أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - تعال يا فالح ننتقم لرحيم، ونسجل هدفاً للعراق















المزيد.....

تعال يا فالح ننتقم لرحيم، ونسجل هدفاً للعراق


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 12:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بألم عاصر قرأت يا فالح مقالتك "الآن أنكسرظهري، وقلتََََّّّّ حيلتي يارحيم!!" (*) واحترت ماذا اكتب لك..

نحن الدامعين وريثو عيون البكاء..
.العيون التي تبكي اكثر مما تنظر..
هل انّا احياء بما يكفي، كي نبكي موتانا؟ (**)

قبل أيام من الحادث كتبت لك يا فالح اني استمع كثيراً الى اغاني قرص " شهداء الطريق", كلماتك التي شداها الفنان والإنسان الرائع فؤاد سالم, اسمعها كثيراً رغم اني لست شيوعياً. لقد اسعدك ذلك ولك الحق، فقد جعلت من مهمة صعبة، مهمة تعريفنا بشهداء حزبك واخبارنا عن بعض من صفاتهم وحياتهم، عملاً فنياً جميلاً قائم بذاته.

لكنك يا فالح لم تجبني عن سؤال اخر في نفس الأيميل، طلبت منك به التفكير بإنتاج قرص مماثل لمواجهة الطائفية المتزايدة. لم تجبني ولم الح عليك فانا على علم بحال صحتك، وانا موقن انك لست بحاجة الي لكي اثير اهتمامك بهذا الموضوع ولا ان احثك عليه.

لكن يا فالح, مقالتك عن رحيم، شديدة الوجع والقتامة، كحزن "سمفونية المقابر" أثارت حنقي مرة اخرى من المرات الكثيرة على من يمزق الوطن وابنائه دون ان يجد من يردعه...لذا قررت ان اعيد التماسي "غير المناسب".

انت وانا نكتب للعراق الذي نحب, وانت وانا نتظاهر احياناً ان كل شيء على مايرام وان لابد لكلماتنا ان تصيب مقتلاً. ورغم ان الكلمة، صديقتنا الرائعة تلك، طالما هزت عروشاً، لكنها فعالة بظروفها التي تسمح لها بالتراكم والزخم، اما في حالة طوارئ فوارة كحالة العراق فلعل الكلمة لا تكون في اقوى حالاتها...وقد تعجز...

بس الكلمة البتغني بترجع مجد بعلبك
بتزّهر...بتعمّر..وبتعلي العمار...
الغنية بتخلي الحجار...مَنها حجار..(***)

وانت يا فالح لديك "الكلمة البتغني"....فلا تبخل بها على بغداد.

طالما اتحفتنا بمتابعاتك عن مباريات العراق ضد الإرهاب، فكل جريمة ارهابية كانت هدفاً في مرمى العراق وكل نصر عراقي كان هدفاً في مرمى الإرهاب..وها انت تنفرد بالكرة عند البارتي، افلا تسجل لنا هدفاً؟

يا فالح، لا اريد ان اضغط عليك واعلم جيداً ان ما فيك يكفيك، ولكن ان وجدت الفكرة تخفف عن ثقلك ووافقت عليها فانا على استعداد للمساعدة بقدر ما استطيع وانا متأكد انك ستجد جيشاً من "المخابيل بحب العراق" مثل رحيم واصدقائه من الدليم ومثلك ومثلي وربما ستزعجك كثرة الأحباب حتى تقول: "لو باقي نخلة منسية في الصحراء جان احسن" 

رحيم سيكون اغنيتك الأولى...لكني لن احدثك عنه طبعاً فأنت تعرفه اكثر مني الف مرة..

.لكني سأحدثك قليلاً عن بضعة "اغنيات" عراقية اخرى تكاد تشدو بنفسها:

صديقي سعدون ضمد صحفي واديب كتب نداء جميلاُ جميلاً الى صديقه شهاب الذي اضطر الى هجرة المحلة بسبب ضغط التهجير الطائفي (ارسل لك رابطها في الأسفل(****)..إقرأ هذه الرائعة يا فالح فستمنح قلبك المجروح نسمة شبوي من مساء صيف عراقي) .. كم هناك من ((سعدون)) فقد ((شهاباً)) اليوم في العراق ويشتاق الى من يعبر عن المه وغضبه يا فالح؟ اليست هذه اغنية تستصرخ من يراها ويخرجها الى الحياة كما كان مايكل انجلو يقول انه يرى تماثيله "تختبئ في الصخر" قبل ان يبدأ نحتها؟

الشابان الرائعان, عثمان علي وعلي سيف بطلا جسر الأئمة ورمز محبة ووحدة طوائف الشعب العراقي الجميل...عثمان انقذ تسعة رجال ونساء ليغرق في النهاية مع المستجيرة العاشرة به, وعلي غرق إعياءً بعد ان بعد انقاذ خمسة افراد! أي شعب لديه مثل هذه الرموز ولايحولها بالفن الى نجوم لامعة تنير سماء مدينته, وما احوج مدينتنا الغارقة في الظلام الى ضوء النجوم.

