آفات مغربية الحلقة الثالثة : المغرب و هيئة الإنصاف و المصالحة

بركات أوهاب

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

عندما تم تشكيل هذه الهيئة من طرف العاهل المغربي محمد السادس ، و شرعن هذه الهيئة بأن وضع على رأسها واحد من مناضلي سنوات الرصاص الراحل إدريس بن زكري ، المهمة تم تشكيل هذه الهيئة من أفراد تم إختيارهم ، الشعب المغربي إلى يومنا هذا لا يعرف ماهي المواصفات و لا المعايير التي تم الأخذ في هؤولاء الأفراد ، تم تشكيل هذه الهيئة و بدأت في بث حلاقاتها التلفزيونية و كل أسبوع من إقليم أو مدينة .
و لكن ما معنى الإنصاف و المصالحة ؟
الإنصاف هو العدل و إرجاع الحق لذوي الحقوق و ليس لغيرهم ، أما المصالحة هي المسامحة و العفو و الصفح .
و بعد هذا التقديم سندخل في عمق الموضوع مباشرة فبعدما تم تكليف الراحل إدريس بنزكري و هو ضحية من ضحايا سنوات الرصاص ، بدأت الهيئة أشغالها و بدأت في بث جلساتها العلنية ، لكن بعد أشهر ستنفجر قنبلة في وجه إدريس بنزكري ، مفادها أن الجلسات كان يصلها مقص الرقابة قبل بثها على شاشة التلفزة المغربية ، و هنا نجد أنفسنا نقف أمام حقيقة مفداها هو أنه هذه الهيئة لم تشتغل على قضايا الضحايا / ضحايا سنوات الرصاص بمصداقية ، و بالتالي إفتقدت المصداقية ، و هنا نجد أنفسنا أمام طرحين :
الأول : و يتمثل في كون أن إدريس بنزكري قبض ثمن تضحيته بقبوله المنصب ، و التشريف بوضعه على رأس هذه الهيئة ، و السيارة الفاخرة التي كان يمتطيها ، و الشقة الفاخرة التي كان يسكنها . إضافة إلى إمتيازات لا يعلمها إلا الله .
و بهذا يكون قد باع نفسه ، ماضيه و مساره النضالي .هذا بخصوص الطرح الأول أما الطرح الثاني فهو : أن يكون فعلا إدريس بن زكري رجل نظيف ظل وفيا لمواقفه ، و أنا العناصر التي كانت تجلس معه على طاولة واحدة هي التي كانت تتميز ب :
الأنانية ، الوصوليه ، النفاق و الركوع للمسؤول الأول في هذا البلاد .
هذا و إن كان فعلا إدريس بنزكري كما جاء في الطرح الثاني ، الا أنه لا يعفى من كونه قام بإخراج مسرحية من النوع الكوميدي السخيف إسمه هيئة الإنصاف و المصالحة ، و المشاركة في إعدام ملفات ضحايا سنوات الرصاص .
إذا لاحظ المغاربة في نهاية المطاف أن هذه الهيئة خانت الشعب المغربي ، و خانت مناضليه لا أقصد مناضليه وزراء اليوم / " و سأتطرق في حلقة خاصة إلى مناضلي الأمس وزراء اليوم " حتى " أقوم بفضح البعض من هؤولاء و تقديمهم للمغاربة على أن ليس كل من حمل لقب مناضل فهو مناضل " و " ليس كل وزير حالي هو مناضل حقيقي" / ، و خانت المبادئ و الأهداف التي سطرتها و أعلنتها في ميثاقها التأسيسي.
أجل خانت المغاربة لأن المغاربة ظنوا أنه جاء الوقت الذي يحاسب فيه الجلادون .
أجل خانت المغاربة لأنهم ظنوا أنه حان الوقت لإستعادة شرف إخوانهم و أبائهم .
أجل خانت المغاربة لأنها ضحكت عليهم بإسم الإنصاف و المصالحة .
و حتى إدريس ينزكري غير بريئ من هذه التهمة فقد شارك بكونه كرئيس لهيئة الإنصاف و المصالحة في خيانة المغاربة و ضحايا سنوات :
لأنه قبل بالتوصيات المملوءة عليها .
لأنه لم يأمر بمحاكمة الجلادين .
لأنه قبل في النهاية بحل هذه الهيئة و قبل بتشريفه لرئاسة المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان .
و في الأخير أتوجه برسالة إلى العاهل المغربي : إذا أردت فعلا أن تقيم الإنصاف و المصالحة فعليك أن :
تدعوا إلى محاكمة الجلادين ، و أكيد أن تعرفهم واحدا واحد . هناك من لم يزالوا على قيد الحياة و هناك من إنتقلوا إلى العالم الآخر .
أن تقوم بتطهير الدائرة الأمنية المحيطة بك من بعض العناصر التي تتوفر على ماضي ملوث بدماء الأبرياء .
أن تقوم بتطهير الأحزاب الساسية من الجلادين السابقين الذي يدعون اليوم بألقاب : مثل الأخ المناضل " رجل أمن سابق / أمين عام حزب حالي ".
نعرف أن لك عزيمة في بناء المغرب ، مغرب نقي ، مغرب طاهر و مغرب خالي من شوائب الماضي.
لكن النوايا الحسنة تبقى غير كافية للتعبير عن ذواتنا .و هناك فرق بين النية ، القول و الفعل .
و أقول لك أيها العاهل الشاب أنني لا أنتقد من أجل النقد ، بل أنتقد من أجل الإصلاح .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل