أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حواتمة: رفضنا ونرفض الشروط الاسرائيلية على حق العودة...وعلى فتح وحماس إجراء مراجعة نقدية لسياساتهما المدمرة















المزيد.....


حواتمة: رفضنا ونرفض الشروط الاسرائيلية على حق العودة...وعلى فتح وحماس إجراء مراجعة نقدية لسياساتهما المدمرة


الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:10
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاورته: ديما عزالدين
أثار احتمال عودة القائد التاريخي للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة إلى الأراضي المحتلة زوبعة في إسرائيل وجدلاً واسعاً، ومن جهتها وجدت أحزاب اليمين المتطرفة وأجهزة الأمن هذا الاحتمال فرصة للانتقام من هذا القائد بأن أعادت التحريض عليه على خلفية عملية معالوت الفدائية التي نفذتها الجبهة، أما الأوساط الحكومية فأعلنت أنها سترحب بحواتمة وعدد من القيادات في منظمة التحرير وحركة فتح في إطار خطتها لدعم حكومة عباس في هذه المرحلة.
وهو ما يرفضه حواتمة أن تكون عودته تصب في مصلحة أحد أطراف الصراع الفلسطيني وإن كان لا ينفي نيته طرح مبادرة فلسطينية لرأب الصدع بين الفصائل، ولكن الجبهة الديمقراطية لا تزال تتعاطى بحذر مع الأنباء القادمة من رام اللـه حول احتمالات العودة، ومكاتب الديمقراطية في دمشق لا تزال تتلقى آخر الأخبار من السلطة الفلسطينية لتسهيل عودة الأمين العام.

س: ما هي حقيقة ما اشيع عن قرب عودتكم إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة وما هي حقيقة المواقف الاسرائيلية حيال ذلك؟
ج: بالنسبة لي لا عودة للأراضي الفلسطينية المحتلة، حكومة أولمرت تقيم سد برلين في وجهنا، في حين فتحت كل الأبواب أمام من وافقوا على اتفاقية أوسلو الجزئية والمجزوءة التي وضعت كل القضية الفلسطينية في طريق مسدود، الآن حكومة أولمرت تضع شروطاً وقيوداً على زيارة محدودة زمنياً بمدة أسبوعين وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً، فحق العودة إلى الوطن حق مقدس ومشروع عملاً بالاتفاقيات الدولية ومعاهدة جنيف الرابعة عام 1949، ولذلك مشروع العودة الآن ليس قائماً.

س: جوابكم أنه لا عودة مشروطة، وهو جواب نهائي من طرفكم، ماذا عن الجهة المقابلة هل ستتوقف المفاوضات بين أبو مازن والحكومة الإسرائيلية عند هذا الحد؟
ج: ربما تكون المحاولات جارية بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الحكومة الإسرائيلية، ولكن مرة أخرى لا أفق لحل هذه المسألة، لأن الشروط الإسرائيلية شروط مرفوضة من جانبنا.

س: يعني أنكم تعتبرون أن عودتكم تندرج ضمن حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية؟
ج: نحن ندافع عن حق العودة باعتباره حلقة من حلقات حق عودة الشعب الفلسطيني لدياره عملاً بالقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 194 للأمم المتحدة وعملاً باتفاقية جنيف، نريد أن نثبت المبدأ بحق العودة من دون قيود ولا شروط.

س: أستاذ حواتمة في هذا السياق، بعض وسائل الإعلام تتناول موضوع عودة القيادات مثل حضرتك والسيد فاروق القدومي وآخرين، من أنها تندرج ضمن مجموعة خطوات تهدف من ورائها الولايات المتحدة وإسرائيل إلى دعم سلطة الرئيس عباس، ما رأيك؟
ج: هذه ادعاءات فارغة ومناورات تهدف إلى إيجاد تعقيدات في طريق عودة القيادات، هي محاولة لتعميق التناقضات الداخلية الفلسطينية- الفلسطينية.