وهذا لطيف..صديقي الذي أحرق ضابط دبابة امريكية اهوج عائلته احياء في سيارتهم، فتراهن مع ولديه الباقيين اي منهم الثلاثة سينهار اولاً, فلم ينهر اي منهم، وبقي هو يكتب للعراق ويغني بالوطن رغم ما لاقاه في هذا الوطن. راح يزرع نخلات في الطريق مكان استشهاد اولاده وزوجته ويلفها بعلم العراق ويتحدث عن القبّرة التي تصر على حب السنبلة التي تقف عليها.....كأن رحيم كان ينطق بلسانه حينما قال:

الوطن هذا الوطن كل شبر محراب
كعبة ودنكو يمهه اليصلون
عراق ومنهو غيرك يرهم وياي
وانا مطلق الدنيا وعايف الكون

هل اعدّ اكثر؟ وهل ينتهي العد يا فالح؟ جسر الصرافية الجميل...الا يستحق ان نعيد الطعنة التي وجهت له ونثبته رمزاً يصل العراقي بالعراقي مهما كانت قوميته ودينه وطائفته...كم من رمز انساني ووطني يمكننا ان نحسب؟

هذه الرموز الرائعة كان ثمنها دماء ودموع والآم عزيزة، فهل نتركها ليلفها النسيان ام نخبر الناس عنها كما اخبرتنا عن "جورج تلو" الذي كان يقاتل "من سطوح لسطوح؟" وعن الشهيدة التي تحب الورد وعن رجولة سلام الصامدة في قصر النهاية واخبرتنا ايضاً عن قبره المفقود؟

اعلم يا فالح انك مرهق ومريض ولا يحق لأحد ان يطلب منك جهداً، لكني فكرت: ربما يكون في الرد ما يخفف الألم، ولعل جهد الرد اقل ارهاقاً من تحمل الضربات والشعور بالعجز عن الرد عليها. فهو الشعور الذي "يكسر الظهر" فعلاً...
نحن ـ المستضعفين ـ لا قتلة في صفنا، نقوى بهم.
فكل القتلة هناك. لانملك غير رقابنا. ولايملكون غير السكاكين...(**)

لكن يا فالح، وبعد ان تجف الموجة الأولى من الدموع...ليس لنا إلا ان نستمع الى رحيم وهو يقول:

العثر ينهض والتهدم ينبني
هذن مرن عليّ وفايتات هواي
الويهن صبر ويخسن يلوّني

بأي شيء كان رحيم"يلويهن"؟ انملك سلاحاً "غير رقابنا" يمكنه ملاواة السكاكين التي يملكونها دون ان ندري؟
رحيم لم يملك هو الآخر غير قلمه، فهل تقدر الأقلام على لوي "السكاكين" والإنتقام "للرقاب"؟ من يدري يا فالح ألا نجرب؟ هل من خيار اخر؟ ها أنا يا فالح ادعوك صراحة للإنتقام لرحيم ولكل مغدور مثله.... انتقام الأقلام التي تغنّي، من السكاكين!


(*) http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=56298

(**) من قصيدة لكاظم الحجاج

(***) من مسرحية "بعلبك" للرحابنة.

(****)سعدون محسن ضمد: "وداعاً شهاب الفضلي.. ما دمت هناك وأنا هنا"
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=78272



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون في اليوم العاشر*
- لنتوقف عن العويل ولنجمع التبرعات للمعوقين
- سلسلة -روائح رأسمالية-: 1- رجال الضربة الإقتصادية
- من قتل اطفال النعيرية؟ رائحة فضيحة اكبر من ابوغريب!
- استاذي نجيب يونس...وداعاً
- خيارات على ظهر سفينة
- افاق الحافظ متأخراً...فمتى يصحو الآخرون؟
- ضيف المنطقة الخضراء 2* من 2
- ضيف المنطقة الخضراء – 1 من 2
- لابد ان يكون هناك...من يوقد الشموس
- أشواك القنفذ: فكرة لحماية الصحفيين
- السوق, القائد الضرورة الجديد: تعليقات على نص وثيقة -العهد ال ...
- المهدي المنتظر الجديد: الإستثمار
- على ماذا يفاوض فريق الأسود الأرنب؟
- نائب ما شافش حاجه
- -الرنين الإعلامي-: كيف يجعلونا نقبل اخباراً غير معقولة؟
- هدية مشاغبة للشيوعي العراقي: النقد -المغرض- كفرصة ذهبية لعرض ...
- المسلمون والعلمانيون – اضطهاد متبادل
- -لواكن- العراق الذين لانراهم..
- االعلمانية والديمقراطية الإسلامية – الجزء 2 - غض النظر عن ال ...


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - تعال يا فالح ننتقم لرحيم، ونسجل هدفاً للعراق