أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - قطعتا الخردة















المزيد.....

قطعتا الخردة


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:44
المحور: كتابات ساخرة
    


قطعتا الخردة

على عربة الروبابكيا المملوكة لتاجر روبابكيا فقير مبتدئ في هذه التجارة , وأنا موجودة وحيدة ليس لي مثيل أغلب الموجودات عبارة عن بلاستك قديم , وأقمشة , وأشياء ليس لها أصل , أنا الوحيدة حديد صلب ,أنا حزينة جدا على نفسي ,!! مهلا لقد وقفت العربة وقد أحضر التاجر قطعة أخرى من الحديد المطاوع , يا فرحتي أنا أحسن منها!! أنا صلب !!, ومنشأي دولة متقدمة.
وما أن وضعت القطعة الحديدية الثانية في العربة حتى تبادلا الحديث والتعارف , فقد ألقط القطعة الجديدة السلام على الأخرى, وقالت لها ما أجملك ما أروعك أنت صلب ومفرودة وطويلة ولامعة ,عرفيني بنفسك .
فقالت القطعة الصلب :
أنا دخلت هذه البلد مستوردة من بلاد متقدمة غاية في الرقي وغاية في التكنولوجي ,, أنا كنت قطعة من سوستة عربة نقل مخصصة للنقل الثقيل ومن حظي العاثر تم بيعي لهذه الدولة النامية التي يقال عنها مصر ,, ويقولوا عنها أم الدنيا !!على إيه أنا مش فاهمة,
فقد استعملوني استعمال سيء , ومن كثرة المطبات والشوارع السيئة, كان المجهود عليّ شاق جدا , وفي يوم وأنا في عز شبابي , سقطت السيارة في بالوعة مجاري طافحة , والروائح كانت نتنة جدا فانكسرت , وسقطت أنا مبتورة من السوستة , وسقطت تحت السيارة في المياه الراكدة,وقد وجدني طفل يلعب في القاذورات ومياه المجاري , أنا حزينة جدا على أطفال مصر !!!ولكن ما علينا الدولة المصرية عايزة كده, وباعني الطفل لهذا التاجر والذي وضعني على هذه العربية وأنا كنت وحيدة لحين وصولكِ أنت .
فقالت لها القطعة الأخرى : ماذا تريدي أنت تكوني بعد تشكيلك من جديد؟
ففكرت قليلا ثم قالت :
أنا مستوردة , وصلب ولامعة , أريد أن أكون قطعة من سلاح ناري أو قطعة من مدفع ,أو سيفا ملوكيا يتباهى به الملوك في مجلسهم أو أي شيء يليق بعظمتي ومنشأي ,,, وأنت قولي لي من تكوني , وماذا تريدي أن تكوني بعد صياغتك من جديد ؟
فقالت القطعة الثانية :
أنا فقيرة , مجرد حديد محلي الصنع , كنت أعمل كقطعة في محراث , العمل شاق!! ولكنني كنت أحب عملي جدا , فكنت أجد سعادتي وأنا أفك من صلابة تماسك حبيبات التربة , لأصنع منها وسادة جميلة مفككة تحتضن الشتلات أو البذور وكلما ضغط نفسي في التربة كلما ازدادت كفاءة الزراعة , وزاد المحصول وزاد الإنتاج , كنت أفرح جدا عندما أجد المزارع الفقير يجد نتاج عملة ويزداد ربحه , وكنت أحب زوجة المزارع وأولاده , فكانوا يأتون ويملّسون علىّ , ويمسحون بقايا الأتربة من علىّ , ويعتنون بي وأحسهم وكأنهم يقدمون لي الشكر في كل يوم أنجز فيه عملي,,إلى أن جاء اليوم الموعود وحيث كسرت من الاستهلاك , ولم ينفع معي التصليح , فباعني صاحبي وقلبه متألم عليّ ,حتى شاء الله وأصبحت أنا وأنت المتباهية بعظمتك ومنشأك في عربة روبابكيا واحدة وفي مقلب نفايات واحد وننتظر نفس المصير ,, ولكنك كنت متعفنة أتيت من بالوعة مجاري , ولكني أنا يعلوني تراب أرض طاهرة معدة لتعطي محصول يأكل منه الإنسان والحيوان ,, بل أخاف عليك لأن كبريائك سوف يوقعك في مجال عمل أخر أكثر شقاء ,بل مصدر عار لمثلنا من الحديد الذي يعمل من أجل رفاهية الإنسان,, وأنت تريدين أن تكوني مصدر رعب وقتل لأحبائنا أبناء البشر.
