أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهد نصر - من أين نبدأ ؟














المزيد.....

من أين نبدأ ؟


ناهد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


الشاطئ الرملى الممتد بطول المدينة الصغيرة... أنا وأنت والبحر... كلهم رحلوا وبقى الليل لنا... المراكب تستجم تحت اشرعتها المسترخية فى هدوء، بعد نهار طويل من التبختر... الطرقات الضيقة المبلطة بالتاريخ تستريح من وطأة السائرون، سائحون، مهاجرون هائمون فى أيامهم الأولى بحثاً عن طريق، سيارات، دراجات بخارية وقطط.
ثم نحن... أنا وأنت. من غيرنا فى هذا الليل يستبيح خلوة المراكب بالأشرعة، وسكون الطرقات. من غيرنا الآن يتلصص على ثنائية العناق الهادئ، القمر للبحر والبحر للقمر. وكيف واتتنا الجرأة على فضح الطبيعة وهى تسرق ساعات قليلة بعيداً عن تنطع البشر والطيور وأشعة الشمس التى تتسلل إليها بين الحين والحين.
هل يقدر هذا البحر الواسع أن يميز بين اثنين قدما من يابستين تطلان عليه. هل تملك امواجه الهادئة ان تكتشف من أين جاء كلانا. أقصد بملابس خفيفة وذاكرة مختبأة وبلا جوازات سفر. أحس بحيرتك أيها البحر، فهل تشعر أنت بجهودنا المريرة لصنع ذاكرة جديدة وصغيرة تسع فقط هذه الليلة. لماذا كلما هممنا بالحديث تواتينا حكايات بلاد بعيدة ونساء ورجال وأطفال.. لماذا تراودنا سيرة الألم ووطأة التاريخ.
هل هو الخوف من الصباح الوشيك، حين تباغتنا من جديد ذاكرة النهار. هل هى عقارب الساعة حين تبدأ العد التنازلى نحو مواعيد الإقلاع والهبوط. أم هى الحقائب النصف مفتوحة والهدايا النصف مغلقة تثبتنا فى المكان....
كيف يمكن ليد مثلاً أن تفضح جنسية قبلة. أم أن الجسد يخون الذاكرة أحياناً؟ ولماذا يتواثب ظل زيتونة محترقة كلما حاولت رسم حديقة وهمية لكلينا، مؤقتة. لماذا تفكر العينان مرتان قبل أن تحتسى اللمعة المبهرة فى عينيك... بينما تتبخر؟
الشمس توشك على الصعود، بينما لازلنا نجاهد هنا.
هل ينبغى على اثنين... اثنين فقط تحمل ذنب اشتعال الحرائق، وانفجار البراكين ورائحة الدم.... كيف ونحن قريبان جداً حد الإلتصاق تقف بيننا نشرة الأخبار...؟
الشمس توشك على الصعود وجسدان تمثالان مزروعان أمام البحر... كفان ينتحران اشتباكاً، وأربعة عيون معلقة فى المدى...
الشمس هناك بينما تتبخر أوهام الذاكرة الجديدة
الشمس.. الشمس، والبحر كاد ينتهى من سيمفونية العناق، واشرعة المراكب المتهدلة تهتز قليلاً استعداداً ليوم جديد، بينما الطرقات تكشف تدريجياً عن أعضائها التى توارت فى الظلام....
وها نحن عائدان من جديد.... بل من قديم عائدان...
فلنبق هنا.... هل قلت ذلك حقاً؟ ذراعك حول كتفى، وذراعى حول خصرك.... هل كنت تتحدث إلى المدى ... أم تتوسل إلى الصباح الوشيك...
فلنبق هنا ... هل تريد تحميل البحر مسئولية عدم قدرته على فهم الخرائط واستيعاب معانى الحدود؟؟؟ أم تلوم الشمس لأنها لا تفهم كم من الوقت تستغرقه حياكة ذاكرة جديدة؟
قلتها بينما كانت خطواتنا المترددة تقرر عنا...
كانت الطرقات ضيقة وغريبة.... بموازاة البحر... "فليأخذنا اينما يشاء" لكننا كنا نعلم أنه سيأخذنا تماماً حيث نريد.... سلكنا أزقة ملتوية.. درنا مرات حول أنفسنا عائدين إلى نقطة البداية... صعدنا سلالم ... مررنا بساحات ومحال مغلقة وكنائس وأبنية.... لكن رائحة البحر كانت تهدينا.... ذراعك حول كتفى ... وذراعى حول خصرك... ورائحة البحر....
اليوم حين وصلتنى رسالة منك بلا ظرف... صورة بحر وسماء ومركب صغير "لازالت رائحة البحر تملأ أنفى" وإمضاءك...... عرفت أننا لم نفشل تماماً... وأننا فقط نحتاج إلى بعض الوقت وبعض البحر وكثير من السلام ... لنبدأ من جديد

ناهد نصر
9 يوليو 2007



#ناهد_نصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله والقوى الوطنية العربية
- البيت الكبير تسكنه القطط
- من دم ولحم أزرق


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهد نصر - من أين نبدأ ؟