أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر النابلسي - القتلُ أساسُ المُلكْ















المزيد.....

القتلُ أساسُ المُلكْ


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


-1-

باغتيال النائب البيروتي عن "تيار المستقبل" وليد عيدو، وابنه البكر خالد، ومجموعة من المرافقين معه، لم ينتهِ مسلسل القتل في لبنان. فوليد عيدو لن يكون آخر الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن شرف لبنان، واستقلال لبنان، ومعاداة للاستعمار الجديد. وما زال الكثير من الأسماء المرشحة للاغتيال في القائمة.
-2-
لا أدري ما هي الحكمة، وما هي الغاية والهدف من قتل إسرائيل وأمريكا للوليد عيدو، وابنه خالد، ومجموعة من مرافقيه الأبرياء، وذلك بنفس الطريقة والأسلوب الإرهابي الذي قتلت به تلك القائمة الطويلة من كواكب السياسة ورموز الإعلام اللبناني؟
ثم لماذا تلجأ أمريكا وإسرائيل إلى قتل رموز معينة من "تيار المستقبل" السياسي بالذات، ومن نواب الأغلبية في البرلمان اللبناني، ولا تغتال رموزاً ونواباً من التيارات الدينية السياسية اللبنانية، أو من التيارات المتضامنة والداعمة لنظام الحكم السوري، عدو إسرائيل وأمريكا اللدود؟
-3-
لا غباء، ولا بلاهة، ولا سوء دراية، كما هي الحال مع إسرائيل وأمريكا.
تغتالان الواعدين، والمنادين بالحرية والديمقراطية، والرافضين لإقامة دولة دينية في لبنان، والمؤيدين لاستقلال لبنان وترسيم الحدود، وإقامة تمثيل دبلوماسي بين لبنان وسوريا، والرافضين للإرهاب وظلاميات "القاعدة" و"القائمة"، وتترك رموز التيار الديني – السوري في لبنان يمرحون، ويسرحون.
-4-
ما هذا الغباء، ومن هذه الجرائم التي تُرتكب بحق لبنان، ورموزه السياسية والإعلامية؟
لقد حاول الشيطانان الأصغر والأكبر ( إسرائيل وأمريكا)، منذ أن فاز "تيار المستقبل" و"قوى 14 آذار" بأغلبية مقاعد مجلس النواب اللبناني، أن يُضعفا قوى الأكثرية، ويقفا إلى جانب قوى المعارضة الدينية والعلمانية على السواء. ولكن ذلك لم يُجدِ نفعاً.
لقد حاولت إسرائيل وأمريكا بعد خروجهما من لبنان، ذلك الخروج المُذل والمُهين للكرامة، العودة إليه متسللين من بين أغصان شجر الأرز والصنوبر، باعتبار الأولى أقوى قوة عسكرية واقتصادية وصناعية وثقافية في الشرق الأوسط، وباعتبار الثانية أقوى قوة عظمى في العالم، بعد أن منّيتا نفسيهما بأن لبنان أصبح جزءاً لا يتجزأ من أرض الميعاد الإسرائيلي، والكيان الفيدرالي الأمريكي. ولكن ذلك لم يُجدِ نفعاً.
-5-
لقد حاولت إسرائيل وأمريكا منذ عام 2005، وإلى الآن أن تحرق لبنان كما وعدت وتوعّدت. وبذل الموساد، والسي أي إيه، والإيه أي سي، والأي إيه سي، وكل أجهزة استخبارات الاستعمار الجديد، كل الجهود لقتل عصفور لبنان الأخضر على قاعدة: "إما أن تكون لي، أو الموت لك". وها هي هذه الأجهزة توفي بوعدها وتحقق وعيدها. والعرب كلهم يتفرجون، ويضربون كفاً بكف، ويحوقلون، ويدعون الله على منابر صلاة الجمعة، والأعياد، وعلى جبل عرفات، أن يسخط هاتين الدولتين الشريرتين، اللتين تُذيق العرب والمسلمين كل يوم، كؤوس المر، والعذاب، والشقاء في أفغانستان الجريحة، وفلسطين المسلوبة، والعراق المنكوبة، ولبنان المحروقة.
ويستعيذون من الشيطانين الأصغر والأكبر، ويستغفرون الله.
ولكن العرب حتى الآن لم يدركوا بعد، أن الموت اليومي العبثي في العراق وفي لبنان، من شأنه تهديد السلم العالمي، وتقويض النظام العربي برمته، وبالتالي انتشار الفوضى بالمنطقة كلها، وتهديد مصادر الطاقة تهديداً خطيراً، مما يعني شلَّ الاقتصاد وتوقف الصناعة العالمية.
-6-
إن المحكمة الدولية، التي أقرها أخيراً مجلس الأمن، والتي عارضتها إسرائيل وأمريكا معارضة شديدة، واعتبرتها انتقاصاً واضحاً من السيادة اللبنانية، سوف تكشف للعالم كله الدور الكبير والخطير، الذي لعبته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية في قتل الحريري، ورفاقه، وقائمة طويلة من كواكب السياسة والإعلام اللبناني.
ونأمل أن يُعجّل مجلس الأمن، في تفعيل أعمال هذه المحكمة، حتى لا نستقيظ غداً ، فلا نجد سياسياً لبنانياً حراً شاهداً، وقد اغتالتهما جميعاً إسرائيل وأمريكا ، ولم يبقَ في لبنان غير الأنصار، والحلفاء، والعملاء.
-7-
لقد قامت دولة إسرائيل والدولة الاستعمارية الأمريكية على مبدأ:
القتلُ أساسُ المُلكْ.
ولهذا أبادت أمريكا الهنود الحمر، وقتلت مئات الآلاف منهم، لصالح الرجل الأبيض المُستعمِر.
ولهذا أيضاً، أبادت إسرائيل لصالح المهاجرين اليهود، من الفلسطينيين، أكثر مما أبادوا بعضهم بعضاً في الماضي والحاضر، أو أكثر مما أباد العرب منهم في المخيمات الفلسطينية في لبنان، في الثمانينات، وقبلها، وبعدها.
ولو كان شعار إسرائيل وأمريكا:
العدلُ أساسُ المُلكْ.
كما هو شعار العرب والمسلمين اليوم وغداً، ومنذ مئات السنين، لما حصل في أفغانستان، والعراق، وفلسطين، ولبنان، والصومال، وقبلها في الأندلس ما حصل من قتل واغتصاب للأوطان والثروات.
-8-