أنظري ها قد وصلنا إلى مكان يليق بنا نحن الاثنين ,, أنه دكان الحداد الفقير وابنه الفنان الموهوب في صنعة أبيه, ها قد باعنا التاجر لهذا الحداد ليصنع منّا ما يطلبه السوق أو ما يحلو في عيني الحداد الصغير الفنان ,,,,
وتوالت السنين وانطوت الأيام حتى تقابلا كلاهما على عربة روبابكيا أخرى!!!!!!!!!!!!!.
فقد بادرت القطعة المحلية كلامها مع القطعة المستوردة!!! أأنت مرة أخرى وبعد هذه السنين الطويلة , وما فعل بك هذا حتى أصبح يعلوك الصدأ , ولم يبقي منك حديد غير قليل , فقد أصبحت قطعة من آكاسيد حديد وليس حديد , وما هذه اليد الخشبية الملطخة بالدماء , وما بالك حزينة ومكتئبة , جاوبيني أرجوكِ!!!
فقالت وهي حزينة ومرهقة ومريضة :
لقد كنا سويا عند هذا الحداد الطيب , ولكن أبنه أعجب بي كثيرا وقال لأبيه :
إن هذه القطعة تليق أن تكون سيفا جميلا تحفة في الجمال والروعة, فضحك الحداد وقال : سيف ,,, سيف ,, وراح يضحك , ولكن الابن الفنان أعجبته فكرته , فأوقد الكور , وأنا كلي سعادة أن حلمي سوف يتحقق !!!! وراح يشكلني كما يتراءى هو , وما هي إلا ساعات معدودة ,فأصبحت سيفا جميلا ولكن بدون مقبض أو يد .
فدخل الحداد العجوز على ابنه , خسارة يأبني قطعة الحديد كان يمكن أن يعمل بها مجموعة من السكاكين والسواطير للجزارين في المنطقة , ولكن الآن لا تنفع في شيء غير أنها تكون سيفا يعلق على الجدران للزينة , لأنه لا يوجد الآن ملوك يتباهون بالسيوف ولا زعماء يستعملون السيوف ,,, ثم أنك سوف تأتي بثمن المقبض الذهبي أو الفضي من أين ,, فنحن فقراء لا نملك شيء ,, فقال الابن لقد تسرعت يا أبي ,, فماذا أفعل ؟
فقال له الأب قصّر من السيف قليلا حتى يصبح سكينا كبيرة نوعا أو سيفا قصيرا,,ربما نجد جزارا يشتريه , واصنع له يدا من الخشب كباقي السكاكين ,, ففعل بي الابن كما قال أبيه ولكني حزنت جدا على نفسي , وعلقني في المحل وما هي إلا عدة أيام حتى دخل المحل ابن الجزار , وشاور عليّ و ثم اشتراني, وذهب بي إلى أبيه حتى وجد الأب قد غضب جدا وقال لأبنه : ماذا نفعل بهذه السكين الثقيلة ؟ ولا هي ساطور أو سكين !!! علقها هناك ملهاش فائدة !!! .
فضلت على الحائط سنتين , حتى دخل للجزار شخص يلبس ملابس, توحي بالدين , وعلى وجهه علامة الصلاة , وملتحي ,,, وقال للجزار هل لهذه السكين فائدة عندك , ولما عرف أني لا أمثل أي فائدة حتى للجزار طلب أن يشترني ,,, ففرحت جدا بهذا , وقلت في نفسي ربما يستعملني في ذبح ذبائح الأضحى, أو ذبح ذبائح الصدقات , وإطعام الفقراء , أو حتى يقطع بي البصل المطلوب لطهي أكل المساكين, أو حتى لتقطيع الخبز , واللحم ,,,فكنت سعيدة جدا لأنه آن الأوان لأكون نافعة .
