيمات .وفي ارض فلسطين أو أي أرض عربية .
انها مهزلة ..
عدوكم وعدونا إسرائيل ..
هو من يحتل البلاد هو من يسرق الخيرات..هو من يحجب الضوء والهواء .. هو سبب الفوضى في كل مكان ..
لذلك كل شيء أمامه ليس له قيمة .. وسيكون له علاج ..
بالسياسة بالتفاهم بالمصالحة بالمشاورة بالأخذ والعطاء بالصبر بالتحمل بالروية .
أما إسرائيل لا يجدي معها إلا لغة تحب أن تتكلم بها كثيراً.. لغة تحب أن تخاطب بها الآخرين. لغة الكره والدمار والإلغاء من الوجود .
أيها الفلسطينيون رفقاً بكم.... رفقاً بنا.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل