أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - الانتخابات التركية: هل ستخرج البلاد من أزمتها؟














المزيد.....

الانتخابات التركية: هل ستخرج البلاد من أزمتها؟


عارف جابو

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتوجه يوم الاحد نحو 42,5 مليون مواطن تركي من بين سكان البلاد البالغ عددهم 74 مليون نسمة للادلاء بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد. فقد كان رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان كان قد دعا الى انتخابات برلمانية مبكرة إثر فشل البرلمان في انتخاب وزير خارجيته عبد الله غول رئيساً للجمهورية، وحشد المعارضة العلماينة لمؤيدها الذين نزل اكثر من مليون منهم الى الشوارع في المدن الرئيسية بغية منع تولي اسلامي لرئاسة الجمهورية. كما تدخل الجيش وهدد حكومة حزب العدالة والتنمية من خلال بيان نشره الموقع الالكتروني للقيادة العامة لأركان الجيش التركي، جاء فيه: "ان المشكلة تتلخص في ان العملية الانتخابية الرئاسية مبنية على مجادلات بشأن العلمانية.... لا يمكن تجاهل ان الجيش التركي طرف في هذا الجدل وهو المدافع عن العلمانية وحاميها وسيعبر عن موقفه ويتحرك بشكل علني وواضح كلما اقتضت الضرورة ذلك". وقد أدركت حكومة أردوغان ان الجيش جاد في تهديده، وقد سبق له وان قام بثلاثة انقلابات منذ عام 1960 وفي عام 1998 ارغم حكومة حزب الرفاه الاسلامي بقيادة نجم الدين اربكان على الاستقالة، ويرى بعض المراقبين أن التهديد الاخير لأردوغان ودعوته لانتخابات مبكرة هو بمثابة "انقلاب ابيض" او على الاقل ارغام على الاستقالة، فما كان من أردوغان إلا ان يهرب الى الامام ويلجأ الى الشعب لتعزيز موقعه وموقع حزبه في السلطة ويرغم الجيش على القبول بأمر الواقع طالما يتشدق بحرصه على قيم الديمقراطية والجمهورية العلمانية.

هذا وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى ان حزب العدالة والتنمية سيفوز بأغلبية مقاعد البرلمان في هذه الانتخابات وان أردوغان سيترأس الحكومة القادمة، ولكن لن يفوز حزبه بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان التي تمكنه من تعديل الدستور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية من بين صفوفه وبالتالي احكام قبضته على كافة مفاصل السلطة وابعاد العلمانيين المتشبثين بتعاليم اتاتورك عن آخر معقل لهم.
ورغم التوقع بأن حزب العدالة سيفوز بنسبة 40 % من اصوات الناخبين وهي نسبة تزيد على تلك التي حققها الحزب في الانتخابات الماضية حين فاز بـ 34 % من الاصوات، إلا انه سيشغل مقاعد اقل، حيث من المتوقع ان يجتاز حزب الحركة القومية عتبة الـ 10 % ويصل الى البرلمان الى جانب حزب الشعب الجمهوري المعارض بقيادة دانيز بايكال الذي تتوقع استطلاعات الرأي ان يفوز بـ 20 %. أما المرشحون الاكراد من حزب المجمتع المدني فيتوقع ان يصل حوالي ثلاثين منهم الى البرلمان ولكن كمستقلين، وذلك للالتفاف على شرط حصول الحزب على 10 %، ولكي يستطيع هؤلاء تشكيل كتلة برلمانية يجب ألا يقل عددهم عن عشرين نائباً.
وبهد التشكيلة المحتملة، سوف تتسم جلسات البرلمان المقبل بمشادات وصدامات حادة بين حزب العدالة والتنمية الاسلامي من جهة وحزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض من جهة اخرى، والصدامات الاشد والاكثر حدة ستكون بين النواب الاكراد الذين سيطرحون المشكلة الكردية في البرلمان ويطالبون بحل لها، وبين حزب الحركة القومية الذي يرى ذلك تهديداً لوحدة البلاد والامن القومي. وتجدر الاشارة الى أن حزب الحركة القومية الذي يتزعمه دولت بغتشلي هو حزب قومي يميني متطرف كان متورطاً في الصدامات الدامية التي وقعت بين اليمين واليسار في تركيا في السبعينات والثمانيات من خلال منظمته الشبابية "الذئاب الرمادية" التي كان في صفوفها محمد علي اغجا الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1982. وقد استطاع هذا الحزب الاستفادة من القلق المتزايد لدى السكان إزاء الوضع الامني بعد تزايد حدة المعارك بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، وقد وظف ذلك في حملته الانتخابية، فزاد من حدة خطابه ووعد رئيسه باعادة العمل بعقوبة الاعدام اذا فاز بأغلبية الثلثين.

وإذا جاءت نتائج الانتخابات كما هي متوقعة، فانها لن تجلب الاستقرار للبلاد ولن تخرجها من أزمتها السياسية الحالية. سيتحتم على حزب العدالة والتنمية ان يشكل حكومة بمفرده وإذا لم يتمكن من ذلك، لا بد له من الحصول على دعم النواب الاكراد الذين سيطالبون بأخذ مطالبهم ووعودهم الانتخابية بعين الاعتبار في برنامج الحكومة المقبلة. وذلك ان المعارضة العلمانية والقومية المدعومة من الجيش لن تشارك في ائتلاف حكومي يقوده الاسلاميون. كما ان الجيش لن يقف مكتوف الايدي إزاء حكومة اسلامية مدعومة كردياً، فليس من المستبعد ان تزداد حدة الازمة الحالية التي ستشكل انتخابات جديدة اخرى خلال هذا العام مخرجاً لها، هذا اذا لم يتحرك الجيش ويستبق ذلك بانقلاب جديد ويسيطر على السلطة، رغم ان ذلك ليس مرحباً به لا من الجانب الامركي الذي يريد ان يكون حزب العدالة والتنمية نموذجاً للاحزاب الاسلامية المعتدلة في المنطقة، ولا من الجانب الاوربي الذي يراقب تطورات الوضع في تركيا عن كثب ويفضل وصول حزب أردوغان الى السلطة مرة اخرى ففي عهد حكومته تمتعت البلاد بالاستقرار المالي والنمو الاقتصادي، والاهم من ذلك ان حكومة أردوغان حققت حزمة من الاصلاحات القانونية والدستورية وخطت بذلك خطوات جادة باتجاه اوربا لم يسبقها الى ذلك اي من الحكومات العلمانية السابقة.
وهناك ملفات شائكة عديدة تنتظر الحكومة المقبلة لعل اولها انتخاب رئيس جديد للبلاد سيكون لأردوغان القول الفصل في اختياره، والموضوع الاصعب الذي على الحكومة مواجهته هو المشكلة الكردية بعد تزايد حدة المعارك بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، وازدياد ضغط الرأي العام على الحكومة بعد الخسائر البشرية التي مني بها الجيش في الفترة الاخيرة.

_________
عارف جابو: محرر عفرين –نت
www.efrin.net



#عارف_جابو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟
- الامنستي لديها خبراء يدققون في كل صغيرة وكبيرة قبل نشرها # ح ...
- جمهورية مهاباد ضحية النفط والمصالح الدولية
- القانون الدولي و موقف الدول المجاورة من الفيدرالية العراقية
- أسير حرب أم مجرم حرب؟ اشكالية محاكمة صدام حسين
- حوار مع السيد محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحــدة الديمقرا ...


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - الانتخابات التركية: هل ستخرج البلاد من أزمتها؟