س: نعم ولكن أستاذ حواتمة ربما من أطلق هذه الادعاءات اعتمد على توقيت طرح هذا الملف بهذه الشدة؟
ج: هذه القضية بالنسبة لنا طرحت سابقاً في 1996 وكان المجلس الوطني الفلسطيني في حالة انعقاد في قطاع غزة، حينها رفضنا من جانبنا تلك العودة وكانت عودة كاملة لأننا كنا نرفض الشروط التي تفرضها اتفاقات أوسلو حينذاك، هذه الاتفاقات انتهت مدتها القانونية في آذار 99 وفي العام نفسه تحت ضغط الأحزاب والقوى داخل الأراضي المحتلة وعرب 48، وجهود عدد من الكتل الدولية خاصة الاتحاد الأوروبي وروسيا، اتخذ إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك قراراً بالسماح لنا بالعودة وكنا فعلاً بطريقنا إلى العودة ولكن ضغوط اليمين واليمين المتطرف الإسرائيلي دفعه إلى إلغاء القرار خلال أقل من عشرة أيام.

س: بما أن النتائج لم تحسم بعد، وما زال الموضوع خاضعاً للتفاوض من قبل أبو مازن والحكومة الإسرائيلية، في حال عودتكم إلى الأراضي الفلسطينية، ما الدور الذي تنوون لعبه في ظل الظروف المتأزمة التي تسيطر على القضية الفلسطينية، خصوصاً في الداخل؟
ج: نحن نمر في مرحلة تحرر وطني كل بلادنا تحت الاحتلال والزحف الاستيطاني، هذا النضال يطول ويتطلب من الجميع أن يكونوا في قلب الوطن والحدث ليعطوا المثال المتقدم للشعب من أجل مواصلة النضال وتوحيد كل مكونات الشعب في اتجاهاته الإيديولوجية والسياسية والحزبية من أجل خلق الأوضاع الموحدة داخل الأراضي الفلسطينية الموحدة في الداخل والخارج، للخلاص من الاستيطان والاحتلال وانتزاع حق الشعب بتقرير المصير والاستقلال، وليصبح الاحتلال مكلفاً للإسرائيليين دولة ومجتمعاً، ويصبح مرغماً على استئناف العملية السياسية التفاوضية تحت سقف قرارات الشرعية الدولية، وأخذ العوامل الرئيسية لحل القضية من موضوع القدس واللاجئين والحدود وحق العودة.

س: بمعنى أن عودة القيادات إلى رام اللـه سيكون لها دور في توحيد الصف الفلسطيني، هذا ما يجرنا إلى أن نتحدث عن الانقسام في الصف الفلسطيني، وهنا لا نستطيع أن نتجاهل أن نايف حواتمة كان أول من قرأ هذا الانقسام ونبه منه عقب توقيع اتفاق مكة، ما الذي جعلك تستشعر هذا الخطر مع أن الأطراف الدولية كانت متحمسة لهذا الاتفاق؟
ج: سؤال مشروع وصحيح! كنا أعلنا فور توقيع اتفاق المحاصصة بين فتح وحماس أن هذا الاتفاق سيفتح الأبواب لاستئناف الاقتتال بين طرفي المحاصصة حيث يستهدف كل طرف توسيع حصصه في مؤسسات السلطة الفلسطينية، الحكومة والوظائف الإدارية والمالية والاقتصادية وفي صفوف الأجهزة الأمنية، ولذلك رأينا أن هذا الاتفاق أسس لتعميق الحرب الأهلية وليس لتجاوزها، وقلنا إن الاقتتال قد يتوقف أياماً ولكنه لن يلبث أن يعود.

س: على ماذا اعتمدتم في رؤيتكم هذه؟
ج: في حيازتنا قراءة للأوضاع داخل غزة والأراضي الفلسطينية، وكنا نرى دائماً أن أي اتفاقات ثنائية تجنج نحو احتكار للسلطة ومؤسساتها ولأجهزة السلطة والمجتمع ستؤدي بالضرورة إلى مزيد من الاقتتال، وهذا ما وقع، وأيضاً كان لدينا معلومات تشير إلى أن كلاً من جانبي المحاصصة في مكة كان يعد نفسه للاستيلاء الكامل على مؤسسات السلطة، وهذا ما أعلنه بالتحديد محمود زهار من حماس قبل أيام عندما قال: بدأت حماس بالإعداد للانقلاب العسكري الشامل في أيلول، لماذا في أيلول؟ أي بعد اتفاق المحاصصة لاقتسام مؤسسات السلطة الفلسطينية.