فدخل بي إلى أخوة له لهم نفس الملامح , ونفس الملابس , فقرأ أحدهم القرآن وراح آخر يفسر ما يقرأ , أي نعم أن هذه الآيات لها طابع عدواني ,, ومع أني لا أفهم, فضلت كما أنا سعيدة !!! وقام الجميع للصلاة , وفي صلاتهم يلعنون اليهود والنصارى ,, بل يلعنون المسلمين الآخرين ويعتبروهم كفار,, وأنا كما أنا لا يعنيني شيء , فأخرجني من اشتراني وأعطاني للزعيم أو كما يقولون هم عنه الأمير !!!
حتى أمسك بي وقال رائعة !!ثقيلة !! حادة جدا !! هي المطلوبة !!! هيا بنا يا رجال فدخلوا بي إلى غرفة بها شخص مكمم الفم ومعصوب الأعين !! ومربوط إلى كرسيه يتأوه من العزاب والجوع , فلبس أصحابي أشياء على وجوههم , وأخذ يقرأ أحدهم القرآن , وأمسك بي الآخر وهوى بي بكل حمله فقطع رقبة الضحية ,, والجميع يهتفون الله وأكبر!!!! الله وأكبر
حزنت جدا أحسست بأني أنا السبب حين تمنيت أن أكون سيفا يا ليتني لم أصنع !!يا ليتني لم أكون شيء,,, أسواء شيء في حياتي أني أكون في يد إرهابي.
وهكذا من ضحية إلى أخرى وأنا يعتصر قلبي ألما ,, على الضحايا وعلى الأيتام , والأرامل , وعلى الأمهات الحزينة لقد ساد السواد في كل بلد حلت به قدمي , قتلى أطفال, شباب, نساء, شيوخ , ولا تفريق أبدا الكل هنا يستعملني في القتل .
حتى اليوم الموعود الذي أنقذني مما أنا فيه ,, يوم أن شرع أحدهم قتل زميله الذي سرق دكان جواهرجي ويريد أن يأخذ المسروقات لنفسه,, ولكن هذا الزميل اللص كان أكثر حذرا , ودفع هجوم هذا المسكين بطلقة نارية استقرت في رأسه ورده قتيلا , فأخذني القاتل الجديد ,, وقتل زوجته : ودفنني في التراب حتى تم العثور علىّ بعد أن أهلكني الصدأ , وها قد رجعت مرة أخرى لعربة الروبابكيا ,,, وأخذت السكين تبكي وهي تقول وأنتِ:
فقالت أنا كما أنا بلدية المنشأ والصنع أحب الإنتاج , والعمل الشاق , لا أبالي بالفقر والتعب والكد,, نهايتي أمان ومحبة وسلام , فبدلا من سلاح محراث ها أنا فأس في يد مزارع, وعملي لم يتغير كثيرا ,,, أحب كل من حولي وهم أيضا يحبونني ولا يرتعب أحد من ملاقاتي, وأنا مازلت بقدرتي على العطاء وسوف أجد المزارع الذي سيستعملني .
هل سيأتي يوم ونرى هذه الصورة الدرامية في مصر ,, أم أنها موجودة ,,, أم أن السلام والتنمية سوف ينتصرا.
بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا,,ام ليس للخزاف سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة و اخر للهوان(رو 9 : 20, 21)



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج.م.ع دولة نظامها ديمقراطي يقوم علي أساس المواطنة‏
- احذر !!الإنجيل خطر
- الأيادي البيضاء
- المحبة الإسلامية
- رأس الحكمة ورأس الحية
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً
- المحرض على القتل! قاتل!
- ما الذي يخفيه المجهول؟!
- من يمسك يد بابا ؟
- أخيرا أعلنتم :لا يحل لك!!!!
- كليات الحقوق,, ثم ماذا؟
- أبو رجل مسلوخة
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - قطعتا الخردة