أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟














المزيد.....

هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟


عارف جابو

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاني الادارة الأمريكية من أزمة وورطة حقيقية في العراق نتيجة تأزم الوضع وارتفاع وتيرة العنف واستهداف المدنيين بالقتل على الهوية مما يهدد بنشوب حرب أهلية واسعة وتطهير مذهبي متبادل بين الشيعة والسنة ستتوسع دائرتها وتصل إلى مناطق بعيدة عن بغداد تمتد من الحدود السورية إلى الخليج.
والادارة الأمريكية تعرف ماذا يعني ذلك من خطر على استقرار المنطقة الهش بالأساس، وتهديد المصالح الاستراتيجية الأمريكية. لذلك دأبت مراكز صنع القرار في أمريكا على البحث عن حل للخروج من المأزق، فكانت لجنة بيكر- هاملتون التي انتهت إلى تقديم تقرير إلى الادارة الأمريكية لم يتوافق ورؤية أصحاب القرار في الادارة والبنتاغون (المحافظين الجدد) فكانت الاستراتيجية الجديدة لبوش التي تهدف إلى الخروج من المأزق وانقاذ العراق من خطر التقسيم والانهيار، وذلك عبر تحقيق الأمن والاستقرار في بغداد وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وايقاف حملات التهجير والتطهير الطائفي بين السنة والشيعة. وبعد هذه الخطوة أو بمحاذاتها يتم فتح حوار بين الأطراف العراقية بغية تعديل الدستور والوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف (الأكراد، السنة، الشيعة)، وإشراك السنة في الحكم بشكل أكبر وفعلي وتأهيل مناطقهم، بالاضافة إلى تعديل قانون اجتثاث البعث.
دوافع الادارة لطرح استراتيجيتها الجديدة
يتساءل البعض عن مدى جدية الادارة الأمريكية في تطبيق استراتيجيتها الجديدة في العراق، وما هي دوافعها لتنفيذ استراتيجيتها الجديدة، رغم كلفتها الباهظة وزيادة عبء الخزانة والعجز في الموازنة.
إدارة الرئيس بوش جادة وتريد تطبيق استراتيجتها الجديدة ونجاحها والخروج من الأزمة وتأمين الاستقرار لبغداد كباقي المناطق على الأقل، وذلك لعدة أسباب منها:
- خطر سيطرة المتطرفين من السيعة والسنة على مناطق واسعة من العراق وتوسع رقعة الاقتتال الطائفي وبالتالي صعوبة السيطرة على الوضع، مما سيؤدي إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة والدول الخليجية بدعم خارجي للمتقاتلين.
- بعد هذا التورط الامريكي في المستنقع العراقي، أصبح الأمن العراقي حزءاً من الأمن القومي الأمريكي، وسقوط الحكومة العراقية وهزيمتها يعني هزيمة أمريكا وخططها واستراتيجيتها في المنطقة. مما سيفقدها مصداقيتها الاقليمية والدولية، وبالتالي ازدياد نفوذ وقوة الاسلاميين المتطرفين وحلفائهم وداعميهم في المنطقة وهذا يشكل خطراً على الأنظمة المعتدلة الموالية لأمريكا في المنطقة وإضعافها، هذا إن لم تسقط.
- ومن خلال خطتها الجديدة تريد الادارة الأمريكية منع خصومها في المنطقة ولاسيما ايران وسوريا من استغلال التورط والضعف الامريكي في العراق للضغط عليها وإجبارها على تقديم التنازلات والاعتراف بدور محوري للخصوم في تحديد استراتيجية المنطقة. على العكس تماماً تريد إدارة الرئيس بوش أن تجعل العراق نقطة قوة وارتكاز لأمريكا في المنطقة والانطلاق منها للضغط على ايران وسوريا واجبارهما على تغيير سياستهما المعادية لها ولاستراتيجيتها في المنطقة.
ونظراً لأهمية وحيوية نجاح هذه الاسترايجية، ليس مستبعداً أن تلجأ أمريكا إلى مفاوضة بعض الخصوم في العراق ممن كانت تصفهم سابقاً بالاعداء المتطرفين وترفض الحوار معهم، كما أنها ستستخدم القوة ومطاردة المقاتلين حتى ضمن الأراضي السورية باتباع تكتيك المطارة الساخنة.
عوامل نجاح الاستراتيجية الجديدة
بما أن الاستراتيجية الجديدة للادارة الأمريكية هامة وحيوية وهي جادة في تنفيذها وانجاحها، فقد قامت بالتحرك الميداني وبدأت باتخاذ الخطوات العملية للبدء بالتنفيذ وتأمين عوامل النجاح من خلال:
- زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للعراق ودول المنطقة الحليفة بغية اطلاعها على حيثيات الخطة ومدى أهمية نجاحها، وبالتالي نيل موافقة هذه الدول على الخطة والحصول على تأييدها للاستراتجية الجديدة وتأمين غطاء عربي في حال استخدام القوة وشن هجوم على ايران أو سوريا، مقابل وعود باعادة الحياة إلى المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية للوصول إلى حل للصراع بينهما.
- ارسال الدفعة الأولى من القوات الاضافية إلى العراق لتباشر بتنفيذ خطة أمن بغداد الجديدة بالتعاون مع الحكومة العراقية، هذا إلى جانب سماح الرئيس بوش للجنود الأمريكية باعتقال وقتل الايرانيين الذين يشتبه بتخطيطهم ومساعدتهم للميليشيا المتقاتلة بغية زعزعة الاستقرار في العراق ومهاجمة القوات الأمريكية، وأولى تجليات هذه المهمة الجديدة كانت بمداهمة مكتب العلاقات الايرانية في اربيل عاصمة اقليم كردستان.
- وصول حاملة طائرات جديدة إلى الخليج بغية تعزيز القوات البحرية الأمريكية هناك بهدف الضغط على ابران وسوريا والتلويح بامكانية استخدام القوة ضدهما إذا اقتضى الامر.
هذا وقد فهمت كل من ايران وسورية الرسالة الأمريكية ومدى جدية الادارة في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في العراق، فسارعت ايران إلى ارسال كبير مفاوضيها المسؤولين عن الملف النووي (علي لاريجاني) إلى السعودية لتخفيف حدة التوتر مع واشنطن، وكانت قبل ذلك قد خففت من حدة نبرتها المعادية لواشنطن وانخفاض صوت رئيسها (أحمدي نجاد) وتهديداته لأمريكا واسرائيل.
وعبرت سوريا عن فهمها لرسالة واشنطن من خلال زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني على رأس وفد كبير إلى دمشق وتوقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين وتعهد سوريا بالعمل على دعم الحكومة العراقية والمساهمة في تأمين الأمن والاستقرار في العراق. هذا بالاضافة إلى دعواتها المتكررة إلى استئناف الحوار والمفاوضات مع اسرائيل دون تحفظ أو شروط مسبقة.
فهل ستنجح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة وتحقق الأمن والاستقرار للعراق للخروج من دوامة العنف المجنون؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام وتطورات الأحداث في المنطقة، بالرغم من التفاؤل وتوفر النية الجادة لدى أركان إدارة الرئيس بوش.



#عارف_جابو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامنستي لديها خبراء يدققون في كل صغيرة وكبيرة قبل نشرها # ح ...
- جمهورية مهاباد ضحية النفط والمصالح الدولية
- القانون الدولي و موقف الدول المجاورة من الفيدرالية العراقية
- أسير حرب أم مجرم حرب؟ اشكالية محاكمة صدام حسين
- حوار مع السيد محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحــدة الديمقرا ...


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