س: أنت تصف اتفاق مكة باتفاق المحاصصة هذا من جهة، لكن من وجهة نظر أخرى هو اتفاق بين الفصيلين الرئيسيين اللذين أفرزتهما الانتخابات؟
ج: ظروف حركات التحرر الوطني الخاضعة للاحتلال تكون مختلفة عن ظروف شعب ما مستقل حيث قانون سلطة ومعارضة، أما نحن فمحكومون بقانون وحدة وطنية، فلا تقاس الأمور بأداة قياس يتيمة كما تجنح أحياناً العديد من وسائل الإعلام عندما تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي ضمن نظام انتخاب غير ديمقراطي وأعرج هي أداة القياس الوحيدة، فالمسألة هي حق كل الشعب الفلسطيني أن يسهم بتقرير مصيره وهذا يعني أن أداة القياس هي حصيلة أربعين عاماً من المقاومة الفلسطينية والثورة المعاصرة، وهي أعداد شهداء كل فصيل وأعداد الأسرى والثكلى والبيوت المهدمة، كل هذا أدوات قياس، كما أن الانتخابات التشريعية التي تشيرون إليها تمّت بقانون غير ديمقراطي أعرج محصور بالضفة وقطاع غزة، حيث تم تجاهل 60 % من الشعب الفلسطيني في اللجوء والشتات، هؤلاء لم ينتخبوا محمود عباس ولا إسماعيل هنية لا فتح ولا حماس ولا جبهة ديمقراطية ولا أحد، 60 % من الشعب الفلسطيني أديرت لهم الظهور من اتفاقات أوسلو حتى هذه الدقيقة، لذلك نحن محكومون بقوانين التحرر الوطني حتى ننجز لشعبنا الوحدة الوطنية وبرنامجاً سياسياً اجتماعياً وإدارياً موحداً ومن ثم نستأنف المفاوضات السياسية على العناصر الحقيقية للصراع الفلسطيني– الإسرائيلي ألا وهي القدس، الحدود، اللاجئون، المستوطنات، وليس سلسلة من المفاوضات على قضايا صغيرة وجزئية كما هو جار منذ اتفاقية أوسلو حتى لقاء عباس أولمرت قبل أيام.
لذلك لا يصح اعتماد قانون المحاصصة المبني على قانون انتخابات أعرج لم يشارك 60% من الفلسطينيين فيه، كذلك ثبت أن كل سياسات الاحتكار والمحاصصة الثنائية انتهت إلى طريق مسدود ما يعني أنها غير صالحة للحياة.

س: برأيك كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد من التدهور؟
ج: الخلل الذي وقع يؤدي إلى نتائج مدمرة فالغائب الأكبر هو الوحدة الوطنية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني الموحد ولذلك عملنا من أجل الوصول إلى برنامج موحد تبنى عليه الدولة الفلسطينية، وهذا ما أنجزناه بتوقيع جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء بعد حوار دام ست سنوات من 2000 إلى حزايرن 2006، حيث تم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني، كما وقع عليها ممثل محمود عباس وممثل إسماعيل هنية عندما كان رئيس وزراء الحكومة الاحتكارية لحماس وأحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، إضافة إلى تواقيع كل الفصائل الفلسطينية وبدلاً من أن تأخذ الأمور هذا المجرى، وصلت فتح إلى طريق مسدود بعد تشكيل تسع حكومات احتكارية وحماس عادت واستنسخت تجربة فتح بدلاً من أن تستوعب دروسها باتجاه حكومة وطنية شاملة وهو ما وقعت عليه في وثيقة الوفاق، وأخذت مسار الاحتكار الأحادي وعليه وصلت إلى طريق مسدود بعد ثلاثة أشهر من تشكيل حكومتها ذات اللون الحمساوي اليتيم، ولكن حماس وفتح ارتدتا عن الوثيقة وذهبتا باتجاه البحث عن احتكارية ثنائية في اتفاق مكة، إلا أن حماس لم تكن راضية عنه ما أدى إلى الاقتتال الذي تسبب بمقتل أكثر من ألف قتيل في ميدان الحرب الأهلية وآلاف الجرحى وإحراق الجامعات والمعاهد العليا وتهديم البيوت وكل هذا قاد إلى ما هو أخطر وأكثر تدهوراً.