لن ينفع إسرائيل وأمريكا، ولن يشفع لهما تحريضهما على إضعاف حكومة السنيورة، وذلك بسحب وزراء الأحزاب الدينية الشيعية المتحالفة معها. كما لن ينفعهما مساندة رئيس الجمهورية المُجددة ولايته بالعصا الإسرائيلية وبالكرباج الأمريكي، وتهديده بتشكيل حكومة "شرعية" ثانية، ضد حكومة السنيورة قبل أن يترك منصبه لرئيس جديد. كما لن يشفع لإسرائيل وأمريكا تعطيل جلسات مجلس النواب، وإغلاق أبوابه، وإرسال مفاتيحه إلى البيت الأبيض، ونسخة منها إلى الكنيست الإسرائيلي.

-9-

قد يقول قائل، أو يسأل سائل، من كُتّاب المارينز، أو من الطابور الخامس، أو من بحارة الأسطول السادس، أو من قابضي الأخضر، واللاعبين بالبيضة والحجر:
- ما دليلك يا فصيح، على هذه الاتهامات؟
وجوابنا بكل بساطة:
- وهل هناك عدو للبنان، ولشعب لبنان، ولاستقلال لبنان، غير إسرائيل وأمريكا؟
- ثم مَنْ له مصلحة في تدمير الفردوس المفقود، وأندلس الشام، وسويسرا الشرق، غير هذين الشيطانين: الأصغر والأكبر؟
أفلا تعقلون؟
-10-


أما أنت يا وليد عيدو، ويا خالد وليد عيدو، ويا باقي رفاق عيدو، ويا شهداء استقلال لبنان الآخرين، فاطمئنوا، فلن يضيع دمكم هدراً، ما دام في لبنان، وفي جيران لبنان، وفي أصدقاء لبنان قلب ينبض، ولسان يلوك.
عاش قلب العروبة النابض.
عاشت الوحدة، والحرية، والاشتراكية.
يعيش القائد.
يعيش، يعيش، يعيش.
السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبراليون الجُدد في الثقافة الايطالية
- ما الحكمة من المحكمة؟
- غابت العدالة العربية فحضرت الدولية
- الأقباط بين مطرقة الكنيسة وسندان المسجد!
- الوباء الفلسطيني!
- عمر بن الخطاب شيخاً للأزهر!
- كفوا عن بهدلة الإسلام يا فقهاء الجهالة والضلال
- لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي؟
- العراقيون في الشتات الحريري!
- أنا الآن في العراق!
- الإرهاب ضد الحداثة وليس ضد الوجود العسكري الأجنبي
- ما هذا العراق النادر العجيب؟
- لكي لا تتكرر حملات الأنفال
- الارهاب لم يَعُدْ عراقياً وإنما عربياً ضد زهرة الحداثة
- شهر التهجير والتحرير
- في ذكرى قيامتك الرابعة: بغداد: ستظلين ذهب الزمان
- الفاكهة المحرّمة
- إنها الشرعية الدولية وليست الوصاية
- لماذا الشقائق في منظمة الأقليات؟
- لكي لا ننام على الاسفلت مرة أخرى!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر النابلسي - القتلُ أساسُ المُلكْ