أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - صمت الحجارة وخيانة المثقفين














المزيد.....

صمت الحجارة وخيانة المثقفين


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
شهد النصف الثاني من القرن العشرين والسنوات السبع من القرن الحادي والعشرين مواقف مخزية من مجموعات المثقفين العرب، وتجمعاتهم، ونقاباتهم، واتحاداتهم، وكل تنظيم لهم، ينتمي إلى مؤسسات المجتمع المدني، تجاه إخوانهم وأصدقائهم وزملاء لهم في القلم والكلم، الذين يرزحون في سجون الديكتاتورية العربية، وكأن هؤلاء مجرمين، ارتكبوا جرائم قتل، وسرقة، وقطع طرق، وسطو على البنوك.. الخ. وكأن حال المثقفين يقول: "وأنا مالي". وكان ذلك خيانة من المثقفين لرسالتهم في الحياة وفي الثقافة، خاصة أولئك المثقفين الذين يعيشون في الداخل، وفي أحضان الأنظمة الديكتاتورية المارقة، ويمارسون مسح الأحذية، واللحى لها.

-2-
لقد تمادت أنظمة الحكم الديكتاتورية في العالم العربي في التنكيل بالمثقفين وسجنهم وتعذيبهم وربما موتهم، بدون محاكمات عادلة. وذهبت صيحات منظمات حقوق الإنسان المختلفة في العالم أدراج الرياح. ولم تنفع بهذه الدول الديكتاتورية المارقة تحذيرات الأمم المتحدة، وتهديدات الاتحاد الأوروبي. كما لم تخشَ هذه الدول الديكتاتورية المارقة الرأي العام الغربي، ولا الإعلام الغربي. في حين صمت الإعلام العربي - وهو المرتهن والمملوك في معظمه لأنظمة الحكم - عن هذه الجرائم، وتجنب دعوة المثقفين للحديث وإثارة مثل هذه الجرائم. واعتُبر أي اعتراض على مثل هذه الجرائم من قبل الغرب أو الشرق تدخلاً غير مشروع في الشؤون الداخلية للدول الديكتاتورية المارقة. بل إن الحديث، وإثارة مواضيع سجن وتعذيب المعارضة من المثقفين والسياسيين عموماً دون محاكمات عادلة، أصبح من الموبقات والكبائر الوطنية المُحرّمة، التي يتهم مرتكبوها بالعمالة للاستعمار والدول الأجنبية، ودعوة السلطات الأجنبية للتدخل في الشؤون الداخلية الوطنية. وذلك كله في غياب العدالة العربية، حيث لا عدل في هذا الشرق، وأصبح شعار: "القتل أساس المُلك" بديلاً للشعار الكاذب والمزيف: "العدل أساس المُلك".
-3-

لا نريد هنا أن نستعرض عدد الجرائم التي ارتكبتها الدول الديكتاتورية المارقة بحق المثقفين والسياسيين المعارضين، فهي معروفة ومشهودة، ولا تحتاج إلى تكرار. والجديد فيها هو ما جاء في "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي" الأخير عن الممارسات القمعية للنظام السوري والأوضاع العامة في سوريا مطالباً بالإفراج عن المعتقلين، وطي صفحة الاعتقال السياسي الذي سمم الحياة الوطنية، ودمر حياة آلاف الأسر السورية. فنظام الحكم في سوريا لم يكتف بمواصلة اعتقال عشرات الناشطين السياسيين الديمقراطيين والحقوقيين وعلى رأسهم: عارف دليله، بل وقام بحملة اعتقالات طالت مثقفين وناشطين سياسيين ديمقراطيين ونشاطي حقوق إنسان كأنور البني، وميشيل كيلو، ومحمود عيسى، وسليمان الشمر، وخليل حسين، وكمال اللبواني. وهناك ناشطون سياسيون ومثقفون آخرون ينتظرون المحاكمة. بل إن سوريا كلها في سجن كبير. وهؤلاء جميعاً لن يفرج عنهم بعد انتهاء مدة سجنهم، ولكن ستُلفق لهم تهم جديدة ومحاكمات صورية، ويعادوا مرة أخرى إلى السجن، وهكذا دواليك حتى يتلفوا ويتخلوا عن دعواهم، أو يموتوا، أو يصلوا إلى الرمق الأخير من حياتهم كما تم مع المعارض البارز رياض الترك (مانديلا سوريا)، الذي سُجن لمدة عشرين عاماً، ولم يخرج من السجن إلا بعد أن بلغ أكثر 75 عاماً، وبعد أن شارف على الموت، وخشي النظام الحاكم في سوريا من موته أكثر من خشيته من حياته. وكذلك صلاح جديد الذي سُجن 23 عاماً دون محاكمة في عهد الأب القائد، ولم يخرج من السجن إلا بعد شارف على الموت، ومات بعد خروجه من السجن مباشرة. كذلك نور الدين الأتاسي الذي تم سجنه 22 عاماً أيضاً في عهد الأب القائد، ومات بعد خروجه من السجن مباشرة. وغيرهم كثيرون. وهؤلاء هم ضحايا الأب القائد. أما ضحايا الإبن القائد في السجون السورية المشهورة كسجن "المزّة" وسجن "تدمر" المخيف والمرعب، الذي يفوق قسوة وبشاعة عن سجن الباستيل المشهور، فسوف يلاقوا المصير نفسه. وسيكون هناك ضحايا آخرون للحفيد القائد، ما لم نقف نحن المثقفين الليبراليين وقفة مسؤولة وجماعية، ونتحرك بقوة، ليصل صوتنا إلى ضمير العالم الحر. أما الضمير العربي المرحوم فقد أصبح رميماً.
السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أمير المؤمنين خالد مشعل ووالي غزة اسماعيل هنية
- دعوهم يحكمون لينكشف زيفهم
- طالبان في غزستان!
- القتلُ أساسُ المُلكْ
- الليبراليون الجُدد في الثقافة الايطالية
- ما الحكمة من المحكمة؟
- غابت العدالة العربية فحضرت الدولية
- الأقباط بين مطرقة الكنيسة وسندان المسجد!
- الوباء الفلسطيني!
- عمر بن الخطاب شيخاً للأزهر!
- كفوا عن بهدلة الإسلام يا فقهاء الجهالة والضلال
- لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي؟
- العراقيون في الشتات الحريري!
- أنا الآن في العراق!
- الإرهاب ضد الحداثة وليس ضد الوجود العسكري الأجنبي
- ما هذا العراق النادر العجيب؟
- لكي لا تتكرر حملات الأنفال
- الارهاب لم يَعُدْ عراقياً وإنما عربياً ضد زهرة الحداثة
- شهر التهجير والتحرير
- في ذكرى قيامتك الرابعة: بغداد: ستظلين ذهب الزمان


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - صمت الحجارة وخيانة المثقفين