س: إذا كانت فتح لها نصيبها من الأخطاء وحماس كما تقول تستنسخ أخطاء فتح، لماذا لم تشكلوا أنتم اليسار الفلسطيني جبهة ثالثة أو طريقاً ثالثاً للفلسطينيين، ألا تجد أن اللوم يقع عليكم أيضاً في هذه النتيجة التي وصلت إليها القضية الفلسطينية؟
ج: يحزنني أن أقول إن التيار الوطني الديمقراطي بمكوناته لم ينحج بتشكيل جبهة ائتلافية متحدة تستعيد وزنها وثقلها الفاعل كما فعلت على مدى مساحة زمنية استمرت أكثر من أربعين عاماً، ويحزنني أن التيارات الثلاثة التاريخية في الحركة الفلسطينية وفي مقدمتها التيار الوطني الشعبوي الذي تمثله فتح والذي يحوي كل ألوان الطيف الفلسطيني دائماً يواجه انفجارات وانشقاقات وانقسامات والتيار الوطني الديمقراطي بمكوناته التقدمية واليسارية والليبرالية أيضاً في صفوفه تعارضات والتيار الثالث الإسلامي الذي وصل متأخراً بعد سبات شتوي استمر عشرين عاماً من 67 إلى 88، أيضاً منقسم على نفسه بين حماس والجهاد الإسلامي، وحتى في داخل حماس صراعات، وهذا يدلل على شيء مهم أن ثقافة الديمقراطية في الحوار الفلسطيني فقيرة جداً والبحث عن القواسم المشتركة أيضاً فقير وهذا يؤدي إلى انتهاج سياسة تقوم على أبيض وأسود وليس على ألوان قوس قزح، وهنا الحل يطول لأنه يتطلب زرع وتوسيع الثقافة الديمقراطية وثقافة القواسم المشتركة، في أوقات كثيرة وصلت الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية إلى قيادة مشتركة إلا أنها انفصلت عند أول حدث سياسي، وأيضاً أضيف حزيناً أن غياب الوحدة الوطنية الفلسطينية على برنامج موحد يترك آثاراً سامة وضارة جداً على كل من هذه التيارات الثلاثة المنقسمة.

س: بما أننا نتحدث عن ثقافة إيجاد القواسم المشتركة، وكونك في دمشق والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أيضاً فيها، هل تمت هناك لقاءات بينكم للحوار وربما لمحاولة إيجاد هذه العوامل المشتركة؟
ج: أقول للجميع وبكل وضوح الحوارات بين جميع القوى الفلسطينية وخاصة الخمس الكبرى، تواصلت على مساحة ست سنوات كاملة منذ اندلاع الانتفاضة 2000 حتى توقيع وثيقة الوفاق الوطني وأنتجت ثلاثة برامج مشتركة البرنامج الأول في 2002 وقع عليه في غزة، البرنامج الثاني في 2005 في القاهرة، والثالث في غزة 2006 لكن هذه البرنامج، وهذا السؤال الحقيقي لماذا لم تنفذ؟ والجواب لأن حماس وفتح ارتدتا عن هذه البرامج المشتركة باتجاه أحادية احتكارية وثنائية احتكارية.
وأذكر ما قاله محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا قبل أيام قليلة: صحوت بعد غيبوبة على أسرى بزي عسكري، يسوقون أسرى عراة من أبناء شعبهم، يا ويلنا نحن الآن في زي الجلادين، صحوت من الغيبوبة على علم بلون واحد... ما يعني به النظام الشمولي التوتاليتاري بالقوة المسلحة المبني على إيديولوجية دينية وتعمل بعيداً عن الشعب، بدلاً من التعددية الفلسطينية التي يرمز لها العلم الوطني الملون.

س: متى آخر مرة التقيت فيها خالد مشعل؟
ج: عديدة هي المرات التي يتم فيها اللقاء مع الإخوة في قيادة حماس لأن العديد من الاجتماعات الجماعية التي انعقدت، آخرها قبل عشرة أيام، شارك من الجبهة الديمقراطية أعضاء مكتب سياسي وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب، المشكلة ليست بتكرار اللقاءات المشكلة أن تمارس كل من حماس وفتح سياسة نقدية للسياسات المدمرة التي قاما بها، وإلغاء المحاصصة والعودة إلى المقاييس المتكاملة في قياس القوى الفلسطينية الفلسطينية.

س: أود أن أسألك ما رأيك في ما تعتبره بعض الأطراف بأن سيطرة حماس على قطاع غزة مع ما تمثله حماس من مبادئ وأفكار، ينظر إليها على حد وصفهم أنها سيطرة الإسلام المتطرف على قطاع غزة، هل أنت توافق على هذه الفكرة؟
ج: نحن في الجبهة الديمقراطية نرفض كل أنواع الأنظمة الشمولية سواء أكانت من قوى متطرفة أم غير متطرفة قوى يمينية أو يسارية، ولذلك صارعنا وناضلنا من أجل بناء تعددية وطنية وديمقراطية في الحالة الفلسطينية، أعتقد أننا نجحنا بذلك على مساحة زمنية تمتد إلى 94 عندما كسرت فتح الوحدة الوطنية والقواسم المشتركة وذهبوا بقيادة ياسر عرفات وحيدين إلى اتفاقات أوسلو، قلنا لا للنظام الشمولي الذي حاول عرفات بناءه في 96 بعد أن احتكر تسع حكومات وكل مؤسسات السلطة بوظائفها وتكويناتها وحينها عارضنا حكومات عرفات، وكذلك فعلنا عندما أعلنت حماس حكومتها من لون واحد، لأنه هذه بوابة الأنظمة الشمولية، بالانقلابات العسكرية، حماس وضعت يدها بالقوة المسلحة متناقضة مع الخيار الديمقراطي للشعب بالتعددية فقد أعلن قادة حماس ومنهم محمود زهار والريان وآخرون بعد «الانقلاب» مباشرة: الآن انتهت كل الاتجاهات الإيديولوجية والفكرية الأخرى وأضاف الآن نقيم «حكم الدين» والآن انتهت العلمانية وكل أنواع «الزندقة الفكرية» لأن حماس لا ترى إلا نفسها بالمرآة.

س: لننتقل إلى المستجدات ونتكلم عن نية الرئيس الأميركي جورج بوش بإقامة مؤتمر سلام في الشرق الأوسط في الخريف، أنت ذكرت في معرض حديثك أكثر من مرة الأخطاء التي ارتكبت في أوسلو وعن ضرورة الاستفادة من دروس الماضي، برأيك كيف يجب التعامل مع هذه الدعوة؟
ج: أولاً أعتقد أن بوش دعا إلى اجتماع دولي وليس إلى مؤتمر، هو دعا إلى meeting وليس إلى conference، ونفهم من خطابه أنه ليست كل أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستكون مشاركة، وأيضاً نلمس من خطابه وجود ألغام كبرى في الأسس في انعقاد الاجتماع الدولي، فقد أشار أن على إسرائيل إنهاء احتلالها للضفة وأضاف تفكيك المستوطنات التي سماها غير قانونية وذلك بحسب القانون الإسرائيلي، والتي هي بحسب القانون الدولي وقرار محكمة لاهاي والأمم المتحدة غير قانونية وغير شرعية، وأضاف إن على هذا الاجتماع أن يأخذ بعين الاعتبار الأمر الواقع فيما يخص المستوطنات، كذلك أهمل بل قال إن قضية القدس واللاجئين تؤجل، هذا يعني أننا لسنا أمام مؤتمر دولي جدي لإيجاد حل شامل ومتكامل تحت سقف القرارات الشرعية والرعاية الدولية، ولذلك هذه الدعوة مزروعة بحقول كبرى من الألغام.

س: برأيك كيف يمكن تفادي هذه الألغام، كيف يمكن حماية الحقوق الفلسطينية؟
ج: حتى يصبح ممكناً حماية الحقوق الفلسطينية من الضياع علينا أولاً: أن نحل عقدة الحوار الوطني الشامل بفك العقدة على جانبيها، على حماس أن تتراجع عن «انقلابها العسكري» وإنهاء «حكمها الشمولي». ثانياً على فتح أن تراجع موقفها من رفض الحوار مع حماس، ثالثاً: أن تتوقف حماس وفتح عن سياسة المحاصصة وأن تتوقف القوى الدولية والإقليمية عن التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية وتساند حق الشعب بتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس عملاً بمبادرة السلام العربية رابعاً: أن تصدر قوانين إعادة بناء النظام السياسي على قواعد ديمقراطية جديدة عملاً بآليات وثيقة الوفاق الوطني، قرارات المجلس المركزي الذي انعقد في 20 حزيران هذا العام الذي استجاب به إلى آليات الوثيقة بتكليف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس السلطة بإصدار القوانين الديمقراطية الحقيقية لبناء مجلس تشريعي جديد يقوم على الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل، وأن يصدر عن اللجنة التنفيذية قانون لانتخاب مجلس وطني جديد داخل الأرض المحتلة وفي أقطار اللجوء والشتات لتجاوز إهمال 60 بالمئة من الشعب الفلسطيني، وإشراك كل الشعب في أن يسهم بتقرير مصيره بنفسه فلا تنوب عنه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولا مؤسسات السلطة التشريعية، والقانون الثالث هو انتخابات جميع مؤسسات المجتمع على أساس التمثيل النسبي الكامل لضمان إعادة نسيج مجتمع موحد على قاعدة الشراكة، هذه القوانين الثلاثة تؤمن عودة النظام السياسي الفلسطيني إلى قاعدة الديمقراطية، خطوة أخرى تتمثل بإقامة جبهة مقاومة متحدة كما دعت وثيفة الوفاق الوطني، لها مرجعية سياسية موحدة، هذه الخطوات علينا إنجازها قبل الخريف حتى نكون شعباً موحداً ببرنامج سياسي موحد نذهب بقبضة واحدة للدفاع عن قضيتنا وحقوقنا، عن وطننا وديارنا التي تقررها قرارات الشرعية الدولية وتحت سقفها ومبادرة السلام العربية وتحت سقفها وتقررها وثيقة الوفاق الوطني.

س: ما رسالة نايف حواتمة للمجلس المركزي المنعقد حاليا؟
ج: المجلس المركزي المنعقد بدورته الجديدة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير موضع امتحان كبير لمصداقية كل منهما لأن قرارات المجلس المركزي التي استجابت لوثيقة الوفاق الوطني لم تأخذ طريقها للتنفيذ، ولم تصدرها بقوانين كما كلف المجلس المركزي محمود عباس واللجنة التنفيذية باعتبارها المرجعية للشعب كله والممثل الشرعي والوحيد، لم يحدث شيء على امتداد ثلاثين يوماً وهو يرينا أن «حليمة عادت لعادتها القديمة» لم يتعلم هؤلاء من الدروس المرة شيئاً وإذا لم يتعلموا يحزنني أن أقول وبقلب مجروح إن الأوضاع مرشحة للتدهور أكثر، وبذلك لن يكون الاجتماع الدولي أكثر من مهرجان لذر الرماد في العيون لأن حكومة أولمرت ستذهب برؤية سياسية موحدة والولايات المتحدة برؤية سياسية موحدة، في حين الشعب الفلسطيني غائب عن الرؤية الفلسطينية الموحدة.

س: ماذا عن الدول العربية ودورها؟
ج: الدول العربية لا تحترم مبادرة السلام العربية قولاً وعملاً، تقرر وتدير ظهرها لما تقرر، لذلك أدارت ظهرها للشعب الفلسطيني وتدخلت في الأزمة الفلسطينية، حيث إنها تبنت حلولاً تقوم على المحاصصة، ما أدى إلى الحرب الأهلية والانقلابات العسكرية وإلى فصل القطاع عن الضفة، وهذا الرابح الأكبر فيه هو إسرائيل، والخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني وبعده الشعوب العربية وكل من يعز عليه ضرورة بناء سلام شامل متوازن في الشرق الأوسط.



#الجبهة_الديمقراطية_لتحرير_فلسطين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المجلس المركزي ألقا ...
- مقابلة مع نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير ...
- بيان سياسي مشترك حول الأزمة الفلسطينية
- حوار مع صالح ناصر - عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية ل ...
- بيان سياسي مشترك حول الأزمة الفلسطينية الراهنة وسبل تجاوزها
- النص الكامل لبيان المجلس المركزي
- كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في المجلس المركزي
- بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بخصوص الاقتتال
- بيان صادر عن المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- بيان صادر عن الجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين
- سلام على أطياف روحك ...
- حواتمة يجيب على أسئلة -دير شبيغل- الألمانية
- حوار مع نايف حواتمة
- حواتمه يجيب على أسئلة -الصنارة-
- بيان صادر عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/ليكن الأول من أيار هذا العا ...
- مقابلة مع صالح زيدان وزير الشؤون الاجتماعية
- ملاحظات على برنامج حكومة الوحدة الوطنية
- نحو تجاوز الأزمات الداخلية الفلسطينية وبناء نظام سياسي فلسطي ...
- لا للصراع الدموي التناحري بين فتح وحماس


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - حواتمة: رفضنا ونرفض الشروط الاسرائيلية على حق العودة...وعلى فتح وحماس إجراء مراجعة نقدية لسياساتهما المدمرة